إسراء الردايدة

عمان- على غرار فيلم "هوغو" لمخرجه مارتن سكورسيزي يأتي الفيلم ثلاثي الأبعاد الكرتوني" Frankenweenie" او فرانكويني لمخرجه تيم بورتن، باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية للتعبير عن الحنين للماضي في السينما الكلاسيكية.
وفيلم "فرانكويني" نسخة مستحدثة بفكاهة ورعب عن النسخة الكلاسيكية، التي حملت اسم فرانكشتاين لرواية صدرت العام 1818 لماري شيلي وقدمت نسخة الفيلم منه العام 1931، وهو تحية من المخرج لهذا الفيلم، ويدور حول الطفل فكتور فرانكشتاين وهوسه بالعلوم والسينما، والفيلم من تأليف جون أوجست، وبطولة أصوات وينونا رايدر ومارتن لانداو ومارتن شورت وكونشاتا فيريل وبيلي بورتون وتوم كيني.
بيرتون الذي قدم اعمالا مختلفة تتسم بالكوميديا السوداء والرعب، من ابرزها Mars Attacks العام 1996 وفيلم Edward Scissorhands  العام 1990 وفيلم Batman Returns العام 1993، بنى فيلمه هذا على الأشكال الغريبة للشخصيات.
وتدور قصة الفيلم حول طفل يفقد كلبه في حادث سيارة، ويحاول "إعادته للحياة" بكل الطرق، وينجح في ذلك، ولكن بصفات مختلفة عما اعتادها فيه، علما ان المخرج كان قد طرد من ديزني في العام 1984 عن العمل نفسه حين قدمه بفيلم قصير مدته 30 دقيقة لتعيده اليها بعد ان اخرج لها فيلم "أليس في بلاد العجائب" في العام 2010 محققا أرباحا تزيد على المليار دولار.الطفل فيكتو، وهو وحيد والديه، الذي يعيش في مدينة نيوهولاند، وهو صاحب ابداع خيالي لا حدود له، وغالبا ما يعرض ما يقوم به امام والديه اللذين يريدان منه ان يلعب البيسبول، يحقق انجازات خارج العلوم والمختبر السري له في علية المنزل.
ورسم بيرتون الأجواء في فيلمه نفس الكلاسيكية لفيلم فرانكشتاين؛ من حيث الألوان الداكنة والأبيض والأسود بتقنية ثلاية الأبعاد والكائنات الغريبة الشكل وطريقة حياة الطفل الوحيد لوالديه، حتى اللحظة التي يموت فيها كلبه سباركي خلال لعبه البيسبول ليذهب لمختبره، مرددا مقولة "سأصلح ذلك" كعادته، وينجح من خلال شرارة الكهرباء والوصفة السحرية ان يعيد كلبه للحياة ولكن بشكل مختلف ويبوح بسره لصديق له في المدرسة وهو ادغار.
وتتغير مجريات الأحداث حين يكتشف اصدقاء فيكتور المعادلة السحرية، وتتحول بعض حيواناتهم لوحوش غريبة ومعرفة اهل فيكتور بما يجري في عليتهم، ليتخذ الفيلم منحى مطاردة في شوارع المدينة والمدرسة للحيوانات التي تبدل شكلها مثيرة الرعب في كل مكان. 
وحمل بيرتون فيلمه بكلاسيكية الأشكال المرعبة للشخصيات التي تتشابه مع ما قدمه في فيلم "أليس في بلاد العجائب" وحتى The Nightmare Before Christmas في العام 1993 بعيونها الغريبة وظلال وجهها وشكل الراس، فيما الشخصيات الأخرى غريبة الأطوار.
والجميل في مجريات أحداث الفيلم المشاعر الغريبة التي يمكن أن يختبرها المشاهد بدءا من الضحك مرورا بالحزن والحب حتى مقابل الرعب الكلاسيكي بأجواء فرانكشتانية، إذ ينقذ الكلب العجيب فيكتور من الاحتراق ويكافئه الاهل بتصليحه من خلال شحنه ببطاريات.
واللافت ان هذا الفيلم يعكس لمسة بيرتون للموت والغموض والسحر، التي تخرج من بين الاشباح وهذا نمط واضح من خلال اعماله المختلفة التي حملت هذه السمة بسحر الطفولة وحتى الشاشة الكلاسيكية، التي كانت تدور في احداثها مجريات الفيلم وهو مرتبط بالسينما الكلاسيكية والإنسانية، التي تدور حول علاقة الصداقة بين الإنسان والكلب. 
ويؤخذ بعين الاعتبار انه فيلم من إنتاج ديزني مما يضعه في مرتبة فريدة ومختلفة للافلام التي تنتج عبرها، والتسلسل الدرامي للاحداث.
ويحمل الفيلم إشارات مختلفة فموت الكلب هو إشارة لموت الفيلم الأصلي فرانكشتاين، ولكن استعادته وتقديم اعمال مستوحاة من اجوائه تشير للحنين لتلك السينما البسيطة، التي حملت تطورا كبيرا عبر التاريخ وولدت ذلك العشق لهذا الفن ونتج عنها اعمال لا تنسى ابدا.