الأحد، 25 نوفمبر 2012

كيف نكشف عن الطلبة الموهوبين والمتفوقين؟

صورة



أمينة منصور الحطاب -  غِنى طالبة في الصف السابع الأساسي تكتب القصص والمقالات وتبحث عمن يرعى موهبتها الأدبية بَعثت لي إيميلاً تسألني فيه أن أقرأ قصصها ومقالاتها وأن أبدي رأيي فيما تكتب .
 سررت بإيميل غِنى، وأبديت رغبتي في مساعدتها رغم أنني غير مختصة بالأمور الأدبية ، وما زلت أشعر بأنني هاوية للكلمات التي تنبع من القلب وتدخل إليه من غير استئذان تماماً مثل غِنى ، إلا أن مسألة الطلبة الموهوبين إستوقفتني وجعلتني أتساءل ؛هل حقاً نرعى الطلبة الموهوبين في مدارسنا ؟ هل نستطيع تمييزهم عن باقي الفئات الإعتيادية داخل الحجرات الصفية ؟ هل نملك المعلمين المؤهلين للتعامل مع هذه الفئات؟ هل هنالك برامج خاصة تُقَدم لهم على أرض الواقع ؟؟ هل تراعي مناهجنا الدراسية هذه الفئة؟؟ هل توفر البيئة المدرسية الدعم المادي والنفسي لهؤلاء الموهوبين ؟؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني وأحاول أن أجد لها إجابات !!
 ولعل من المناسب الخوض في هذا الموضوع عَلنا نجد أذناً صاغية من كل التربويين داخل الميدان و خارجه؛ تعي أهمية رعاية هذه الفئة التي تتباهى بهم الأمم والشعوب وتحرص على العناية بهم منذ نعومة أظافرهم لكي نُخرج منهم العلماء والخبراء والمخترعين في ظل هذه الأوضاع والظروف الصعبة التي تجتاح وطننا الحبيب.
= من هو الطالب الموهوب أو المتفوق ؟
«هو ذلك الطالب الذي يثبت بشكل لا يدع مجالاً للشك بوجود قدرات عالية في التحصيل الأكاديمي والتفكير العميق والأداء المتميز في مجال واحد أو أكثر من المجالات المعرفية والإبداعية والقيادية والفنية والحركات الرياضية ، ولا سيما عند مقارنته بأقرانه من ذوي العمر المتقارب والخبرات المتشابهة والبيئات البشرية المتقاربة «( سعادة ، 2010 ، ص42).
=خطوات تحديد الموهوبين والمتفوقين 
تشتمل عملية تحديد الموهوبين والمتفوقين على ست خطوات رئيسة، تتم بشكل تتابعي، وتعتبر كلاً متكاملاً من الخطوة الأولى وحتى السادسة ( جودة، 2010، ص47، ص56، المرجع السابق ).
الخطوة الأولى : ضرورة زيادة الفهم للموهبة والموهوبين والتفوق والمتفوقين.
وللتحقق من زيادة فهم عالم الموهبة فإنه لا بد من القيام بالخطوات الفرعية الآتية:
1-العمل على مشاركة صناع القرار؛ حيث ينبغي تحديد صناع القرار من بين مجموعة من المهتمين بالموهوبين والمتفوقين والمعلمين ، وأولياء الأمور ، والمديرين ، ورفاق الطلبة ، وأعضاء المجتمع المحلي لتقديم المعلومات التي يحتاجونها لزيادة وعيهم بالموهبة وتطوير اتجاهات إيجابية نحوها ، وذلك لتكوين مجموعة من صناع القرار المؤهلين فعلاً لخدمة الطلبة الموهوبين والمتفوقين والدفاع عن قدراتهم ومصالحهم وحاجاتهم واهتماماتهم وميولهم.
2-الإلمام بخصائص الطلبة الموهوبين والمتفوقين؛ إذ لا بد من فتح باب للنقاش حول خصائص المتعلمين الموهوبين والمتفوقين وذلك للتأكد من الحاجات الإجتماعية والعاطفية المرتبطة بالموهبة بصورة عامة، مع الإلمام بحاجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين أنفسهم.
3-تحديد البرامج المناسبة للموهوبين والمتفوقين؛ حيث ينبغي تحديد مدى توفر الوسائل والمصادر التعليمية، وفحص البرامج التي تم إختبارها، ثم تطوير خيارات متنوعة من المقررات الدراسية التي تختلف عن مقررات الطلبة العاديين، وتمتاز في الوقت نفسه بالأنشطة الإثرائية ذات العلاقة الوثيقة بالمجتمع المحلي.
4-تحديد طرق التنفيذ والوقت المحدد لكل واحدة منها؛ حيث يتم إبلاغ كل من أولياء الأمور، وأعضاء الهيئة التدريسية، والمهتمين بالموهبة والتفوق ، ببرامج الخدمات الطلابية لهذه الفئة المتميزة من الطلبة، ويتم تطوير نماذج متنوعة للإشتراك في عملية الكشف عن الموهوبين والمتفوقين.
