الخميس، 29 نوفمبر 2012

فحوصات مهمة لمرضى السكري


عمان- يعد ارتفاع السكر في الدم أو ما يعرف بمرض السكري، من الأمراض المزمنة المنتشرة بين كثير من الأشخاص حول العالم، وتوجد الكثير من الدراسات والأبحاث التي تجري دائما لفهم مرض السكري أو لاكتشاف علاج يساعد في السيطرة عليه أو حتى الشفاء منه.
وأظهرت الدراسات أن كثيرا من مرضى السكري يجهلون أو لا يعلمون بعض الفحوصات المطلوبة والمهمة للتحكم بهذا المرض والتي تساعد في السيطرة على مستوى السكر في الدم وبذلك تقلل من خطر مضاعفاته، ومن أهم هذه الفحوصات:
• فحص الهيموجلوبين أ 1 سي  hemoglobin a1c ما يعرف بفحص السكري "التراكمي": يساعد هذا الفحص المريض والطبيب على معرفة مدى مستوى ارتفاع السكر خلال فترة معينة "3 أشهر". فخلايا الدم الحمراء تحتوي على الهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين لجميع خلايا الجسم، وجزيئات السكر "الجلوكوز" الموجودة في الدم تلتصق بجزيئات الهيموجلوبين ويسمى بـ"الهيموجلوبين السكري " GLYCATED HEMOGLOBIN، وكل ما زاد مستوى السكر في الدم زادت نسبة التصاق السكر في الهيموجلوبين ومن هنا أتت فكرة هذا الفحص.
المعدل الطبيعي للهيموجلوبين أ 1 سي في الناس الطبيعيين: 5 %، أما أكثر من 7 % فتدل على ان المريض لا يعتني ولا يتحكم بمستوى السكر في الدم، والمطلوب من مريض السكري ان تكون نتيجة الفحص أقل من 7 %، وهذا يدل على ان المريض يتحكم أكثر بمستوى السكر إما عن طريق اتباع حمية غذائية مناسبة وملائمة له، أو عن طريق ممارسة التمارين الرياضة لعمل جهد كاف لحرق السكر في الدم، أو يدل على انه ملتزم في العلاج الموصوف له من قبل الطبيب وأن العلاج مناسب له.
وكلما قلت نتيجة الفحص "أقل من 7 % "، كانت المضاعفات أقل، وينصح بعمل هذا الفحص كل 3 أشهر ولا يحتاج للصيام للقيام بذلك.
•  فحص العين: وهو عبارة عن فحص لحدة النظر وفحص دقيق لشبكية العين؛ حيث يقوم طبيب العيون بقطر مادة في العين وذلك لتوسيع البؤبؤ لفحص شبكية العين، إذ إن استمرار ارتفاع السكر في العين يتلف الشعيرات والأوعية الدموية والخلايا العصبية في العين، وبزيادة نسبة الارتفاع ومدة ارتفاعه يزيد من إتلاف هذه الخلايا، ويقوم الجسم بالرد ببناء شعيرات دموية جديدة على الشبكية. هذه الشعيرات الجديدة تقلل من حدة البصر وتضغط على الشبكية ومن ثم يمكن ان تتلف الشبكية وتؤدي الى فقدان البصر.
هذا الفحص يساعد طبيب العيون في التنبه لهذه الحالة مبكرا وعلاجها عن طريق عملية جراحية بسيطة، ويساعد الطبيب المتخصص في مرض السكري إما بتنبيه المريض باتباع حمية، أو زيادة جرعة الدواء أو حتى تغيير الدواء كليا.
الوقاية هي أهم طريقة لتجنب تلف العين وذلك باتباع تعليمات الطبيب المسؤول وإجراء الفحص على الأقل كل مرة الى مرتين في السنة "كل ستة أشهر 6".
عند سؤال الطبيب لكثير من المرضى عن مدى وكيفية رؤيتهم يكون جوابهم بأنهم يبصرون جيدا، وهنا ينصح الأطباء المتخصصون بأنه حتى لو كان المريض يبصر جيدا يجب عليه إجراء هذا الفحص، وذلك يساعد بالفحص المبكر، والوقاية، والمحافظة على حدة البصر.
• فحص القدم: من مضاعفات السكري إتلاف الشعيرات والأوعية الدموية والخلايا العصبية للجسم بشكل عام وللجلد أيضا بشكل خاص، حيث هذا التلف يؤثر على التروية الجيدة للجسم وخصوصا القدمين، استمرار ارتفاع السكر وتلف الأعصاب يؤدي لعدم شعورالمريض بالألم في قدميه خصوصا إذا وجدت بعض التقرحات أو الجروح.
فقد الإحساس وعدم اهتمام المريض برعاية قدميه يؤدي الى مضاعفات أكبر مثل؛ التهاب هذه الجروح والتقرحات، نمو البكتيريا والجراثيم، موت الأنسجة المحيطة بها، ما يؤدي ذلك الى الغنغرينا "gangrene " ومن ثم بتر اصبع القدم أو أكثر أو حتى بتر القدم كاملة مع تفاقم المشكلة.
ينصح المريض بفحص قدميه كل يوم، وملاحظة أي تغييرات على القدم من ناحية احمرار، تغيير الجلد، تغيير حجمه، وجود جروح، تقرحات وغيرها، وأيضا عند كل زيارة للطبيب على الأقل كل 6 أشهر؛ حيث من المستحسن بأن يأخذ الطبيب نظرة على القدمين وفحصهما جيدا.
• فحص الدهون: منها فحص الكولسترول، الأحماض الدهنية الثلاثية، مستوى الكولستيرول السيئ " LDL" ومستوى الكولسترول الجيد "HDL" وذلك كل سنة على الأقل، ولكن ينصح بتكرار الفحوصات للمعرضين لأمراض القلب والشرايين.
• فحص وظائف الكلى: الحصول على اختبار البول السنوي للتحقق من وجود "بروتين أو دم " في البول على الأقل مرة في السنة للتحقق من الكرياتينين، إذ يشير فحص الكلى على مدى فعالية الكليتين معا.
• فحص ضغط الدم: ينصح بإجراء فحص الدم عند كل زيارة للطبيب، يهدف ذلك للوصول لضغط دم أقل من 130/80 لمريض السكري، خصوصا الذي لا يعاني من مضاعفات، أما مريض السكري الذي لديه مضاعفات ينصح بالحفاظ على معدل ضغط الدم أقل من 125/75.
هناك أيضا فحوصات أخرى يقوم بها الطبيب وذلك حسب حالة مريض السكري وتختلف من مريض لآخر. ويجب استشارة الطبيب دائما عند إجراء هذه الفحوصات.


ملاك محمد طيفور
دكتور صيدلاني
www.altibbi.com

الرجال يربطون بين تناول اللحوم والشعور بالقوة


دبي- توصل باحثون أميركيون إلى أن الرجال يربطون بين تناول اللحوم ومشتقاتها والشعور بالقوة والمروءة والشجاعة؛ حيث يرى العديد من الرجال أن تناول الخضراوات يقتصر فقط على الفتيات وأن النباتيين من الرجال "مخنثون".
ووجد باحثون من جامعة "بيلارمين" في ولاية كنتاكي الأميركية، أن العديد من الرجال يعتقدون أن أكل اللحوم بمختلف أشكالها؛ مثل البرغر والنقانق "أمر رجولي للغاية ويرتبط بالفحولة والقوة"، بينما تجد النساء أن تناول لحوم الحيوانات "أمر مقزز وغير آدمي ومخالف لحقوق الحيوان".
وقال البروفيسور هانك روثجربر، مؤلف الدراسة التي نشرت في مجلة "الرجال والرجولة"، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط "إن تناول الرجال اللحوم يرتبط بشعورهم بالسلطة والرجولة والمروءة"، لافتا إلى أن هناك العديد من الرجال يمقتون ما يسمونه "وجبات الفتيات" ويطلبون مضاعفة كميات اللحوم في وجباتهم اليومية.-(العربية.نت)

قبل انتظار الفارس الذي لا يظهر: دافعي عن عزوبيتك فلها مزايا .. استغليها !

صورة

منذ طفولتها وتحلم المرأة بالزواج وفارس الاحلام الذي سيخطفها على حصانه الابيض، ولكن قد يتغير الحلم قليلا وخاصة مع صعوبة العثور على فارس الاحلام او الحصان الابيض ! 
فوفقا للاحصائيات ثلث عدد الفتيات في الدول العربية بلغن سن الثلاثين من دون زواج، في مصر أظهرت دراسة الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن عدد من وصلوا إلى سن الخامسة والثلاثين من دون زواج وصل إلى تسعة ملايين شخص، ويطلق على الجزائر أحيانا «بلد العوانس». 
وبعيدا عن الحديث عن العنوسة واسبابها ومفهومها في الوطن العربي ، ننظر الى جانب الكوب الممتلىء بدلا من الخالي. 
وحتى يحين الوقت المنتظر لزواجك ، فعليكِ النظر الى عزوبيتك بايجابية، حتى وان كانت تحمل فى طياتها نوع من انواع الكوميديا السوداء الساخرة ، دعينا نكتشف ما هى فوائد العزوبية للنساء؟ 
- لديكِ كل الوقت: لا يوجد هناك مسؤولية محددة تلزمك بالقيام بعدة امور ، لديكِ كل الوقت لتهتمي بنفسك و جمالك ورشاقتك ودراستك وممارسة هواياتك ! كما انكِ لا تتقيدين بمواعيده او جدوله المزدحم، فانتِ حرة تماما في استغلال وقتك كيفما شئتي ! 
- السفر والدراسة: لست بحاجة الى اصطحاب اطفالك الى الجبال ! يمكنك الاستمتاع بالسفر الى المكان الذي تريدنه ، وايضا يمكنك استكمال دراستك والحصول على درجتي الماجستير او الدكتوراه ، فما عليكِ سوى الاجتهاد فقط . 
- العمل: الكثير من النساء يتركن العمل مع زواجهن ، ويتركن احلامهن او طموحاتهن من اجل حياة زوجية سعيدة ، فلماذا تضيعي وقتك الان وانت عزباء ؟ استغلي هذا الوقت في تنمية مهاراتك وقدراتك في العمل ، كوني لنفسك سيرة مهنية مشرفة تفخرين بها . 
- الاصدقاء: معظم النساء بعد الزواج لا تحاول انشاء علاقات صداقة جديدة ، بل هى تحتفظ بصداقتها القديمة وفي احيان كثير لا تحافظ ! هذا الوقت هو مثالي لانشاء علاقات صداقة تدوم طويلا ، فأنتِ بحاجة الى صديقة مقربة 
- مراعاة الاخر: ليس عليكِ مراعاة مشاعر الاخر او اختلاف الاذواق بينكما ، فانت تعيشين كما يحلو لكِ ، ترتدين وتأكلين وتنامين كما تحبين ، وتعيشين بعيدا عن المجاملات او التملق . 
- اسرتك: لديكِ كل الوقت لتوطدي علاقتك بأسرتك ، والتعامل معهم بمنظور جديد كأمرأة بالغة وعاقلة بدلامن تلك الفتاة الصغيرة . 
وفى النهاية ...تلك الامور التى ذكرناها لا تمثل مبررات لرفض الزواج ، ولكنها قد تساعدك فى التركيز على امور اخرى داخل حياتك ، بدلا من انتظار الفارس الذي يأبى الظهور !

