الأحد، 14 أكتوبر 2012

الإضطرابـــات الهرمونيـــة وأثرهــــا علـــى الحمــل

صورة

مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم

د. سميح خوري -  من المعروف طبياً أن الجسم الأصفر Corpus Luteum (سنأتي على ذكره لاحقاً) ضروري لاستمرار الحمل, ولولاه لما استطاعت البطانة الرحمية, استقبال البويضة الملقحة, والمحافظة عليها لتنمو, ولولاه أيضاً لما استطاع الرحم التوقف عن التقلصات التي تحصل فيه والتي قد تؤدي الى الاجهاض. فالهورمون البروجستروني المفرز من الجسم الأصفر, هو المسؤول عن التغيرات التي تطرأ في الرحم, والتي تحافظ على نمو البويضة الملقحة. ومعروف في علم القبالة ان البروجسترون يزيل التقلصات الرحمية ويمنع الاجهاض, كما هو معروف أن لديه صفات ومميزات أخرى, نذكر منها.


 تكبير حجم بطانة وعضل الرحم
ـ تبديل مهم في الامدادات الشريانية والاوردة الدموية وهذا أمر فائق الأهمية لتغذية الجنين.
ـ تخزين السكر والفيتامين C الى جانب تهدئة التقلص العضلي للرحم.
للجسم الأصفر Corpus Luteum دور مهم يلعبه في بدء الحمل. لكن رغم أهميته في احداث الاجهاض المبكر, فهو غير مكتف بذاته, وغير مستقل عن غدد أخرى في عمله فهو كناية عن غدة صغيرة في المبيض, لها حياة غير طويلة ومهمة مختلفة أثناء الحمل والدورة الشهرية, له علاقة وطيدة جداً بغدة تحت المهاد, مما يفسر انتظام الدورة الشهرية عند غير الحامل, لكن في أثناء الحمل فهو يخضع الى الكوريون (قسم من المشيمة) فاذا ما انتقص الجسم الاصفر في عمله, فربما يعود ذلك الانتقاص الى ضعف في افراز الكوريون نفسه لمواد هورمونية خاصة به, تؤثر على الجسم الاصفر.
أما الدور الذي يلعبه النقص في وظيفة الغدة الدرقية فهو معروف في احداث الاجهاض, ذلك لأن هورمون الغدة هذه له أهمية بالغة في تكوين الاعضاء مورفولوجيا (شكلياً).
أما بالنسبة للغدة الكظرية, وافرازها من مادة الادرينالين التي تقلص الرحم خصوصاً عندما تخاف الحوامل من مسببات معينة, فالخوف يكثر من افراز هورمون الادرينالين, انما ردة الفعل تكون بأن يبدأ الرحم بالتقلص مع احتمال حصول الاجهاض من جهة, ونزف في موضع التعشيش بسبب الادرينالين المقلص للشرايين في هذا الموضع بالذات من جهة أخرى.
واخيراً نصل الى الغدة المسؤولة عن مرض السكري في الجسم, انها غدة البنكرياس, هذه الغدة التي اذا ما قل نشاطها أوصلتنا الى الاجهاض.
ما يجب معرفته في الاجهاض الناتج عن مرض السكري, صعوبة تغذية الجنين بالسكريات الضرورية لنموه في البطانة الرحمية المعشعش فيها. فالجنين في بدء نموه, يفضل السكريات لاستهلاكها كوحدات حرارية.



 معظم أورام الثدي ليست خبيثة

 يمثل سرطان الثدي الداء الذي يستحوذ باستمرار على تفكير المرأة, أياً كان سنها, ومعروف من خلال الاحصائيات الطبية على ان احتمالات الاصابة بهذا الداء تزداد بتقدم السن ولا شك فيه, انه لا شيء يؤلم المرأة أكثر من فكرة اصابتها بسرطان الثدي.
ولكن الشيء الذي يجب ان تفهمه كل امرأة, ان معظم التبديلات التي يطرأ على ثدييها, هي تبديلات طبيعية سليمة, وليس كل ورم في الثدي هو سرطان, ومع ذلك, فان معرفة المرأة مقدماً بما يجب عليها توقعه في مختلف مراحل عمرها, قد تخفف عليها ترقبها وقلقها, ويساعدها على التمييز بين الورم الخبيث والورم الحميد.
ولكي تهتدي المرأة الى العلامات المنذرة, نقول لها ان لكل عقد من حياتها تبدلات خاصة في ثدييها. ففي سن العشرينات والثلاثينات تكون احتمالية اصابة المرأة بسرطان الثدي نادرة جداً, وفي هذا العمر تحدث تبدلات غير سرطانية في أنسجة الثدي.
عادة لا تستشير المريضة الطبيب في عيادته النسائية الا عندما تلاحظ ان ثمة ورماً ينمو في ثديها, وبعدما تتوهم من ظهور مرض خبيث, فيكشف الطبيب عليها بدقة وصبر وبعد لمسه وتفحصه الورم, يطمئنها بابتسامة عذبة قائلاً لها أن ذلك ليس سوى ورم بسيط غير سرطاني لا يدعو الى القلق والتخوف. وبالفعل, فقد لاحظ الطبيب ان الورم دائري الشكل, مفرداً, وغير متشعب الجذور بل منتظم الاطراف, فهو لا يمتد الى داخل الانسجة وقد ظهر فجأة في ثديها دون نمو تدريجي, انه الورم الليفي الغدي fibroadenoma  وطبعاً يستأصل هذا الورم بعملية بسيطة جداً ويفحص نسيجياً.
ويظهر الورم الحميد عادة في الجانب الخارجي والأعلى من الثدي (خاصة في سن المراهقة), ولا يؤلم المرأة, كما انه لا يلتصق بالجلد الذي يغطيه. واذا اراد الطبيب تحريكه, استطاع ذلك بسهولة, مما يؤكد له أنه لا يوجد اتصال بينه وبين عضلات الصدر او القفص الصدري تدعو الى القلق. وليطمئن المريضة كلياً, يفحص تجويفها الابطي فلا يجد فيه أي ورم قطعاً, كما أنه لا يلمس فيه أي تضخم للعقد اللمفاوية. وزيادة في التأكيد, يستعلم من المرأة أن الورم هذا, ينمو بشدة قبيل الحيض ليعود فيزول بعد انتهائه.
من الاورام  الحميدة, نذكر منها:
- الثدي المتحوصل:
في هذه الحالة تلمس المرأة حويصلات أو حويصلة في الثدي, وهذه الحالة هي أكثر ظهوراً في الفترة التي يتراوح فيها عمر المرأة بين سن الثلاثين والخمسين عاماً. وقد تكون الحويصلات مؤلمة أو غير مؤلمة.
- الورم الفصي:
قد تلاحظ المرأة ان هناك افرازات من الحلمة وقد تكون مصحوبة بنقطة من الدماء, وقد يكون السبب في ذلك وجود ورم فصي حميد, الذي هو عبارة عن نمو غير ضار يحدث في قناة حليبية بجوار الحلمة.
لتعلم المرأة, ان حوالي 80% من أورام الثدي حميدة أي غير خبيثة, وكل ورم حميد يكتشف يجب استئصاله وفحصه نسيجياً لتحديد نوعية هذا الورم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com