الخطوة الثانية:تنفيذ عملية عرض المعلومات اللازمة للكشف عن الموهوبين والمتفوقين.
وللتأكد من نجاح هذه الخطوة لا بد من التواصل مع الأطراف ذات العلاقة بالكشف عن الموهوبين والمتفوقين، حيث يتم تطوير دليل للمعلومات حول الإجراءات المحلية المتبعة في الكشف عن الموهوبين والمتفوقين : من حيث المعايير المستخدمة، والوقت المطلوب لتنفيذها والقرارات المتخذة بشأنها، والإعتراضات التي تم تقديمها من بعض المشاركين فيها ، ثم يتم تدريب المعلمين على أنماط السلوك والإنجازات التي يقوم بها الطلبة داخل حجرة الصف وتمثل أدلة على الموهبة والتفوق، مع التوضيح لأولياء الأمور أهمية مراقبة تصرفات أبنائهم داخل المنزل والتي تشير إلى خاصية أو أكثر من خصائص الموهوبين ، وإشراك أقران هؤلاء الطلبة في عملية الكشف، وذلك لزيادة فاعلية أسلوب الغربلة للكشف عن الموهوبين والمتفوقين من مصادر متعددة.
الخطوة الثالثة :تطبيق طريقة الغربلة وذلك من خلال: 
1-التأكيد على تطبيق العدالة مهما تنوعت الخلفيات العرقية والثقافية.
2-ضرورة أن تشتمل عملية التصفية أو الغربلة جميع الطلبة، وعدم استثناء أي واحد منهم.
3-وضع معايير لضبط عملية تطبيق إختيار الموهوبين والمتفوقين .
الخطوة الرابعة:تصميم ملف معلومات الطالب الموهوب أو المتفوق .
وتشتمل هذه الخطوة على أربع خطوات فرعية تتمثل في:
1-جمع بيانات إضافية عن قدرات الطالب الموهوب، وتحصيله، وأنماط سلوكه وخصائصه ؛ بما فيها الدافعية والإنجاز الذي تم تحقيقه من قبل .
2-تسجيل نقاط القوة والضعف للطالب الموهوب أو المتفوق من خلال أولياء الأمور والمعلمين والمديرين والأقران وحتى الطالب نفسه.
3-رصد مجالات الإهتمام لدى الطالب الموهوب أو المتفوق .
4-تسجيل الخبرات السابقة للطالب الموهوب أو المتفوق.
الخطوة الخامسة :ضرورة التوصية ببعض الخدمات من خلال:
1-تشكيل فريق مراجعة يتألف من معلم الصف العادي ، ومعلم الموهوبين والمتفوقين ، ومدير المدرسة، والمرشد التربوي، وعدد من أولياء الامور، حيث يتم تزويدهم بملف كل طالب من الطلبة الموهوبين مدعم بالأدلة التي تثبت تميزه بالتحصيل والذكاء والسلوك الإيجابي والأداء المتميز لتحديد الموهوبين والمتفوقين والكشف عنهم.
2-إتخاذ القرارات الملائمة في ضوء الأدلة المتوفرة بتعديل محتوى المنهج الدراسي وطرائق التعليم المطلوبة والبيئة التعليمية المرغوب فيها كي تلبي حاجات الموهوبين والمتفوقين ووضع جدول زمني وواقعي لتحقيق الأهداف المرجوة والمتفق عليها.
3-إيصال النتائج إلى ذوي العلاقة والإهتمام ، من خلال إعداد رسالة إلى أولياء الامور ، يتم فيها إبلاغهم رسمياً بقرار إختيار أطفالهم ضمن قائمة الموهوبين والمتفوقين مع مجموعة من التوصيات ضمن خطة تربوية دقيقة يتم العمل على تحقيقها مستقبلاً .
الخطوة السادسة :ضرورة التخطيط لعملية تنفيذ الخدمات بفاعلية كبيرة.
ويمكن تحقيق هذه الخطوة الأخيرة عن طريق:
1-تنفيذ الخطة؛ وذلك بجعل كل الأطراف المعنية بالكشف عن الموهوبين والمتفوقين على معرفة تامة بطرق التدريس، وبالوسائل، والمصادر التعليمية المتوفرة، لإنجاح عملية الكشف عن الموهوبين والمتفوقين.
2-الترتيب لعملية مراجعة الخطة التربوية ككل؛ وهنا يصبح من الأهمية بمكان عقد المؤتمرات واللقاءات بين أولياء الامور والطلبة أنفسهم ، لمراجعة الخطة العامة للتعريف بالموهوبين والمتفوقين وتحديدهم ، ووضع أهداف بعيدة المدى لتطبيق عملية التسريع أو الإغناء مختلفة الأبعاد والأشكال.

Ameeneh @live.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com