الخميس، 8 نوفمبر 2012

فتيات يبتكرن مهناً في المنزل بانتظار فرصة العمل


مجد جابر

عمان- بعد أن أقفلت كل الأبواب في وجه العشرينية لين أسعد التي حاولت جاهدة منذ تخرجها إيجاد مهنة ضمن تخصصها أو حتى خارجه ولم تنجح في ذلك، اتجهت إلى عالم مختلف تماماً، وهو التفكير في إيجاد مهنة من ابتكارها تعمل عليها في البيت.
وتقول لين "وصلت الى مرحلة من اليأس والملل وأنا جالسة في المنزل بدون عمل بعد أن أمضيت 4 أعوام في الجامعة أتابع دراستي، الا أنني وبعد فترة صرت أبحث عن أي شيء أشغل به نفسي فبدأت بإحضار كل القطع التالفة عندي من أساور وإكسسوارات وأحجار وإعادة تصنيعها كإضافة أشياء إليها أو دمج قطع لعمل قطعة مميزة بحيث أستعملها وأستفيد منها".
وتضيف أنها بعد فترة باتت تلاحظ إعجاب صديقاتها بتلك القطع، وطلبوا منها أن تقوم بصنع مثلها لهن مقابل مبلغ من المال، وبدأت لين باتباع تلك الطريقة والتوسع أكثر والذهاب لشراء قطع وتركيبها على بعضها بعضا.
بتلك الطريقة حصلت لين على عمل يقضي على كل وقت فراغها وكشف لها عن مواهب لم تكن تعرفها، إلى جانب أنه عاد عليها بالربح المادي الكبير نظراً لإقبال الفتيات بشدة على الإكسسوارات.
ولعل سهى خليل لا تختلف كثيرا عنها؛ فوقوع عملها في أزمة مالية جعل إدارته تستغني عن خدماتها، وجلوسها مع أبنائها في المنزل بدون عمل أي شيء جعلها تفكر في عمل شيء مختلف كونها لا تستطيع الجلوس بدون الاستفادة من وقتها فبدأت سهى بإحضار كل مستلزمات المنزل من صحون وأكواب وصواني وغيرها وبحسب المناسبة التي تمر بها تبدأ بعمل أشكال بتلك الأواني وتزيينها كوضع خروف على الصحون بعيد الأضحى ورسم الكعبة عليها وكل ما يدل على تلك المناسبة، والحال نفسه عند قدوم عيد الميلاد، فتقوم برسم شجرة الميلاد أو "سانتا كلوز" وتزيينها بطريقة تليق بالمناسبة وتكون أنيقة.
وتقول لين "في هذا الوقت من الزمن، تجعل ظروف الحياة الشخص يفكر بألف طريقة حتى يوفر بها مبلغا من المال من أجل أسرته كون عمل الزوج وحده لا يكفي، وهو ما جعلني أتجه نحو العمل من منزلي، ومع الوقت، لاحظت الإقبال الكبير من الناس وحبهم لكل شيء جديد ومختلف كونهم لم يعودوا يحبون الأشياء التقليدية الموجودة في الأسواق وعند كل الناس".
رشا أيمن سيدة أخرى اختارت أن تشغل وقتها في عمل معين، خصوصا بعد أن مضى على زواجها عام واحد وتعاني من فراغ تريد إشغاله، فاتجهت الى تعلم كيفية تزيين الحلويات بطريقة تناسب المناسبات كافة.
وتقول رشا "بدأت بعمل الحلويات بحيث احضر حبات الشوكولاته الصغيرة وأقوم بتزيينها إما على شجرة بحيث تقطف أو على صينية على شكل برواز، وأحياناً أخرى أقوم بعمل المعجنات والسناك؛ بحيث يساعد الناس في الحفلات وأعياد الميلاد".
وتضيف أنها لم تتوقع إقبال الناس على الطعام والحلويات، خصوصاً وأنها مصنوعة في المنزل، وهذا الأمر ملأ لها كل فراغها وعاد عليها بالدخل المادي وجعلها تتعرف على الناس وعلى سوق العمل الداخلي.
فتيات فقدن الأمل من إيجاد فرصة عمل في الخارج اتجهن الى أفكار بسيطة ساعدتهن على الكثير من الأصعدة، وباتت منتشرة في المجتمع بصورة كبيرة جداً، الى جانب أنها لاقت إقبالا من مختلف الطبقات.
الاختصاصي الاجتماعي الاقتصادي حسام عايش، يرى أنه بالتأكيد كلما تغيرت الأوضاع والظروف الاقتصادية، فإن الناس يبتكرون وسائل جديدة لتحسين الدخل وملء الفراغ في الوقت نفسه، خصوصا وأنه مجتمع مغلق ونسبة مشاركة المرأة اقتصادياً قليلة لا تتعدى 14 %.
لذلك يرى عايش أن هذه الأنشطة والمبادرات والأفكار تخلق فرص عمل؛ بحيث تسوق منتوجاتها في المنزل بدون الحاجة الى الخروج لسوق العمل الخارجي، الى جانب عدم الحاجة للجوء الى الأشياء التقليدية التي مل الناس منها، بل يصبح هناك تطوير للمنتج الوطني وإظهاره بحلة جديدة مميزة.
ويبين أن ذلك هو أحد أشكال اقتصاد الظل بمعناه الإيجابي وإيقاف البطالة لدى المرأة، الى جانب أن ذلك يعطي فرصة للتواصل مع جمعيات ومؤسسات على مستوى محلي وعالمي، خصوصاً بعدم توفر فرص العمل لا في القطاع الخاص ولا حتى في القطاع العام.
ويضيف عايش أنه بهذه الطريقة، تشارك الفتيات في تحسين مستوى المعيشة لدى أهلهن، وممارسة أنشطة منزلية فضاؤها وسوقها الإنترنت، لافتا الى أن على المواطنين أن يتولوا زمام أمورهم والبحث عن مهن من خلال مشاريع تبدأ بفكرة بسيطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com