الشَّفافيّةُ ... أَعماقُها وآفاقُها

صورة

تغيّيبُ الشفافية  للروائي «حنا مينا» أطال الله في عمره ، عبارات بليغة وجميلة ، اُحسُّ أنها تعبِّر بصورة أدبيّة موحية عن أبعاد الشفافية في حضورها وغيابها ، حيث يقول : « حين تصير الأشياء في الضوء ، تستنير بأشعة الشمس ، تتطهر ، أما عندما تظلّ في العتمة ، فإنها تتعفّن، وتنبعث منها رائحة كريهة .. « .
وتلك حقيقة ، فتغيّيبُ الشفافية بأي حجّة ، وعلى أي نحو ، لا بد أن تكمُنَ خلفه سوء نيّة مبيّتة ، مهما كانت المبررات التي تزيّن السرية والتكتّم والتعتيم .

إبراهيم كشت

صدّقوني أن الشفافية ثقافة ، وقيمة أخلاقية ، ونمط تفكير ، ومنهج سلوك ، قبل أن تكون تشريعاً ، أو متطلباً تفرضه جهات رقابية ، أو تشجّعُ عليه هيئات ومنظمات دولية ، أو تقيس مدى حضوره وغيابه مراكز أبحاث ودراسات ، وقبل أن تكون أيضاً شعاراً تتغنى به الشركات والمؤسسات والأحزاب والحكومات ، وتزين به بعض وسائل الاعلام خطابها ، ومقالاتها وأخبارها وعناوينها الرئيسية ، لإدراكها بأن الشفافية (كمصطلح) لفظ برّاق ، يحظى بالاهتمام العام والخاص ، المحلي والدولي ، ويمكن إدعاؤه والتظاهر به ، ويمكن استخدامه كوسيلة للترويج ، كما يمكن استعماله (أي مصطلح الشفافية) في سبيل مزيد من التضليل ، وفي سبيل مزيد من (عدم الشفافية) أيضاً ..! 
نعم ، الشفافية قيمة وثقافة ومنهج تفكير وسلوك قبل أي شيء آخر ، وهي في جوهرها نوع من الصدقية والتحديد والوضوح والصراحة الايجابية ، وهي – أعني الشفافية – تعبّر في مفهومها الحقيقي ، عن مبدأ أخلاقي سامٍ ، معروف في تراثنا الديني ، يقضي بأن {على المرء ألاّ يقوم بفعل في السرِّ ، يستحي (أو يخشى) أن يقوم به في العلن } ، وحين تأخذ المؤسسات على اختلافها بهذا المبدأ ، فلن تظلّ حريصةً أبداً على البقاء في نطاق السريّة والتعتيم والتّعمية ، ولن تبالي بالخروج الى نطاق العلن والوضوح والإفصاح و(الشفافية) .

 مفهوم الشفافية ... بين الفيزياء والحياة 
يُعبر لفظ (الشفافية) في علم الفيزياء عن تلك (الخاصية) التي تسمح للأشعة بالمرور من خلال مادة معينة ، فإذا كان الزجاج شفافاً مثلاً ، فإن مرور الأشعة من خلاله تسمح برؤية ما خلفه بوضوح . لكن إذا علا الغبارُ والترابُ الزجاجَ ، أو جاء من تعمّدَ طلاءه باللون الأسود ، فلن يسمح هذا الوضع بمرور أشعة الشمس من خلال ذلك الزجاج ، وبالتالي سوف تحتجب رؤية ما خلفه حتى في وضح النهار .
ويبدو أن الحال لا تختلف – من حيث المبدأ - في الفيزياء عنها في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة والمال والأعمال ، فالشفافية صفة للنشاطات حين يتاح للناس الاطلاع على ما يتعلق بها من معلومات وتفاصيل ، من خلال الوضوح ، والتحديد ، والإفصاح ، والانفتاح على الجمهور والاطلاع على (التغذية الراجعة) منهم . دون أن يحول بينهم وبين ذلك زجاج معفر بالتراب ، أو ملطّخ بالطين ، أو مطليّ بالسواد ، يتخذ شكل السريّة والتكتم والتعتيم والغموض الذي يحجب الرؤية ، أو يشوّهها ، أو يتسبب بخداعٍ بصريّ يصوّر السراب ماءً .

 حين تغيب الشفافية ... 
للروائي (حنا مينا) أطال الله في عمره ، عبارات بليغة وجميلة ، اُحسُّ أنها تعبِّر بصورة أدبيّة موحية عن أبعاد الشفافية في حضورها وغيابها ، حيث يقول : { حين تصير الأشياء في الضوء ، تستنير بأشعة الشمس ، تتطهر ، أما عندما تظلّ في العتمة ، فإنها تتعفّن، وتنبعث منها رائحة كريهة .. } .
وتلك حقيقة ، فتغيّيبُ الشفافية بأي حجّة ، وعلى أي نحو ، لا بد أن تكمُنَ خلفه سوء نيّة مبيّتة ، مهما كانت المبررات التي تزيّن السرية والتكتّم والتعتيم . وتغييب الشفافية ينمُّ دائماً عن توجّه الإرادة الخفية إلى الخداع أو الغش أو التضليل ، أو الفساد باشكاله القبيحة كافّة ، أو يشي - على الأقل - بوجود أخطاء ومخالفات وزلاّت يراد التغطية عليها .
والفساد على نحو خاص ، لا تتفتقُ بذوره ، ولا تمتدُّ جذوره ، ولا تتشابك غصونه ، إلا في غياب الشفافية ، فحين تغيب الأرقام الحقيقية ، ولا تتضح مداخلها ومخارجها الفعلية ، أو يغيب الإفصاح عن الوقائع كما هي ، أو تكون الاجراءات والقرارات غير معلنة ، أو تكون الأهداف والسياسات غير محددة أو غير واضحة ، أو مكتومة أو متوارية ، أو إذا كان الاطلاع على كل هذه الجوانب أو أي منها غير متاح للكافة ، أي إذا غابت الشفافية ، فلا بد أن يَسْمَنَ الفسادُ ، وينمو لحمُهُ ، ويربو شحمه ، وتطول أنيابه ، وتشتدّ قرونه . إنها حقيقة تدل عليها تجارب الدول والمجتمعات والمؤسسات والهيئات باستمرار ، وتقول هذه الحقيقة بإيجاز وبلاغة إنه : إذا غابت الشفافية حضر الفساد لا محالة .

الشفافية في حضورها :
ترتبط الشفافية بقيم إنسانية ايجابية متعددة كالصدق والنزاهة والوضوح والثقة والصراحة واحترام القانون ، بل وترتبط كذلك بحسن النية . واضافة الى ذلك كلّه ، فإن الشفافية في حضورها وتطبيقها وتفعيلها تقود الى ايجابيات متعددة ، فهي تحفّز على مشاركة الناس من خلال الاطلاع على المعلومات الوافرة الواضحة الصحيحة المتاحة لهم ، والتي تمكنهم من متابعة مجريات الأمور ، ومن إبداء آرائهم وانتقاداتهم ، وتمكنهم كذلك من مراقبة صحة المسار وصحة القرارات ، مثلما تتيح محاسبة المخطىء ، وإعادة النظر في الخطط والسياسات والاجراءات والقرارات لتصويبها ، على أساس من نقد المواطنين والمهتمين والمعنيين وتقييمهم واقتراحهم للبدائل .

قمّة الشفافية هي الوضوح التام :
الوضوح عنصر أساسي يدخل في صلب ماهية الشفافية ، فلا تقوم الشفافية بدونه مطلقاً، وعندما يتحقق الوضوح التام في الإفصاح وتقديم المعلومات وعرضها ، تبلغ الشفافية قمتها . والواضح – بطبيعة الحال - هو ما يكون ظاهراً لا خفياً ، معلناً لا سريّاً ، بيّناً لا متوارياً ولا محتجباً ، ولا مختبئاً خلف ستار ، إنه كما الشمس الساطعة في كبد السماء الصافية عند الظهيرة في يوم صيفي ، يقدّم نفسه بنفسه ، فهو ليس مبهماً ولا غامضاً ولا ملتبساً ، ولا يثير الحيرة والشك والتساؤل ، ولا يستعصي على الفهم . 
ومن الجوانب النفسية المهمة المتعلقة بموضوع الوضوح ، والمتعلقة بالتالي بالشفافية، أن الإنسان بطبيعته لا يطيق الغموض ولا يحتمله ، فإذا وجد نفسه أمام ظاهرة أو حدث أو واقعة لم يستطع فهمها لنقص المعلومات المتعلقة بها ، راح يستكمل الصورة من خياله ، ويقدم تفسيراً من عند نفسه، ثم يُصدِّقهُ ، ويكون بذلك قد تغلَّبَ على الغموض ، ووصل الى ما يحسبه الوضوح ..! ولعل هذا ما يعطينا تفسيراً لما يسود لدى المجتمعات التي تغيب عنها المعلومة المكتملة والدقيقة نتيجة غياب الشفافية، حيث يلجأ أفراد تلك المجتمعات الى نشر الإشاعة وتصديقها سعياً منهم نحو إزالة الغموض الذي يحيط بالأحداث والوقائع من حولهم ، أو يروحون يفسرون تلك الأحداث من خلال نظرية المؤامرة كطريقة تريحهم أيضاً من الغموض وتشعرها – ولو كذباً– بالوضوح .

