الخميس، 22 نوفمبر 2012

تأثير الأصدقاء على الأبناء ..لماذا يقلق الآباء !

صورة

دير سالم - أحيانا يتجاوز الصراخ والتعنيف حد البيوت؛ ذلك ان علاقات الابناء من خارج البيت والعائلة ، هي ما يصعد النفوس ويزيد التوتر.
..يصرخ الآباء من ناحية(..) ويرد عليهم الأبناء من ناحية أخرى!.
، فالأب يتهم ولده، بأن رفاقه اقتادوه إلى الفساد والأخلاق السيئة ، أما الولد فيعترض قائلاً :» أصدقائي هم الأساس في اختياراتي في جميع الأمور ، ولا تتدخلوا أبداً بيننا « .
هنا تحتد الأمور لتصل إلى أوجها ، ويزداد القلق بين الطرفين ، ويصبح الآباء يشعرون أنهم فقدوا سيطرتهم على إبنهم ، ولا سبيل للحل ، وأن تأثير الأصدقاء على حياتهم وسلوكهم أصبح هو الأكبر .

 الطيش وعدم الإهتمام 
فالشباب في مرحلة المراهقة ، يغلب عليهم الطيش وعدم الاهتمام لأي أمر ، فتجدهم يرفضون أي وجهة نظر أو تعليق من قبل الأهل ، ولا تصل بهم إلى الرفض فقط بل إلى التهور والصراخ في وجه من يقف في طريقهم ، ولا يسمعون سوى لمن هم في نفس جيلهم من الأصدقاء ، فيعتبرونهم هم الملجأ الآمن من أوامر الأهل وتعليقاتهم ، ولكن لا يعتبرون دائماً الملجأ الآمن ، بل قد ياخذونه إلى الضياع والأنحراف . 
فترك الأمور دون حل مشكلة ، وحلها بالعنف مشكلة أكبر ، فلا بد من الحكمة في حلها ، ولا بد من إدراك وفهم كل من الطرفين للآخر .
فما هي وجهة نظر كل من الطرفين للمشكلة ؟
وفي ضوء ذلك ما الحل ؟
اختصاصيون من مجالات مختلفة تحدثوا حول أسباب انجذاب الشاب أو الفتاة لمجتمع الأصدقاء أكثر من الأسرة ، وعن الحلول لهذه المشكلة .

الشخصية القابلة للإيحاء 
اختصاصي الطب النفسي والعلاج السلوكي الدكتور « نايف ارشيدات» قال :» الشخصية التي تتأثر برأي الأصدقاء تسمى « الشخصية القابلة للإيحاء» أي أنها تتقبل أي رأي من الآخرين دون التفكير به ، فمن الممكن أن تتورط بأي شئ وأن تسمع من أي شخص، مهما كان الكلام ،وتؤثر عليها في علاقاتها مع الآخرين ، أما الإنسان السوي فيدقق في كل فكرة أو رأي ، ويتأكد أن هذه الفكره سليمة ولا تؤثر عليه أو على الآخرين «. 
وأضاف :» حل هذه المشكلة يكمن في التربية السليمة ، والتأسيس الديني والأخلاقي الجيد ، فيتأسس الشخص من قبل ذويه على المبادئ والقيم ، لذا عند سماعه لأي رأي أو فكرة تخالف هذه المبادئ يرفضها ولا يقوم بها، فالإنسان إذا نقصه الوازع الديني والتربية فقد يتأثر بأي رأي مما يؤدي إلى إنحرافه « .

 صورة إيجابية عن نفسه
أما أستاذ علم الإجتماع في الجامعة الإردنية الدكتور «مجد الدين خمش» فيقول :» تأثير الرفاق على الشباب والفتايات كبير كونهم من نفس العمر ، ونفس الإهتمامات ، وأنهم يقضون معهم فترة طويلة من الوقت ، فيجد الشاب لدى رفاقه صورة إيجابية عن نفسه ، ويشارك معهم في العديد من النشاطات ، وهذه الأمور جميعها تشكل عوامل جذب بالنسبة لجماعة الرفاق «.
وأضاف : « بينما في الأسرة يكون الشاب خاصة في عمر المراهقة معرضا للإنتقادات ، ولا يجد لدى الأسرة الإستقلالية التي يطمح لها ، هذا يجعله يبتعد عن جو الأسرة ، وينسجم مع الرفاق «. 
وتحدثنا مع بعض الشباب والشابات لنعرف وجهة نظرهم حول هذه القضية، ومن يؤثر على حياتهم وقرارتهم أكثر ، وتحدثنا مع أولياء أمور عن أبنائهم وما يواجهونه من مشاكل معهم فيما يخص هذه القضية .

