الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

ذكور يتحكمون بالشقيقات وآباء يصفقون لهم


مجد جابر

عمان- تتعرض فتيات لضغوطات نفسية تحد من حريتهن، وتجعلهن محاصرات، والسبب في ذلك يأتي من داخل منازلهن من الشقيق الذكر الذي لا يكف عن التحكم بأخواته وبمسار حياتهن، وسكوت الأهل أحياناً كثيرة يكون سببا أكبر في تماديه.
في حين أن هناك كثيرا من الأهالي يضعون حدا لهذا الأخ ولا يجعلونه يتمادى أكثر أو أن يزاول حقا ليس من حقه انما هو عائد للأب أولاً وأخيراً.
أم محمد هي واحدة من السيدات التي كانت تفرح كثيراً بسبب أن ابنها كبر وبات يأمر وينهي في المنزل، معتبرة أنها بهذه الطريقة أنجبت "رجلا قادرا" على تحمل المسؤولية وحماية أخواته.
إلا أنها لم تكن تدرك أن الأمر سينقلب عليها وأنه بعدما تركت ابنها يتحكم بأخواته وفي كل شيء يخصهن بات يتمادى كثيرا، ومقابل ذلك لا يوجد من يمنعه أو يقف الى جانب الفتيات بحجة أنه رجل البيت ويعرف مصلحة الجميع، حيث بات ابنها شيئا فشيئا يتمادى على والدته نفسها ويسألها الى أين ذاهبة ومن أين أتيت ولماذا كل هذا الوقت.
وتقول: "لقد كنت سعيدة جدا في بادئ الأمر على ابني الذي كبر وأصبح رجلا ويخاف على أخواته، إلا أنني لم أتوقع أن تبلغ فيه الجرأة بأن يتمادى علي وكأنه يريد تربيتي من أول وجديد، والآن لا أعرف كيف أتعامل معه فنحن في المنزل نريد فقط أن نكتفي شره".
ويخالفها الخمسيني ابراهيم الرأي تماماً. وهو أبٌ لثلاثة أبناء شباب وثلاث بنات وكل واحد من أولاده الذكور في مرحلة معينة من العمر حاول أن يلعب ذلك الدور مع اخواته، وأن يفرض سيطرته عليهن ويتحكم بهن، إلا أنه وقف لهم وحجمهم تماما ليس بطريقة تلغي أو تمسح شخصيتهم أمام أخواتهم، إنما باقناعهم أنه هو الأب هنا ولا يوجد كلمة بعد كلمته، وإذا كان هناك أي ملاحظات على الابن أن يخبرها للأب وهو يتصرف بالطريقة التي يراها مناسبة.
العشرينية ديما عانت من ذلك داخل منزلها وتصفه بأنه "قهر وتحطيم" للفتاة التي ليس لها قيمة عندما يأتي أخوها الذي يصغرها ولمجرد بأنه ذكر يلغي لها طلعتها بعد أن استأذنت من والديها أو يفرض عليها صحبة معينة من الفتيات أو يمنعها من لبس لون معين كونه ملفتا.
وتقول: "ما هو الشيء الذي يجعل اخي الأصغر مني لأنه ذكر أفضل مني ويمارس عليّ كافة السلطة والتحكم الذي يريده ولا توجد كلمة تعلو كلمته حتى لو كان أهلي قد سمحوا لي بالأمر، فيأتي هو ويلغي كل شيء، ووالديّ يقفان صامتين لأنه أخي ويجب احترام كلمته".
الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي يرى أن كل ذلك يتعلق بالنظرة الاجتماعية منذ الصغر بالذكر والانثى، حيث إن الأسر تنشئ الذكور بطريقة تحملهم المسؤولية وأنهم مصدر للحماية والأمن للأسرة والفتيات، لافتاً إلى أن تلك نظرة سلبية، حيث يجب عدم التفرقة في الأدوار والتعاون ما بين أفراد الأسرة حيث يعتبر ذلك من السلوكيات الخاطئة في المجتمع.
ويشير إلى أن ذلك يعتبر نظرة سلبية، إذ يجب عدم التفرقة في الأدوار والتعاون بين أفراد الأسرة، لافتاً إلى أنه يجب أن تكون هناك أدوار محددة للذكر والأنثى، وألا تكون هناك فرص أو إعطاء أولوية، وأن يكون هناك تعاون حتى لا تظهر السلوكيات السلبية. ولا يجب على الأهل برأي خزاعي أن يمنحوه الفرصة في التمرد حتى لا يخلق سلوكيات خاطئة والدليل على ذلك نسبة المشاكل التي تخلق بين الأسر والعنف الذي يحدث.
اختصاصية العلاقات الأسرية د. نجوى عارف تجد أن ذلك "سلوك خاطئ وتصرف خاطئ، كون الأهل ليس هم من يعلم الابن ماذا يفعل، انما الابن في سن معين يريد ممارسة رجولته ويبدأ بأهله".
لذلك ترى عارف أن على الأهل عندما يرون ذلك أن يكونوا حازمين في تصرفهم مع الابن من دون تحطيم لشخصيته انما إفهامه أنه أخ وهذا دور الأب وليس دور الأخ.
وتشير عارف الى أن ذلك يعود بآثار سلبية على الأب اولاً وعلى الاخوان كونه قد يتمادى ويفرض رجولته على والدته بعد ذلك، لافتة الى ان الاهل أحيانا يعطون الابن الأكبر هذا الدور. وذلك تصرف خاطئ جداً.
اختصاصي الطب النفسي د. جمال الخطيب يرى أن للأهل الدور الأكبر في هذا الموضوع، حيث إنه من المفترض دوماً أن تشعر الفتاة انها بولاية والدها لا أخيها. وعلى الأهل أن يمنعوا حالة التسلط التي يمارسها الأخ منذ سن المراهقة.
والأفضل، برأي الخطيب، أن يمنع الأخ من تلك الممارسات وأن يفهم أن هناك مرجعا واحدا هو الأب والأم فقط حتى لا تفلت زمام الأمور. وبشكل عام فإن ممارسة ذلك شيء سيئ جدا للفتاة كونه يمارس سيطرته عليها لمجرد أنها بنت، وأن الأهل عندما يسكتون على ذلك يخلقون نوعا من التفرقة والخلاف الذي سيؤثر على سلوك الأفراد ويغير من التراتبية في العائلة، حيث تصبح قائمة على الجنس وليس على النضج.

majd.jaber@alghad.jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com