السبت، 13 أكتوبر 2012

إشراك الأطفال يعزز شخصيتهم

صورة

هاشم سلامة- للمدرسة دور مهم يتجاوز رسالتها التعليمية، فهي مؤسسة تعليمية، تربوية واجتماعية، بمعنى انه يجب ان يكون للنشاط اللامنهجي حضور راسخ في هذه المؤسسة، وان النشاطات المدرسية خارج سياق المقرر الدارسي، لها دور كبير في تلبية رغبات الاطفال وميولهم، وتنمية تفكيرهم وتوسيع مداركهم، ولعل في تشكيل اللجان المدرسية واشراك الاطفال بها ما يُغني دور المدرسة التقليدي. فتشكيل اللجان الثقافية والصحية والاجتماعية والكشفية وتأطير الاطفال فيها يمنحهم الفرص للمزيد من الثقافة العامة من جهة، ويحملّهم المزيد من المسؤولية من جهة اخرى، وان نشاط اللجان المدرسية يغني قدرات الاطفال في المجالات الثقافية والاجتماعية، كما يعزز قيم الجماعة والفريق لديهم ويؤسس فيها التعاون الاجتماعي، كما يعزز قيم الجماعة والفريق لديهم للتعاون بين الاطفال انفسهم.
  
النشاط الثقافي
ان الثقافة ليست مقصورة على ما توفره المناهج المدرسية بل هناك اضافات مهمة يوفرها النشاط الثقافي كعقد حلقات للشعر والخطابة، مما سيدفع الطالب المشارك في هذا النشاط الى اقتناء دواوين الشعر والنثر والادب التي يراها مناسبة وضرورية لترسيخ ملكته الثقافية واغنائها.

النشاط الصحي
ان النشاط الصحي سيكون نشاطاً صحياً عاماً وليس متخصصاً بمعنى ان لا دور طبياً هو المقصود، وانما دور صحي يتعلق بنظافة بيئة المدرسة وملاعبها ومرافقها بدءاً بغرفة الصف وحتى حرم المدرسة الخارجي، ويتيح هذا النشاط للمشاركين فيه ثقافة، بل طلباً للمزيد من الثقافة الصحية، ولا بأس من التنسيق بين المدرسة واقرب مستشفى لها بحيث يطلع الاطفال اعضاء اللجنة الصحية على المبادئ الصحية العامة من المثقفين الصحيين في المستشفيات.
النشاط الرياضي: غني عن القول بأن اكثر ما تستحوذ عليه نشاطات المدارس هذه الايام هو الرياضة بكافة اختصاصاتها، خصوصاً كرة القدم التي ملكت مشاعر الشباب بالكامل، ولكن لا بد من التنويع في النشاط الرياضي بحيث تتعدد اشكاله والوانه.

النشاط الاجتماعي
على المدرسة دور اجتماعي، يوجب عليها ان تتفاعل مع المجتمع المحيط بها، ولا بأس لو قامت اللجنة الاجتماعية بزيارات لذوي الطلبة الفقراء وتقديم ما تستطيع المدرسة ان توفره لهذه اللجنة، وفتح باب التبرع لهذه الغاية سواء كان ذلك التبرع عينياً او حالياً، وذلك باشراف المرشد الاجتماعي بالمدرسة.

 نشاطات اخرى
تستطيع المدرسة ان تؤسس لعلاقات تعاون حسنة مع المؤسسات التي تعنى بالخدمات العامة، والجهات التي تُعنى بالزراعة كالاشتراك في حملات تنظيف الغابات، وزراعة الغراس في يوم الشجرة والجهات ذات العلاقة بالبيئة ونظافتها، وكذلك الاشتراك في البرلمانات الطلابية التي تؤسس للثقافة الديمقراطية، ومع الأندية الثقافية المجاورة.
ان مثل هذه النشاطات اللامنهجية يجب ان تكون الوجه الثاني والمكمل للنشاط المنهجي، فالمناهج المدرسية ليست كافية لصقل ميول الاطفال ورغباتهم ولبنائهم البناء الاجتماعي والثقافي الكافي. ان نجاح البرامج واللجان المدرسية لن يكون فاعلاً ان لم يكن هنالك معلمون يهتمون بهذه الامور ويقومون على تأسيس هذه اللجان والنشاطات تأسيساً يؤتي اكله لدى الاطفال المنخرطين في هذه النشاطات. وعلى المعنيين في مجال التربية والتعليم ان يُمأسسوا هذه النشاطات، وان يُخصصوا لها مبالغ مالية، وان يتم التزاور وتبادل التجارب بين المدارس لخلق روح جماعية عامة، وان يعطي قسم الارشاد التربوي مساحات كافية لهذه النشاطات وتشجيعها بالتنافس والمسابقات وفتح الجهة المتفوقة جوائز على ذلك.

  خلاصة
ان الفوائد التي سيجنيها الاطفال؛ ستكون ذات مردود ثقافي واجتماعي عام، حيث ستزرع روح التعاون والتواصل الاجتماعي، والثقافة الصحية الكافية، وستجعل منهم طلاباً قادرين على تحمّل المسؤولية، والانصهار في المجتمع وخدمته بالمقدرة التي سيمتلكونها من خلال هذه اللجان والنشاطات. كما ستساهم في بنائهم بناء نفسياً ومسلكياً وايجابياً، كما تـنمّي قدراتهم الذهنية والعقلية وتجعلهم محبين للعمل، والتعاون والتواصل الاجتماعي، مما سيخلق منهم شباباً مؤمنين واثقين بالمستقبل، وسيكونون اكثر نضجاً ومقدرة على تحمل اعباء المرحلة الثانوية، والجامعية ومن ثم الحياة العملية العامة بعد تخرجهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com