السبت، 5 مايو 2012

الاعتلال الشبكي: التشخيص والعلاج




عمان- تعتبر الشبكية من أهم أجزاء العين إن لم تكن أهمها على الإطلاق، وهي عبارة عن طبقة رقيقة من الخلايا العصبية تبطن الجزء الخلفي من جدار العين، ووظيفتها نقل الصورة الواقعة عليها على شكل نبضات كهربائية عن طريق العصب البصري إلى مركز الإبصار في المخ وبهذا تتم الرؤية.
أما اعتلال الشبكية فيعرف بأنه ابتعاد الشبكية عن مكانها نتيجة وجود ثقب بها يؤدي إلى دخول سائل عن طريق هذا الثقب خلف الشبكية يفصلها عن مكانها، وبهذا يحدث الاعتلال الشبكي.
ومن أول أعراض الاعتلال الشبكي ضياع جزء من مجال الرؤية لدى المريض الذي يصفه، كما لو كان ستارة سوداء أمام عينه، وفي هذه الحالة يكون الاعتلال جزئياً، وعندما يصبح الاعتلال الشبكي كاملا، فيصبح هناك نقص شديد في حدة الإبصار قد تصل إلى أن المريض لا يرى بهذه العين إلا حركة اليد فقط، ومن أسباب حدوث الاعتلال الشبكي وجود ضعف في أطراف الشبكية تنتج عنه ثقوب تؤدي إلى حدوث الاعتلال، وهذا الضعف في أطراف الشبكية نراه في مرضى قصر النظر الشديد.
كما قد ينتج الاعتلال الشبكي عن إصابة مباشرة للعين سواء للرياضي أو للأطفال والشباب جراء تعرضهم للحوادث الطارئة وإصابات العين المباشرة. 
وعن الأعراض الإنذارية التي تسبق حدوث الاعتلال الشبكي أنه قد يحدث فجأة دون سابق إنذار، ومن الأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض، مرضى السكري، الذين يعانون من حالات متقدمة من التليف، وربما تسبقه رؤية المريض لنقط أو خيوط سوداء تظهر أمامه فجأة، أو يرى بعض الأضواء كالبرق، لكن ليس كل شخص يرى نقاطا أو خيوطا سوداء أو أضواء معناه أنه سيصاب بالاعتلال الشبكي، ولكن ننصح كل من يشعر بهذه العوارض أن يقوم بالزيارة الدورية ليتم فحصه والتأكد من عدم وجود ثقوب في الشبكية لديه.
وعن علاج الاعتلال الشبكي، لا بد من التعامل معه كحالة طارئة وعلاجه بأسرع وقت ممكن، لأن إهمال العلاج يؤدي إلى تليف بالشبكية، ما يجعل العلاج صعبا ونتيجة الرؤية بعد العملية محدودة.
ويكون العلاج إما عن طريق تسليط أشعة الليزر أو جراحيا، حيث يتم كيّ التمزق الموجود بالشبكية مع تركيب حزام حول العين أو الدخول بآلات دقيقة إلى داخل العين لإزالة ما يعرف بالجسم الزجاجي وإعادة الشبكية إلى مكانها. في الحالات الصعبة لإصابات العين.
ويمكن حقن مادة بديلة كزيت السيليكون لتثبيت الشبكية أو حقن غاز داخل العين، ويمتاز حقن الغاز عن حقن زيت السيليكون في أنه لا يحتاج إلى عملية أخرى لإزالته في وقت لاحق، كما هو الحال مع زيت السيليكون، ويقوم أطباء العيون باختيار الأنسب منهما بحسب تقييمه لكل حالة على حدة.
وعن نسبة النجاح في عمليات إصلاح الاعتلال الشبكي، وجد تقريبا أن من بين كل 10 أشخاص تجرى لهم عمليات، ثمانية منهم لا يحتاجون إلى أي عملية أخرى، واثنان منهم يصابان بارتجاع للاعتلال الشبكي ويحتاجان إلى عملية ثانية؛ حيث تعتمد قوة إبصار هؤلاء المرضى على حالة الشبكية بعد علاج الاعتلال، والفترة الزمنية التي مرت ما بين الإصابة بالاعتلال الشبكي والتدخل الطبي.
وللوقاية من الاعتلال الشبكي، ينصح الأشخاص المصابون بقصر النظر الشديد بالفحص الدوري للشبكية، وعدم ممارسة الرياضة العنيفة ذات الالتحام القوي ككرة القدم أو الملاكمة والاتجاه إلى رياضة أقل التحاما كالسباحة والجري، كما ينصح بفحص الشبكية فوراً عند التعرض لكدمة في العينين للتأكد من عدم حدوث أي ثقوب بهما، والتي يمكن علاجها بواسطة أشعة الليزر، وذلك للحم هذه الثقوب إن وجدت قبل تطورها إلى الاسوأ.


الدكتور اياد الرياحي 
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com