الاثنين، 15 أكتوبر 2012

كلمات تشجيعية للطلبة.. في نفوسهم كالأشجار الشامخة !

صورة

سهير بشناق - حمل «احمد» 6 سنوات لعبته ،عاد بها من المدرسة فرحا يشعر بالفخر والتميز فمعلمته قدمت له «الارنب الصغير» تقديرا منها على تميزه سلوكا واجتهادا. 
 حرص الصغير احمد على ابقاء الارنب الصغير معه طيلة اليوم ؛وضعه الى جانب سريره ليعيده باليوم التالي الى المعلمة؛ لتقدمه بالاسبوع الاخر لطالب متميز ايضا .
 .. والناظر لهذاالسلوك للوهلة الاولى، يرى بانه سلوك اعتيادي ،من قبل المعلمة او ادارة المدرسة لكنه، يحمل في طياته معاني كبيرة ، لا ندرك تاثيرها على الصغار الا بقدر ما يعبرون به عن فرحهم ، وشعورهم بالتميز ، فهناك من يتابع ويقدر ويكافئ .

 على الجانب الاخر 
 في الوقت ذاته ؛ ينتهج بعض من المعلمين والمعلمات اساليب من العنف اللفظي على الطلاب ومعاقبتهم، باخراجهم من غرفة الصف او ابقائهم واقفين، طيلة المدة الزمنية للحصة الصفية .
 كما على الجانب الاخر؛ من يتقن فن التعامل مع الطلاب ،خاصة بالمراحل الاساسية الابتدائية الاولى وينجح في تطوير مهارات الطلاب واهمها تعزيز ثقتهم بانفسهم وتشجيعهم على اي سلوك ايجابي يقومون به فتقرن اسماءهم بمعنى تقدير الذات واحترامها ويتعلمون ان السلوك الايجابي والتميز لا يمران عند المعلم، مرور الكرام بل لهما تقدير خاص ولو بلعبة .
 «ام يزن» الطفل البالغ من العمر ست سنوات في الصف الاول ابتدائي : طفلي كان خجولا يخشى الحديث امام الاخرين وقد ابدت معلماته في الروضة هذه الملاحظة لي مرارا .
واضافت : :»بالرغم من خجله في الروضة الا انه كان بالمنزل مختلف، فلم يكن طفلا خجولا لدرجة تستدعي القلق فهو صغير ولم يتفاعل بعد مع الاخرين بالشكل الصحيح وقد حاولت حث معلماته في الروضة على تشجيعه، الا ان مثل هذه الجوانب في شخصية الطفل لم تكن تشكل لهن اولوية» .
وبينت ان طفلها:» عندما بدا العام الدراسي الحالي في الصف الاول ابتدائي وباحدى المدارس الخاصة نقلت هذه الملاحظة لمعلمته التي اتقنت التعامل مع يزن خلال الاسابيع الاولى من العام الدراسي وعملت على تشجيعه وحثه على المشاركة بالصف ومكافاته على ما يقوم به». 
و..اليوم» يزن «الذي كان طفلا خجولا ،لا يتمكن من الوقوف امام الطلاب او المشاركة في الصف، قدم شرحا مفصلا عن تجربة مدى تاثير الطعام والمشروبات غير الصحية على الصغار اوخلال فترة نموهم امام جميع الطلاب، خلال الطابور الصباحي . 
 و يعود»يزن» الى صفه وينظر في عيون معلمته وكأنه يقدم لها الشكر والتقدير برقة وهدوء وامتنان الصغار ..وكيف لا وهو تمكن من الشعور للمرة الاولى بمعنى الانجاز وبانه قادر على النجاح والتميز . 
ولا تقف حدود تقدير المعلم لطلابه عند هذا الحد، بل ان المعلم من خلال سلوكيات وكلمات بسيطة يخطها على دفتر الطالب تشعره بتميزه واجتهاده :
« انت رائع » 
 قراءة اكثر من رائعة « .... «.
 عمل متميز قام به بمفرده « ... « انت بطل « .
جمعيها كلمات من اللغة ومن حروف الابجدية، التي لا يزالون يتعلمونها حرفا حرفا ؛ تترك اثارا ايجابية على مسيرتهم الاكاديمية فأن يخرج الطالب دفتره من حقيبته فور وصوله لبيته ويضعه امام عيون والدته ،لترى ما قام به وكيف كانت المعلمة سعيدة بما انجزه – على بساطته – يعني الكثير ليس فقط له لكن لوالديه اللذين يدركان ،ان طفلهما يتعلم كل يوم شيئا جديدا ليس ذلك فحسب بل ان ما يتعلمه سيبقى مختزنا بذاكرته لانه وجد من يخط على دفترة مثل هذه الكلمات .

