برلين- يقع الكثير من المرضى في بعض الأخطاء عند تناول الأدوية، ما يؤثر بالسلب على المادة الفعّالة الموجودة بداخلها، بل ويُمكن أن يصل الأمر إلى بطلان فاعليتها تماماً. وكي يتناول المرضى أدويتهم على نحو سليم، ينبغي عليهم اتباع بعض القواعد وفقاً لنوعية الدواء الذي يتناولونه.
 فوائد الماء
أكدت إيريكا فينك، رئيسة الغرفة الاتحادية للصيادلة الألمان بالعاصمة برلين، أن الماء هو أفضل مشروب لتناول الأقراص والحبوب والكبسولات، معللة ذلك بقولها "تحتوي عصائر الفواكه مثلاً على الكثير من المركبات النباتية الثانوية مثل؛ الفيتامينات أو الكالسيوم أو الحديد أو المغنيسيوم. وقد تتفاعل هذه المركبات مع المادة الفعّالة الموجودة بالأدوية". لذا لا يُفضل تناول الأقراص الدوائية بالعصائر.
وأضافت الصيدلانية الألمانية أن استخدام القهوة لتناول الأدوية يُمكن أن يتسبب أيضاً في التأثير على فاعلية الدواء نتيجة ما تحتويه القهوة من مواد عفصية، لافتةً إلى أن  الشيء نفسه يسري أيضاً على الحليب لاحتوائه على الكالسيوم. وأشارت فينك إلى أن تناول الأقراص الدوائية بعصير الجريب فروت يُعد في غاية الخطورة؛ لأنه يعمل على تغيير الكثير من الأدوية لدرجة أنه يُفقدها فاعليتها تماماً.
 خطورة التقسيم
وأردفت الصيدلانية الألمانية أن هناك قاعدة أخرى يجب اتباعها عند تناول الأقراص الدوائية، ألا وهي أنه لا يجوز تقسيم القرص الدوائي أو الكبسولة إلا إذا كانت عبوة الدواء مرسوم عليها خط تقسيم القرص، وكان القرص نفسه يحتوي على هذا الخط.
أما إذا قام المريض بتقسيم أحد الأقراص الدوائية التي لا يجب تقسيمها، فإنه يُعرض نفسه بذلك لعواقب سيئة؛ حيث يتم تغطية بعض الأقراص الدوائية بطبقة من الحماية تتمتع بمقاومة تجاه العصارة الهضمية بالمعدة وتعمل هذه الطبقة على ألا يتم تحلل المادة الفعّالة الموجودة في الدواء إلا عند وصولها للأمعاء الدقيقة. لذا فإذا تم خدش هذه الطبقة، ستصل المادة الفعّالة حينئذٍ في وقت مبكر إلى الجسم، مما قد يؤدي إلى حدوث عواقب سيئة للمريض.
وأوضح معهد الجودة والاقتصادية في القطاع الصحي (IQWiG) بمدينة كولنيا الألمانية أن هناك نوعيات أخرى من الأقراص الدوائية تتسم بما يُعرف بـ (التأثير المتباطئ)، أي أنها تمد الجسم بالمادة الفعّالة الموجودة في الدواء بشكل تدريجي.
وتتمتع مثل هذه الأقراص بميزة كبيرة وهي أن المريض لن يضطر لتناول أكثر من قرص في اليوم. لذا تحذّر فينك من تقسيم مثل هذه الأقراص قائلةً :"يتسبب ذلك في الإخلال بوظيفة التأثير المتباطئ؛ ومن ثمّ يُمكن أن تظهر فاعلية الدواء بشكل سريع وقوي للغاية. لذا ينبغي على المرضى عدم تقسيم القرص الدوائي من تلقاء أنفسهم".
