الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

"نهفات" الأعراس: ضحك وإحراج يؤرخان لليلة العمر


منى أبو صبح

عمان-  لم يكتشف فارس الزبن (35 عاما) ووالدته أنهما نسيا "طقم الذهب" إلا عندما حان وقت "التلبيسة"، ما أربك ذلك العروسين وعائلتيهما ليشعر جميع من بالقاعة بالإرباك.
وللخروج من الموقف "المحرج" بدأ المقربون يقدمون اقتراحات، وفق الزبن، حيث أشارت إحداهن أنه "ممكن إلغاء الفقرة كونها أصبحت موضة قديمة"، أما "صديقة والدتي فاقترحت بأن أقوم بأخذ ما ترتديه من حلي وتلبيسه لعروسي".
الزبن لم يوافق على تلك الحلول بل طلب من أخيه مغادرة الحفل لجلب "الشبكة" حيث أعيدت الفقرة في نهاية الحفل.
كثيرة هي المواقف أو "النهفات" التي تحدث مع العرسان في ليلة العمر ولا تنسى، بعضها طريف ومواقف أخرى تكون محرجة، لكنها تبقى راسخة في الأذهان، مؤرخة للحظات ما قبل دخول "القفص الذهبي" ليعيد الزوجان تذكرها لاحقا أو سردها للابناء والمقبلين على الزواج من الأصدقاء، مقدمين النصائح بقالب مضحك يبعث على الفرح.
سلمى الطويل (31 عاما) لا تستطيع نسيان الموقف المضحك والمزعج في الوقت نفسه الذي حصل معها في ليلة زفافها، حيث تقول: "بعد أن ارتديت فستان الزفاف وبدأت الكوافيرة بعمل المكياج والتسريحة حدث ما لم يكن بالحسبان، فقد انشق "سحاب الفستان كله"، متابعة "اضطررنا لخياطته من جديد وتأخرت عن موعد الحفلة قليلا، ومع أني واثقة بأنهم قاموا بإصلاحه جيدا إلا أنني تقيدت بحركتي في القاعة حتى لا ينشق السحاب مرة أخرى وسط المدعوين".
الأربعينية أم حسام تستذكر ليلة زفافها "بعد أن انتهيت من ارتداء الفستان ووضع المكياج بالصالون، تعرضت لحالة إغماء استمرت بضع دقائق، وتسببت بخوف ورعب الموجودين، وسارع الجميع لإيقاظي، وبعد نقلي للمستشفى تبين أنني تعرضت لهبوط في الدورة الدموية نتيجة الإرهاق وعدم تناول الطعام بشكل جيد".
"من المفترض أن تكون لدى الإنسان قدرة على حسن التصرف في المواقف المختلفة سواء في الفرح أو الحزن"، وفق الاستشاري الاجتماعي والأسري د. مفيد سرحان، الذي يبين أن هذا الأمر يحتاج إلى "مران وخبرة وتجربة"، فبقدر ما يكون للإنسان خبرة واسعة وتجارب في الحياة يحسن التصرف في المفاجآت.
ويبين سرحان أنه يجب على الشخص المعني أن يتحمل ردة فعل الآخرين للوهلة الأولى، وأن يستوعب الآخرين لأن استيعابهم وفي اللحظة الأولى "مهم جدا في توجيه ردة الفعل لديهم من غاضب ومستنكر إلى موقف فيه الفكاهة والدعابة".
ليلة زفاف الأربعيني أبو فارس مليئة بالمواقف المضحكة وفق وصفه، حيث يقول "عندما نزلت وعروسي درج الكوشة تعرقلت بطرف فستانها فسقطت أرضا وانشق فستانها، وفي فقرة استبدال الخواتم لم أتمكن من إخراجه من يدها، فقمت بتلبيسها خاتما في اليد اليسرى عوضا عنه، كما قامت عروسي بسكب العصير على قميصي في فقرة "الكيك شو"، ومع هذا أكملت وعروسي الحفل بالضحك والفرح". 
ويذكر الخمسيني أبو محمد الموقف الغريب والمضحك بالوقت نفسه في قاعة الفرح، ويقول: "قمت بإنزال العروس "زوجتي الآن" من الكوشة واتجهنا وسط المدعوين، لنرى سقف الجبس يقع من الأعلى أمامنا، دهشنا حينها كثيرا، وحمدنا الله بأنه لم يصب أحد بأذى، وضحك جميع من حولنا حتى نتناسى ما حدث".
