الجمعة، 23 نوفمبر 2012

(الأرجيلة) .. القاتل الخفي

صورة

ثامر العوايشة - انطلاقا من شارع الجامعة وصولا الى وسط البلد مرورا بشارع الصحافة هناك اكثر من 100 مقهى تقدم الارجيلة وتوابعها لشباب في مقتبل العمر يسحبون بشراهة من هذه الأراجيال وآخرون لايدخنونها ولكن وبحسب دراسات وآراء خبراء تسبب لهم نفس الضرر اذا لم يكن اكثر.
خلال السنوات الماضية شهدت مدينة عمان والمحافظات انتشارا وبائيا لمقاهي تقدم جميع انواع الاراجيل والمعسل باشكال والوان مختلفة ولكن للاسف تؤدي الى نفس الطريق , امراض بالجهاز التنفسي قد تؤدي الى السرطان وارتفاع الضغط والكثير من الامراض .

انتشار بشكل مرعب
اثناء تجولنا في شارع الجامعة وجدنا انتشارا كبيرا للمقاهي ومرورا بشارع الصحافة الذي كان يعرف بمعالم معروفة مثل صحف الرأي والدستور والعرب اليوم اصبح اليوم يعرف بكثرة مقاهيه من مقهى الشريف الى الصحافة وغيرها الكثير.
من اهم الملاحظات التي تجدها هذه الايام في مقاهي شارع الصحافة انها تحولت الى اماكن لنشر الامراض بشكل وبائي فما ان تدخل احد المقاهي حتى تصدم بغيمة من دخان الاراجيل ودخان السجائر التي تعمي الابصار وتصيبك بحالة من السعال الشديد وذلك بسبب ان الكثير من المقاهي ومع قدوم الشتاء اغلقت معظم المنافذ الى الخارج بسبب برودة الاجواء.
مئات الاراجيل تنفس سمومها في اجواء المقهى وحتى لو لم تكن من المدخنين فانك ستأخذ نفس الجرعة من السموم وهؤلاء يسمون بالمدخنين السلبيين. 
خالد السعيد طالب جامعي يقول ان الارجيلة تحولت بالنسبة له الى مرض وادمان بحيث انه يقضي الساعات في مقاهي عمان للدراسة والارجيلة لا تنزل من يده واعتبر هو واصدقاؤه ان المقاهي اصبحت مكانا لتجمع الاصدقاء والدراسة وتبادل الافكار ولعب الورق والترفيه عن النفس وعندما واجهناهم بالمخاطر الصحية للارجيلة واثارها السلبية ردوا بان الاعمار بيد الله.
ولكن محمد اشار الى انه لايدخن الارجيلة ولكن مع جلساته مع زملائه في المقهى يشعر بانه يدخن عنهم جميعا وانه يعاني بشكل مزمن ودائم من مشاكل في جهازه التنفسي .
ضرورة للسهرة
أما كمال محمود (موظف) فأوضح ان رفاقه في الجامعة علموه تدخين الارجيلة إلا أنه لا يدخن السجائر أبداً بسبب خطورتها على القلب والرئة كما انها تسبب الادمان عكس الارجيلة.
وأضاف: أصبحت الارجيلة من ضروريات السهرة حيث ان أصحاب المقاهي بارعون في تقديمها من خلال التفنن بانواع المعسل التي تقدم وطريقة تقديمها التي تغري الشخص لتعاطيها وانواع المعسل بالنكهات المختلفة.

تأثير سلبي وناقل للامراض
يقول الدكتور فخري تايه ان انتشار المقاهي وتدخين الارجيلة تحديدا في فترة الشتاء وفي الاماكن المغلقة يعد أحد الأسباب التي تقف وراء الانتشار المتزايد للأمراض الوبائية مثل: أمراض الجهاز الهضمي العديدة كقرحة الفم, والتهاب الحلق المزمن, والتهاب الغدد اللعابية وحدوث جفاف في الفم, والتهاب المريء الذي قد يستفحل ويتحول إلى سرطان المريء وامراض الشتاء مثل الانفلونزا وامراض الجهاز التنفسي انتقالا الى ما هو اخطر.
ويرفض د.تايه نظرية أن تدخين الارجيلة أكثر أماناً من تدخين السجائر, ويرد على ذلك بالقول إن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق لأن نسبة القطران والنيكوتين في الارجيلة أكبر بكثير من السجائر. 
فضلاً عن أن كثرة تداولها بين أكثر من شخص تنقل الأمراض الوبائية من الشخص المريض إلى الشخص السليم وتدخينها في الاماكن المغلقة. وهنا يفتح تدخين الارجيلة باباً للأمراض يبدأ بالميكروبات العادية التي تسبب النزلات الشعبية, ثم تأتي بعد ذلك ميكروبات الدرن التي تؤدي إلى تآكل الرئتين ما يؤدي إلى حدوث النزيف الصدري وفقدان الشهية والإصابة بسرطان المريء.
ويشير د.تايه الى ان الارجيلة تحتوي على مواد سامه منها: أول أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الورقة الملفوفة بها السيجارة،, ثم القطران الموجود داخل التبغ ويترسب على الرئتين, ثم النيكوتين الذي يؤثر على ضغط الدم والقلب, فإن هذه المكونات الثلاثة موجودة بكثرة في الارجيلة.
والاخطر بحسب د.تايه وهو الفحم الذي يستخدم في حرق المعسل, والفحم أخطر بكثير من الورق, فهو أحد أسباب الإصابة بالسرطان, لدرجة أصبح العلماء يوصون بالامتناع عن تناول أطعمة وضعت على الفحم وتغير لونها إلى اللون الأسود.
وبالنسبة للقطران, يكفي لمدمن الارجيلة أن ينظر في مائها ليجده تحول إلى اللون الأصفر من جراء القطران, رغم أن الماء لا يحجز كل ما في الارجيلة من قطران. ولأن مدخن الارجيلة يتعاطى منها أكثر مما يتعاطى من السجائر فإن نسبة النيكوتين تكون أكثر. وفي دراسة حديثة يشير د.تايه الى ان الارجيلة احد اهم اسباب امراض الجهاز الهضمي التي تسبب الارتداد المرئي او مايعرف بتوسع راس المعدة مما يسبب بروز الكرش بشكل كبير. ويوضح د.تايه أن مدخني الارجيلة أكثرعرضة للاصابة بقرحة المعدة نظرا لكثرة الكوليسترول والحموضة لديهم.
وينصح د.تايه بالابتعاد عن المناطق لمغلقة اثناء تدخين الارجيلة وذلك لان اثرها يكون مضاعفا وخطرها اكبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com