الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

العام 2012: ثورة تكنولوجية وإنجازات علمية غير مسبوقة


عمان- يقترن العام الحالي بالعديد من الإنجازات الكبيرة التي غيرت مجرى الحياة العلمية، ففيها اكتملت أول خريطة للجينوم البشري، بعد أن استغرقت حوالي 13 عاما من البحث والتطوير بكلفة تجاوزت 3 بليون دولار، وبهذا أحدثت ثورة في عام الطب الوراثي هذا من جهة.
من جهة أخرى، فإن التقدم التقني والعلمي في هذه الصناعة التي تقدم ما لا يخطر في بال أحد، ما يزال مستمرا محققة إنجازات كبيرة، وهي مهمة من خلال ما تحقق، وانتقلت من المختبرات السرية للسوق وما تزال محملة بوعود كثيرة، والتغيير مستمر والأشياء التي شهدها العام الحالي حتى اليوم من أبرزها مايلي:
- مستقبل بدون ورق أو كتب أو DVDs: "بدون ورق" كان هدف العديد من المصنعين منذ فترة طويلة، التخلص من الحبر والمساحة التي يشغلها تخزين الأوراق في الممرات والغرف والمخازن في جميع أنحاء العالم، لنتحدى القدرة على التخزين الورقي، وتتحول لمساحات رقمية متناهية الصغر تخزن ملايين من المعلومات التي نريدها، بحسب اليكس دالي وهو رئيس كيسي تكنولوجي للاستثمار الاستراتيجي والبحوث، وأيضا عضو في فريق مايكروسوفت وذو خبرة واسعة في التكنولوجيا الناشئة.
ولسوء الحظ غالبا ما يبقى المستهلك متأخرا قليلا عن الأعمال الحديثة، فمثلا تلك المسجلات والأقراص الرقمية المعروفة بالسي دي والدي في دي والأقراص المدمجة التي شغلت العالم منذ فجر الثورة الرقمية باتت على أعتاب العام الحالي مجرد موضة زائلة حلت محلها فيما يتعلق بالمشغلات الموسيقية، التي كانت تباع بمبالغ طائلة، مشغلات mp3 في صناعة التسجيل، فاليوم المساحة والعيون كلها على الموسيقى الرقمية. 
ومنذ فترة طويلة مضت، فإن كميات كبيرة من الأشياء ترتبط في الإعلام من كتب وتسجيلات ومكتبات ضخمة من أقراصCDs، وأفلام الدي في دي، وأصبحت وسائل الإعلام المسجلة منجم ذهب للأعمال والاستثمار منذ فجر هذه الثورة.
وشهدت الألفية تحولا كبيرا منذ إطلاق الطلقة الأولى في أواخر التسعينيات، مع إطلاق مشغلات mp3، لتبدأ حقبة التحميل المجاني التي لن تصمد فيها صناعة التسجيل، وبدأها في أواخر التسعينيات Napster، وتبادل الأغاني من فروعها عبر شبكة الإنترنت، ولكن قبل نهاية العام 2001 الذي شهد إطلاق أبل جهازها الشهير iPod  حيث كانت نسبة البيع الرقمي للموسيقى فقط 1 % ولسنوات بعدها ما تزال بعض ممرات Walmart
وBest Buy تضم ملايين الأقراص الرقمية التي لن تعود مرة أخرى.
وفي العام الحالي 2012 اختلفت القصة بشكل كبير، حيث إنها وللمرة الأولى في التاريخ، فإن 50 % من مبيعات الموسيقى باتت رقمية، وتحولت لهذا الاتجاه، وتوقفت الحركة كما في السابق عن متابعة جهاز الآي بود لتحميل الموسيقى، لأنها تحولت ببساطة لتصبح متاحة لدى الجميع من خلال الهواتف الذكية والتطبيقات المختلفة التي تخدمها.
والكتب اليوم دخلت في العصر الرقمي على خطى الموسيقى، وبدأت الفكرة كلها منذ العام 2007 من قبل قارئ امازون المعروف بـKendle e-reader، وبات مسيطرا مثل حقبة الآي بود اي بعد ستة أعوام من إطلاقه، فإن الكتب تحولت لرقمية، واشتغلت بقوة وأصبحت تشتغل وتجذب الكثيرين لقرائها بهذا الشكل، لأنها توفر مجهود حملها وتتيح الوصول لها في كل مكان ووقت.
 ففي كانون الثاني (يناير) من مطلع العام الحالي يبيع نحو 31 % من جميع أنواع الكتب في الولايات المتحدة الأميركية، عدا عن الكتب الأكاديمية بشكل رقمي منها؛ كتب الأطفال وكتب الخيال العلمي والقصص والروايات الكلاسيكية والحديثة، وتسهل عملية القراءة، خصوصا تلك الكتب التي ترتبط بالمناسبات والأعياد والعطل، إذ تكتظ فيها المحال التجارية بحصريتها أحيانا، والتي يمكن الحصول عليها بواسطة الكتاب الإلكتروني Barnes & Noble's Nook.
فعلى الرغم من الدور الذي قادته الثورة الموسيقية الرقمية، وإن واصل نمو الكتب الرقمية كمعدلها منذ مطلع هذا العام بحسب الدراسات الاستقصائية للأعمال التجارية التي تشير لهذه القضية، فإن 50 % من الكتب الجديدة ومبيعاتها لهذا العام ستكون في القطاع الرقمي، وهو نصف الوقت الذي استغرقته الموسيقى لتهيمن على هذا القطاع. 