ليلى الطيب (32 عاما) تروي أن عرسها قبل خمس سنوات أقيم في منزل أهل زوجها، وكان الحفل مزدحما بالمدعوين، وفي اللحظة التي دخلت بها وسارعت الفتيات بانتقاء أغنية لذلك، انقطعت الكهرباء، وساد التوتر في المكان، لاسيما بعد أن "أفسدت الدموع زينتي".
وتتابع ليلى "حاول زوجي تمالك أعصابه وتهدئتي، وقام الجيران والأقارب بإحضار المصابيح والشموع، وبعد ساعتين من أجواء العرس الحزين القائم على أغاني كبيرات السن فقط رجعت الكهرباء، وبدأت صديقاتي بتصليح زينتي وإضفاء أجواء من المرح والضحك لامتصاص غضبي". 
وهنا يبين سرحان أن ردة فعل الآخرين؛ أي المشاهدين للموقف، يجب أن تكون على درجة عالية من الإحساس والتعاطف مع الآخر، وأن لا تكون ردة الفعل لديهم فيها سخرية واستهزاء وتشفٍّ، لأن الجميع معرض لمثل هذه المواقف.
ويضيف يجب أن يتصف المحيطون بالعروسين بالحكمة وسرعة البديهة لاستدراك المواقف التي قد يتعرض لها العروسان، حتى يتجاوزاها دون أن تترك آثارا نفسية سلبية لديهما مستقبلا، فمن الممكن إيقاء أجواء من المرح غير أن سرحان يدعو إلى عدم المبالغة في الضحك حتى لا يتم إحراجهما.
ويرجح الاختصاصي النفسي د. خليل أبو زناد أن الأثر النفسي للمواقف المحرجة أو المضحكة في الحفلات، يعتمد على شخصية العروسين والحاضرين والموقف ذاته، فإذا كان أحد العروسين حساسا جدا فيبقى الموقف حاضرا بداخله وينزعج منه.
وينوه سرحان إلى أن جانب الحيطة والحذر والاستعداد بشكل جيد للمناسبة، من خلال توزيع المهام، والتنبه للحاجيات والتفاصيل قبل الموعد المحدد، وأيضا الانتباه لخط سير العروسين وما يتطلبه ذلك من تهيئة المكان لوصول العرسان بصورة سليمة وآمنة.
ويتابع أبو زناد قد يكون الموقف باعثا لضحك العروسين، لكنهما ينزعجان من ردة فعل بعض الحاضرين واستنكارهم لهما بإطلاق عبارات سيئة بحقهما مثلا، وعليهما بهذه اللحظة التعامل مع الموقف الطريف بحكمة وعدم الاكتراث لتلك التعليقات مهما بدت ساخرة، وهذا يتفاوت حسب ثقة الشخص بنفسه.
ورغم أن الثلاثينية أميمة مضى على زواجها ستة أعوام غير أنها حتى الآن لم تر "CD" حفل زفافها، واصفة ذلك اليوم بـ"النكسة".
وعن ذلك تقول "بعد أن خططت وقتها مع زوجي لحفلتنا وتعبنا في الاعداد لليلة العمر، تأخر أهل العريس وبعدها تاه أهلي عن سيارات الفاردة وتأخروا هم ايضا عن الحفل"، مضيفة أن العرس الذي كان موعده ساعتين ونصف تبقى منه نصف ساعة!
كادت تحدث مشاجرة غير أن "تصرف زوجي الحكيم وبعض أقربائي حال دون ذلك ليمضي العرس، غير أن الغصة ما تزال لأنني كنت أتمنى أن يكون حفل زفافي يوم فرح تاريخي لا ينسى".
يقول أبو زناد "كل إنسان معرض لمثل هذه المواقف"، كأن يقع العروسان أو تحدث مشاجرات أو مواقف مزعجة، غير أن أبوزناد ينصح العروسين بعدم التفكير بالأمر اللحظي الذي حدث كثيرا، حتى لا يعكر صفو الحياة لاحقا ويكدر الحياة الزوجية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com