استدراك :
وعودة الى ما كنّا بدأنا به هذه المقالة ، من حيث القول بأن الشفافية ثقافة وقيمة أخلاقية ومنهج تفكير وممارسة قبل أي شيء آخر ، فربما يجدر أن أستدرك وأؤكد على أن هذا القول لا يقلل مطلقاً من أهمية التشريعات والتعليمات والأحكام والسياسات وأدلة العمل والنماذج ومواثيق السلوك المكتوبة التي تفرض الشفافية أو تشجّعها ، وتبين تفاصيل جوانبها التي ينبغي التقيد بها . فكل ذلك يساعد على إرساء قواعد الشفافية ، ويعمل على تغيير الثقافات السلبية التي تقاومها ، وإن كان تغيير مثل هذه الثقافات يحتاج الى وقت قد يطول ، ويتطلب مساهمة التربية والتعليم والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني على اختلافها ، في بناء اتجاهات إيجابية نحو الشفافية ، كقيمة أخلاقية وواجب إنساني ووطني ، مع محاولة ترسيخها كثقافة تقوم على أن الإفصاح والوضوح أصل ، والسرية والتكتّم استثناء .
Kasht97@yahoo.com

حقائق التدخين وآثاره على الحمل والإنجاب (2/2)

صورة

د. كميل موسى فرام - «تشرق الشمس في الصباح وتغيب في المساء»، هذه حقيقة يصعب العبث بمعطياتها، بالتوازي مع واقع السيجارة وتأثيرها السلبي على مستوى الفرد والجماعة كحقيقة يصعب العبث بنتائجها أو مبرراتها، خصوصا أن أثرها المدمر يطال جميع العناصر الصحية، فيمكننا الربط أحيانا بين مشاكلنا وشكوانا وصداقتنا مع السيجارة التي تستنزف تضاريس الصحة وتنخر بدعائمها، خصوصا أن هناك زيادة مضطردة بأعداد المدخنين وبفئة الشباب بالتحديد والتي تمثل شكلا من أشكال الضعف والهروب والتقليد، بدون تبرع القائمين على رعاية مصالحهم بالتصنيع والتسويق لتقديم فائدة يتيمة لهذه الممارسة الشخصية بعنوان الحرية.

كتبت الاسبوع الماضي في هذه الزاوية مقالة تحذيرية عن المخاطر الصحية المحدقة وكانت بعنوان « ثلاثية محيرة التدخين والحمل والانجاب» فكانت مجرد نصائح متعلقة بزاوية الحمل والانجاب، ولم أتوقع الكم الهائل من الردود والاستفسار على بريدي الالكتروني حيث أيقنت أن درجة الاهتمام بفصول الصحة تأخذ حيزا كبيرا من الخارطة الحياتية، فقررت أن أكمل ما بدأت به بمزيد من التوضيح عن الأثر السلبي للتدخين على أصحاب هذه العادة المكتسبة، مقدما عذري إن قسوت، فالواجب الأخلاقي يتداخل مع الجانب الصحي مكملا لتكون الصورة التي نحبها ونتمناها لنا ولأطفالنا.
الهدف من مقالتي اليوم هو بصورة حصرية لتقديم إضاءات على الجوانب السلبية للتدخين على فقرة الاخصاب بحياة الفرد، فالدراسات العلمية قد برهنت بصورة واضحة بأن هناك ثمة علاقة سلبية وعكسية بين السيجارة والانجاب بدرجة تنذر بالحرمان للسلوك والنتيجة، خصوصا أنني قد أوضحت بالتحليل العلمي بمقالتي في الاسبوع الماضي حدود العلاقة التناقضية بين التدخين والانجاب بصوره المتعددة من حيث صعوبة الحمل و/أو حدوث مشاكل صحية أثناء رحلة الحمل، و/أو المرور بمطبات انتانية لولادات مبكرة أو إعاقات مرتبطة، وانتهاء بتأثير سلبي على قدرة التفكير والتحصيل، مذكرا أن ذلك ينطبق على العموم ولا يشمل الاستثناء حتى لا نجعل أمثلة فردية وسيلة لتبرير السلوك بالعموم.
 إن كنت مدخنا وتحاول الحصول على الحمل والانجاب فلا تتعصب لسيجارتك لأعذار ركيكة، فالتوقف عن التدخين الآن هو الخطوة الأساسية التي تمنحك شهادة التحقيق لحلم الأبوة، فقد يكون الإقلاع عن التدخين واحدة من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام به لصحتك وخصوبتك ومستقبلك الصحي كعنوان للقادم من الأيام، وهو ضريبة مجانية تستطيع الالتزام بها بدون أن تتوقع العبور بمطبات نتيجة لذلك، وأنصحك بقراءة مقالتي للاستفادة من حقائق مبرهنة وليس بشكل من أشكال التحدي لاثبات العكس، فالخسارة الصحية والمالية أنت بطلها لأن حقائق التدخين تتمثل: 

 الحقيقة الأولى
 التدخين عامل مهم بتسبب تأخر الحمل والانجاب، لأن المدخنين أكثر عرضة لمشاكل الخصوبة عن غير المدخنين، وهناك ارتباط طردي بين سنوات التدخين الممتدة وكمية السجائر المستهلكة على مستوى الفرد بالربط لشدة المشكلة الصحية بزاوية الاثبات للعلاقة والسببب والنتيجة، فالسيجارة الواحدة تتسبب بتزويد الدورة الدموية بحوالي 7000 مادة كيميائية ضارة، تغزو جميع الأعضاء بالجسم وتترك آثارا سلبية يصعب إنكارها أو تفاديها، خصوصا المتعلقة منها بمشاكل الخصوبة ونذكر منها مشاكل الاباضة ونوعية الحيوانات المنوية، لتتعقد الأمور بين الحرمان أو الحمل بأجنة يرافقها اختلالات بالتطور والنمو والسلوك، إضافة لمشاكل صحية مستقبلية نتيجة الخلل المرافق بالتغذية أثناء فترات الحمل ومحطة الولادة المبكرة، ناهيك عن ضعف الانتصاب المبكر أو انقطاع الطمث السابق لأوانه.

 الحقيقة الثانية
 التدخين السلبي يمكن أن يؤثر على الخصوبة بنفس الدرجة السلبية للتدخين المباشر، فإذا كانت ظروف الحياة الزوجية تفرض العيش مع الشريك المدخن، سيجعل التدخين السلبي يعرضك للمواد الكيميائية السامة التي تؤثر على خصوبتك نتيجة الاستنشاق المباشر خصوصا بساعات الليل. في الواقع، يجمع خبراء الخصوبة بأراثهم العلمية بأن التدخين السلبي يضر كما هو تقريبا لخصوبتك كما لو كنت تدخن نفسك! يمكن التعرض لدخان السجائر لعدة أيام قليلة فقط حتى تؤثر على صحتك وخصوبتك، والتدخين السلبي هو أيضا سبب معروف لمتلازمة موت الرضع المفاجىء.
 
 الحقيقة الثالثة
 التدخين يزيد من فرصة حدوث الإجهاض بفرض حدوث الحمل، الذي يعني قتل فرد بدون ذنب نتيجة سموم السجائر المستنشقة بصورة قهرية واختيارية، فالمدخنين هم أكثر عرضة للمعاناة من الإجهاض مقارنة بغير المدخنين. وبالإضافة إلى ذلك، التدخين يتسبب بمخاطر صحية عديدة أثناء الحمل، مثل الولادة المبكرة والحمل خارج الرحم، وحدوث إعاقات صحية. وبالرغم من هذه التحذيرات، والملايين من النساء في سن الإنجاب لا تزال مستمرة في التدخين. بذلك، فإنهم يخاطرون بصحتهم وصحة أطفالهن. وكذلك الرجال الذين يساهمون بقدر وفير من توفير وقود الاشعال للمشكلة.

 الحقيقة الرابعة
 التدخين سبب رئيسي لمشاكل الخصوبة عند الرجال والنساء بنفس القدر والأهمية، فالرجال المدخنون معرضون للخطر المتزايد بنقص الحيوانات المنوية، زيادة نسبة المشوة منها، ضعف قدرتها باختراق جدار البويضة، عدم القدرة على الانتصاب الفطري واللجوء لوسائل المساعدة العقارية بالأساليب السرية، بل يتعدى ذلك بضعف القدرة بالمحافظة على الانتصاب نتيجة الخلل المدمر للمعادلة الهرمونية الضابطة، يقابله رداءة بنوعية البويضات المنتجة نتيجة الاستنزاف البطيء لخلايا المبيض، محذرا بين مفهوم الخلط بين الفحولة المصطنعة بمساعدة طبية والقدرة الحقيقية على الأداء الزوجي المطلق

 الحقيقة الخامسة
 التوقف عن التدخين لزيادة فرص الحمل والاخصاب لكلا الزوجين، حيث أن الأثر السلبي يتوزع بالتساوي بين الطرفين في الحصول على الحوامل. غالبا ما تتحسن الخصوبة للمرأة بعد أن التوقف عن التدخين، لتشير الدراسات إلى أن النساء المدخنات يمكن أن تزيد من فرصهم بالحمل والانجاب بمحاولة الإقلاع عن التدخين من قبل الحمل بشهرين على الأقل، ويمكننا إبداء النصيحة ذاتها للرجال الذين يحاولون تحويل حلم الأبوة لواقع ضمن قناعة الضرر والمنفعة الصحية.
الحقيقة السادسة: ارتفاع نسبة المدخنين بين الفئات العمرية للشباب يمثل جرس الانذار الحقيقي للواقع والمستقبل، خصوصا أن هناك ربط ساذج بين السيجارة ونوع الخلوي والسيارة، أحلام تمنع من رؤية المستقبل بمسافاتها، وتشكل خيط العلاقة العاطفية بين الأطفال الكبار وللحديث بقية!


خبرات 

حفر خندق الإنتحار ! 

التدخين باشكاله المختلفة وأسمائه ومبرراته، يمثل حفر خندق الانتحار بتصميم يفتقر لأدنى البديهيات الصحية والشخصية، فتحليل أركان الشخصية لا يشمل أبداً زاوية التدخين وتاريخها، كما أنه يفتقد لبرهان نتيجة ايجابية واحدة على مستوى الفرد، خصوصا أن هناك تزايدا مضطردا بين فئة الشباب بأعداد رواد المقاهي لتناول الأرجيلة والتي تمثل بواقها التزود بجرعة مكثفة من السموم التي تتخزن بالجسم وتتلف جزءا يسيرا من خلايا الدماغ بدون أن تسجل براءة فائدة واحدة، والمؤسف أن الأهل «بعلم أو بجهل» هم شركاء بتنفيذ الجريمة. ونذكر بسطر عاجل أن التدخين سبب رئيسي للاصابة بالسرطان، معلومة مهمة تسطر بحكم القانون على علب السجائر لمن يتعظ.

أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية
استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية
kamilfram@gmail.com

سينما المخرج التشيكي جيري مينزل .. مفردات الدعابة والألم

صورة

ناجح حسن - تتأتى سمة افلام المخرج التشيكي جيري مينزل من تلك الاسلوبية الفطنة التي يعمل عليها هذا المبدع السينمائي، والتي غالبا ما تتمحور حول التداعيات السياسية المطعمة بمواقف الكوميديا والدعابة السوداء المؤثرة على مصائر شخوص افلامه، فضلا عن أن بعض أفلامه مستقى من مصادر أدبية وثيقة الصلة بموروثه الثقافي والاجتماعي والسياسي.

