الجمعة، 23 نوفمبر 2012

المرايا ... فتنة السحر والجمال

صورة

وليد سليمان - من المصادفات وجود التشابه بين الكلمتين (المرأة) و (المرآة ) لفظا وحروفا!! ولكن معاجم اللغة العربية توضح شيئا آخر .. هو أن المرآة كلفظ مأخوذ من جذر الكلمة (رأى) والرؤية هي المشاهدة بالعين للأجسام وأشياء الحياة المادية هل نتخيل حياة يومية دون مرآة ؟ فحتى الإنسان البدائي قديماً كان يجد وسيلته لملاحظة صورة وجهه على الأقل عبر سطح الماء أو في بلورة زجاج فيما بعد , أو على الأواني المعدنية عندما تقدم إلى عصور أخرى أكثر تحضراً .
في الازمان العابرة؛ كانت المرايا عندما صنعت من المعادن الثمينة مقتصرة فقط على طبقة الحكام والاثرياء .. لذا كانت قليلة الاستعمال ... ثم صارت تصنع منذ القرن (17) من مواد الزئبق والفضه والألمنيوم .. وأصبحت اداة هامة ومن مستلزمات الحياة اليومية .

قصة الأقزام السبعة 
و..العالم الأسطوري للمرايا مدهش وغريب !
وكثير منا سمع عن تلك المرآة السحرية الناطقة في العديد من القصص التي تتحدث عن الأقزام السبعة وقصة سرقتها والاستئثار بها , من أجل تحقيق غايات أنانية .. ففي قصة الأقزام السبعة تكون لدى أميرة مغرورة بجمالها مرآة ناطقة سحرية .. تخبرها يومياً أنها أجمل امرأة في الكون , حتى تظهر سندريلا ابنة زوجها الملك التي شبت وكبرت وأصبحت أجمل منها .

 قوليلي يا مرايتي 
..وها هي كذلك المطربة ( نجاة الصغيرة ) تتحدث مع مرآتها وتقول لها عبر أغنية شهيرة ( مريتي قولي لي يامريتي حبيبي مجاش لدلوقتي ) وذلك على اعتبار أن هذه المرآة ناطقة كالإنسان .
وكثير من الناس من يقف أمام المرآة يتحدث إليها أو إلى صورته عبرها وتلك نقطة خلافية ! فمن ناحية اجتماعية فإن من يفعل هذا يعتبره الناس مختلاً عقلياً ! لكن علماء النفس يقرون ذلك ويشجعون عليه !!! ففي هذا التصرف فوائد روحية ونفسية تجعل المرء يواجه نفسه , ويدربها على مواقف اجتماعيه ونفسيه ضرورية في حياته وعمله .

صباح الخير 
ومن ناحية تفاؤلية هناك من يشجع على أن ينظر الإنسان كل صباح إلى وجهه في المرآة , ويلقي عليها تحية الصباح ويحدثها أو يشجعها أو يعاتبها !! وهناك رجال التربية ممن يحضون المحاضرين أن يتدربوا على إلقاء المحاضرات كتدريب مسبق أمام المرآة .. وحتى أن الممثلين في السينما والمسرح يتدربون على التمثيل والإلقاء أمام المرآة كذلك فأن دلالة ورموز كلمة مرآة ومرايا الذات يستخدمها المبدعون في أعمالهم الشعرية والنقدية بكثرة ويستعملونها بشكل ايجابي أو سلبي خلال تلك الكتابات والإبداعية المتعددة .

لوحة فنية 
ويؤكد صاحب محترف خاص لبيع المرايا في عمان انه:» كان يوجد عندنا في الأردن مصنع للمرايا فيما سبق , لكنه أغلق بسبب تعرضه للخسارة لأن مادة نترات الفضة الضرورية لصنع المرايا ارتفع ثمنها من الدول المصدرة وعن البلاد التي نستورد منها المرايا، فمن عدة دول مثل فرنسا وألمانيا ومن بلجيكا وهذا النوع من أفضل الأنواع على المستوى العالمي وهو مرتفع الثمن جداً .. ومع ذلك فالمرايا البلجيكية عدة أنخاب , ونحن نستورد النخبين الثاني والثالث فقط لان أثمانها معتدلة , ثم هناك الأنواع الأقل ثمناً وهي المرايا التركية , ثم التايوانية حيث أنها شعبية الأسعار وفي متناول الغالبية من المشترين .
وعن ألوان وأشكال المرايا يقول صاحب محل آخر في جبل الحسين : هناك الفضي والاخضر والازرق والبرونزي . 
ويكمل: نستورد ألواحاً كبيرة جداً من المرايا ونقوم بعمل قطع صغيرة منها وبطرق فنية مختلفة , مع إضافات وزخارف وديكورات للمرايا المنزلية وغير المنزلية كذلك , وهناك قطع مرايا أخرى تأتي جاهزة من مصدرها كذلك .
أما الاشكال فمنها الدائري والبيضاوي والمستطيل والمثلث , مع إضافة قطع ورسوم أخرى .
وعن دنيا المرايا يقول : المرايا أصبحت عدا عن استخدامها النفعي لوحة فنية تعلق على جدران البيوت والمحلات , ثم أن بعض المحلات أصبحت تستخدم المرايا الشاسعة لتعطي إيحاء باتساع المكان , خصوصا إذا كان المحل صغير المساحة فعلا .

 مواقف طريفة 
وعن المواقف الطريفة التي مر بها خلال ممارسته لمهنة بيع وتفصيل المرايا قال: بعض السيدات يعتقدن أنهن يرين أنفسهن أجمل أمام مرايا معينة فقط !! وهناك من الناس من يحب المرايا كثيراً ويضعها في كل حجرة من منزله .
وعن المواقف المحرجة أن يأخذ الزبون المرآة التي أعجب بها وما أن يخرج خارج المحل حتى نفاجأ بأنه كسر المرآة ، بسبب سقوط المرآة منه أرضاً !! أو أنها ارتطمت بسيارته مثلاً .. فما يكون منا وسط هذا الموقف المفجع إلا أن نطيب خاطره ونستبدل له المرآة المكسورة بأخرى مماثلة جديدة رغم الخسارة المادية والنفسية .

 إستعمالات المرايا 
في صالونات الحلاقة ومحلات الألبسة وفي البيوت والممرات وغرف الصالون والحمام وخزائن الملابس وغرف السفرة .. وفي السيارات والدراجات , وفي حقائب السيدات , وفي بعض أدوات طبيب الاسنان .
أساطير قديمة 
وقديماً كان هناك اعتقاد حيث كانت فتيات اوروبا يأكلن التفاح الأحمر ويمشطن شعرهن أمام المرآة عند منتصف الليل فانها سترى وجه خطيبها أو عريسها المستقبلي.
ويقال ان المرايا تعكس العين الشريرة وتردها .. ففي القرن 17 كان الناس يلبسون مرايا صغيرة في قبعاتهم لصد الحسد ، ويقال ان مرآة ضخمة كانت معلقة على منارة الاسكندرية احدى عجائب الدنيا السبع يرى الشخص كل مراكب البحر من خلالها وكانت تثير قلق الرومان ،. حيث كان المصريون يرون من خلالها من وما هو موجود في القسطنطينية وهناك أساطير أخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com