الاثنين، 15 أكتوبر 2012

الوعي المجتمعي تجاه الأمراض النفسية

صورة

رانيا سابا - «ينتابني قلق يتزايد يوما بعد يوم تجاه احد المرضى الذي انقطع عن مراجعة عيادتي منذ ثمانية اشهر خاصة انه كان يفكر جديا بالانتحار في زيارته الاخيرة لها « وفقا لقول رئيس جمعية اطباء الامراض النفسية الاردنية الدكتور وليد شنيقات . 
 واشار شنيقات الى ان هذا المريض الذي كان يعاني من اكتئاب وقلق شديدين , تحسنت حالته بعد ان بدأ بأخذ العلاجات اللازمة , الا ان والديه منعاه من تناول الادوية التي وصفت له بمجرد علمهم بمراجعته لعيادة طب نفسي , وكان مصير العلاجات الخاصة به سلة المهملات لاكثر من ثلاث مرات . واكد (بترا) انه ونتيجة لذلك اصيب مريضه بالاحباط واليأس ما دفعه الى التفكير بالانتحار للتخلص من الحياة . 
 ولفت الى ان ثقافة الناس تجاه المرض النفسي في مجتمعنا لا زالت ضعيفة بالرغم من حدوث بعض التغيير الايجابي في مفاهيم تلك الثقافة خلال الخمس عشرة سنة الماضية . وعبر عن اسفه لان هناك معتقدات خاطئة مرتبطة بالطب النفسي , ولا يستثنى بعض المثقفين ونخب على تماس مباشر مع المرضى النفسيين مثل بعض الاطباء من اختصاصات اخرى وبعض الممرضين والممرضات ومختصين في مهن طبية اخرى . 
 وقال شنيقات ان اهم تلك المعتقدات هي التي تربط بين العلاجات النفسية والمهدئات وايضا الاعتقاد المغلوط بان الوصفات الدوائية النفسية تؤدي الى الادمان وتستمر مدى الحياة .
 وشدد على ان معظم الامراض النفسية قابلة للشفاء مثل القلق والاكتئاب وغيرها وان الادوية والعقاقير النفسية تؤخذ لفترة محددة وهي الفترة اللازمة للعلاج ثم يتم وقفها خاصة اذا لجأ المريض الى الطبيب في المرحلة الاولى من المرض .
ونوه الى ان الكثير من المرضى يلجأون الى العيادة النفسية بعد معاناة طويلة جدا وفي مرحلة متأخرة مضيفا ان العلاج في هذه الحالة يأخذ وقتا اطول ويكون اصعب . 
 ولفت الى ان اهم الامراض النفسية التي يمكن ان يلجأ فيها المريض الى ايذاء نفسه او الاخرين في حالة عدم علاجها هي : الامراض الذهانية مثل الفصام واضطراب الوجدان والذهان الزوري موضحا ان المريض في هذه الحالة يعيش اوهاما وافكارا تجعله يعتقد بانه مضطهد من قبل الاخرين . 
 وزاد ان هناك امراضا نفسية اذا لم تعالج يصل المريض في نهاية المطاف الى التفكير الجدي بالانتحار وهي الامراض غير الذهانية او العصابية مثل الاكتئاب النفسي او القلق . 
 وبين شنيقات مستشار الطب النفسي والادمان ان دراسات حديثة لمنظمة الصحة العالمية تشير الى انه وبحلول العام 2020 سيحتل الاكتئاب المرتبة الثانية في قائمة الامراض المسببة للوفاة على مستوى العالم بعد امراض القلب . 
 على الصعيد ذاته اكد ان نسبة المرضى النفسيين الذين يصلون الى عيادات الطب النفسي في المملكة لا تتجاوز 15 بالمئة, وان البعض منهم يلجأ الى المشعوذين والدجالين الذين يوهمونهم في العادة ب (تلبس الجان) وهو ما يكون للاسف مقبولا اكثر لدى المريض وذويه .
 وقال ان المرضى النفسيين يعرضون حياتهم للخطر بلجوئهم الى المشعوذين وان المشعوذ في كثير من الاحيان يقوم بضرب المريض او خنقه لاخراج (الجان) من جسده (بحسب المشعوذ) مشيرا الى حالة وفاة وقعت مؤخرا في الاردن عند احد الدجالين . 
 واضاف شنيقات ان مواطنا في احدى الدول العربية لجأ الى مشعوذ في بلده لعلاج زوجته التي كانت تشكو فقط من قلق نفسي وحاول المشعوذ خنقها بعد ايهامهم بتلبسها الجان , الا ان زوجها تدارك الامر واحضرها فيما بعد الى الاردن لمعالجتها . 
 وبين ان جزءا من المرضى يلجأ الى اطباء في اختصاصات اخرى خاصة ان المرض النفسي تصاحبه عادة اعراض عضوية مثل تسارع في دقات القلب واضطرابات في الجهاز الهضمي وصداع وغيرها .
واكد رئيس جمعية اطباء الامراض النفسية ضرورة تبني خطة توعوية من قبل وزارات الصحة والاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والتربية والتعليم ونقابة الاطباء ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بالاضافة الى مؤسسات القطاع الخاص . 

(بترا )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com