ايمان شعبان خوري - كشفت دراسة حديثة قام بها باحثون في كلية علم النفس في جامعة برشلونة-اسبانيا في العلاقة بين عادات النوم، وساعات النوم والاداء الاكاديمي للاطفال بين سن السادسة والسابعة من العمر. وقد وجد الخبراء ان نوم الاطفال لاقل من تسع ساعات والذهاب الى الفراش في ساعة متأخرة، وعدم إتباع روتين يومي محدد للذهاب الى النوم في ساعة محددة يؤثر بشكل عام على المهارات الاكاديمية للاطفال.

من اجل نمو وتطور الذكاء 
معظم الاطفال ينامون اقل من ساعات النوم التي يُنصح بها من اجل نمو وتطور الذكاء لديهم بالشكل الصحيح. والدراسة الاسبانية هذه تعد الاولى من نوعها التي تثبت ان العادات السيئة للنوم وفقدان ساعات من النوم تؤثر في التحصيل الاكاديمي لطلاب المدارس.
قام الباحثون في الدراسة التي نُشرت نتائجها في المجلة العلمية الاسبانية Journal Cultura Y Education «ثقافة التعليم»، بتقييم 142 طالبا في المرحلة الابتدائية (65 طالبة و77 طالبا) من مدارس ابتدائية مختلفة، حيث طُلب من الآباء تعبئة إستبانة تتعلق بعادات الاطفال وعدد ساعات النوم في الليلة الواحدة. كا قام الباحثون بتقييم سلسلة من المهارات الاكاديمية للطلاب.

 اقل من ثماني ساعات
اشار الخبراء الى ان الطلاب ؛الذين كانوا ينامون اقل من ثماني ساعات في الليل او يذهبون الى الفراش في ساعة متأخرة أربع ليال في الاسبوع، يعانون من مشاكل في التحصيل الدراسي والاداء الاكاديمي اكثر بكثير من الطلاب الذين ينامون ما بين تسع الى احدى عشرة ساعة في الليل من نفس الفئة العمرية مما يشير الى اهمية دعم ساعات النوم الكافية لتطور الذكاء وتحسين الاداء الاكاديمي.
ويقول د. رامون كلاديلاس، الاخصائي في علم النفس في الجامعة، ان فقدان ساعات من النوم وإتباع العادات السيئة يولدان تأثيرات سلبية تؤثر في المهارات الاكاديمية الضرورية جداً لتحسين الاداء الاكاديمي، كما اكدت نتائجنا كذلك الى تأثر مهارات محددة بقلة ساعات النوم المرتبطة بمفاهيم إدراكية مثل الذاكرة، والتعلم ووجود الحافز، فهي تتغير مع تغير انماط النوم غير المنتظمة. هذا بالاضافة الى تأثر مهارات القواعد اللغوية وتهجئة الحروف، بالاضافة الى افتقار الطلاب للتنظيم في حياتهم والضعف في كتابة النصوص الانشائية.
وهذه الامور تعتبر من المهارات الاساسية، وهذا يعني انه اذا كان الطالب وبسبب قلة النوم قد طور مشاكل في هذا المجال فقد يواجه تراجعاً في المواضيع الدراسية الاخرى.

نمط نوم صحي
كما استنتج الخبراء ان الحفاظ على نمط نوم صحي، في هذه السن المبكرة يُساهم في تطور المهارات الادراكية الايجابية.
ويقترحون على الآباء ضرورة حضور البرامج الوقائية ليصبحوا اكثر وعياً في هذا الامر، خاصة في الوقت الحاضر، بسبب التصاق الاطفال بالتلفاز والكمبيوتر والعاب الفيديو لاوقات طويلة، ومن الضروري إلزامهم بالذهاب الى الفراش في ساعة مبكرة وبنفس الوقت من كل ليلة لتنظيم حياتهم ليصبحوا اكثر ذكاء ويظهروا اداء أكاديمي افضل.