الأحد، 7 أكتوبر 2012

الخبرة المكتسبة في إدماج الأطفال في المدرسة

صورة

أمينة منصور الحطاب -   يتحكم المعلم دائماً ، في نهاية المطاف   بتوقعات وإنجازات الطلبة ،الذين يقعون في دائرة مسؤوليته . 
وتدل الخبرة المكتسبة في إدماج الأطفال، ذوي الصعوبات التعلمية في الصفوف العادية ، أن المعلم يكون مثلاً يحتذى به، في قبول الطلبة ذوي الصعوبات التعلمية والإعاقات العقلية في الصفوف العادية.
و لوحظ، أن المعلمين عندما يبادرون بقبول طفل لديه صعوبة تعلمية ، وينشطون في العمل لدعم قبوله في الصف وتفاعله مع أقرانه ، يتم قبول هذا الطفل من قبل أقرانه في غرفة الصف .
 وعلى العكس من ذلك ، عندما يكون الدعم الذي يقدم للطفل ذي الصعوبة في التعلم مقتصراً كلياً على مساعدة المعلم ، وبحد أدنى من جهد المعلم ، لا يصبح الطفل عضواً حقيقا في الصف . ولذلك فإن من الأهمية بمكان ، أن يطور المعلم استراتيجيات لإشراك جميع الطلبة في الأنشطة الصفية ، مما يظهرهم جميعهم على أنهم أعضاء مهمون في الصف . 

 أشكال الدمج
لقد أصبح معروفاً بالممارسة، أن الدمج يمكن أن يتخذ أشكالاً متعددة ، ففي بعض المواقف قد لا يُقدّم إلا القليل من الخدمات التربوية الخاصة من خلال تعليم خاص يضطلع به مدرسون خاصون ، ويكفي أن يتعلم الطالب في غرفة الصف العادية ذات المعلم العادي ، وفي مواقف أخرى يوفر معلم التربية الخاصة أنواعاً مختلفة من المساعدة لكل من المعلم العادي وللطالب الخاص في الصف العادي. وفي أحوال أخرى يحل الطالب في غرفة الصف العادي لمعظم الوقت بينما يتلقى تعليماً في غرفة المصادر بعض الوقت.
وهناك الآن توجه واسع نحو إنقاص عدد غرف المصادر ذات الصفوف المكتفية بذاتها وزيادة برامج الدمج إلا أنه أشير على أية حال ، بأن إستثناء برنامج الصف المستقل بذاته كخيار ، لا يساعد المدرسة على أن تعطي أفضل إحلال للكثيرين من الطلبة ، ذلك لأن دمج الطلبة وبخاصة ذوي الصعوبات التعليمية الحادة في الصفوف العادية قد يتحول إلى موقف معقد منتج للفشل وعلى هذا فإن وجود خيارات أخرى يمكن أن يساعد في تلبية حاجات الطلاب بشكل أفضل.
وتكشف الخبرات والبحوث في تطبيق أنظمة الدمج للأطفال ذوي صعوبات التعلم عما يلي:
يتردد معلمو الصفوف العادية أحياناً في توفير احتياجات الطلاب الخاصين في غرف صفوفهم ، وإذا كان للدمج أن ينجح ، فيجب النظر إليه باعتباره عملية منهجية يستدعى النظر إليها بروح الفريق الذي يتحمل فيه جميع المربين في المدرسة نصيباً من التعليم الخاص في الصفوف العادية.
عندما يدمج تعليم ذوي الصعوبات مع التعليم في الصفوف العادية فإنهم غالباً ما يحتاجون إلى خدمات مساعدة من معلم التربية الخاصة.
إن الكثيرين من الطلبة ذوي الصعوبات التعلمية ليسوا مقبولين تماماً من زملائهم في غرف الصفوف ، ثم إن التعلم في صفوف الدمج قد لا يؤدي بحد ذاته إلى تحسين تفاعلهم الإجتماعي مع غيرهم من الطلبة العاديين أو إلى المزيد من القبول الإجتماعي.
أنّ السلوك في غرف الصفوف أهم من الكفايات الأكاديمية على طريق النجاح في عملية الدمج ، وعندما يسأل معلمو الصفوف ومعلمو غرف المصادر عن أي الصفات التي يحتاج إليها الطلبة ذوو الصعوبات التعلمية لينجحوا في غرف عملية الدمج ، يشيرون إلى أن المهارات الأكثر أهمية في هذا المجال هي :
 التفاعل بإيجابية مع الطلبة الآخرين.
إطاعة النظم الصفية.
إظهار عادات عمل سليمة.
إنّ على معلمي غرف المصادر أن يعدوا الطلاب لمثل هذه المسالك في غرف الصفوف ، فإذا كان المطلوب من المتعلم في حجرات الصف النظامية مثلاً ان يعمل باستقلال في مهمة تعطى له خلال ثلاثين دقيق فإن على معلم غرفة المصادر أن يناضل لإعداد المتعلم لذلك الموقف لتبني نفس المطالب والأعمال في غرفة المصادر.
المبادىء التي تؤخذ كأدلة لإختيار واستعمال طرق التعلم والتعليم ،مع الطلبة بكافة مستوياتهم واحتياجاتهم الخاصة.
يجب أن تكون طرق التدريس ملائمة لأهداف ومحتوى المادة، 
إن ما يجعل من تقنية ما مناسبة يختلف بين مادة دراسية وأخرى ، بل بين وحدات المادة نفسها ، على هذا لا بد وأن تُستخدم في التعليم أنماط مختلفة من = أساليب التعليم ومواده.
ينبغي  تكييف طرق التدريس بما يلائم حاجات المتعلم .
ينبغي اختيار وسائل التعليم بناءً على نوعية الاحتياجات الظاهرة للمتعلمين. ولا شك بأن التجارب التي تطبق بها طرق وتقنيات جديدة في التعليم من شأنها مساعدة المعلم في اكتشاف الطرق الأفضل للوفاء باحتياجات التعلم والمتعلمين.
ينبغي أن تتلاءم طرق التدريس مع مبادىء علم النفس الراسخة .
 تعتبر الدافعية من أشد عوامل التعلم فاعلية وأهمية ولا شك أن إنتقاء طرق التدريس السديدة ، والمُكيفة لتناسب الاختلافات الفردية للطلاب ، والمطبقة بمهارة ، تساعد على زيادة تشويق المتعلمين وإثارة حماستهم.
يجب أن تناسب طرق التدريس المعلم شخصياً وتستغل قدراته الخاصة . 
هناك فروق فردية بين المعلمين على غرار ما هي بين الطلاب غير أننا نجد بين المعلمين الناجحين خِصالاً مشتركة مثل الاستقامة ، واللطف ، وحب التعلم ، واحترام الطلاب والقدرة على التعبير عن الذات بطرق مختلفة ، وعلى كل معلم أن يستخدم التعبير الذي ينسجم مع طبعه وليس هناك أحد يمكن تسميته الأنجح في التعليم . وأي كانت طريقة التدريس التي يختار المعلم تطبيقها ، فإنها ينبغي أن تُظهر المعلم في أحسن صورة .

