الاثنين، 5 نوفمبر 2012

الطلاق ..الحصاد المر!

صورة

سهير بشناق - .. احيانا تلتبس «اهمية الابقاء على علاقة الابناء بالاباء بعد الطلاق» ذلك ان عالم الاطفال ، ساحر وغريب ومختلف في فهم طبيعة العلاقات البشرية!.
.,وفي دنيا الطفل قدرة على التعبير عن مشاعره بالرسم او وبسلوكيات عديدة.
هنا علينا ان نرى مصير الاسرة بعد تشتت الاباء!
 ..كيف ؟!.
لغة الاطفال تختلف عن لغة الكبار، فهم ان لم يتمكنوا من البوح بمشاعرهم مباشرة يلجأون الى التعبير بسلوكيات معينة كالبكاء او التمرد او الغضب او الشعور بالمرض اضافة الى التعبير من خلال اللعب والرسم وجمعيها تعبر بطريقة ما عما يجول باذهانهم من افكار ومشاعر .
زيد طفل يبلغ من العمر – 6- سنوات لم يتمكن من العيش مع والديه سوية بسبب طلاقهما فانتقل للعيش مع والدته كون الحضانة تعود للأم في مثل هذا العمر ولكنه بالمقابل اصبح بعيدا عن والده الذي لا يراه سوى مرة واحدة بالشهر ولا يبقى معه سوى فترة زمنية قصيرة لا تكفي لان يشعر به وبعطفه عليه .

مجرد « زائر «..!
جاء طلاق والدي» زيد» وهو في عمر الزهور- 5 سنوات- ،الامر الذي ترك اثرا كبيرا عليه، من الناحية الاجتماعية والنفسية .. لتعلقة بوالده الذي اصبح بالنسبة اليه في مرحلة ما من عمره مجرد « زائر « يراه بين فترة واخرى ولا يتواصل معه بشكل يومي كباقي الاطفال الذين يعيشون باسرهم .
«زيد «؛ كان ضحية خلافات زوجية لم يكن بامكانه التعبير عن مشاعره الغاضبة لابتعاده عن والده سوى بالرسم وبسلوكه في المدرسة فرسوماته نقلت ما يشعر به.
تقول معلمة زيد – التي فضلت عدم الاشارة لاسمها – انه طفل ذكي لكنه انطوائي لا يتفاعل مع زملائه بالصف كما يجب وكلما ذكر احد زملائه شيئا عن والده بدا زيد بالبكاء ولكنه لم يطلع احدا عن السبب الحقيقي لبكائه سوى انه يعاني من وجع في منطقة البطن .
واضافت : ان دور المعلم وطبيعة علاقته مع طلابه خاصة في هذه المرحلة العمرية يجب ان تكون اكبر من حدود تلقي المعلومات والتفاعل معها والاجتهاد فقط بل ان سلوكهم ومدى تفاعلهم مع الاخرين جانب هام يعكس البيئة الاسرية والنفسية التي يعيشها الطالب والتي تؤثر بصورة ما على نموه .
واشارت ان زيد بدا يعبر عما بداخله من خلال الرسم فجميع رسوماته كانت تعبر عن افتقاده لوالده وحاجته لان يكون اكثر قربا له .

رسومات «زيد» المحزنة
 المعلمة ذاتها اشارت الى ان « الطفل زيد» كان مشاركا في دورة لتعليم كرة القدم وقبل المباراة النهائية طلبت منهم ان يرسموا توقعاتهم للمباراة، كنوع من التحفيز لهم فجاءت رسومات زيد محزنة حيث كانت رسمته ان طفلا يلعب بالمباراة لكن راسه خلف وجه وعندما سالته المعلمة عن سبب ذلك قال للمرة الاولى : لان الولد يبحث عن والده ولا يراه وهو يتمنى لو ان والده يراه وهو يلعب كرة القدم التي يحبها هو ايضا ؟
وقد بادرت المعلمة بالحديث لوالدته واطلاعها على وضع زيد وسلوكه الا انها فوجئت بردة فعل الام ،التي رفضت اي حوار بهذا الشان واعتبرت ان هذه الامور من خصوصيتها .
وتشكل قضية الخلافات الزوجية التي عادة ما تنتهي بالطلاق قضية هامة في حياة الاطفال الذين يبتعدون عن احد الوالدين ولا يتمكنوا من قضاء اوقات كافية مع الطرف الذي لا يعيش معه الطفل فينعكس ذلك على سلوكيات الطفل بشكل واضح خاصة اذا رفض الطرف الحاضن ان يبقى الطفل مع الاخر فترة كافية تتيح له بتقليص مساحة الوحدة التي يعيشها وهو بعيد عنه.

 الاب وبقاء الاطفال مع امهاتهم
 وترى الاخصائية الاجتماعية مها زهران ان الطفل اكثر تاثرا بمحيطه الاسري وبما يحدث من تغيرات داخلها فغياب احد الوالدين ،يترك اثارا نفسية سلبية عليه كوفاة احد الوالدين او طلاقهما .
واضافت : ان وفاة احد الوالدين وخاصة الاب وبقاء الاطفال مع امهاتهم قد يكون اقل تاثيرا عليهم من طلاق الوالدين لان الطفل يدرك في عمر معين حقيقة الموت والحياة ويتعامل معها كقدر لا علاقة لوالدته به لكن في حال طلاق الوالدين فان الطفل يبقى يحمل في داخله مسؤولية ابتعاده عن احداهما ولا يتقبل ايه اسباب يحاول كل طرف اقناعه به وتبريره لما حدث .
واكدت زهران :»اهمية تعاون الوالدين لمصلحة الطفل في حال اختيارهما الانفصال وعدم استغلال الاطفال في خلافاتهم بهدف تجنيب الاطفال معاناة نفسية بسبب تشتت الاسرة وابتعادهم عن احد الوالدين» .
 ..اجتماعيا يعد انفصال الزوجين او طلاقهما احد الاسباب الرئيسية لتغير سلوك الابناء ،خصوصا اذا ما تمكن الوالدان من تقليص اثار الانفصال على اطفالهم من خلال الابقاء على علاقة طيبة تجمعهما سوية ومع اطفالهم بحيث لا يشعر الطفل بحجم الغياب لاحد والديه ويكون الطرفان حريصين على مشاركة الطفل في تفاصيل حياته اليومية .
كما ان اصرار الام على ابعاد طفلها عن والده سلوك غير سوي خاصة وان الاطفال الذكور على وجه التحديد يحتاجون لابائهم ويحتاجون للتواصل معهم ومشاركتهم اياهم في جوانب عديدة بحياتهم .

الخيارات الصعبة
.. الطلاق ؛خيار لا بد منه امام مشاكل عديدة وكبيرة تقع في حياة الازواج ،و من اجل ذلك ،يجب على الاطفال ان يبقوا بمنأى عن هذه الخيارات قدر الامكان وان لا تتناسى الامهات والاباء ان هؤلاء الاطفال هم نتاج مشترك فيما بينهم لا يحق لاي طرف ان يقرر الغاءه ،ما دام الطرف الاخر متمسكا بطفله ولم يتخل عن مسؤولياته اتجاهه بالرغم من ان كثيرا من الامهات يعتبرن العلاقة التي تحكم الطفل بوالده بعد الطلاق ،هي علاقة مادية .
 ان الطفل، كائن انساني يبقى على الدوام ، محتاجا لما هو ابعد من ذلك بكثير وهو ما لا يدركه الكثيرون ممن تعرضوا لتجربة الطلاق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com