الاثنين، 8 أكتوبر 2012

الخادمات أمهات بديلات.. يحدث في بلدنا!!

صورة

سهير بشناق - همس ،قال وقيل.. مع تاكيد على ظاهرة غياب الام عن حياة طفلها؛ ما وفر مساحة شاسعة من العلاقات بين الاطفال و
 «الخادمات «.
..ولعلنا في توقفنا عند ما يحدث في بلدنا، من ظواهر اجتماعية وتربوية سلبية ، مثل جعل الخادمة في محطة امهات بديلات، من القضايا المحيرة..!
 «قصي» ابن 7 سنوات ، يذهب يوميا الى مدرسته، تودعه الخادمة بعد ان تعد له طعام الافطار وتجهزه للمدرسة وعند عودته ، يجد الخادمة ايضا بانتظاره تعد له طعام الغذاء وتبقى معه. 
..والصغير قصي ..تعود ان يقضي معظم اوقاته برفقة الخادمة او «الام البديلة» ففي حياته تختلف الوجوه .،لكن يبقى وجه الام حاضرا وغائبا(...) بذات الوقت، لتقوم بدورها الخادمة التي اصبحت يوما بعد يوم رفقية الطفل ونافذته على العالم . 
وقصي ليس الطفل الوحيد الذي يعيش في عالم يبدا وينتهي عند الخادمة.

