الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

المعلم في عيده ..الماضي والحاضر !

صورة

كريمان الكيالي -  بعد خمسة وثلاثين عاما من العمل في قطاع التعليم ، يعز علي أن أقول بأن وضع المعلمين هذه الايام في غاية السوء ، لكن اكتفي بوصفه « لم يعد جميلا» كما كان في الماضي . 
.. غابت تلك الهالة الرائعة التي كانت تحيط بهذه المهنة ومن يعمل بها (..).. «راحت الهيبة « مع الأسف. 
صورة كئيبة؛ رسمها مدير مدرسة عربية عريقة تخرج منها أفواج من مشاهير السياسة والأدب والفكر والفن في لقاء عبر إحدى الفضائيات بمناسبة اليوم العالمي للمعلم،الذي اختارت له اليونسكو هذا العام شعار:»تعالوا ندعم المعلمين « لتسليط الضوء على أهمية تلك المهنة التي تفقد وضعها في أجزاء كثيرة من العالم، أرجح أن سبب تغيير النظرة إلى مهنة التعليم يكمن في الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المعلمون ، ووجود مهن أخرى تدر دخولا أعلى بكثير وتوفر حياة أكثر ارتياحا وربما رفاهية في عصر تتحكم به الماديات أكثر من أي شيء آخر...

التطور التكنولوجي الهائل
 ووفق اجتهادات؛ فان من أسباب تدهور النظرة إلى مهنة التعليم هذه الايام في معظم الدول التطور التكنولوجي الهائل الذي قلص من دور المعلم ،ولم يجعله مصدر المعلومة والدرس والبحث، عكس أيام زمان حيث كان هو المربي والمعلم والمدرس والقدوة وكان للمعلم تأثير كبير في شخصية الطلاب وفي حياتهم سلبا وإيجابا ، فهناك من تفوق بسبب معلم ومنهم من فشل لسبب آخر أيضا.
 وبرغم أن دور المعلم لم يتغير على الأقل في المهام التي يفترض أن يقوم بها ، واضافة لوجود نقابة تدعم حقوق المعلم، الا ان صور الحب والتقدير التي كانت رائجة ايام زمان تجاه المعلمين لم تعد موجودة او اصبحت نادرة ..
 وفي حملة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي اتخذت شعار اليونسكو «تعالوا ندعم المعلم « ، كانت تعليقات المعلمين والمعلمات اقرب «لفشة خلق» منها لاحتفالية....كتبت المعلمة «سميرة» .. مكانة المعلم تغيرت كثيرا هذه الايام ولم يعد له هيبة بين طلابه ، هناك معلمون يشتمون ويضربون من قبل الطلاب ، ولأنني معلمة اعيش الفرق بين نظرة جيلنا للمعلم ونظرة هذا الجيل لنا، أيامنا كان للمعلم مكانة وأذكر وأنا في المرحلة الاعدادية أنني كنت أحب معلمة اللغة العربية كثيرا ، حبي لها دفعني لدراسة نفس تخصصها في الجامعة ، كنت ابذل المستحيل لألفت نظرها بجدي واجتهادي واحترامي لها..
 وكتبت المعلمة « ريما « « إنها كادت تقضي تحت عجلات سيارة وهي في الصف السادس الإبتدائي حتى لاتراها معلمتها وهي في السوق وبلا مريول المدرسة ، فاختبأت خلف احدى السيارات .. ، وهذه القصة ما تزال ترويها لطالباتها.

 قسم لشكاوى المعلمين
 واقترح المعلم» ياسر» أن يتم إنشاء قسم لشكاوى المعلمين على الطلاب، في اشارة لتردي وضع المعلمين بخاصة بعد منع الضرب في المدارس.
 واقترح معلم آخر -لم يكشف عن اسمه - اعادة الهيبة للمعلم من خلال وضع عقوبات قاسية على من يتمادى من الطلاب على معلميه وان يكون هناك إنصاف للمعلمين من قبل وزارة التربية والتعليم. فمهنة التعليم متعبة ، وليس مردودها بحجم الجهد المبذول.
 وطالب المعلم « سالم» أن يعود للمعلم دوره القديم في التربية ، فهو مربي وليس معلما فقط، ولامانع من استخدام العصا اذا اضطر لذلك ، لأن عدم الشدة مع الطلاب ولدت أجيالا لاتحترم معلميها ، ولاحتى اهاليها على عكس الاجيال القديمة التي نشأت تحترم المعلم وتعتبره قدوة ، وكانت المدرسة البيت الثاني للطالب

العصر غير العصر و الزمن غير الزمن 
وفي تعليق على ماكتب ، رد احد الطلاب بقوله : المشكلة انهم يعتبروننا صغارا ، حتى وأن وصلنا لمقاعد الجامعة
 يريدون ان يتحكموا فينا ، الا يكفي اهلنا في البيت ، نحن نحترم المعلمين بأسلوبنا وليس بطريقة ايام زمان ، لكل جيل نظرته ووسائله.، 
 وفي رد لآخر كتب: .نحن متفوقون على أهالينا ومعلمينا ، باستخدام كل مفردات التكنولوجيا ، العصر غير العصر و الزمن غير الزمن ، من الصعب ان يكون للمعلم دوره هذه الأيام كما كان في الماضي.
 لاشك أن لكل جيل رأيه ، لكن ما يجب الاتفاق عليه ان تظل للمعلم مكانته واحترامه وهيبته ، ولابد لكل الجهات المعنية أن تعزز من دور المعلم الكبير والمتواصل في تربية وتعليم الأجيال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com