رؤى وأفكار
حديثا، اتيحت الفرصة للجمهور المحلي بالاطلاع على نماذج من سينما هذا المبدع، من خلال احتفالية خاصة لعدد من ابرز افلامه، عرضت في مقر الهيئة الملكية الاردنية للافلام، بوصفه احد ابرز قامات السينما العالمية الذين اثروا السينما بالوان من الرؤى والافكار التي غدت تنهل منها مدارس الفن السابع بالعالم.
اشتملت عروض الاحتفالية التي نظمت بالتعاون بين الهيئة والسفارة التشيكية بعمان على افلام : (كنت في خدمة ملك انجلترا)، (باختصار)، و(طيور معلقة على حبل) .. وهي من نتاجات اكثر من حقبة زمنية في مسيرة المخرج مينزل الذي تعدى عمره الرابعة والسبعين، وجميعها تتضمن بصمته الخاصة التي مكنته ان يكون من بين اشهر رواد وقامات السينما العالمية.
يغلب على الافلام الثلاثة طابع الدعابة والمواقف الكوميدية، الا انها عاينت العديد من مصائر شخوصها خلال فترات زمنية مليئة بالعنف والقسوة والسوداوية بفعل تحولات سياسية واجتماعية وثقافية حادة.
جالت تلك الاعمال في ملتقيات ومناسبات سينمائية عالمية، حيث اثارت الاعجاب والجدل، ومنحتها لجان التحكيم في مهرجانات البندقية وبرلين جوائز رفيعة، وهو ما كرس اسم صانعها كقامة رفيعة في عالم السينما المعاصرة، وغدت انجازاته تدرس لطلبة صناعة الافلام في اكاديميات ومؤسسات موزعة في ارجاء العالم.
ذاعت شهرة افلام مينزل الى جوار قائمة واسعة من الافلام التشيكية الاخرى التي تتمائل في الرؤى والاساليب الدرامية والبصرية، والتي احتضنت عروضها نوادي السينما والمراكز الثقافية، حيث تلقفتها اقلام النقاد بالمديح والثناء على ما امتلكته من جماليات وافكار جريئة متطورة وغير متكلفة ، ثم عملت تلك الاقلام على ترويجها والتعريف بها كمنجزات ابداعية تعلي من شان وقيمة التعبير بلغة الكاميرا السينمائية .

ربيع براغ
من بين تلك الافلام التي ما زالت اصدائها تتردد في زحام صناعة الافلام بالعالم : (قطارات تحت حراسة مشددة) لجيري مينزل ، (ماركيتا لازاروفا) لفرانتشك فلاتشيل، و(الحفل والمدعوون) ليان نيمتش، و(الحقونا يارجال الإطفاء) و(حب الشقراوات) لميلوش فورمان، بالاضافة الى فيلم (اليد) أحد الأفلام التشيكية البديعة التي انجزت عقب ربيع براغ.
غير أن مثل هذه التجارب الملتزمة بهموم وتطلعات إنسانية، اخذت تشق طريقها وهي تنحاز الى اشواق ورغبات البسطاء والمهمشين، لكنها سرعان ما اصطدمت بعد التحول السياسي الذي عصف ببراغ بجملة من العوائق البيروقراطية والرقابية، وهو ما قاد السينما في تشيكوسلوفاكيا السابقة، الى الوقوع في دائرة الظل والنسيان ولو الى حين، ثم لم تلبث في النهوض من جديد، بفعل اختيارات العديد من صانعيها الافذاذ الانتقال الى اجواء اخرى، كانت تكفل لهم حرية تصوير افلامهم، ومنهم من ظل يحفر بصمته الخاصة تحت سقف المناخ السائد في وطنه .
وجهت تلك الأفلام انتقادات شديدة للسلطة الحاكمة ابان حقبة الحرب الباردة الدائرة بين قطبي العالم انذاك، لكن يحسب لها انها جاءت مفعمة باشتغالات بصرية ودرامية لافتة باساليب واشكال فنية مليئة برموز ودلالات وايحاءات عميقة المضامين رغم جنوحها الى الدعابة السوداء.
الهمت تلك الاعمال صناع الافلام في ارجاء المعمورة بالكثير من اللقيات والمعالجات الجريئة، والتي طغت على مخيلة عشاق السينما ونشطاء القائمين على نوادي السينما بالعالم، ليس فقط من ناحية النقد السياسي بل أساسا لأنها كانت مزنرة بمفردات مبتكرة في اللغة الجمالية والفكرية التي عدت ثورة حقيقية في تطوير بنية ركائز صناعة الفيلم السينمائي على صعيدي الشكل المضمون.

تحولات عصيبة
تدور أحداث فيلم (خدمت ملك إنجلترا) في إطار كوميدي حول صعود وسقوط رجل بدأ حياته العمل نادلا في احد الفنادق، يقوده طموح لا حدود له بأن يصبح مليونيرا، بيد ان التحولات العصيبة في المجتمع الذي يعيش فيه تدفعه لأن يهوي سريعا، رغم كل احتياطاته وقدراته في التكيف مع شتى صنوف الاحوال والمواقف التي مرت بها حياته الشخصية والعملية. ويحسب للمخرج مينزل طريقته البديعة في التقاط شخصياته الرئيسية من بين اطياف بيئته، ثم يضعها في مواجهة مصائر متعددة ومتناقضة، يعجز فيها المتلقي الاصطفاف الى جانب طموح وانشغالات مثل هذه الشخصيات المتباينة الاحاسيس والمشاعر.
يستهل مينزل فيلمه المعنون (خدمت ملك إنجلترا) بهيئة رجل خمسيني اطلق سراحه من المعتقل للتو بعد ما يقرب من خمسة عشر عام من السجن، وتنجح كامير الفيلم بتصوير تعابيره وهو على عتبات الحرية في حالة من التأمل للناس ولفضاءات المكان بلغه سينمائيه تفيض بالوان من السرد المتين لدواخل الشخصية وهي في حالة تساؤل حول ماضيها، ثم تبدأ في تقمص دور الراوي بأثر رجعي، واصفا طموحه الجامح في مواقف متباينة بين انغماسه في علاقاته الانسانية وعمله وزواجه من المانية ورغبته بأن يصبح مليونيرا، كل ذلك يسري قي قالب من الدراما الممتعة المليئة بالأحداث الجسام، حيث اشتعال الحروب وتبدل الحكم في بلد مثل تشيكوسلوفاكيا انذاك، فضلا عن طموحات وأحلام الثراء المغمسة بمواقف الألم والدعابة .

قطارات مشددة الحراسة
غالبا ما تتكيء افلام المخرج مينزل على الأدب التشيكي الرفيع، خصوصا وانه صاحب انجازات لجملة من الأفلام المقتبسة عن روايات تشيكية، وفي طليعتها هذا الفيلم المستمد عن احدى روايات الكاتب الروائي التشيكي 
بوميل هارابال، والذي سبق له وان كتب رواية (قطارات مشددة الحراسة) التي عمل مينزل على تحويلها الى فيلم روائي طويل بذات العنوات، ابان فورة موجة السينما التشيكية في حقبة الستينات من القرن الفائت، واعتبر لاحقا من ابرز كلاسيكيات السينما العالمية، حيث ظفر العمل بجائزة اوسكار أفضل فيلم اجنبي العام ١٩٦٧.
بدأ مينزل مسيرته السينمائية الطويلة كممثل في بعض الاعمال السينمائية، الا ان عالم صناعة الافلام اعجبته حين راى في موهبته القدرة على إثراء الفيلم بتعابير ومفردات جمالية تحرص على معاينة هموم افراد بيئته الاجتماعية والسياسية، وبراعته بايجاد حلول ومعالجات سينمائية لافتة في عدد من افلامه الاولى، ثم ترسخت طاقاته في افلام روائية لاحقة، ضمن اسهاماته في الموجة الجديدة للسينما التشيكية إلى جانب مخرجين اخرين على غرار مواطنه ميلوش فورمان الذي غادر صوب هوليوود لاحقا.
اعتبر كثير من النقاد فيلم مينزل المعنون «طيور معلقة على حبل» من أفضل أعماله، رغم ما طاله من منع ومصادرة الى العام 1974، والذي اعقبه بمجموعة من الافلام الكوميدية غير السياسية، الى ان جاءته فرصة تحقيق فيلمه اللافت « قريتي الصغيرة الحلوة» العام 1986 وهو ما جذب انظار نقاد السينما بالعالم ثانية الى براعته السينمائية المتجددة. 
قدم مينزل اكثر من ثلاثين فيلما وحاز على عشرين جائزة رفيعة من بينها جوائز عالمية رفيعة في حقل السينما مثل: جوائز الأوسكار في الولايات المتحدة الاميركية، والدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي بالمانيا، كما رشحت اعماله لكثير من جوائز مهرجانات السينما الدولية في فينيسيا بايطاليا وفي ملتقيات ومناسبات سينمائية عالمية ببلدان اوروبية واسيوية وافريقية ولاتينية.
يسرد مينزل في فيلمه المسمى «طيور معلقة على حبل» - لم يسمح بعرضه داخل وطنه الا بعد عقدين من الزمان على انجازه – قصة تلك الساحرة التي تعمل في أجواء نظام سياسي متشدد تجاه الحريات الفردية، بيد انه يقدم العمل بتلك المواقف الكوميدية الساخرة من طريقة العيش الانساني تحت مظلة هذا النظام السياسي، حيث تتبدل مواقف الشخصيات بين حين واخر تضطرب فيها قسوة اجواء العمل وتناقضات العلاقات والرغبات الانسانية .
ظلت افلام المخرج مينزل تحلق خارج فضاءات السينما السائدة وبعيدة عن التداول في صالات العرض واسواق السينما بالعالم، باستثناء عروضها في مهرجانات السينما الدولية او من خلال اندية السينما وفي حضن الاكاديميات والمؤسسات التعليمية المتخصصة بالفن السابع ، لكنه غدا اليوم احد ابرز اعلام قامات بلده الرفيعة، بعد ان منحته افلامه مكانة مرموقة بين صناع السينما الافذاذ بالعالم.



