الخميس، 8 نوفمبر 2012

الاحتفال بأعياد الميلاد: مناسبة للفرح والتفاؤل


تغريد السعايدة

عمان- "عيد ميلاد سعيد" و"سنة حلوة" عبارات يسمعها المرء عندما يعيش ذكرى يوم ولادته، ولكن تختلف النظرة ليوم الميلاد من شخص لآخر. 
باسمة محمود (33 عاماً) تقول إنها "منذ سنوات لا تحتفل بعيد ميلادها"، بيد أنها "تحتفل بعيد ميلاد بناتها الثلاث بعد مرور العام الأول فقط على ولادتهن". وتضيف أن "مرور سنة على ولادة الطفل تعد مناسبة سعيدة ولا تكرر دائماً وهي تعني لي بأني أنجزت شيئاً في حياتي والسنة الأولى للطفل هي الأكثر حساسية في حياة الشخص"، وهي تشعر بالسعادة عندما ترى الفرحة في عيون بناتها عند إحضار "الترتة" للاحتفال بالناسبة التي تتلاشى مع مرور السنوات، على حد تعبيرها. 
ربة المنزل أم فراس (32 عاماً) وهي أم لاربعة أطفال، تتحدث بطرافة عن نظرتها للاحتفال بعيد الميلاد، وتقول "خلال فترة سابقة من سنوات عمري كنت أرتدي اللباس الأسود، واشعر بالحزن على ضياع سنة من عمري دون إنجاز كبير يذكر"، كما انها ترى في يوم الميلاد انه "قرب دنو الأجل واقترابها من الموت".
إلا أنها الآن تستغرب من تصرفها السابق وتؤكد أنها سعيدة وتحتفل بعيد ميلاد أبنائها، وتصرّ على الاحتفال سنوياً ولو بشكل بسيط "فها هم يكبرون أمام عيني وهذا شيء عظيم أتذكره في كل عيد ميلاد". 
رزان (12 عاما)، تلح على والدتها في كل عام ان تحتفل بعيد ميلادها "لتجمع صديقاتها ويحضرن لها الهدايا التي تحبها ومن والدي واخوتي الكبار"، ولا تخفي فرحتها فأعياد الميلاد تعني لها "فرحة وتجمعا لصديقاتها والتصوير الجماعي والضحك ليس فقط في المدرسة ولكن حتى في البيت". 
وفي ذلك، يقول رئيس قسم علم النفس في جامعة عمان الأهلية الدكتور أمجد ابو جداية، إن "الاحتفال بيوم الميلاد وتذكره يعد صورة جميلة للتعبير عن مجيء سنة من عمر الشخص، وهي صورة لاظهار مناسبة تدعو لتجديد الحياة والانبساط بين أفراد العائلة". 
ويرى أبو جداية أن هناك "عوامل تتحكم في إقبال الشخص على الاحتفال بعيد الميلاد منها نمط الشخصية والظروف الاجتماعية". 
ويوضح "هناك توجهات سلبية وأخرى إيجابية في هذا الموضوع فمنهم من ينظر لها نظرة سلبية بأنها ضياع سنة من العمر فهذا شيء يدعو للحزن، فيما الإيجابي يأتي من منطلق الطموح والتفاؤل ومشروع حياة مقبل والإنجاز المتوقع والمتواصل". 
وفي جانب التأثير النفسي للاحتفال بيوم الميلاد على الأطفال، يقول ابو جداية "الطفل يشعر بأنه مهم في نظر عائلته لانه خُصص له يوم معين للاحتفال بمجيئه إلى هذه الدنيا ما يعزز في ذاته مشاعر الفرح والتفاؤل والثقة ويزيد من قيمة العلاقات العائلية في نفسه"، إضافة إلى نمو البوادر النفسية الآمنة في اعماق الطفل و"الإحساس بالأمن والاحترام والقبول والاستحسان في العائلة والمجتمع الذي يعيش فيه، ودلالة على أن الحياة فيها حدث سعيد يتكرر كل عام للاحتفال بمجيئه، وخاصة إن حصل على هدية مهما كانت قيمتها"، على حد تعبير ابو جداية. 
حنين سليم (موظفة) تجد في مجيء يوم ميلادها يوما جميلا، ولكنها لا تفضل الاحتفال بتلك المناسبة، وتقول "عندما يأتي يوم ميلادي أرى في ذلك شعورا جميلا بأني ما أزال على قيد الحياة وأن الله منحني الحياة حتى هذا العمر وانا بصحة جيدة واشياء جميلة تحدث من حولي، وتضيف "أزداد فرحة عندما يتذكر أحدهم يوم ميلادي وأحصل على هدية، فهذا شي يزيد الوضع تفاؤلاً بالحياة بأن هناك أشخاصا يحبونك". 
وفي السياق ذاته، يرى اختصاصي علم الاجتماع د.سري ناصر أن "أعياد الميلاد تبدأ من الطفولة في الاساس لِيُشعر الأهل الطفل أنهم مبتهجون به"، ويتمثل ذلك بحسب ناصر من خلال "الحفلات وإحضار الحلويات المفضلة للطفل وتجمع الأصدقاء والأحبه لديه للاحتفال معه". 
ويرى ناصر ان الاحتفال بالاساس "عادة اجتماعية وليس عيداً"، وبالتالي تنقسم آراء الناس حول الاحتفال بين متفائل بسنة جديدة جميلة وآخر متشائم من سنه انتهم من عمره"، وحول كثرة اهتمام الأشخاص بالاحتفال بأعياد الميلاد، يقول ناصر انها "ترتبط بالتقليد للمجتمع المحيط كعادة اجتماعية فقط ووقت للترفية والاحتفال في مراسم معينة". 
إذ يعتبر ناصر أن انقسام المجتمع إلى مدني وريفي له "كبير الأثر في استمرار هذه العادة بين الناس"، فالمدينة تعني ان هناك يعيشون بجانب بعضهم بعضا وغرباء فتكون فرصة للاحتفال وإضفاء نوع من البهجة بينما في الريف الناس مرتبطون ببعضهم واقارب وهناك العديد من الفرص للتجمع".   
بيد أن بكر المنسي (22 عاما) يرى أن "الاحتفال بعيد الميلاد مناسبة لا تستحق الاحتفال كونها علامة على مضي عام من عمري، وبالتالي لا يوجد ما يستدعي الفرح"، ويضيف "انا أنتقد من يحتفل بأعياد ميلادهم وخاصة ممن يستنزفون مبالغ مالية باهظة واحتفالات غير مبررة". 
ووفق أبوجداية أن من يعتقدون هذا الاعتقاد السلبي هم "غير قادرين على إدراك معاني الانجاز في الحياة وبقيت نظرتهم للحياة دون توظيف الإيجاب في مثل تلك الحالة وتعززت لديهم المشاعر السلبية"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com