الاثنين، 12 نوفمبر 2012

السكتة الدماغية: الأسباب وسُبل الوقاية


برلين- تُعد السكتة الدماغية من أكثر الأسباب الشائعة للوفاة على مستوى العالم في الوقت الحالي. ويساعد الإلمام بأسبابها وأعراضها وسُبل الوقاية منها في تجنب هذا الخطر الداهم.
الأسباب 
أوضح البروفيسور مارتن غروند من الجمعية الألمانية لطب الأعصاب بالعاصمة برلين، أن السكتة الدماغية لها أسباب عدة، إلا أنه غالباً ما يكون نقص تدفق الدم إلى المخ السبب الأكثر شيوعا للإصابة بالسكتات الدماغية، الذي يحدث نتيجة الإصابة بتصلب أحد الشرايين السباتية بفعل الترسبات الكلسية.
وعن وظيفة الشرايين السباتية، يقول غروند "يعمل الشريانان السباتيان على توصيل الدم إلى المخ وتوزيعه على الأوعية الدموية الصغيرة". لذا فإذا حدث تكلس لأحد الشريانين، أي ترسبت به بعض المواد، مثل الكوليسترول أو الأملاح الجيرية، فقد يؤدي ذلك حينئذٍ إلى تقليل وصول الدم إلى المخ. وأشار غروند إلى أن مثل هذه الترسبات لا تستدعي القلق على الإطلاق؛ لأنه يُمكن للشريان الآخر سد هذا العجز في ضخ الدم إلى المخ.
واستدرك طبيب الأعصاب الألماني "المشكلة الحقيقية تكمن في أن الشريان المصاب بالتضيق، الذي لم يعد يؤدي وظيفته، يقع حينئذ تحت ضغط شديد. وبفعل هذا الضغط تنطلق الجسيمات الكلسية الصغيرة إلى المخ، ما قد يؤدي إلى سد الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة هناك؛ ومن ثم إلى الإصابة بالسكتة الدماغية".
ويلتقط الجراح الألماني إنغو فليسنكمبر طرف الحديث، ويقول "إن اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وزيادة الوزن والتدخين وكذلك العوامل الوراثية تندرج ضمن الأسباب الشائعة لتصلب الشرايين ومنها إلى الإصابة بالسكتات الدماغية".
وأردف فليسنكمبر، عضو الجمعية الألمانية لطب الأوعية الدموية وجراحتها بالعاصمة برلين "تزداد الخطورة بشكل كبير إذا ما اجتمع أكثر من عامل من هذه العوامل لدى شخص واحد، إذ يتضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المدخنين من مرضى السكري مثلاً".
أعراض محيرة
وفرّق اختصاصي جراحة الأوعية الدموية فليسنكمبر بين نوبات السكتة الدماغية المصحوبة بأعراض وغيرها التي لا يصاحبها أعراض، موضحاً :"تزداد خطورة السكتات الدماغية المصحوبة بأعراض عن غيرها؛ لأن قلة تدفق الدم لا يُعد المشكلة الأساسية، إنما يُعد تناثر الترسبات الكلسية داخل الدم ووصولها إلى المخ هو المشكلة الحقيقية".
وإذا ظهرت أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية وتبيّن انسداد أكثر من 70 % من الشرايين، فيُشير فليسنكمبر حينئذٍ إلى ضرورة إجراء عملية جراحية في غضون أسبوعين، كي يتم تجنب الإصابة بسكتات دماغية لاحقة قد تكون أكثر شدة، مشيراً إلى أنه سيكون هناك خياران، ألا وهما: الاستئصال الجراحي للترسبات الكلسية أو تركيب دعامة.
 وفي هذه الحالة عادةً ما ينصح الأطباء بالاستئصال الجراحي. وعلل فليسنكمبر سبب ذلك بقوله "ينخفض خطر الإصابة بسكتة دماغية جديدة عند استئصال الترسبات جراحياً"، لافتاً إلى أنه نادراً ما تنشأ ترسبات كلسية مرة أخرى في المكان نفسه بعد الجراحة.  أما عن السكتة الدماغية التي لا يُصاحبها أعراض، فأوضح الجراح الألماني أن المريض هنا لا يُعاني من أي مشاكل على الرغم من زيادة الترسبات الكلسية داخل شرايينه، لافتاً :"لذا يُمكن التفكير في هذه الحالة فيما إذا كان من الممكن التصدي للعواقب التي قد تلحق بالمريض والحد من خطر إصابته بسكتة دماغية جديدة من خلال تناول الأدوية بدلاً من الخضوع للجراحة".
 وأكد طبيب الأعصاب الألماني ضرورة توخي الحذر أيضاً بعد إجراء الجراحة موضحاً، بقوله :"ظهور ترسبات كلسية في الشريان السباتي يُشير إلى وجود مشكلة حقيقية في الأوعية الدموية. وبذلك قد يرتفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية أيضاً".
 لذا يجب "ألا يعتقد المريض بعد خضوعه للجراحة أن كل شيء سيُصبح على ما يُرام بمجرد استئصال الترسبات الكلسية الموجودة في الشريان السباتي لديه"، لافتاً إلى أن إتباع أسلوب حياة صحي يُعد أفضل طريقة للوقاية من تصلب الشرايين والسكتات الدماغية وكذلك لتجنب الإصابة بسكتة دماغية جديدة لدى الأشخاص الذين خضعوا بالفعل للجراحة.
 علاج ووقاية
وإذا تم اكتشاف الإصابة بتصلب الشرايين مبكراً، فغالباً ما يُمكن السيطرة على الحالة من خلال تناول بعض الأدوية وتغيير أسلوب حياة المريض، وأوضح طبيب الأعصاب الألماني :"يُساعد استخدام أدوية خفض ضغط الدم وخفض نسبة الكوليسترول وأحياناً مضادات تخثر الدم في تنظيف جدران الأوعية الدموية من الترسبات العالقة بها وفي تجنب تشقق الترسبات وسريانها داخل الدم".
وأضاف الطبيب الألماني أن وجود ترسبات كلسية قليلة على الشريان السباتي لا يُمثل مشكلة كبيرة طالما تم تشخيص الحالة بشكل مبكر، لكن إصابة المريض بأعراض السكتة الدماغية حتى لو استغرقت دقائق معدودة فقط هي التي تُشير إلى خطورة الحالة؛ حيث يستدعي ذلك إجراء تدخل جراحي أو تركيب ما يُسمى بـ(الدعامة) التي تعمل على دعم الأوعية الدموية، ومن ثمّ تُبقيها مفتوحة من أجل ضخ الدم بداخلها.
ويلتقط البروفيسور فولف شيبيتس، رئيس قسم الأمراض العصبية بالمستشفى الإنجيلية بمدينة بيلفيلد الألمانية، طرف الحديث ويقول إن اتباع أسلوب حياة صحي يعني ممارسة الرياضة بشكل كاف، بحيث يتم ممارستها لمدة لا تقل عن 20 إلى 30 دقيقة يومياً، وكذلك الابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالدهون والأملاح والإكثار من الفواكه والخضروات وكذلك الإقلاع عن التدخين.-(د ب أ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com