الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

أزمة دفء الشتاء ..!

صورة

غدير سالم - يذهب العديد منا إلى عمله في الصباح الباكر، وهذا يعرضنا لأشعة الشمس وعند الوصول إلى العمل ، نتعرض لهواء المكيفات ، فهذا يؤدي إلى إصابتنا بالأمراض ، فماذا يحدث في الحالة العكسية ؟ 
.. اقترب فصل الشتاء وبرودته ، وهذا يعني الخروج في البرد القارس ، والذهاب إلى العمل حيث الدفء، فنتعرض للعديد من الأمراض، بسبب أننا كنا بالبرد القارس ودخلنا إلى مكان بعكس ما كنا فيه، ويحدث أيضاً عند العودة من العمل إلى المنزل ، نعيد الكرة فنتعرض للبرد القارس ثم الوصول للمنزل حيث الدفء .
وهذا لا يخص العاملين فقط ، فطلاب المدارس أيضاً يمرون بنفس الظروف ،فالبرد والصقيع من أكثر المشاكل التي قد تواجه الناس . فلا بد لنا من معرفة التأثيرات المحتملة لبرودة الطقس والصقيع على أجهزة الجسم والإصابة بالأمراض ؟ وكيفية الوقاية منها ؟

درجة حرارة المنزل المناسبة 
أخصائي الأمراض الباطنية الدكتور «عادل حمزة» تحدث عن أهمية التدفئة في المنزل وما هي درجة الحرارة المناسبة قائلاً :» يجب أن تكون الحرارة في المنزل معتدلة ، بحيث أن الشخص لو خرج من المنزل ، لا يكون هناك فرق كبير بين داخل المنزل وخارجه وان تكون درجة حرارة المنزل تقريباً 25 درجة مئوية».
وأضاف :» الفرق الكبير في الحرارة بين داخل المنزل وخارجه ، يؤدي إلى حدوث نزلات شعبية ، ورشح ، والتهابات ، فالبرد القارس يؤدي إلى انتشار بعض الفيروسات ونشاطها ، وهذه الفيروسات تسبب الإلتهابات في الجهاز التنفسي ، والإصابة بالإنفلونزا وغيرها «.

أمراض عدم التدفئة 
الطبيب العام الدكتور»فخري تايه» تحدث عن أبرز أمراض عدم التدفئة سواء في المنزل أو العمل قائلاً :» عدم تدفئة المنزل يؤدي إلى أمراض في الجهاز العصبي، والهضمي ،والتنفسي ، والعضلات والمفاصل ، أما فيما يتعلق بأمراض الجهاز العصبي فيؤدي إلى الصداع ، وتنميل وخدران في الأطراف ، وهو نقص التروية أو ما يعرف «بالثلجية « ويصيب الإناث أكثر من الذكور ، ويؤثر البرد أيضاً على الدورة الدموية ، ويؤثر على انقباض الشرايين التاجية ، وعلى القلب ويؤدي إلى الجلطات «.
وأضاف :» أما فيما يتعلق بأمراض الجهاز التنفسي ، فيؤدي إلى الإنفلونزا ، والرشح ، والتهابات في القصبات الهوائية ، وفيما يتعلق بالجهاز الهضمي فيؤدي إلى آلآم في المعدة وتشنج في القولون والبطن ، أما المفاصل والعضلات فيزيد من آلامها ويؤدي إلى تشنجات في عضلات الظهر «. 

أرباب المنازل وميزانية المحروقات 
تحدثنا مع بعض أرباب المنازل حول الكيفية التي يتم من خلالها إعداد ميزانية للمحروقات في الشتاء للتدفئة ؟
«أبو أحمد « تمنى لو تسمح له الظروف المالية بوضع تدفئة مركزية قائلاً : « قبل قدوم الشتاء ، أدخر بعض النقود من أجل تدفئة المنزل وشراء المحروقات اللازمة ، لأشتري الغاز والكاز ، فلدي صوبة كاز وأخرى للغاز من أجل التدفئة ، واتمنى ان أتمكن في السنوات القادمة ، أن يكون عندي تدفئة مركزية في منزلي «. 
أما « أم عدي» فتعتمد في تدفئة الشتاء على الكهرباء قائلة :» أستخدم في بيتي للتدفئة ، صوبة الكهرباء فهي تريحني ، ومناسبة لتدفئة المنزل بالرغم من أن فاتورة الكهرباء تصل بمبالغ عالية ، ولكنها اوفر من الغاز والكاز «.
و» أبو ماهر» يشعر بالدفء أكثر من خلال صوبة الكاز فقال :» أدخر مبلغ من المال بداية فصل الشتاء ، من أجل التدفئة في منزلي ، فبعض الغرف استخدم فيها صوبات الغاز ، وأخرى أستخدم صوبات الكاز ، ولكن بسبب تعودي على صوبة الكاز منذ القدم فهي الأكثر استخداماً لدينا حيث أنها تمدني بالدفء أكثر من الصوبات الأخرى «
وأضاف :» أتمنى أن يكفيني المبلغ المدخر لفصل الشتاء هذا العام في ظل إرتفاع أسعار الوقود «.

كيفية الشعور بالدفء المنزلي 
بعد أن يعد الأهالي الميزانية المناسبة لتدفئة المنزل وجعله مناسباً لفصل الشتاء ولأولادهم ، تحدثنا مع ثلاث فتيات ليخبرونا عن كيفية الشعور بالدفء في منازلهم ؟
«روان» طالبة في الجامعة تحدثت عن توفر التدفئة المناسبة في منزلها قائلة :» بسبب الأوضاع المالية المناسبة لوالدي فقد وضع لنا تدفئة مركزية في المنزل ، فعند تواجدي في أي مكان في المنزل أشعر بالدفء ، خاصة عندما أذهب للدراسة في الغرفة ، قد أنام دون أدري فلا أخاف الإختناق ، فهذا الدفء يجعلني أتحرك في المنزل دون أن أشعر بالبرد « .
أما « سحر» فهي أيضاً طالبة بالجامعة ولكن تختلف الظروف لديها فتقول :» بسبب غلاء أسعار المحروقات فلا يستطيع والدي شراء الغاز والكاز ، لذلك نعتمد على استخدام «الحرامات والبطانيات» ، وألبس الملابس الصوفية الدافئة ، واشعر بالدفء الكبير بتواجدي بين أهلي ومعهم ، بالرغم من البرد القارس حولنا».
«دينا» لا تحب التدفئة عن طريق الاجهزة الكهربائية ولديها وجهة نظر مختلفة فقالت :» نستخدم في المنزل صوبات الكاز ، فقد تعودنا عليها ، ولا نحب غيرها ، فمن خلال تواجدنا جميعاً حولها ، نستخدمها لشوي الكستناء والبطاطا الحلوة ، تشعرنا بالسعادة اكثر من الأجهزة الكهربائية التي قد تجعل كل منا في غرفته ولا نجتمع مع بعضنا «.

 لا بد من الإعتدال 
الجميع يبحث عن الدفء في برد الشتاء القارس ، مهما تعددت الوسائل والطرق ، فنحن لا نستغني عن الدفء أبداً، ولكن علينا جميعاً أن نأخذ حذرنا واحتياطاتنا خلال موجات البرد ، حتى لا نمرض ولا تصيبنا الوعكات الصحية ، فتأثيرات عدم التدفئة يضر بصحتنا ، والتدفئة الزائدة خطيرة فلا بد من الإعتدال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com