عدد القطرات
وبالنسبة لمَن يستخدم القطرات الدوائية، ينصحه اختصاصي الطب العام شتيفان برنهارد من العاصمة الألمانية برلين، بضرورة التركيز جيداً عند احتساب عدد القطرات. ويعلل برنهارد ذلك بقوله "تُعد كل قطرة بمثابة جرعة دوائية تحتوي على كمية معينة من المادة الفعّالة"، لافتاً إلى أن ذلك يتمتع بميزة كبيرة تتمثل في إمكانية مواءمة الجرعة على حسب حالة كل مريض.
أما إذا أخذ المريض قطرة أو قطرتين من الدواء أكثر من الجرعة الموصوفة له عن غير قصد، فقد أشار الطبيب الألماني إلى أن هذا الأمر لا يستدعي القلق على الإطلاق، قائلاً "لكن إذا تناول المريض جرعة مضاعفة من هذه القطرات، يُمكن أن يتسبب ذلك حينئذٍ في تعرضه للخطر".
بينما أشارت الصيدلانية الألمانية فينك إلى أن القطرة الواحدة تحتوي أحياناً على تأثير كبير للغاية، كما هو الحال في أدوية الطوارئ مثلاً. لذا أوصت فينك :"من الأفضل أن يسأل المريض طبيبه المعالج عن مدى خطورة أخذ كمية كبيرة جدا من القطرات".
ومن ناحية أخرى أوصت فينك بالتخلص من القطرة، إذا ما تغير لونها، لافتةً إلى أن ذلك يسري أيضاً في حال تكوّن رواسب بالقطرة. وتنصح فينك أيضاً بضرورة ألا يتم استخدام قطرات ومراهم العيون بعد أربعة إلى ستة أسابيع على الأكثر من فتحها، وإلا قد تتكوّن جراثيم بها وتنتقل إلى العين، إذا تم استخدامها بعد انقضاء هذه المدة. وأكدت الصيدلانية الألمانية ذلك بقولها :"يجب ألا يستخدم المريض هذه القطرات بعد يوم واحد من انقضاء هذه المدة، حيث يرتفع خطر انتقال الجراثيم إليه في هذا الوقت بشكل كبير".
أما عن المرضى الذين تستلزم حالتهم استخدام قطرات الأنف أو بخاخاتها، فينصحهم معهد الجودة والاقتصادية في القطاع الصحي بضرورة تنظيف أنفهم جيداً قبل إدخال ماصة القطرة أو البخاخة فيه، وإلا قد تتلوث القطرة أو البخاخة بالجراثيم الموجودة في الإفرازات المخاطية بالأنف؛ ومن ثمّ تنتقل مرة ثانية إلى الأنف مع كل استخدام.
لاصقات المواد الفعالة
تتمتع اللاصقات المحتوية على مواد فعالة بميزة كبيرة، ألا وهي أنها تنقل المادة الفعالة إلى الجسم بشكل تدريجي، لكن معهد الجودة والاقتصادية في القطاع الصحي، يوصي بضرورة إزالة اللاصقة القديمة أولاً قبل وضع اللاصقة الجديدة، مؤكداً أهمية ألا يتم وضع اللاصقة في المكان  نفسه من الجسم في كل مرة.
مشكلة النسيان
يُعد نسيان تناول الأدوية في موعدها المحدد من أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أغلب المرضى، لاسيما الذين يتطلب مرضهم تناول أكثر من نوعية من الدواء على مدار اليوم. ولتجنب الوقوع في هذا الخطأ ينصح الطبيب الألماني برنهارد باستخدام وعاء يحتوي على جميع الأدوية التي يتناولها المريض، حيث يُمكنه من خلال إلقاء نظرة واحدة على هذا الوعاء معرفة ما نسي أن يتناوله من الأدوية.
وللتغلب على مشكلة النسيان، أوصى برنهارد أيضاً :"يُمكن للمريض اطلاع طبيبه الخاص على قائمة بالأدوية التي يتناولها ويستفسر منه عمّا إذا كان بإمكانه تناولها جميعاً في الوقت نفسه أم لا؛ حيث يسهل بذلك على أغلب المرضى تناول الدواء في موعده بدون أن ينسوا أي نوعية منه".-(د ب أ)