فيلم أردني ضمن مشاريع »إنجاز« في دبي السينمائي




أعلن صندوق «إنجاز» التابع لـمهرجان دبي السينمائي الدولي، والخاص بدعم المشاريع السينمائية خلال مرحلة ما بعد الإنتاج عن اختيار ثلاثة عشر عملاً سينمائياً عربياً، ومن أعمال مخرجين عرب، وتم اختيار تلك المشاريع من بين مجموعة كبيرة من الأعمال التي تضمنت عدداً غير مسبوق من الأفلام التي تقدمت للحصول على دعم صندوق «إنجاز» خلال دورة شهري شباط واب الماضيين. 
سيتمكن رواد المهرجان الذي تنطلق فعالياته في الفترة من 9 إلى 16 الشهر المقبل، من مشاهدة أعمال السينما العربية التي دعمها الصندوق، حيث ستكون تلك الأعمال بمثابة إضافة نوعية إلى قائمة الأفلام العربية التي ستعرض أيضاً في المهرجان.
 وفي سياق متصل، سيتم عرض خمسة أعمال (قيد الإنجاز) خلال «سوق الأفلام»، التي تعتبر السوق الرقمية الوحيدة من نوعها، والأحدث على الاطلاق، على مستوى المنطقة العربية، والتي توفّر عمليات بيع وتوزيع الأفلام. 
في معرض تعليقها على الأعمال التي جرى اختيارها للحصول على دعم الصندوق ، قالت المديرة الإدارية لـمهرجان دبي السينمائي الدولي شيفاني بانديا: «أثناء الدخول في المراحل النهائية لإنجاز مشاريع الأفلام، يجد بعض المخرجين أن ميزانيتهم قد تعرضت للإرهاق، هنا وفي هذه المرحلة الهامة يأتي دور صندوق «إنجاز» لدفع العمل والخروج به إلى النور، حيث يحصل المخرجون الذين يتم اختيار أعمالهم على الدعم المالي اللازم لصياغة الشكل النهائي اللائق للعمل، بما يتوافق ورؤيتهم الإخراجية. ومنذ بداية انطلاقته في العام 2009، قدّم «إنجاز» الدعم المالي لقرابة اربعين عملاً سينمائياً عربياً، ونحن نسعد دائماً برؤية المزيد من المشاريع السينمائية، التي تتميّز بحبكتها الدرامية الآسرة وأفكارها الجريئة.»
 وأضافت: «من المشجع أن نشهد المشاريع التي دعمها «إنجاز» وهي تجتذب اهتمام الجمهور عربياً، ودولياً، ونحن نفخر بتقديم هذه المجموعة المُختارة من الأفلام التي حصلت على دعم «إنجاز» خلال الدورة التاسعة للمهرجان، والتي تتضمّن ثمانية أعمال من دورة العام الحالي، وتسعة من دورتي 2010 و 2011، منها على سبيل المثال «قصة ثواني»، و»مشوار»، و»يمّا»، و»متسللون».
 تتضمّن القائمة النهائية للأعمال التي تمّ اختيارها للعرض خلال المهرجان أو خلال «سوق الأفلام» مجموعة من الأفلام لمخرجين عرب من بينها الفيلم الاردني «على مدّ البصر» للمخرج أصيل منصور، «زينب تكره الثلج» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، و»فلسطين، صندوق الانتظار للبرتقال» للمخرج السوري بسام شخيص، و»سبع البورومبو» للمخرج باسم فياض، و»موسم حصاد» للمخرجين نسيم أمعوش، وسامح زعبي، وميس دروزه، وأريج سهيري، و»رسائل من الكويت» للمخرج كريم غوري، و»نسمة الليل» للمخرج التونسي حميدة الباهي، ، و»وجدة» للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، و»صوت المدينة» لدليلة عنداري، و»مطر وشيك» لحيدر رشيد، و»بغداد ميسي» لساهيم خليفة، و»النهر» لعبدالنور زحزاح.
 الجدير بالذكر أن صندوق «إنجاز» قد تم تدشينه في عام 2009، ليقدم دعمه المالي الذي يصل إلى 100 الف دولار أمريكي لمشاريع المخرجين العرب في مرحلة ما بعد الإنتاج. ويتكون برنامج الصندوق من دورتين سنوياً في كل من شهري شباط واب ، حيث يجري دعم قرابة خمسة عشر مشروعاً سنوياً.

عيوب التعليم في المجتمع العربي وطرق ترميمه

صورة

د.محمد عبد الكريم الشوبكي - ان ثراء الأمم والمجتمعات لا يتأتى الا بثراء القوى البشرية لا بالثروات الطبيعية ولا بالأموال المكدسة , وهي عملية تتم عبر التخطيط والتنفيذ لتطوير قدرات أبناء المجتمع و تفعيل طاقاتهم , واستدامة نموها للارتقاء بمكانتهم .
فمستقبل المجتمعات يأتي من حاضرها , وفي هذا المجال يقول الفيلسوف الفرنسي « سارتر « ( أنا لا أؤمن بان هناك شيئاً يسمى المستقبل « فما نصنعه الآن هو الذي يحدد وضعيتنا في الأيام القادمة ( المستقبل ) .»
فالتعليم من أهم أدوات التكوين الإنساني لخوض معضلات المراحل المتتالية من العمر , فلا بد ان يكون على افضل نوعية وكيفية في زرع القيم والمهارات والإمكانيات , والنهج الفكري الخلاق والمبدع لإنتاج شخصية علمية بناءة و منافسة لهذا العالم الذي أصبحت صبغته التنافس , والنقد , والجودة , والإتقان فهو الأساس للوصول الى مرحلة من التحضر والتمدن .


 فمما لا شك فيه ان هناك تدهورا كبيرا في مؤسسات التعليم ومراكز البحث العلمي في المجتمعات العربية بسبب سيطرة السياسية على هذه المراكز , مما غيب عنها كثيرا من مفهوم عالمية المعرفة التي لا تمس بعادات وتقاليد المجتمعات كما حصل في اليابان بعد عام 1945( حيث بقيت عادات وتقاليد المجتمع الياباني كما هي ) , وهذا ما أقصى إنسان مجتمعاتنا عن عالمية المعرفة والإبداع لا علاقة له بالعصرنة المعرفية ومجال البحث العلمي سواء كانت تكنولوجية او اجتماعية .

 وريث ( عهد التلقين )
 .. لازال التعليم في المجتمعات العربية متخلفاً في أعلى مستوياته , ومؤسساته نسبة الى الدول المتقدمة ذلك لأنه وريث ( عهد التلقين ) أي ( النقل من المدرسين ) والاستقبال ( من التلاميذ ) منذ اكثر من ثمانية قرون . وذلك مغايراً للتعليم في الدول المتقدمة سواءً كانت أمريكا او الدول الأوروبية و اليابان والصين و بعض دول شرق أسيا فلا منهج للتلقين ( معلم يلقن معلومات وطالب يستمع ويحفظ ثم يستفرغها على أرواق الامتحانات ) بل النقد والتقصي والبحث والحوار .
ومن المأخذ السلبية على التعليم في مجتمعاتنا انه لا يغير في شخصية الطالب بكافة درجاته العلمية الا الشيء البسيط , اذ انه لا يعدو سوى قشرة خارجية سرعان ما تذوب وتنقشع في ابسط عراقيل وتحديات الحياة اليومية , ذلك ان النمط التعليمي في هذه المجتمعات لم يجبل هذه الشخصية ( فكرا و سلوكا و عاطفة ) منذ الصغر وحتى مرحلة عمرية متقدمة بالصبغة العلمية , فهو كالثوب يخلع ويلبس حسب الأهواء والظروف الحياتية .
 فالتعليم المتقدم والسليم هو ذلك الناجم عن زرع روح البحث و التقصي , و روح المشاركة الجماعية للطلبة , والحوار , وتبادل الآراء , والبعد عن الشخصنة , فهم يقضون جُل وقتهم في المكتبات او عبر البحث الالكتروني في المواقع العلمية , أنهم يقّسمون من قبل الإدارة المدرسية الى فرق بحثية وبهذه الطريقة تتجذر في شخصيتهم العقلية البحثية العلمية التي هي أصل التقدم والتطوير العلمي على مستوى العلوم الإنسانية والتكنولوجية .
=المعرفة والانفتاح المعرفي مطلب إنساني
وفي هكذا وضعية تترسخ روح العمل كفريق , وتنمو روح المشاركة الجماعية الايجابية لا أهمية للعرق والدين او الجنس ( لان المعرفة والانفتاح المعرفي مطلب إنساني في التطور ) , واحترام التعددية , فلا شخصنة و احتكار للأفكار والآراء , فتنزرع روح قبول وجهات نظر الأخرين , والحوار البناء وبالتالي تشيع روح السماحة , واحترام الأخرين , وقبول النقد بسعة رحب من اجل مشروع البحث عن الحقيقة , وبذلك ( تتشكل الشخصية العلمية البحثية التسامحية النقدية عالمية المعرفة ) و التي تمثل أقصى درجات المواطنة والانتماء والتطور العلمي , كل ذلك نقيض التلقين الهادر للفكر السائد في مجتمعاتنا الذي يبدد روح المشاركة و العمل كفريق , ويزرع الأنانية , ويجمد العقل و يصلب التفكير , ورفض الانفتاح المعرفي مما يؤدي الى الانحطاط والتخلف .

الغثيان العقلي 
ومن المؤسف ان التعليم في كافة درجاته في الدول النامية يعتمد على الكم والحجم ( Size And Quantity ) للمادة الدراسية و ليس على النوعية (Qualitiy ) المراد زرعها في عقول الطلبة فهي ليست الا( حشوة ) ذات عبئ عقلي ونفسي نستطيع تسميتها ( بالتخمة الذهنية او العقلية ) عسيرة الهضم ( تحفظ أو تختزن ) وتسبب ( الغثيان العقلي ) وتزول أثارها بمجرد استفراغها على أوراق الامتحانات لذلك فهي معطل للعقل والتفكير والبحث وتنمية الشخصية العلمية الخلاقة المبدعة , وقاتلة لنمو الشخصية المتمدنة المحاورة القابلة لأراء الأخرين والتي تثبط ايضا الانتماء والمشاركة الجماعية .
وتخلو برامج التعليم في المجتمع العربي من ( قيم النقد والتساؤل والبحث والنقد الذاتي ) وتطغي عليها روح ( القطعية و الجواب الواحد الثابت اليقيني ) , وهذا ما يشكل حجرا على العقل والتفكير الصحي السليم لان عصر الجواب الواحد والقطعية واليقين قد ولّى بلا رجعة في الدول المتقدمة منذ قرون عديدة , فكل ما يسمى ب ( حقيقة ) يبقى تحت التجربة والمسألة والنقد , وهكذا تنموا وتتقدم العلوم , فما ان تظهر نظرية الا وقد تغيرت بعد زمن ما .

سلبي التأثير على الشخصية
وبهذه الطريقة العقيمة فان التعليم في المجتمعات العربية، يعد سلبي التأثير على الشخصية , والعقلية , مبعداً الانسان عن مفاهيم المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية , وذلك عبر تجميد العقل وافتقاد القدرة على النقد , والتقصي وقبول التعددية , والمشاركة , والتسامح , والحوار .
ومن الناحية الاخرى فان مناهج التعليم يجب ان تصب جل أهدافها في تقليل الى الحد الأدنى من الشخصنة او الفردية في التميز الفكري , وذلك من خلال التركيز على الموضوعية والحقيقة كنظام لا أفراد , لأننا لسنا بحاجة الى إفراز أفرادا ذوي ثقافة شخصية متميزة , بل إنتاج ثقافة نظام متميز وذلك بعداً عن تركيز مناخ ( السلف والخلف ) أي العودة الى القدوة والإتباع ( عهد التلقين ) الذي جمد العقول والتفكر والتفكير والذي لا زلنا نعيشه منذ ثمانية قرون حينما أوقف ( باب الاجتهاد ) عندما نبذ ( ابن رشد ) الذي تميز بدعوته الى التفكير العقلاني والنهج الموضوعي ومحاربة عهد التلقين السائد آنذاك , وتبنت آراءه أوروبا في عصرها المظلم آنذاك وحصل ما حصل من الثورات الفكرية والتقدم العلمي التكنولوجي وفي العلوم الإنسانية .

