الأحد، 14 أكتوبر 2012

كيف تعلّم طفلك داخل المنزل؟

صورة

أمينة منصور الحطاب-  الأسرة هي أهم الناس في حياة الطفل التربوية ، وتشير الأبحاث إلى أن للوالدين تأثيراً قوياً على تعليم الطفل وتطوره سواءً في مرحلة الطفولة المبكرة وحتى مرحلة الدراسة الثانوية ، ويُظهر الأطفال الذين يعيشون في بيوت تمارس فيها النشاطات التعليمية بانتظام ميلاً أكبر في تطوير ممارستهم التعلمية مقارنةً بالأطفال الذين لا يتعرضون بانتظام لمثل هذه النشاطات . ويمكن القول بالمثل بأن الطلاب الذين يقرأ لهم أهلهم ، ويجيبون عن أسئلتهم حول الكتب والمطبوعات ،ويعطونهم الفرصة للإتصال بالمواد القرائية والكتابية ، ويتلقون تعزيزاً إيجابياً على نشاطاتهم التعلمية ، يُظهرون آثارً إيجابية في تطوير قدراتهم القرائية والكتابية .

تحسين معدلات التعلم
لقد أصبح الباحثون المهتمون بتحسين معدلات التعلم يؤكدون بشكل متزايد على البرامج التي تنطلق من أسلوب عبر الأجيال في تعليم المهارات القرائية. إن الأطفال الذين يعيشون في بيوت لا يتوافر للكبار فيها سوى مهارات قرائية محددة . أو في بيوت لا تكون القراءة والكتابة جزءاً من حياتهم اليومية أكثر عرضة للتأخر المعرفي واللغوي وهذا ما يدعو الكثيرين من المربين والوكالات التربوية للنظر في الحاجات التعليمية للأسر ككل.

ما هو التعليم الأسري؟
يصف مصطلح التعليم الأسري مفهوماً معقداً لم يُتفق بعد على تعريف واضح له. ويمكن أن نقدم الأفكار التالية في محاولة لوضع تعريف له:
1.    يشير هذا المصطلح إلى ما يستخدمه الوالدان والأطفال وغيرهم من أفراد الأسرة من أساليب تعليمية.
2.    تتم هذه العملية من خلال الحياة اليومية الروتينية للأسرة وتساعد الأسرة والأطفال على إنجاز أمورهم.
3.    من الامثلة التي يشملها التعليم الأسري : استخدام رسومات أو كتابات للمشاركة في الأفكار . كتابة الرسائل ، حفظ السجلات ، وضع القوائم ، قراءة الارشادات واتباعها ، سرد القصص وتبادل الأفكار من خلال الحوار، القراءة والكتابة.
4.    قد يمارس التعليم الأسري قصدياً من أحد الوالدين أو يتم تلقائياً من خلال الحياة اليومية للأسرة وإنجاز الأعمال فيها.
5.    قد تعكس نشاطات التعليم الأسري أيضاً المعتقدات الثقافية والخلفية العرقية والتراثية للأسرة.
6.    قد تكون المبادرة في التعليم الأسري من جهات أو مؤسسات خارجية. وتستهدف هذه النشاطات دعم واكتساب وتطوير سلوك تعليمي شبيه بالسلوك المدرسي لكل من الوالدين والاطفال والأسر بشكل عام.
7.    قد تشمل نشاطات التعلم الأسري التي تنفذ من جهات او مؤسسات خارجية قراءة قصص أسرية أو إكمال الواجبات المنزلية أو كتابة المقالات والتقارير.

