الاثنين، 5 نوفمبر 2012

لا لحنان الحلوى..!

صورة

دخل ابني الأكبر إلى مدرسة جديدة حيث تُقدم إليه كل يوم حلوى مثقلة بالسكر مع الغداء. أعتقد أن هذه مشكلة تتطلب حلاً. يجب ألا يتم تعليم الأطفال أن كل وجبة، العشاء أو الغداء، تنتهي بتناول طعام حلو. فهذا الأمر يعزز عادة وشغفًا قد يشكلان تحديًا لكسرهما في وقت لاحق في الحياة.
كم مرة يسمح للأطفال بتناول الحلوى؟ في الحقيقة، لا تتوافر إجابة واحدة صحيحة، فالأطفال غير متشابهين. بعضهم أكثر عرضة للإدمان على السكر، وبعضهم يتناول الطعام بشكل صحي طوال اليوم بينما البعض الآخر لا يفعل، والطفل في الواقع يختلف عن المراهق.
دعونا ننظر أولاً في حساسية السكر. بعض الأطفال أكثر حساسية تجاه السكر من غيره. وفقًا لكاثلين دي ميزون في كتابها «إدمان الصغار على السكر»: «بعض الناس… يولدون مع خلل في ثلاثة أجزاء من كيمياء الدماغ الجسم: يعانون انخفاض مستوى السيروتونين (المادة الكيماوية التي {تهدئ} الدماغ وتساعد على قول لا)، وانخفاض مستوى البيتا إندورفين («مسكن» الدماغ الخاص)، وتقلب السكر في الدم. تجعلهم هذه الاضطرابات الثلاثة يتفاعلون بعمق مع آثار السكر المشابهة للمخدرات». لذلك، يجب الانتباه إلى طفلك عندما يستهلك السكر، فالطفل الذي يظهر ردًا سلبيًا على تناول الكثير من السكر يجب أن يقلل كمية السكر، وربما يجب ألا يتناول الحلوى بانتظام.
يمكن للطفل الذي يأكل جيدًا لوحده طوال اليوم أن يتناول وجبة خفيفة حلوة أكثر من الطفل الذي لا يحصل على ما يكفي من المواد المغذية في جسمه. فالبروتين والدهون الصحية تبطئ أثر السكر والكربوهيدرات البسيطة، لذلك قد يكون الطفل الذي يتناول الطعام بشكل جيد على مدار اليوم أقل تأثرًا بأي نوع من السكر المستهلك.
وينبغي أيضًا أخذ السن في الاعتبار عند البت في عدد الوجبات الحلوة التي يمكن للطفل تناولها. باختصار: الصغار بحاجة إلى القليل من الحلويات. أما الأطفال فعلاً فلا يجب أن يتناولوا الحلويات بتاتًا. فابنتي على سبيل المثال (18 شهرًا) لم تتذوق الحلوى بعد. ستتعرف إليها قريبًا من الأقران والمدرسة وإخوتها، لكن في الوقت الراهن، لا أجد أي سبب لأعرفها عليها.

أسباب
إذا افترضنا أن طفلتك تأكل بشكل صحي طوال اليوم، ولا يبدو أنها تعاني حساسية مفرطة تجاه السكر وهي في عمر يخولها طلب الحلوى، لماذا لا يجب أن تتناول الحلوى كل ليلة؟ إليك بعض الأسباب:
• أصبحت الحلوى ورقة مساومة لجعل الأطفال يتناولون وجبة العشاء. من المغري للآباء الاعتماد على الحلوى على سبيل الرشوة أو المحفز ليتناول الأطفال العشاء. يمرر ذلك رسالة غير صحية فحواها أن العشاء مروع والحلوى مرغوب فيها.
• يمكن لرفع نسبة السكر في الدم قبل النوم أن تحد من قدرة الطفل على النوم، وعندما يحدث انخفاض السكر، يطلق الجسم الأدرينالين وبالتالي قد يعاني الطفل اضطرابًا في النوم.
• إذا كانت الحلوى تشكل جزءًا من يومنا، أفضل أن أقدمها لأولادي مع الوجبة الخفيفة بعد الظهر، بدلاً من تقديمها بعد العشاء في الوقت الذي يجب أن يرتاحوا فيه. أحاول ضمان توافر بعض البروتينات في الوجبة الخفيفة بعد الظهر، أيضًا، ما يساعد في الحفاظ على حالتهم المزاجية والطاقة أفضل من الحلو وحده.
• غالبًا ما يأكل الأطفال الحلوى بغض النظر عما إذا كانوا يعانون الجوع. هدفنا تعليم الأطفال الاستماع إلى أجسادهم لتناول الطعام فحسب عندما يشعرون بالجوع. في الواقع، الأطفال الذين يحصلون على الحلوى كل ليلة، غالبًا ما يأكلونها لأنها تقدم لهم، وليس لأنهم لا يزالوا جائعين أو يرغبون حقًا بتناول شيء حلو.
• الحلويات كبيرة جدًا. أصبحت البوظة والكعك في هذه الأيام أكبر بكثير مما كانت عليه عندما كنت طفلة. يجب أن يساوي حجم الحلوى ما يعادل ملعقة من البوظة، من دون صلصة الشوكولا، أو قطعتين صغيرتين من البسكويت. يجب ألا تكون الحلوى فائقة الحجم، خصوصًا عندما تكون مخصصة للأطفال.
• غالبًا ما تغرق الحلويات في السكر. الفاكهة الموسمية أو الحلويات المصنوعة من مواد التحلية الطبيعية هي بدائل رائعة.
• لا مانع من تناول الحلوى أحيانًا، وكلما أسرعنا في تعليم أطفالنا أن الحلوى لا تؤكل سوى «أحيانًا»، سرعان ما ستختفي المعركة على الحلوى. بعدئذٍ يمكننا الاستمتاع بالعشاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com