إنتاج العقل الناقد 
وعليه فان المؤسسات التعليمية العربية ان تركز على إنتاج ( العقل الناقد ) فهو الكافل الذي يمكننا من التقدم والتطور انه أقوى آليات البناء , فنقد المشاريع والخطط والبرامج والأفكار في جميع مراحلها سواء قبل او اثناء او بعد انجازها تضمن تقليل السلبيات وزيادة الايجابيات , فالنقد الموضوعي كالفاحص الآلي الذي لا يتوانى عن الفتك بأي فيروس وإعطاء الحصانة المنيعة للأفكار و المشاريع و الخطط , لان النقد الموضوعي يختلف في جوهره عن النقد الشخصي الذي يسود في كثير من المجتمعات والثقافات ومنها العربية باعتباره انتقاصا او اهانة او تبخيسا او حتى خيانة .
وعلى المؤسسات التعليمية العربية غرس روح عمل الفريق الجماعي بغض النظر عن العرق والدين والجنس , والبعد عن « الأنا « والقبول بقناعة وحب ان العمل مع الفريق مجرد أمر مساهم بنّاء , والابتعاد عن فيروس الفردية فلا ينسب النجاح لنفسه فقط وان يتقبل الفشل , وان الشكر للجماعة على الانجاز للجميع يعني شكراً شخصي له ,( لأننا من أجيال ثقافة الشخصنة والفردية ).
ففي المجتمعات الانعزالية ( التي لا تقبل بالتعددية ) لأنها تعيش بعيدا عن الديمقراطية فان إنسانها من الصعوبة عليه التفريق بين النقد الموضوعي , والنقد الذاتي , وكل ما ذكر سابقا لا يحصل الا من خلال التعليم منذ الصغر حتى تصبح المجتمعات ذات ثقافة متحضرة ويؤكد على ذلك الفيلسوف ( إيمانويل كانت ) بمقولته (ان النقد هو أهم أداة بناء صورها العقل الإنساني) .

مستشار الأمراض العصبية و الطب النفسي
www.dralshobaki.com

صراصير تقتل امريكياً


عمون - اوضح تشريح جثة أمريكي توفي في فلوريدا الشهر الماضي بعد اكل عشرات الصراصير الحية إنه مات اختناقا.

وكشف تشريح الجثة أن ادوارد ارشبولد ، 32 عاما، لم يكن تحت تأثير المخدرات وانه توفي اختناقا.

وانهار ارشبولد وتوفي بعيد مشاركته في مسابقة لأكل الصراصير نظمها متجر لبيع الحيوانات الاليفة في ديرفيلد في ولاية فلوريدا.

ولم يمرض اي من المشاركين الآخرين في المسابقة.

وقال مكتب الطب الشرعي في بوفورد كاونتي في فلوريدا إن ارشبولد توفي "بإسفيكسيا الخنق".

وقال تقرير الطب الشرعي إن جهازه التنفسي تعرض للانسداد بسبب "اجزاء من جسم طفيلي".

وكان ارشيبولد يشارك في المسابقة للفوز بثعبان اصلة ضخم.

وقال مالك "متجر بن سيغال لبيع الزواحف" إن ارشيبولد كان يعتزم اذا فاز في المسابقة أن يبيع الثعبان الضخم لاحد اصدقائه.

وقال سيغال صاحب المتجر "نشعر بالاسى الشديد".

واضاف سيغال إن ارشيبولد لم يبد مريضا قبل المسابقة وقال إنه "بدا لطيفا وانه اراد ان يتباهى بالفوز في المسابقة".

وقال محامي سيغال إن المتسابقين وقعوا تعهدا بأنهم مسؤولون عن نتيجة مشاركتهم في المسابقة.(بي بي سي)

"شبح" فتاة في مصعد يثير رعب الركاب


عمون - يعتبر ركوب المصعد في حد ذاته أمراً صعباً لدى العديد من الناس، أما انقطاع الكهرباء عن المصعد فيثير الخوف بشكل عام. لكن ظهور شبح بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي فهو ذروة "الرعب" والخوف الذي قد لا تحتمله أعصاب أو قلوب العديد من الأشخاص.

ففي فيديو انتشر على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، كما نشرته بعض الصحف البريطانية، كالـ"ديلي ميل"، صُورت حالة الإنسان في قمة شعوره بالهلع، والسبب ظهور شبح فتاة صغيرة في المصعد.

وقد انطلقت الفكرة عندما تحول برنامج "مقالب" تلفزيوني شعبي في البرازيل، من المضحك إلى ما يشبه فيلم رعب حقيقي مستوحى من ظهور الأشباح والموتى، مع مزيج من اللعب على الأعصاب والاتزان العقلي على السواء.

ويصور الفيديو عدداً من الأشخاص يستقلون المصعد، لينقطع فجأة التيار الكهربائي وتظهر بالتزامن مع تلك المأساة ظهور فتاة صغيرة برداء أبيض وشعر أشعث، تحتضن دمية، في مشهد يشبه إلى حد بعيد المشاهد النمطية التي تتضمنها أفلام الرعب الهوليوودية.

إلا أن المأساة، أو المضحك المبكي، يكمن في ردود الفعل التي تصدر عن ركاب هذا المصعد المخيف، الذين وضعهم حظهم العاثر في ذلك اليوم "المشؤوم" في فوهة "مقلب" لا يرح

خمسة سعوديين يطلبون "الحماية" بعد تعرضهم للعنف من زوجاتهم


عمون - كشف مسؤول سعودي أن وحدة الحماية بالشؤون الاجتماعية في مكة المكرمة غرب المملكة استقبلت خمس حالات لرجال تعرضوا للعنف من زوجاتهم بأشكال مختلفة.

ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية على موقعها الإلكتروني الثلاثاء عن مدير وحدة الحماية صالح سرحان قوله إن "العنف يشمل المنع والحبس والاحتجاز داخل المنزل أو الضرب بآلات حادة".

وأضاف سرحان أن "وحدة الحماية أخذت تعهدات خطية على الزوجات بعدم تكرار ذلك".

من جانبه، أوضح مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة عبدالله آل طاوي، في بيان له، أن مكاتب الحماية في منطقة مكة المكرمة استقبلت العام الماضي 345 حالة معنفة.

وقال إن‎ الحماية تبدأ من وقوع عنف جسدي أو نفسي أو تحرش جنسي وطلب حماية من القتل أو الحرق أو حرمان أم من ‏رؤية أطفالها أو الهروب من المنزل أو الانتحار. د ب أ

الأحد، 25 نوفمبر 2012

علاقات المصلحة مؤقتة وتنتهي بسرعة


منى أبو صبح

عمان- يعبر لؤي عطوان (28 عاما)، عن استيائه من "التعامل بالمصلحة"، بقوله "الحياة مصالح في مصالح، واسأل المجرب، ففي وقت كنت عاطلا عن العمل لمدة خمس سنوات بعد التخرج في الجامعة، عانيت مرارا وتكرارا من كلام الناس ونقدهم اللاذع، وهناك أقارب لي أصبحوا يتحاشونني".
ويضيف: "بعد أن منّ الله علي وتوظفت انقلب الحال، وازداد الطلب على جوالي كوني أعمل بذات المنطقة التي تخدم مصالحهم، ولمدة عامين وأنا أتوسط لهذا وأيسر لذاك، وبعد سنتين ترقيت في عملي وانتقلت لمنطقة بعيدة، وبعد علمهم بذلك لم أعد أسمع صوتهم".
يدرك كثيرون ماهية العلاقات الاجتماعية والتواصل بين البشر، فعديدون مروا بتجارب بعلاقات أو بصداقة سواء بين رجل ورجل أو امرأة ورجل أو رجل وامرأة، حتى بين الزوج وزوجته لم تسلم المصالح الشخصية أن تدخل بينهم، بمعنى قد يتزوج الرجل امرأة لمنصبها لمكانتها لمالها والعكس صحيح قد تعجب الزوجة بزوجها؛ لأنه من الأصل الفلاني أو لماله أو لمكانته الاجتماعية وغيرها من الأمور.
وتوافق عبلة سمحان (30 عاما) عطوان الرأي بقولها:"في بداية الأمر يظهر في حياتك شخص ما ويبدي لك كل اهتمامه وحرصه الشديد على التوصل معك سواء باللقاء أو عن طريق الهاتف، ويصبح بين عشية أو ضحاها شخصا لا يمكن أن تستغني عنه، وباهتمامه يجبرك على حبه".
وتتابع "وما هي إلا أشهر معدودة إلا وينقطع عنك، وترى ذلك الإنسان قد اختفى وتلاشى اهتمامه بك وتلاشت رسائله، وتعلم أن علاقته بك كانت من باب المصلحة الشخصية لتأمين وظيفة له خصوصا إذا كان الوالد ميسور الحال، وهذا ما حصل معي وفجع قلبي".
ويشير الاختصاصي النفسي د. محمد الحباشنة إلى "أننا نعيش في مجتمع انتقالي من خلال منظومة متغيرة، فالنموذج الأكثر الواضح للنجاح هو النموذج المادي الذي يتبع المصلحة".
ويقول "تحول التواصل بين الناس إلى تواصل المصلحة أكدوها بأن نموذج النجاح في الحياة هو النموذج الغني وليس الأخلاقي والعلمي والوطني والقومي، وعندما يرى الشباب وهم في فترة تكوين هويتهم بأن هذا النموذج الأعلى فيما يعرف كناجح فبالتأكيد سينهجون الطريق ذاته".
ويضيف "بعد انفكاك قضية الأسرة الممتدة إلى الأسرة النووية الهزيلة وهذه الفردية تجعله يبحث عن مصلحته، فأصبح المجتمع الاستهلاكي هو الذي يطغى، وبالتأكيد ستؤثر عليه من الناحية النفسية بعدم الشعور بالأمان أو الثقة بالنفس والآخرين والأنانية، فنرى أن الشبكة الاجتماعية قائمة على المصلحة الشخصية وهي علاقات مؤقتة تطغى داخل النفس الإنسانية".
كرم نصار (35 عاما) يقول "إننا في علاقتنا بالآخرين لا بد أن تدخل المنافع والمصالح المشتركة رغبنا في ذلك أم لم نرغب، فحتى حينما نحكم على المواقف التي تصدر من بعض الأقارب فإننا ودون أن نشعر نحكم عليها من خلال المصلحة التي تربطنا بهم".
ويضيف، فهناك من يقيم موقفا خاطئا على أنه موقف صحيح لقريب له من منطلق أن هذا الشخص يهمه، في حين قد يتخذ موقف الضد مع آخر في ذات الموقف لأنه لا توجد مصالح مشتركة بينهما.
وتشير ناديا الطويل (38 عاما) إلى أن المرء عليه أن يحدد أهدافه وأن تكون له مصالحه الخاصة، ولكن دون أن تطغى تلك المصالح على قيمه التي لا بد أن يعدل من خلالها.
وتنتقد اللغة العامة المنتشرة بين الناس التي تتحدث بلغة المصالح، وتذكر مثلا على ذلك شقيقتها التي تنتقد مصاحبتها لبعض الفتيات اللواتي يعتبرن من البسطاء والتي ترى بأنه ليس من ورائهن منفعة.
الأصل أن تكون العلاقات بين الناس علاقات تبادلية بمعنى أنها تحقق مصلحة الجميع وفق استشاري الاجتماع الأسري 
د. مفيد سرحان، بل وأكثر من ذلك مصلحة المجتمع وأن تكون بعيدة عن الفردية والأنانية والمصالح الشخصية الضعيفة.
ويأسف سرحان على أن البعض يخرج عن هذه المفاهيم، فيزيد من علاقته أن تحقق له مصلحة شخصية وهناك من يكرس كل حياته من أجل ذاته ومصالحه المادية، ومثل هؤلاء في الغالب ليس لديهم علاقات أو صداقات طويلة الأمد.
ويوضح:"الناس ينفرون من هؤلاء بمجرد معرفة حقيقتهم ونواياهم من خلال إقامة العلاقات، وهنا دور الواعز الديني والأخلاقي والتربية السليمة التي تقوم على البعد عن الذاتية والأنانية والشعور مع الآخرين وأن الإنسان يأخذ ويعطي، وهو جزء من مجتمع عليه أن يشعر مع الآخرين معنويا وماديا".

