الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

البحث عن زوجة تحب الضحك

صورة

كريمان الكيالي - .. لم يؤخذ ،على محمل الجد ،ما طلبه ذلك الشاب ، الذي أعلن في صفحته على «الفيسبوك» رغبته في الزواج من فتاة تحب الضحك ، واعتبره كثيرون نوعا من «التهليس «، ليس أكثر. 
فحب الضحك؛ لم يكن يوما ضمن المواصفات المعلنة، التي يبحث عنها أي شاب في شريكة العمر، برغم أنها تصبح مطلبا ملحا بعد الزواج ، ولعل اطرف مافي الامر كم التعليقات التي وصلت، وكان بعضها «بيفرط» من الضحك على حد قوله ومنها «روح دورعليها بالمندل ، « وصي عليها «، «اتجوز ممثلة كوميدية «، «ربما تكون موجودة في الفضاء « «طلبك مفقود مفقود مفقود « أسوة بما تردده العرافة في أغنية قارئة الفنجان. 

بسبب النكد ..!
 أما ما دفع ذلك الشاب، لهذا الطلب بحسب ما دون في صفحته، فهو تجربة سابقة لم تستمر بسبب النكد ويتساءل:» لماذا استهجن طلبي كثيرون ،يخطئ من يظن أن جمال الزوجة يكفي ، لايهمني هذه المرة الشكل، بل الروح الحلوة المتفائلة التي تبتسم وتضحك لكل الأشياء، بالضحك يمكن أن نحل المشاكل ونتغلب على الصعوبات . 
 ويثيرطلب هذا الشاب تساؤلات .. هل بدأنا فعلا نفقد الضحك في حياتنا ؟.
 وهل أصبح الضحك جواز مرور لحياة زوجية سعيدة ؟.

عدم الضحك من سمات الرجولة !
 من جهته علق أستاذ علم الاجتماع بجامعة عمان الاهلية د.عزمي منصور على ذلك بقوله :» معروف عنا نحن الأردنيين اننا شعب كشر، ففي ثقافتنا الاجتماعية عدم الضحك من سمات الرجولة ، لهذا نميل إلى أن نكون متجهمين، لأن ذلك من مظاهر الاحتشام ،إذ مازلنا نقدم قيم البداوة على أي شيء آخر، ثم هناك أسباب أخرى إضافية لكنها مهمة.. ظروف الحياة الصعبة وضنك العيش ، الأوضاع الاقتصادية التي تجعل الإنسان مهموم ومشغول ومضغوط طول الوقت ،لامجال له للتنفس حتى بالضحك و»الفرفشة «.

 فتيات يقدسن الحياة الزوجية
 وبخصوص بحث هذا الشاب عن زوجة تضحك ، يقول «د.منصور» على الاغلب يعيش هذا الشاب أزمة خانقة ، او حياة كانت كلها «نكد في نكد «، لذا فهو يبحث عن النقيض تماما ، وهذا يذكر بطلبات زواج طالما قرأناها على صفحات المجلات الاجتماعية يشترط فيها الشباب الزواج من فتيات يقدسن الحياة الزوجية، وعلى الارجح لاتقال هذه العبارة اعتباطا ، إذ ربما عانى هؤلاء من خيانة سابقة ويريدون شريكة تحترم الحياة الزوجية .
فكل طلب يعكس حالة او تجربة ، وبالطبع فإن من أهم اسباب استقرار الحياة الزوجية ، البعد عن النكد الذي يقصر عمر الزواج ،وقد يصل به الى طريق مسدود، بخاصة في ظروف مادية صعبة تعيشها الغالبية العظمى من الأسر.
غير أن الضحك ليس مطلبا لحياة زوجية سعيدة فحسب ، بل لدماغ سليمة.. هذا ما يقوله خبراء في علم النفس، فإذا لم نضحك لنكتة أو نهتز لها بعد أن يضحك عليها آخرون ، فلا بد من مراجعة طبيب نفسي ، لان هذا مؤشر على وجود خلل ما في خلايا السرورالتي تستقر في النصف الأيمن من الدماغ ، كأن تكون قد أصيبت بالتلف او التلبد.

تفريغ الطاقة العدوانية
 الى جانب ان الضحك يفرغ الطاقة العدوانية في الانسان ، مما يجعله قادرا على تذوق النكتة والاحساس بها والتمتع بمعناها ، اضافة الى أن للضحك دور في معالجة الأمراض المزمنة والخطيرة ، ففي عام 2006 منحت السلطات اليابانية 49 شخصا ترخيصا لمعالجة مرضى السرطان بالضحك ، تنحصر مهمتهم في مساعدة هؤلاء المرضى على تحسين أداء جهاز المناعة لديهم، من خلال تشجيعهم على الضحك وزرع الامل في نفوسهم والتخفيف من حالات الاكتئاب الشديدة التي تسيطر عليهم بسبب المرض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com