الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

العريس (الجاهز)!

صورة

كريمان الكيالي - زمن بناء عش الزوجية «طوبة طوبة» انقضى ، والعريس المناسب لم يعد فتى الاحلام الوسيم والرومانسي ، الواقع أصبح يفرض مواصفات أخرى ..»شاب بامكانات جيدة ، شقة وسيارة ودخل جيد و» مش طمعان في راتب الزوجة إذا كانت عاملة».
تعليم الفتاة وعملها منحاها مساحة أكبر في اختيار شريك الحياة، ولم تعد ترضخ لرغبات وضغوطات الأهل في فرض هذا او ذاك ليكون الزوج ، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت الشبان لعدم التفكير بالزواج قبل العمل سنوات حتى يكوّنوا انفسهم وهذا يعني ارتفاع سن الزواج إلى الثلاثين أو أكثر ، وبالتالي ارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات وبحسب دراسة (مؤشرات الزواج والطلاق في الأردن 2009) هناك أكثر من 98 ألف فتاة لم يسبق لهن الزواج تجاوزن الثلاثين ، وبمتوسط عمر زواج 29.6 سنة للذكور مقابل 26 سنة عند الإناث، بعد أن كان المتوسط 20 سنة للذكور و17 للإناث عام 1961.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تتزوج الفتيات هذه الأيام من عرسان مناسبين ؟ أم أن هناك تنازلات تقدمها الفتاة حتى لا يفوتها قطار الزواج ؟ او بمعنى آخر هل العريس المناسب هو «الجاهز»؟ وهل اختلفت خيارات الفتاة في شريك العمر؟
«منال 25عاما « تخرجت منذ ثلاث سنوات ولم تجد فرصة عمل تقول:» إنها خطبت منذ شهر لشاب مغترب عمره 29عاما فيه نصف المواصفات تقريبا التي كانت تتمناها في زوج المستقبل ، ومع أنها لم تكن تفكر في الزواج من مغترب إطلاقا، الا أن عدم حصولها على فرصة عمل دفعها للقبول، ففي الغربة ربما تجد عملا يكون أمانا لها ، وتضيف إذا أردت الارتباط بشخص يجمع كل المواصفات التي اريدها فلربما انتظرت العمر كله وقد لا يأتي وأجد نفسي مضطرة للقبول بأي عريس للهرب من شبح العنوسة.

 سيارة وشقة 
النظرة يجب ان تكون منطقية وبعيدة عن الخيال ، والرومانسية لم تعد موجودة ، وجهة نظر تطرحها «تانيا 22عاما « في السنة النهائية بالجامعة وتقول :»تزوجت منذ شهرين من شاب عمره 30 عاما خريج جامعة ، مركزه العملي جيد وراتبه يزيد عن ألف دينار، يملك سيارة وشقة مازال يدفع اقساطها ،صحيح ان مواصفاته الشكلية بعيدة كل البعد عما كنت أتمنى ، لكني تغاضيت عن الشكل ، فهو عريس «جاهز» ولو انتظرت حتى اتخرج لربما يأتي شاب وسيم لكنه لايمتلك كل هذه الامكانات ، على الاقل لست مطالبة في ان اسدد مع من تزوجته أقساط الشقة أو أن أساعده في مصروف البيت، وعندما أعمل سيكون راتبي لي ، سأشتري سيارة خاصة بي .
وتقول «راما 19عاما» في السنة الجامعية الأولى بانها خطبت لشاب عمره 31عاما ، يملك سيارة وشقة ضمن عمارة لأسرته، وامام ظروفه المالية الميسرة لم تستطع ان ترفض فهو فرصة خاصة وانه تعهد بان يتكفل بنفقات دراستها الجامعية وتضيف لا اريد ان يتكرر ماحدث لشقيقتي الكبرى ، فقد تزوجت وهي في سن الثلاثين من مغترب في امريكا، وهي التي كانت ترفض فكرة السفر والاغتراب .

 فتى الاحلام 
الموظفة «سماح» 36 عاما قالت :كل فتاة تتمنى ان تتزوج من فتى الاحلام الذي وضعت له صورة في خيالها ، لكن الواقع يفرض ان تقبل الفتاة بالفرص التي تتاح لها والا ستبقى بلا زواج ، وكلما مضى عام من عمر الفتاة تقل فرص الزواج المتاحة او تنعدم وهذا ما حدث معي ، وانا في العشرينات رفضت كثيرين ، وعندما تجاوزت الثلاثين قلّت الفرص وفي عمري هذا لايطلب يدي الا مطلق او أرمل أوشاب عاطل بلا عمل .

زمن الاهل ولّى 
آراء الشباب لاتختلف كثيرا، يقول عدي 33 عاما إن زمن اعتماد الشباب على الاهل ولى ، فالشباب يتعملون ويعملون ويعتمدون على انفسهم في الزواج بدءا بالمهر وانتهاء بتأثيت بيت الزوجية، والرواتب متواضعة امام كلفة المعيشة وكل مشروع زواج اصبح يكلف بالآلاف ، مما جعل الشبان لايفكرون في الزواج الا بعد سن الثلاثين على الأغلب .
هذه نماذج من حالات كثيرة ومن أسلوب في تفكير الفتيات عند الزواج هذه الايام يعتمد المنطق الذي يوافق فورا على العريس الجاهز وبلا تردد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com