عادات الأطفال قبل النوم: سلوكيات تكشف حاجاتهم النفسية


تغريد السعايدة

عمان- تشعر زينة بالانزعاج دوما من عادة ابنها قبل النوم، إذ يقوم بالإمساك بأُذنيها لوقت طويل كي يشعر بالنعاس ويظل على هذه الحال حتى يغط بالنوم.
ولا تستطيع زينة القيام من جانب طفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات قبل نومه، إذ إنه يبكي ويصرخ ويستيقظ من جديد في حال تركته، ولا ينام إلا عندما يمسك أذنها، مضيفة "وعندما أشعر بأنه نام جيداً أنهض وأتركه ويكون بذلك قد أخذ وقتي وجعلني أتأخر عن أعمال أخرى".
ويعاني الكثير من الأهالي من عادات بعض الأطفال قبل النوم كي يشعروا بالنعاس ومن ثم الخلود إلى النوم، إذ تتنوع العادات وتنمو وتكبر معهم إلى عمر متقدم في مرحلة الطفولة، ويجدون صعوبة في تركها والتخلي عنها، وهذا ما تؤكده أيضا العديد من الدراسات النفسية.
وهالة واحدة من بين هؤلاء الأمهات اللواتي يعانين مع أبنائهن من سلوكيات مزعجة يمارسونها قبل النوم، حيث إن ابنها البالغ من العمر أربع سنوات ما يزال منذ مراحل الطفولة المبكرة يتبع عادة غريبة، وتقول "لا يعرف النوم إلا إذا وضع طرف الغطاء الخاص به في أنفه ويستمر في تحريكه لفترة طويلة حتى يغط في النوم العميق بعد ذلك"، وتستغرب هالة من هذه الحالة التي تشعرها بالقلق، لخوفها من أن يتعرض طفلها للاختناق، مؤكدة أنها نهته مرارا عن ذلك إلا أنه لم يستجب لها.
أما نسرين محسن فهي لا تجد طريقة مناسبة لمنع ابنها من "مص إصبعه"، هذه العادة التي تلازمه خلال ساعات ما قبل النوم، وتقول إنها حاولت منعه بأي طريقة، واتبعت أساليب عدة من خلال نصائح الأهل والصديقات، وحاولت مرات عدة وضع بعض المواد الحارة والمرّة على اصبعه إلا أنه "ابتعد عنها لفترة قصيرة وسرعان ما عاد إليها مرة أخرى".
اختصاصية الأسرة والإرشاد التربوي سناء أبو ليل، تؤكد أن ما يقوم به الطفل في مثل هذه الحالات هو مؤشر إلى حاجاته النفسية، كرغبته في المزيد من حنان الأم أو للشعور بالأمن والراحة والهدوء"، مضيفة "كما أنها قد تكون "ردة فعل لما قد يتعرض له الطفل أثناء النهار من خوف أو قلق، ويكون هذا التصرف من أجل لفت النظر إليه".
ابنة فريال البالغة من العمر سنتين ونصف السنة لا تنام إلا بوجود الغطاء الخاص بها والموجود عادةً على سريرها، وتقول "عندما أكون خارج المنزل أجد صعوبة وأنزعج من ابنتي عندما تشعر بالنعاس، لأنها تستمر بالبكاء، مطالبةً بغطائها كي تنام"، وهذا يضطرني في كثير من الأحيان البقاء في البيت أو ألجأ لأخذ غطائها معي في بعض المناسبات التي نضطر فيها للبقاء خارج المنزل لساعات متأخرة من الليل، وهذا أمر متعب جدا".
إلى ذلك تؤكد أبو ليل ضرورة الانتباه إلى أن بعض العادات قد تكون مرضية، ويجب العمل على تفاديها والتخلص منها بطرق صحية تفاعلية مع الطفل، كما في حالة "مص الإصبع" و"قضم الأضافر"، التي قد تسبب حالات مرضية جسدية كثيرة تؤذي الطفل على المدى البعيد.
والطفل الذي يعتاد عادة معينة، من وجهة نظر أبو ليل، تشكل له رابطا يُشعره بالراحة والسعادة، موضحة "فمثل هؤلاء الأطفال يشعرون بأمان عندما يشتمون رائحة الغطاء ليذكرهم بالبيت والسرير والنوم المريح والحنان الذي تعطيه لهم الأم ما قبل النوم".
وتعزو دراسات نفسية ظهور بعض هذه العادات وأبرزها "مص الاصبع" إلى أن الطفل "يشعر بالحنين إلى مرحلة الطفولة التي ترافقها الرضاعة، وخاصة إذا كانت رضاعة طبيعية من الأم، بالإضافة إلى عدم توفر الجو الأمني والعاطفي لإشباع رغباته في الحب من قِبل والديه، إذ يعتقد الطفل من خلال ذلك أن تلك التصرفات تساعده في الحصول على المتعة والحنان الذي يبحث عنه".
وهذا ما يؤكده الاختصاصي النفسي الدكتور محمد الحباشنة، ويقول "يحاول الطفل أن يستشعر الأمان من خلال تعلقه بشيء معين عادةً ما يكون وسادة أو غطاء أو يد الأم وجسدها".
وهذا ما يسمى، بحسب حباشنة، بـ"الجسد المؤثث" أو "المُمتلك المؤقت"، إذ إن مثل تلك العادات غالباً ما تكون "مؤقتة"، ولا تستمر لفترات طويلة، وهي ضمن "إطار مراحل التطور الطفولي".
ويدعو حباشنة الأهل والأم على وجه الخصوص بأن تتعامل مع الحالة بهدوء وبدون قلق، لأنه في أغلب الأحيان سيكون في فترة الطفولة فقط، مشيرا إلى ضرورة أن تتم معالجة الأمر بطريقة عملية وتتناسب وعقلية الطفل ونفسيته.
وفي حال استمرت العادة لفترات طويلة من العمر في المراهقة والشباب، كما يقول حباشنة، فإن ذلك يتطلب معالجة من الأهل في حال سبب لهم الإرباك الظرفي، أو في حال أرهق الطفل الأم في طقوس ما قبل النوم بشكل يصعب التعامل معه".
بيد أن أبو ليل ترى أنه من الإمكانية التخلص من العادات أيا كان شكلها، وذلك من خلال استخدام أسلوب يساعدهم على تهيئة نفسيتهم من خلال معرفة السبب والتخلص منه تدريجياً، وكذلك إيجاد البدائل خلال ساعات النهار كإشغالهم بشيء بديل في أيديهم كألعاب التركيب وتناول الطعام واستخدام الألوان.
 وفي رأي أبو ليل فإن "إشغال الطفل يدوياً من الطرق التي تساعده على تناسي العادات، كما تركز على أهمية عدم لفت نظر الطفل إلى عاداتهِ من خلال تأنيبه وعقابه عليها؛ لأنه سيرى أنها تستفز الأهل وتبقى دائماً عالقة في ذهنه".
وتطالب أبو ليل الأمهات التحلي بالصبر، لأن معالجة الأمر قد يتطلب وقتا طويلا، قد يستمر لفترات طويلة، مع ضرورة تعلم مهارات تعديل السلوك التي تتشارك فيها مع الطفل، إلا أنها تطمئن الأم بأن أي عادة سلبية يمكن التخلص منها وأن بعض تلك العادات ليست حالة سيئة، كما يتوجب عليها مراعاة احتياجات الطفل.
ويتفق حباشنة مع أبو ليل في أن "الأمر غير مقلق بشكل عام ولا يستدعي القلق من الأهل وهي تدور في إطار التطور الطفولي في أغلب الحالات"، مبيناً أنه من الممكن مساعدة الطفل في التخلص منها "بطريقة تدريجية وليس بشكل مفاجئ وإحلال أشياء بديلة أخرى تأخذ حيزاً من اهتماماته".

