الخميس، 11 أكتوبر 2012

التهاب الأنف التحسسي: الأعراض والعلاج


عمان- يشمل التهاب الأنف التحسسي أو ما يعرف (بحمى القش) العديد من الأعراض التي قد تختلط على العديد من الأشخاص والتي لا يقومون بإدراكها كحالة مرضية بل تصبح جزءا من حياة المريض وفي العديد من الأحيان تؤثر على حياة المريض بدون إدراك أنه يمكن السيطرة على أعراضها وعلاجها.
وعند الحديث عن التهاب الأنف التحسسي فهو ينتج عن التهاب بطانة الأنف ويتمثل بظهور عدة أعراض مثل: العطس، احتقان وحكة في الأنف، سيلان من الأنف، حكة بالأذنين أو العينين أو إدماع العينين باستمرار بدون دخول شيء فيهما.
ويعود ظهور هذه الأعراض الى تعرض الجسم الى محفز للتحسس كغبار الطلع أو الأدخنة أو الأتربة ما يؤدي الى تحفيز مناعة الجسم لإفراز مادة الهيستامين المسؤولة عن أغلبية الأعراض.
ويلاحظ شيوع هذه الأعراض لدى الأطفال الذكور وبنسب أعلى من الإناث في فترة الطفولة وتتساوى نسبة الإصابة لدى كلا الجنسين بعد البلوغ.
كيف يمكن التعرف على مسببات الحساسية لديك؟
إن الموسم الذي تصاب فيه بالحساسية سيحدد قائمة العوامل المسببة للحساسية عندك، لتحديد السبب قد يقوم الطبيب بعمل فحص جلدي لتحديد المواد التي تسبب لك الحساسية.
يتضمن فحص الجلد وضع مستخلص من المادة (التي يعتقد أنها تسبب الحساسية للشخص) في شبكة وتوضع على الذراع أو الظهر. ثم يقوم الطبيب بوخز الجلد حتى تدخل المادة للطبقة الخارجية من الجلد (طبقة البشرة)، إن المناطق التي تصبح حمراء وتسبب الحكة تدل على المواد التي تحفز رد فعل جهاز المناعة المقاوم للمادة.
كما قد يقوم الطبيب بإجراء فحص دم لفحص مستويات الأجسام المضادة التي ينتجها جهاز المناعة حيث إن المستوى المرتفع من بعض الأجسام المضادة يمكن أن يدل على مواد معينة مسببة للحساسية.
العلاج
إن علاج هذا المرض يتكون من ثلاث مراحل أهمها والتي تعد حجر الأساس في العلاج؛ هو بتجنب محفزات التحسس ومن ثم ينتقل العلاج إلى المرحلة التالية وهو العلاج بمضادات التحسس والاحتقان وثم ينتهي في الحالات الشديدة بالعلاجات المناعية، وفيما يلي بعض الممارسات المفيد اتباعها لتخفيف أعراض التهاب الأنف التحسسي:
- قلل من فترات تعرضك للأتربة وغبار الطلع في محيط بيئتك قدر المستطاع ويمكنك القيام بذلك بتجنب الخروج بساعات الظهر المتأخرة وساعات المساء.
- في حال كنت مضطراً لقضاء الوقت خارجاً في موسم الطلع فعليك ارتداء قناع للفم والأنف أثناء ذلك.
- ارتداء النظارة الشمسية خلال تواجدك خارج المنزل يقلل من نسبة تعرضك لمحفزات التحسس التي قد تتسلل إلى جسمك عن طريق العينين.
- قم بأخذ حمام قبل الخلود للنوم للتخلص من أي نوع من مسببات التحسس التي قد تعلق بجسمك أو شعرك أو حتى ملابسك خلال النهار.
- قم بإغلاق نوافذ وأبواب منزلك فترة انتشار حبوب الطلع.
- تجنب الروائح والعطور المحفزة للتحسس.
- تجنب الاحتكاك بالحيوانات ذات الفراء قدر المستطاع، وفي حال وجودها فعليك بالعمل على غسلها أسبوعياً وتجنب الاحتكاك المباشر بها.
- غسل بطانة الأنف بالماء والملح واستنشاق الماء يعمل على غسل البطانة الأنفية وتقليل نسبة تعرضها لمحفزات التحسس.
أما عن الأدوية والعلاجات: فعادة ما يلجأ المرضى الى استشارة الطبيب أو الصيدلاني للتخفيف من الأعراض. والخيار الأول لعلاج هذه الأعراض هو الأدوية المضادة للتحسس كما ويمكن صرف الأدوية المزيلة للاحتقان ومن الإرشادات المهم التنبيه إليها خلال فترة العلاج:
• بخاخات الأنف الملحية: تساعد هذه البخاخات في إزالة المادة المسببة للحساسية العالقة في الممرات الأنفية كما تحافظ على رطوبة مجرى التنفس بالتالي تخفف من إمكانية بدء تفاعلات التحسس في بطانة الأنف وعند استخدام البخاخات الأنفية لا بد من تأكيد الطريقة المثلى لاستخدامها وتكون كالتالي:
- احرص على رج البخاخ قبل استخدامه.
- قم بتنظيف الممرات الأنفية.
- قم بطأطأة رأسك للأمام قليلا (لتسهيل التنفس بشكل مريح).
- ادخل الجزء المخصص للأنف في الفتحة الأنفية بحذر باتجاه الجهة البعيدة عن منتصف الأنف (لتجنب خدش البطانة الأنفية).
- في الوقت نفسه قم بإغلاق الفتحة الأنفية الأخرى.
- اضغط على البخاخ لإخراج الجرعة وقم بالاستنشاق في آن واحد لضمان وصول العلاج إلى مكانه. 
- في حال كنت بحاجة لاستخدام أكثر من بخاخ أنفي انتظر على الأقل 5 دقائق قبل استخدام النوع الآخر.
• مضادات الهيستامين: إن مضادات الهيستامين تكون عادة فعالة في علاج العديد من حالات التهاب الأنف التحسسي، فهي تقوم بمنع سلسلة التفاعلات التي يحفزها تعرض الجسم لأي نوع من محفزات التحسس، وهذا بدوره يخفف من الأعراض. ومن المهم سؤال الطبيب أو الصيدلاني عما إذا كان نوع مضاد التحسس الذي تستخدمه يسبب النعاس أم لا فهنالك نوعين من هذه الأدوية منها ما قد تسبب النعاس ولذلك يجب عدم تناولها أثناء قيادة السيارة، شرب الكحول أو مع أدوية أخرى تسبب النعاس. ومنها بعض الأنواع  التي لا تسبب النعاس إلا أن التأثير على كل شخص يختلف ولذلك يجب توخي الحذر عند استعمال دواء جديد. ومن الضروري عند استخدام أدوية التحسس والالتزام بالجرعات الموصوفة من الطبيب وعدم تجاوزها حيث إن العمل على تناول جرعات أعلى لا يعرضك إلا إلى أعراض جانبية أكثر.
• مضادات الاحتقان: تساعد مضادات الاحتقان (أقراص، نقط أو بخاخ) على فتح الممرات الأنفية وتحسين التنفس، ولكن يجب الانتباه إلى أن بعض أنواع مضادات الاحتقان تبدأ بإعطاء تأثير عكسي بعد عدة أيام وقد يصبح الاحتقان أسوأ. لذلك وعند استخدام بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان يجب أن لا تتجاوز فترة استخدامها 3-5 أيام بدون استشارة الطبيب وبعد ذلك عليك القيام باستشارة الطبيب عما إذا كان هنالك داع للاستمرار بها.
• بخاخات الأنف المحتوية على الستيرويد (مشتقات الكورتيزون): قد يلجأ الطبيب لصرف بخاخات الأنف التي تحتوي على الكورتيزون وعادة ما يستخدمها للأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض بشكل مزمن. إذ تعمل هذه البخاخات على التقليل من التهاب بطانة الأنف والتخفيف من شدة الأعراض. ومن الممارسات الخاطئة التي نلاحظها شعور المريض بالقلق حال استخدام أي علاج يحتوي على الكورتيزون ولا بد لنا من تأكيد ضرورة استخدامه وعدم وجود داعي للقلق فإن استخدام هذا النوع من الأدوية لا ينطوي على آثار جانبية وجسدية عالية كما هو الحال في الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الأبر إنما تساعد بشكل واضح على السيطرة على الأعراض بدون التأثير على الجسم ككل.

غادة يعقوب سلامة دكتورة صيدلانية:
مركز فارمسي ون للتدريب والمعلومات الدوائية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com