الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

مرض "سيلياك": الأسباب والمضاعفات والعلاج


عمان- يعرف مرض سيلياك celiac disease، أو ما سمى أيضا بالداء البطني، بأنه حالة تصيب الجهاز الهضمي يثيرها تناول بروتين يحمل اسم الغلوتين gluten، والذي يتواجد بشكل رئيسي في أطعمة عديدة، منها الخبز والباستا والبسكويت وغيرها العديد من الأطعمة التي تحتوي على القمح والشعير وحبوب الجاودار وغيرها مما يحتوي على الغلوتين. علاوة على ذلك، فإنها تتواجد أحيانا في الأدوية والمكملات الفيتامينية وحتى في الصمغ الذي يكون على طوابع البريد ومظروفات الرسائل.
فمن يحصل على الغلوتين من مصابي مرض سيلياك يصاب برد فعل مناعي في الأمعاء الدقيقة، ما يؤدي إلى إيذاء السطح الداخلي لتلك الأمعاء وتوقف القدرة على امتصاص مواد غذائية معينة.
ومع ذلك، فإن الإصابة بهذا المرض لا تعني بالضرورة الابتعاد عن الخبز والباستا والبسكويت وتلك الأطعمة تماما، ذلك بأن الأسواق مليئة بتلك المنتجات التي يكون مطبوعا عليها بأنها خالية من الغلوتين Gluten free.
هذا ما ذكره موقعا www.mayoclinic.com وwww.nlm.nih.gov اللذان أضافا ما يلي تعريفا بالمرض المذكور:
أعراضه
يأتي هذا المرض بعدة وجوه. فعلى سبيل المثال، قد يصاب بعض المرضى بالإسهال المتقطع وآلام البطن وانتفاخه، بينما يصاب آخرون بالتهيجية والكآبة أو بواحد أو أكثر من أعراض متعددة، منها فقر الدم وآلام المفاصل وآلام العضلات والطفح الجلدي والتقرحات الفموية ومشاكل العظام والأسنان والشعور بالوخز في الأطراف السفلى.. وقد لا يصاب مرضى آخرون بأي أعراض. وتجدر الإشارة إلى أن التهيجية تقع ضمن أكثر الأعراض شيوعا لهذا المرض بين الأطفال.
وحسبما ذكر أعلاه، فكون هذا المرض يفضي إلى توقف القدرة على امتصاص مواد غذائية معينة، فإن ذلك يظهر نفسه على شكل أعراض عديدة منها فقدان الوزن والإصابة بتخلخل العظام (هشاشة العظام) والإسهال والمغصات والغازات البطنية وخروج رائحة منتنة مع البراز الذي قد يكون أخضر اللون وزيتي الهيئة، علاوة على بطء نمو الأطفال.
أسبابه
لم يعرف إلى الآن السبب المحدد الذي يؤدي إلى الإصابة بمرض سيلياك، لكن الاطباء اكتشفوا أنه مرض وراثي. فإن كان أحد أفراد عائلة الشخص مصابا به، فإن احتمالية إصابة الشخص به تكون أعلى مما هو الحال لدى الآخرين. وعلى الرغم من أن الباحثين قد اكتشفوا أن هناك بعض الطفرات الجينية التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض المذكور، إلا أن وجودها لدى الشخص لا يعني بالضرورة أن يكون مصابا بهذا المرض، ما يدل على أن هناك عوامل أخرى تزيد من احتمالية الإصابة به.
وتتضمن هذه العوامل كون الشخص مصابا بواحد أو أكثر مما يلي:
- النوع الأول من مرض السكري.
- متلازمة داون.
- اضطراب المناعة الذاتية للغدة الدرقية.
- التهاب القولون المجهري.
مضاعفاته
إن ترك هذا المرض من دون علاج يفضي إلى الإصابة بمضاعفات عدة، منها ما يلي:
- سوء التغذية. فمن الجدير بالذكر أن عدم علاج هذا المرض يفضي إلى فقدان الجسم للقابلية على امتصاص مواد غذائية مهمة، ما يحرم الدماغ والجهاز العصبي المحيطي والعظام والكبد وغيرها من الأعضاء من هذه المواد. وقد يسبب الإصابة بسوء التغذية. فعلى الرغم من أن النظام الغذائي الذي يتبعه المصاب قد يكون غنيا بالمواد الغذائية، إلا أن العديد من هذه المواد يخرج مع البراز ولا يستفيد منه الجسم. لذلك، فمصاب مرض السيلياك يكون عرضة للإصابة بنقص في عناصر عديدة، منها الفيتامينات والمعادن، ما قد ينجم عنه الإصابة بفقر الدم. ويذكر أن الأطفال من مصابي هذا المرض قد يتباطأ نموهم أو حتى يتوقف إن لم يتم علاجهم من هذا المرض.
- نقص كثافة العظام: ويؤدي ذلك إلى إصابة الأطفال بالكساح والبالغين بتخلخل العظام (هشاشة العظام).
- عدم تحمل اللاكتوز: فنتيجة لما يحدثه تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين من أضرار في الأمعاء الدقيقة لمصابي مرض سيلياك، فإن بعض الأطعمة التي لا تحتوي على هذا البروتين قد تسبب أعراضا تتضمن الإسهال وآلام البطن. فمن الجدير بالذكر أن بعض مصابي مرض سيلياك لا يتحملون مادة اللاكتوز، والتي تتواجد في العديد من منتجات الألبان. ويشار إلى أن المصاب، في معظم الأحيان، يستعيد قدرته على تحمل اللاكتوز بعد السيطرة على مرض سيلياك والتئام الأمعاء، إلا أن عدم الاحتمال قد يستمر لدى آخرين.
- السرطان: فمصابو مرض السيلياك الذين لا يلتزمون بحمية خالية من بروتين الغلوتين يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأشكال معينة من مرض السرطان، لا سيما سرطان الأمعاء والسرطان الليمفي المعوي.
- المضاعفات العصبية: فقد اكتشف أن هذا المرض يرتبط بأمراض عصبية معينة.
وعلى الرغم من عدم اكتشاف علاج شاف من مرض سيلياك إلى الآن، إلا أن الحفاظ على نظام غذائي خال من الغلوتين يقي من مضاعفاته.
علاجه
يعد الابتعاد عن تناول ما يحتوي على الغلوتين العلاج الأول لهذا المرض والأسلوب الوقائي الأمثل من مضاعفاته. وتتضمن المواد الغذائية التي تحتوي على البروتين المذكور القمح والشعير والبرغل وغيرها الكثير.
وعند الابتعاد عن الغلوتين، تبدأ الأعراض الالتهابية في الأمعاء الدقيقة بالزوال. وعادة ما يستغرق ذلك بضعة أسابيع، لكن المصاب  قد يبدأ بالشعور بالتحسن خلال أيام قليلة. أما الشفاء التام للأمعاء الدقيقة واستعادتها لما عليها من الزغب الذي افتقدته بسبب تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، فإنه قد يستغرق أشهرا عدة أو ما يصل إلى عامين أو ثلاثة أعوام. ويشار إلى أن الالتئآم يحدث بشكل أسرع لدى الأطفال مقارنة بالبالغين.
كما ويتضمن العلاج في معظم الأحيان الحصول على مكملات من الفيتامينات والعناصر الأخرى لمواجهة ما يؤدي إليه هذا المرض من سوء تغذية، حيث يجب على الطبيب إعطاء المصاب المكملات التي يحتاجها بناء على وضعه الصحي ونتائج الفحوصات التي يخضع إليها.
وغالبا ما تتضمن هذه المكملات الكالسيوم والحديد وحمض الفوليك وفيتامين ب 12. فإن رفض جسم المريض امتصاص المكملات عبر الحصول عليها عبر الفم، فإن الطبيب يلجأ إلى إعطائه إياها عبر الوريد.
أما عن العلاج الدوائي، فعادة ما تستخدم الستيرويدات إن كانت الأعراض الالتهابية شديدة في الأمعاء الدقيقة.


ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني
وكاتبة تقارير طبية
lima1422@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com