 نصائح لمساعدة
 طفلك على التعلم في المنزل
1. استمع إلى طفلك ، تحدث إليه ، إقرأ له ، إن إعطاء الوقت والاهتمام لطفلك هما أفضل ما يمكن أن تقدمه له.
2. تابع طفلك لتعرف المهارات والمفاهيم التي يتعلمها طفلك في المدرسة وحاول أن تعززها في المنزل.
3. يجب التركيز على مهارات الاتصال وهي القراءة والكتابة والاستماع والكلام، فنحن بحاجة إلى القدرة على الاتصال بشكل فعّال.
4. كن قدوة لأطفالك ، فالأطفال الذين يشاهدون أهليهم يقرأون سوف يصبحون قارئين . يجب أن نزرع في نفوسهم أن القراءة عملية ممتعة، ومثل هذا يتحقق عندما تقرأ لطفلك 
5. استغل رغبة طفلك الطبيعية لهواية أو لنشاط معين كالرياضة وركوب الدراجات، وتربية الحيوانات... إلخ ، ووجهه ليقرأ عن هذه المواضيع التي يحبها بعد أن توفر له المادة المناسبة لذلك.
6. شجّع طفلك بشكل منتظم على أن يتصفح الجريدة ، فقد يولد لديه الرغبة في اكتساب مجالات جديدة وبنفس الوقت فإنه يطور مهارة القراءة ويزيد من وعيه لما يجري حوله.
7. حاول جعل كل نشاطات التعلم مَلذّة لطفلك قدر الإمكان، وذلك ليصبح مندفعاً إندفاعاً ذاتياً نحو التعلم ، ولا تنس أن الحوافز الذاتية أقوى أثراً وأكثر من الحوافز الخارجية.
8. حاول أن تلم وتتابع المواضيع والنشاطات التي يكون لطفلك اهتمام خاص بها.
9. كن واقعياً في توقعاتك . إبدأ نشاطات بسيطة وسهلة وزد من صعوبتها بالتدريج . لا تحاول أن تجبره على القراءة في وقت ينتظره فيه أصدقاؤه ليلعبوا معاً . يجب عليك أن تجعل عملية التعلم ممتعة لطفلك ومثيبة له. فالتحدي ناجح ولكن الإحباط ضار.
10.ساعد طفلك ليتعلم التطبيقات العملية لما يتعلمه ويقرأه. حاول أن تضرب له مثلاً على أننا نستخدم نفس الأسلوب عندما نذهب للبقالة ، أو نصلح السيارة او نطهو الطعام.
11. استغل المصادر المتاحة ، عرف طفلك بالمكتبة العامة ، حاول دمجه بالنشاطات والبرامج التي تتيحها المدرسة او المجتمع المحلي ، الحدائق العامة ... إلخ.
12. اجعل من التعلم عملية ممتعة ، فالأطفال يتعلمون من الألعاب أكثر مما يتعلمونه من الوظائف البيتية ، لأنهم يشعرون بدافعية قوية نحوه.

 ما الذي يتم عمله الآن؟
يمكن الحديث عن ثلاثة مجالات تجري فيها مبادرات التعليم الأسري من أجل تثقيف الأسرة.
1.    دراسة الأساليب التعليمية التي تستخدمها الأسرة : يتناول الباحثون في هذا المجال من التعليم الأسري تطوير فهم الأساليب التعليمية التي تمارس في الأسرة ، وآثار التعليم الأسري على تطوير مفاهيم الطفل عن التعلم ، فضلاً عن أنهم أصبحوا يستطيعون المساعدة في جعل التعلم الذي يتم داخل المدرسة ذو معنى لكل  من الوالدين والأطفال.
2.    مبادرات إشراك الوالدين : تتضمن مبادرات إشراك الوالدين برامج مصممة لكي تشرح للوالدين وتشركهم في نشاطات تساعد على الرقي في عملية تعلم أطفالهم في المدرسة ، وقد تنبع مثل هذه البرامج من المدرسة أو المكتبة العامة أو من مؤسسات المجتمع المحلي ، وغالباً ما تكون البرامج جهداً مشتركاً بين كل الجهات.
3.     المبادرات التعليمية عبر الأجيال : وهي برامج تعد خصيصاً لتحسين التعليم عند كل من الكبار والصغار ، تنظر هذه البرامج إلى كل من الوالدين والأطفال كشركاء في عملية التعلم ، وتتميز بأنها تخطط وتمنهج سلفاً للطرفين . ويحدث التعلم سواء عمل الوالدين والأطفال متعاونين أو منفصلين . ويهدف التعليم الموجه للكبار لتحسين مهاراتهم التعليمية من جهة ولتعليمهم كيف يعملون مع أطفالهم لتحسين تطورهم من جهة أخرى.

إرشادات مفيدة في التعلم:
1.    احرص على أن يذهب طفلك كل يوم – تسمح فيه صحته – إلى المدرسة.
2.    تأكد من أن طفلك ينال القسط الكافي من الراحة.
3.    قم بزيارة المعلم للإطلاع على أداء طفلك في المدرسة.
4.    شجّع طفلك واثن عليه.
5.    احذر جرح شعوره.
6.    خصص مكاناً لطفلك للدراسة ، واحرص على أن يكون جيد الإضاءة وأعطه الوقت الكافي لإكمال واجباته المدرسية.
7.    إحرص على أن يقوم بأداء واجباته المدرسية في أوقات مناسبة .
8.    ساعد طفلك في أداء واجباته الدراسية ولكن لا تقم بها بالنيابة عنه.
9.    قم بمراجعة ما ينجزه من واجبات للتأكد من دقتها وتنظيمها، حتى لو تطلب الأمر أن يعيدها مرة أخرى.
10.    إقرأ قصصاً له من أجل المتعة فقط .
11.    لا تتردد في اللعب والتسلية مع أطفالك.
لا بد وأن تتوحد وتتفاعل جهود كل من المدرسة ومعلم الصف مع جهود الأسرة لكي يصل طلابنا إلى أفضل مستوى ممكن من التعلم ويجب أن نُولّد في ذهن ولي الأمر أنه جزء أصيل في العملية التربوية.

Ameeneh @live.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com