آراء الشباب والشابات 
جهاد 21 عاماً قال :» والدي لا يعرف أصدقائي ، وأصدقائي لا يعرفون والدي ، كون كل أصدقائي من الجامعة ، عدا عن أن والدي يثق في اختياري لأصدقائي فلا يسألني عنهم ، وفيما يتعلق بتأثير الأصدقاء فهو ينتهي عند عودتي من الجامعة ، كوني لا أملك صداقات سوى صداقات الجامعة «.
وأضاف :» فالتأثير يختلف حسب طبيعة الموضوع لدي ، فإذا كان الموضوع يحتاج إلى خبرة فأستشير والدي ، أما الأمور الحديثة فأستشير فيها أصدقائي في الجامعة كونهم يعرفون اكثر عنها ، وفي بعض الأحيان قد يشعر أبي بتصرف معين ، فيسألني من اين أتيت به فأجيبه من أصدقائي ، فيقول لي أفعل ما تعتبره يرضي ربك ، ويرضيك «.

تأثير والدي هو الأكبر !
«عبد الفتاح» 15عاماً ، يثق في والده فقط :» تأثير والدي في كل ما يخص أمور حياتي هو الأكبر ، وقد يكون لأصدقائي تأثير على أمور حياتي ولكن بنسبة قليلة جداً ، فأبي يخاف على مصلحتي وينصحني أكثر من أصدقائي لذا دائماً اسمع كلام والدي وأثق في كلامه في كل الأمور «. 
ويختلف رأي « محمد « 20 عاماَ الى حد كبير :» أتأثر بأصدقائي بشكل كبير ، كونهم الأقرب إلى سني ، وكوني أقضي مجمل النهار معهم ، ومعظمهم من المدخنين فتعلمت منهم هذه العادة السيئة وجاريتهم وحملت السيجارة ، وكان والدي دائماً يؤنبني على التدخين ، ولكن تأثير أصدقائي أكبر من إرشادات والدي « .
أما « مرح « 15 عاماً فقالت :» في بعض النواحي يؤثر أصدقائي علي أكثر من أهلي كوني أقتنع بحديثهم أكثر ، أما في نواح أخرى فأستعين برأي أهلي ، ولكن من الجهتين في حال اقتناعي بالأمر أعمل به وإذا لم أقتنع، لا أعمل به « .

أنا أعتمد على رأي أهلي 
تختلف «داليا» 23 عاماً عن الجميع فقالت :» أنا أعتمد على رأي أهلي في كل الأمور ، حتى أني لا أخفي عليهم شيئاَ وأخبرهم بكل ما يحصل معي ، سواء استشرت أصدقائي واقتنعت أم لا ، فآخذ برأي الطرفين وأقوم بعمل كل ما يرضي ربي وديني «. 

 آراء أولياء الأمور
أحد أولياء الأمور « أبو محمد» قال :» أشعر أن إبني يأخذ برأي أصدقائه ويعتبره أساسياً ، بينما رأيي أنا في كثير من الأحيان يكون ثانوياً ، بل قد يعمل ضده ، وإذا حاولت معه بكل الطرق ، أجده يعارضني أو يمتنع عن الأخذ برأيي ، فأضطر بعدها إلى إعطائه حرية التصرف ،على أن لا تتجاوز هذه الحرية العادات والتقاليد «.

 إرشاداتي له ..أوامر و..لا يأخذ بها! 
أما « أم رامي» فتتحدث عن ولدها قائلة :» يتلقى إبني إرشاداتي له على أنها أوامر ولا يأخذ بها ، بينما تجد أنه يصغي لأصدقائه وينفذ كل ما يطلبونه منه ، علماً أنني دائما وابداً أوجهه إلى الأمور الصحيحة ، وبينما أخشى أن يوجهه أصدقاؤه إلى أمور لا تحمد عقباها ، ولهذا أضطر إلى السؤال عن أصدقائه، ومعرفتهم معرفة جيدة ، حتى لا يوجهونه إلى الطريق الخاطئ ، وبعدها لا ينفع الندم «.

الرقابة الكاملة من زوجي 
« أم عدي» أم لثلاثة شباب تتراوح أعمارهم بين (15-20) عاما تختلف وجهة نظرها عن الآخرين ، قالت باسف:» أولادي لا يتأثرون من أصدقائهم فيما يخص الأمور السيئة ، وفي حال حدث ذلك ، يتقدمون ليستشيروني في كل ما يقوله أصدقاؤهم لهم ، عدا عن الرقابة الكاملة من زوجي لهم ، فإذا تأثروا بهم فيكون فقط بالأمورالحسنة عدا ذلك فتربيتي لهم منذ الصغر ، عودتهم على استشارتي «.
طبيعة المشكلة موجودة وستستمر ، إذا لم يُربَ الشاب والشابة منذ الصغر على القيم والمبادئ الإسلامية الرفيعة ، وإذا لم يقم الأهل بمصادقتهم وفتح باب الحوار معهم ليكونوا قريبين منهم ويستمعوا لمشاكلهم ، فيصبحوا لا يتأثرون إلا بآرائهم ، ويستشيرونهم في كل ما يسمعونه من أصدقائهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com