وبفضل شبكة الإنترنت وفئات جديدة من الهواتف، فإن نصف مبيعات الكتب والموسيقى تتم بالطريقة الرقمية.
ومع كل هذا ما يزال الفيديو، هو ملك وسائل الإعلام بكل المقاييس، فمعظم الساعات التي يقضيها الفرد ويستهلكها في متابعة الفيديوهات الرقمية، ما تزال تحقق أعلى الإيرادات وتختلف من بلد لآخر، وتشمل خدمات الكيبل والتلفزة والفيديو وحتى الأفلام الرقمية والبث الرقمي والأقمار الصناعة والدعاية.
ويحتل الفيديو نطاقا تردديا أعلى من غيره في وسائل الإعلام، ما جعل من الصعب تحميل وتخزين الكثير منه، ولكن إيراداته هي الأعلى حتى مطلع العام الحالي، ويمكن مشاهدته عبر الإنترنت والهاتف الخلوي، وتحولت صناعته بشكل كبير خلال خمسة أعوم فقط بعد أن كانت تشغل عشر الشعبية كما الأقراص الرقمية، بحسبIHS iSuppli.
ولسوء الحظ لصناع المحتوى، فإن الإيرادات لا تتبع المستهلك واتجاهاته، فمجموع تدفق وسائل الإعلام ومبيعاته في العام 2012 تضاعف مرتين عن العام الماضي بواقع 992 مليون دولار، وانخفضت مبيعات الوسائط الفعلية على نفس الفترة الزمنية منذ بداية العام الحالي 12 % بواقع 8.8 بليون دولار، أي أكثر بـ 101 بليون دولار  للخدمات التي تقدم في مكانها فعليا بدلا من الإنترنت. 
نهضة الروبوت 
صناعة الروبوتات ليست بجديدة، فأول روبوت كان في العام 1964 من قبل جنرال موتورز في نيوجيرسي، ومنذ ذلك اليوم أطلق العنان للخيال البشري والتقدم التقني لتطوير أنواع مختلفة منه.
واليوم تشكل صناعتها نحو 12 بليون دولار سنويا لتدخل مجالات مختلفة في الحياة العلمية والطب والصناعات الدقيقة التي يقودها روبوت ذكي ومتطور وأكثرها نموا في المستشفيات والعمليات الطبية المعقدة.
واليوم ظهرت في العام الحالي روبوتات مختلفة لا يمكن تخيل وجودها حتى بمزيج من المنزلية والمتطورة وحتى العسكرية والفضائية فمنها؛ روبوتات بمستشعرات للتنقل في العالم، وهي رائدة في المجالات العسكرية، وتستخدم للتجسس في الأقمار الصناعية والطائرات المقاتلة والرؤية الليلية ونظارات تتيح من خلال أجهزة الاستشعار فيها أن تتجنب السقوط عن المنحدرات والدرج، وتبتعد عن الكائنات التي تمر بها وسعرها ينخفض مع الوقت.
وهناك أيضا روبوتات خوارزمية بكفاءة عالية على التنقل، هي الروبوتات المنزلية لأعمال التنظيف وأخرى ترتبط باللاب توب لتعمل وتنظف أيضا، واستمر تطويرها أعواما متعددة حتى تتحرك بخفة وهدوء حتى بعيدا عن تلك الحركة الثقيلة.
وطور العلم أيضا روبوتات ذكية للجيب لتنجز مهامها بشكل كامل بنفس تقنية السيارات الكهربائية، ويمكن أيضا أن تحمل قوة هائلة في جيبك من خلال حاسوب صغير يتيح القيام بعلميات حسابية ضخمة، والتحرك في كافة أرجاء العالم من مكانه بأدنى متطلبات الطاقة وبأسعار ليست بباهظة برغم الخدمات التي يمكن أن تنجزها، وهي تشمل حواسيب ذكية أبعد من الهواتف الذكية والحواسب اللوحية.
فهذه الروبوتات قامت مطلع العام الحالي باختراق مفاعل فوكوشيما لتفشي الضرر فيه، بدلا من تعريض حياة البشر للإشعاعات النووية، وحلقت الطائرات الذكية المقاتلة بدون طيار فقط أهداف مختلفة حول العالم، إلى جانب روبوتات اليد أو  Packbot، وهو ذارع متعدد المهام يستخدم في المهام العسكرية لنزع العبوات الناسفة ويعالج الدبابات، وحتى في المستشفيات أجرى هذا العام مئات العمليات الجراحية والتي ربما وصلت حتى هذه اللحظة الآلاف بأقل الأخطاء الطبية البشرية وبمنتهى الدقة. 
فيما تقوم حاليا بمراقبة الجو وتحولاته من فوق سطح الأرض وتجوب البحار وحتى القمر وسطح المريخ للبحث عن حياة مأهولة فيما السيارات نفسها تتحول لربوت كما في سيارة غوغل الذكية، وبناء سيارات ذاتية القيادة التي تطورها حاليا جامعة كارنيجي ميلون.
واليوم ما تزال صناعة الروبوتات في تطور لا يتوقف، فمنذ العام 2000 كانت ميزانية تطويرها نحو 600 مليون دولار، واليوم بلغت أكثر من 13 بليون دولار سنويا بحسب اليكس دالي، وهو رئيس كيسي تكنولوجي للاستثمار الاستراتيجي والبحوث، وأيضا عضو في فريق مايكروسوفت وذو خبرة واسعة في التكنولوجيا الناشئة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com