 اكثر من مجرد تلقين المعلومات 
مثل هذه الاساليب التربوية في التعليم، يحتاجها الطالب اكثر بكثير من مجرد تلقين المعلومات فتحفيز الفكر وتعزيز شخصيات الطلاب والابقاء على تواصل جاد بينهم وبين معلميهم ليدركوا :كيف يفكر الطالب؟.
 وماذا يريد من الامور الهامة التي تساعدهم في النمو الفكري والعاطفي؟.
 ويتجسد هذا الامر بتعليم الطالب ايضا على التعبير عما يجول بخاطره ولو بكلمات بسيطة يخطها على اوراقه او دفتر خاص به هو اقرب الى يومياته يعبر عن كل ما يريد بكلمة برسمة 
لتتمكن المعلمة من استعابه اكثر ومساعدته .
لمى الحبش ، معلمة في احدى المدارس الخاصة اشارت الى اهمية التعامل مع الطلاب،عبر اساليب غير تقليدية، من خلال شخصيات معينة تحثهم على الابداع والتفكير وتحفيزهم دوما الى الافضل .
واضافت :» الطفل في المراحل الاولى بحياته المدرسية يحتاج لان يشعر بالامن والحب والتشجيع على ما يقوم به فاي كلمة تؤثر بالطالب واي سلوك تحفيز له يترك اثارا ايجابية عليه تساعده على التميز اكثر واكثر «.
واشارت الى ان:» تعليم الطالب كيف يقرا ويكتب ويتعامل مع الاخرين ويتميز نحو الافضل ليست بالمهمة السهلة لكنها لن تكون صعبة اذ ما توفرت القدرة عند المعلم على تحقيقها ووجد بالمقابل دعما حقيقيا من ادارة المدارس على ما يقوم به وتشجيعا بلا حدود مؤكدة على ان تحقيق النجاح مع الطلاب لا يكون الا بتعاون المعلم والمدرسة والاسرة ».

الشعور بالامن النفسي داخل الصف
 تشترك المعلمة روان الضامن ،معلمة في احدى المدارس الخاصة للصفوف الرابع والخامس ابتدائي ،بذات الراي مشيرة الى ان:» الطلاب يحتاجون لاكثر من معلومات مدرجة في المنهاج فهم يحتاجون الى الشعور بالامن النفسي داخل الصف، واتباع اساليب التشجيع امام اي تميز او محاولة لذلك مشيرة الى ان المعلم الذي يكون فظا مع طلابه برغم مشاغباتهم احيانا لن يتمكن من الوصول اليهم باي حال من الاحوال لانه بالنسبة لهم القدوة التي يتعاملون معها يوميا فان لم تكن هذه الشخصية ايجابية تركت اثارا سلبيا على الطلاب «.
الطلبة ..الصغار منهم في نهاية الامر ليسوا مجرد اجهزة حاسوب الكترونية؛ ندخل له المعلومات فيقدم لنا المعلومة جاهزة الطالب عقل وفكر ومشاعر بما تحملها من جوانب رضا ورفض وتمرد وانجاز وتعثر مرات ونجاح مرات اخرى ... فمن يكن قادرا على استثمار كل هذه الجوانب الى الافضل وتخطي العقبات التي تعترض مهنته النبيلة يكون قادرا بلا محالة من تسجيل بصمات واضحة في حياة طلابه علما وسلوكا .
..وليس اسهل من ان نقول: ان هذا طالب فاشل !..او مشاغب !.
و لكن الصعوبة ان:
 نرسم لوحة نجاح وتحدي ،لاخراج طلاب اسوياء واثقين بانفسهم يدركون معنى ان نفكر وننجز ... فالفشل لا يحتاج لجهد لكن النجاح مع الاخرين هو قمة العطاء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com