حدث في روضة خاصة!
 في احدى دور الروضة الخاصة، حضرت «ام علي» الى روضة طفلها، البالغ من العمر خمس سنوات بعد مرور ساعتين على بدء الداوم، لتجلب له « اللأنش بوكس « – الحقيبة التي يحملها يوميا على الروضة وبها وجبة طعامه – اعتقادا من الام ان طفلها نسي ان ياخذها معه، بعد ان وجدتها في مكانها على الطاولة ،فتفاجأت من ان طفلها لم يحضر الى الروضة وعندما عادت الى المنزل وجدته نائما (...)لانه كان يعاني من ارتفاع في درجة حرارته مساء ونسيت الخادمة ان تخبرها بانه لم يذهب للروضة التي يرتادها بواسطة الباص . 
هذه الحادثة تعكس مدى الاعتماد الكلي من قبل بعض الامهات على الخادمات في الاعتناء باطفالهن لتفقد الام قدرتها على التواصل مع اطفالها وتصبح غريبة عنهم في جوانب عديدة بحياتهم منها الاشراف على تربيتهم بالدرجة الاولى والتواصل معهم سواء اكاديميا او عاطفيا خاصة وان هناك امهات لا يتواصلن مع مدارس اطفالهن خلال عام دراسي ويكتفين بالملاحظات التي ترسلها المعلمات لهن . 
احد اطباء الاطفال – فضل عدم الاشارة لاسمه – اشار الى انه لاحظ ان بعض الامهات يرسلن اطفالهن الى العيادة برفقة الخادمات حيث يكون الطفل يعاني من المرض فتحضر الخادمة برفقة الطفل وسائق الاسرة الى العيادة لتسرد له الاعراض المرضية التي يعاني منها الطفل 
واضاف : انه سلوك غير سوي مما دفعني لرفض معاينة اي طفل الا برفقة والدته او والده او احد اقاربه ان كان الوالدان لا يتمكنا من الحضور لانشغالهما لافتا الى ان احضار الطفل مع الخادمة اصبح يتكرر في الاونة الاخيرة مما وصفه بانه سلوك لا يقبله ولا يستطيع التعامل مع مؤكدا ان الام هي المسؤولة عن متابعة طفلها المريض ولا يمكنه ان يتعامل مع الخادمة كبديل عن الام خاصة في حالة المرض ووصف الدواء للطفل . هذه الامور جمعيها اصبحت سلوك حياة عند بعض الامهات اللواتي تتوقف علاقتهن مع اطفالهن عند حدود الانجاب في حين ان الطفل تبدا علاقته الحقيقية مع الام منذ لحظة الولادة فهو يحتاجها في جميع مراحل حياته لكن استبدالها بالخادمة الى هذا الحد سوف يترك اثارا نفسية سلبية عليه . 
ميسون عكروش اخصائية تربية وطفولة ترى ان الطفل في مرحلة الطفولة الاولى يحتاج الى جو اسري منظم حيث ان القول الذي يشير الى ان الوالدية جدارة ومسؤولية هو قول يعكس معاني المسؤولية التي يتحملها الاباء والامهات اتجاه اطفالهم . 
واضافت : ان الاساس في الطفل المعافى هو ان يكون نتاجا لاسرة سعيدة فالاطفال يبدأون بتلقي المهارات والخبرات والتقاليد وتكوين العادات الاجتماعية الانفعالية والاجتماعية نحو الاخرين في اسرهم مشيرة الى ان هذا الامر يعني ان الاطفال بحاجة في هذه المرحلة للتزود بالخبرات المباشرة حيث تؤكد ابحاث الدماغ ان العلاقة الاولية الصحية بين الطفل واسرته تكون نظاما من الحالات الانفعالية التفاعلية المميزة تعمل على تحريك الخلايا العصبية الدماغية نتيجة التفاعل والعلاقة الصحيحة فتعززها وتنشطها وتنميها .
واشارت عكروش ان عمل المراة وخاصة الامهات في هذا الوقت وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة اصبح له دور اساسي في تحسين الظروف المعيشية للأسرة مشيرة الى ان وجود الخادمات لدى الامهات العاملات وغير العاملات اصبح مظهرا طبيعيا لا يخضع لمقياس المراة العاملة وانما لسلوكيات تؤدي الى شعور الابناء بالاهمال وعدم الاهتمام بهم او عدم حمايتهم او تقديرهم .
وبينت عكروش ان الغالبية العظمى من الاهل يعتقدون ان الطفل « لا يفهم ولا يدرك « ويكتفي بتلبية احتياجاته البيولوجية الاساسية من طعام وشراب مبينة على ان ابحاث الدماغ اكدت على ان الطفل مزود منذ ولادته بخلايا عصبية دماغية للتفاعل مع المحيطين به وان الحرمان العاطفي في السنوات المبكرة للطفل يضعف الخلايا العصبيية من التفاعل بين الطفل ومحيطه بسبب عدم التجاوب والاثارة من قبل الوالدين مما يتسبب في اعاقة نموه على الصعيد العاطفي والاجتماعي . 
لافتة الى ان هذا الامر يسهم في التاخير اللغوي والعقلي عند الطفل مما يؤدي الى ضعف في التحصيل الدراسي الذي يتاثر مباشرة بهذه الامور . 
وترى عكروش ان الام العاملة المحكومة باوقات العمل عليها ان تعمل على تعويض اطفالها قدر الامكان لساعات غيابها عنهم بحيث يكون تواجدها بالمنزل تواجدا حقيقيا لا ان تبقى الخادمة تتابع شؤون اطفالها رغم وجودها معهم .
مؤكدة على ان الام العاملة التي تعود متعبة من عملها عليها ان لا تتناسى واجباتها اتجاه اطفالها وان تقضي اكبر وقت ممكن معهم تشاركهم في امور كثيرة كالجلوس سوية لتناول الطعام واللعب سوية اضافة الى عدم اهمال النشاطات التي يقوم بها الاطفال بحيث تحرص على ابداء الاهتمام بها وحضورها ان كانت تقام في المدارس او الاندية مع العمل على متابعة الجانب الاكاديمي للطفل والجلوس بجانبه عندما يقوم بحل واجباته المدرسية مشيرة الى ان هذه الامور جمعيها تعمل على ملء الفراغ الذي يعيشه الطفل اثناء غياب والدته عنه . فهؤلاء الامهات اللواتي لا يكتبن في صفحات اطفالهن اي حرف ولا يسهمن في بناء شخصيته التي تتكون بداية من قبل الوالدين ويعتمدن على الخادمات في تربية اطفالهم يرتكبن ذنبا كبيرا بحق اطفالهن سوف يدركن حجمه ومدى تاثيره على الاطفال عندما تغادر الخادمة الى بلدها فيعيش الطفل في وحدة وفي عالم اقصى امانيه ان يرى وجه الخادمة ويشعر بوجودها من جديد لنتساءل مرة اخرى من هي الام الحقيقية للطفل وما ذنبه ان يحرم من رعاية واهتمام وعطف والدته وهي لا تزال على قيد الحياة ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com