فقر الدم من أكثر أمراض سوء التغذية شيوعا في العالم


عمان-الغد- يعاني عديدون من علامات التعب والإرهاق تجعلهم غير قادرين حتى على الوقوف على أقدامهم والسبب فقر شديد في الدم يرجع في معظم الأحيان إلى سوء التغذية!! كيف؟ ولماذا؟ وما الحل؟ 
فالأنيميا أو فقر الدم من الأمراض التي تنتشر في فئات المجتمع كافة، وهي غير مقتصرة على فئة معينة بدون غيرها؛ فالفقراء والأغنياء والشباب وكبار السن وحتى الأطفال معرضون للإصابة بفقر الدم في ظل غياب الوعي الصحي حول طريقة التغذية السليمة الصحية المتوازنة.
تعريف فقر الدم
بشكل مبسط يمكن تعريف حالة فقر الدم أو الأنيميا على أنها الحالة التي يحدث فيها نقص في عدد كريات الدم الحمراء الموجودة في الدم عن الحد الطبيعي، وحيث إن كريات الدم الحمراء هي الخلايا التي تحتوي على مادة الهيموجلوبين التي تعطي الدم لونه الأحمر القاني، وهي المسؤولة عن نقل الأكسجين من مكان لآخر في جسم الإنسان.
أما عن متوسط مستويات الهيموجلوبين الطبيعية في الدم فهي ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية كما يلي:
الفئة العمرية أو الجنس    هيموجلوبين
(جرام / ليتر دم)
الأطفال من 6  أشهر إلى 4 أعوام    110
الأطفال من 5-11 عاما 115 
الأطفال من 12-14عاما 120
النساء من 15 عاما فما فوق 120
النساء الحوامل  110
الرجال من 15 عاما فما فوق    130
أعراض المرض
يعد شحوب البشرة وعدم انتظام في ضربات القلب مع الشعور بالتعب والإرهاق الشديدين وضيق في النفس من أهم علامات مرض فقر الدم كما قد يصاحب هذه الأعراض علامات مرضية أخرى مثل؛ ألم في الصدر ودوار واضطراب في الذاكرة بالإضافة إلى برودة في الأطراف.
وإذا حدث إهمال في علاج أسباب المرض أصبحت هذه الأعراض أكثر شدة، وقد يصل الأمر إلى أن يصبح المريض غير قادر على ممارسة حياته بالشكل اللازم.
الأسباب
1) فقد الدم جراء النزف البسيط المتكرر أو المزمن ما يؤدي إلى فقدان الحديد الموجود في الدم المفقود بالنزيف، ومن الأمثلة على ذلك النزف إبان فترة حيض المرأة ونزيف الجهاز الهضمي (الذي من أشكاله البواسير وقرحة المعدة والاثني عشر، وسرطان المعدة والقولون، والآثار الجانبية للأدوية التي تسبب تقرحات في المعدة) . 
2) قلة امتصاص الحديد في الأمعاء في حالات الإسهال المزمن وحالات سوء الامتصاص وبعد عمليات استئصال المعدة.
3) نقص الحديد من الغذاء بسبب سوء التغذية، أو بسبب الاعتماد على الخضراوات فقط في التغذية وترك تناول الأغذية الغنية بالحديد وخاصة اللحوم. فرغم أن بعض الخضراوات؛ (مثل السبانخ والقرنبيط) تحتوي على كميات لا بأس بها من الحديد إلا أن امتصاص حديد الخضراوات ليس بالجودة نفسها التي يتم بها امتصاص حديد اللحوم.
4) زيادة طلب الجسم على الحديد في فترات العمر المختلفة: كفترة الحمل والرضاعة، وأثناء نمو الأطفال في السنوات الأربع الأولى، وخلال سنوات المراهقة حيث يزداد احتمال الإصابة بمرض فقر الدم بسبب النمو السريع وازدياد حاجة الجسم إلى الحديد، كما أن احتمال الإصابة بفقر الدم تزداد مع الفتيات مع بداية الدورة الشهرية لديهن نظرا لكمية الدم المفقودة في الدورة الشهرية.
5) بعض الطفيليات قد تسبب نقص الحديد في الجسم؛ مثل بعض أنواع الديدان المعوية كالانكيلوستوما، إلى جانب ذلك فإن الالتهابات الفيروسية والبكتيرية تلعب دورا في نقص الحديد خصوصا عند الأطفال الصغار.
العلاج
يعتمد علاج فقر الدم على المسببات التي أدت إلى حدوثه، فإن كانت الحالة ناتجة عن نقص في الحديد حينها سوف يصف الطبيب حبوب الحديد ليتناولها المريض كمكملات غذائية، بالإضافة إلى ضرورة التزام هذا المريض بتناول الأغذية التي تحتوي على معدن الحديد. 
أما إن كان النزف وفقدان الدم هو بسبب إصابة المريض بفقر الدم حينها يجب تحديد مكان النزف وعلاجه، أما إذا كان سبب الإصابة بفقر الدم هو الفشل الكلوي سوف يصف الطبيب للمريض هرمونا يدعى هرمون (الإيريثربويتين) كعلاج لحالة فقر الدم التي يعاني منها، وهكذا فإن الطبيب هو وحده القادر على تشخيص حالة فقر الدم ووصف العلاج المناسب لها، ولذا لا يجب أن يهمل من يعاني من أعراض فقر الدم علاج حالته بل عليه زيارة الطبيب للتشخيص والعلاج.
الوقاية
يعد نقص حديد الدم من أكثر أمراض سوء التغذية شيوعا في العالم، وتكاد الأرقام التي تثبت ذلك تكون قياسية؛ فهناك ما بين 4- 5 مليارات إنسان يعاني من فقر الدم حول العالم. ورغم كون سبب هذا المرض بسيطا وعلاجه أبسط ومع ذلك ترى أنه ما يزال ينتشر بين الناس كما النار في الهشيم وفيما يلي أهم طرق الوقاية من فقر الدم:
إن امتصاص الحديد الموجود في الأطعمة يتأثر بشكل كبير بمنشطات ومثبطات الامتصاص الموجودة في الوجبات، وحاليا، لا توجد طريقة علمية للتنبؤ بشكل دقيق بنسبة امتصاص الحديد في وجبة ما، فامتصاص الحديد يتراوح بين 5 - 20 % حسب المنشطات والمثبطات الموجود في الوجبة، ويمكن اتباع النصائح الآتية للوقاية من فقر الدم:
1) تناول المواد الغذائية التي تحتوي على حديد جيد الامتصاص مثل: اللحوم والدجاج والسمك والأطعمة البحرية؛ وكذلك الخضراوات والفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من الحديد مثل؛ الملفوف (البروكلي) والبقوليات والفواكه المجففة.
2) رفع نسبة امتصاص الحديد الموجود في المواد الغذائية من خلال تغيير أسلوب تناول الوجبات وذلك بزيادة منشطات الامتصاص مثل؛ فيتامين ( C ) الموجود في الفواكه والعصائر وبعض الخضراوات.  
3) التقليل من تناول مثبطات الامتصاص، ومن أهمها الشاي والقهوة والتقليل من المأكولات التي تعمل عمل المثبطات؛ كالأغذية الغنية بالكالسيوم (خاصة الحليب ومشتقاته) والنشا وحبوب النخالة إذا ما تم تناولها في  الوقت نفسه مع الأغذية الغنية بالحديد، فعلى سبيل المثال: يمكننا فصل فترة شرب الشاي والحليب عن فترة الغذاء – أي جعلها بعد ساعة أو ساعتين من الوجبة، بحيث يكون هضم الطعام قد انتهى في المعدة وبالتالي لن يتأثر بالمثبطات، كذلك يجب التقليل من الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة؛ لأن حموضة المعدة تساعد على امتصاص الحديد.
الوقاية لدى الأطفال
الأطفال حديثو الولادة يولدون ومعهم ما يكفيهم من مخزون الحديد من خمسة إلى ستة أشهر، ولكن بعد ذلك يصبحون عرضة لنقص الحديد إلا إذا توفر لهم من مصادر خارجية، ولذلك فان أفضل سبل الوقاية من فقر الدم هو الرضاعة الطبيعية في الأشهر الستة الأولى بعد الولادة لان امتصاص الحديد الموجود في حليب الأم أفضل من ذلك الموجود في الحليب المصنع، وبعد الشهر السادس يجب إعطاء الرضيع مجموعة غذائية غنية بالحديد عن طريق إعطائه وجبة أو وجبتين معززتين بالحديد يوميا، وكذلك بالبدء بالأغذية الغنية بفيتامين ( C ) مرة واحدة في اليوم، ويفضل أن يكون ذلك من خلال الوجبات؛ كإضافة الفواكه والخضراوات والعصير لتساعد هذه المواد على امتصاص الحديد.
أما الأطفال الخدّج والتوائم والذين يولدون بوزن أقل من2,5 كلغم فيجب إعطاؤهم جرعات يومية من نقط الحديد بمعدل 1-3 ملغم يوميا بمجرد ان يصبح وزن الطفل ضعف وزنه عند الولادة.
الوقاية من أنيميا فقر الدم في سن المراهقة
للوقاية من الإصابة بأنيميا فقر الدم لدى المراهقين لا بد من تناول الأغذية الغنية بالحديد وتلك التي تساعد على امتصاص الحديد كما هو مذكور سابقا. 
كما أن الفحوصات الدورية للفئات الأكثر عرضة للإصابة بأنيميا فقر الدم تساعد على الوقاية من هذا المرض، خصوصا الفتيات بعد البلوغ نظرا لكمية الدم التي يفقدنها أثناء الدورة الشهرية، والتي تتراوح من 30 إلى 40 مل، أي ما يعادل 15 إلى 20 ملغم من الحديد ينبغي تعويضها من خلال الأطعمة الغنية بالحديد. وإذا زادت كمية الدم المفقودة خلال الدورة الشهرية على 80 مل فإن هذا سيؤدي حتما إلى فقر الدم.
الوقاية من أنيميا فقر الدم للنساء الحوامل والمرضعات
تزداد حاجة المرأة إلى الحديد أثناء فترة الحمل وتصل الحاجة اليومية حينذاك إلى 2 ملغم؛ لذا فالوقاية من نقص الحديد لدى هذه الفئة تتطلب تعزيز الحمية بحبوب الحديد المدعمة، مع إجراء فحوصات دورية لنسبة هيموجلوبين الدم وأحيانا لحديد الدم.
كما تعد فترة ما بعد الولادة من الفترات الحرجة لما يترتب على عملية الولادة من فقدان الأم لكميات كبيرة من الدم، ثم حاجتها لتزويد وليدها بالحديد من خلال الرضاعة الطبيعية، وذلك يتطلب كميات إضافية من الحديد يمكن الحصول عليها من الأغذية ومن الحبوب المدعمة بالحديد.
أهمية عنصر الحديد
فيما يلي إطلالة سريعة على عنصر الحديد تبين أنه عنصر بالغ الأهمية في الجسم؛ إذ إنه:
1 - مهم في إنتاج الهيموجلوبين في كريات الدم الحمراء.        
2 - مهم في إنتاج ميوجلوبين العضلات.
3 - كما أنه ضروري في عمل انزيمات كثيرة بما فيها الكاتلاز؛ وهو عبارة عن انزيم موجود في عدد من الخلايا مثل؛ كريات الدم الحمراء ليساعدها على التخلص من بعض المواد الضارة إذ يحول مادة البيروكسايد أو الـ H2O2 إلى H2O+ O2.
يظهر مما تقدم أهمية الحديد لجسم الإنسان، ولا بد من التعرف على حاجة الجسم اليومية من الحديد، لتعويض ما يفقده منه؛ حيث يقدر ما يفقده جسم الإنسان يوميا من الحديد:
حوالي 1 ملغم  من خلال إخراج الفضلات والعرق. يضاف إلى ذلك:
الأغذية الغنية بالحديد
من المصادر الحيوانية الغنية بالحديد نذكر: الكبد واللحوم الحمراء والبيض والسمك.
ومن الخضراوات: الخضراوات الورقية والبقوليات.
ومن الحبوب: الحبوب الكاملة، والخبز المدعم بالحديد.
ومن الفواكه: البلح والتين والخوخ والزبيب والعسل الأسود، وفي نخالة القمح وفول الصويا وبذور السمسم

Tahsheesh.blogspot.com