 استعمال طرق التدريس بطريقة ابداعية
 على المعلم ألا يكتفي بمجرد استعمال التقنيات المتوافرة ، بل أن يكون متيقظاً على الدوام لاكتشاف مقولات جديدة يمكن أن يستخدمها في تطوير مواهبه والإرتقاء بها نحو الوصول إلى تحسين التقنيات ورفع مستوى حفزها وتوجيهها لتعلم الطلاب . وتغظيم قدراتهم لأن يكونوا مستقلين في تعلمهم.

تجارب رائدة في عملية الدمج
إن من أبرز التجارب الرائدة في الوطن العربي هي المبادرات التي قامت بها الجمعية اللبنانية للإنماء التربوي والاجتماعي للتخفيف من معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة على صعيد فروقات وصعوبات التعلم والتي تتمثل في مشروع الدمج في المدرسة المعمدانية ومركز اسكليد ( SKILD- Smart Kids with Learning Differences) في مساعدة التلاميذ الذين لديهم فروقات أو صعوبات في التعلم وهو مركز يهتم بالأفراد من حيث حاجاتهم التعلمية والاجتماعية والنفسية ، ومساعدتهم حتى يكونوا مواطنين فاعلين في بيئتهم وينطلق المركز من القناعة التي مفادها أن لكلّ ولد مهارة وأن الأولاد ذوي فورقات التعلم هم ذوو فهم ، إنما قدراتهم التعلمية تختلف وهم قادرون على أن يتقدموا في المراحل التعليمية والمهنية.
وتتميز هاتين المبادرتين بتأمين :
- تقويم علمي ومحدد لذوي الفوارق التعلّمية ودعم فردي يستند على برامج تعليمية فردية.
-  خدمات متخصصة مثل حُسن الأداء النفسي وعلاج النطق والمشورة والبرامج التصحيحية وبعدة لغات.
- تقويم مستوى التحسن والموارد المتوافرة لضمان أفضل النتائج .
- مساعدة الأهل لكي يسندوا أولادهم أو أفراد أسرتهم.
- المشورة للتلاميذ ذوي اختلاف التعلم لاختيار وظيفتهم المستقبلية.
- توعية البيئة المحيطة وبث برامج نوعية ترتبط باختلافات التعلم والحاجات الخاصة والمشورة.
- موارد لكل من يبحث عن المعلومات والمشورة.
 وإننا لنثمن الدور الفعّال الذي قامت به الجمعية اللبنانية للإنماء التربوي والإجتماعي ونتمنى قيام المزيد من المبادرات في جميع أرجاء الوطن العربي ولا سيما وطننا الحبيب الأردن وسيبقى الإنسان – بفروقاته الفردية – أغلى ما نملك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com