الاثنين، 28 مايو 2012

الدراما التركية تهيمن على انتاج المسلسلات في المحطات العربية



صورة

الدراما التركية تهيمن على قطاع المسلسلات في محطات التلفزة العربية. وبغض النظر عن الأسباب والمسببات فقد بات هذا الأمر من المسلمات التي يتعذر تجاهلها. ولعل هذا «الغزو» كما يصفه كثيرون، مرشح للتعاظم في الفترة المقبلة بعد أن أثبتت الدراما التركية أنها تنطوي على أسباب بقائها واستمرارها. ومع ذلك، تناقلت وسائل صحافية مقروءة ومرئية، أن هذا «الغزو» على وشك أن يستخدم المواهب والقدرات العربية من أجل أن يجدّد نفسه تمهيداً لمزيد من «الاستقواء» على الشاشة الصغيرة. من بين المعلومات المتداولة، على هذا الصعيد، أن أطرافاً تركية اتصلت بالكاتبين المصريين المعروفين: محفوظ عبدالرحمن ويسري الجندي. عُرض على الأول إعداد مسلسل عن احد أقطاب الصوفية في تركيا كان معاصراً لمصطفى كمال (اتاتورك)، وطُلب من الثاني بواسطة السفارة التركية في القاهرة الموافقة على بيع نسخة من مسلسل جاهز بعنوان «سقوط الخلافة»، يتناول السلطان عبدالحميد، بغية ترجمته الى التركية.
وكان عبدالرحمن ذكر في مقابلات للصحافة أن ثمة إمكانات كبيرة وواسعة لتعاون درامي تركي عربي. وأضاف أن الأتراك يفتقرون الى الكتّاب المحترفين، ويعطي مثالاً على ذلك المسلسل التركي الذي يعرض على محطات عربية للتلفزة بعنوان «حريم السلطان». يقول عنه إن الحلقة فيه لا تصل الى ربع حلقة الدراما المصرية، لأن المخرجين الأتراك يعتمدون على تقنيات تصوير المشاهد الجميلة والملابس الفاخرة أكثر من لجوئهم الى الحوار الإبداعي. ويؤكد عبدالرحمن أنه يعمل حالياً على إعداد مسلسل تلفزيوني عن «أحمد بن طولون» مؤسس الدولة التركية، ويرى أن مقاربة الدراما التركية من زاوية أنها غزو واجتياح، أمر معيب للغاية ولا يجوز أن تُنعت الفنون التلفزيونية بهذه التسميات السخيفة.
من ناحيته، يكشف يسري الجندي، في مقابلات صحافية أيضاً، بعضاً من أسرار مسلسله «سقوط الخلافة»، قائلاً إن إحدى شركات التوزيع قامت ببيع المسلسل الى جهات فنية في إسبانيا وفرنسا، وجرى تقديمه في فيلمين مدة كل منهما قرابة الأربع ساعات، ويُعرض اليوم في عدد من صالات السينما في قطر. وأضاف أن هذه الشركة عينها أبلغته أنها باعت المسلسل فعلاً الى شركة تركية للانتاج الفني من خلال السفارة التركية في القاهرة، وقد بيع أيضاً الى جهات في ماليزيا واندونيسيا، ويعتبر الجندي أن هذا العمل هو الأول من نوعه حول سقوط الخلافة العثمانية، من هنا الاهتمام التركي الحالي بالحصول عليه وترجمته الى التركية من أجل تقديمه في هيئة دراما تركية خالصة.
ويعتقد الجندي أن من اسباب انتشار الدراما التركية على النحو السائد، هو التراجع المطرد في مستوى الدراما المصرية والعربية بشكل عام. وما يدعو الى قلق أكبر في نظره، هو أن بعض الكتاب والمخرجين العرب أصبح لا يجد غضاضة في تقليد تقنيات الدراما التركية، خصوصاً ما يتعلق بالإطالة المبالغ فيها التي تنطوي عليها هذه الأخيرة.
وهذا ما يسمّى بدراما «الصابون» التي تدمن على مشاهدتها النساء وربات المنازل وهن ينجزن أشغالهن اليومية. ويذكر الجندي من يستخدمون وصف «الغزو التركي» للشاشات العربية، بأنهم هم أنفسهم من سبق لهم وأطلقوا التسمية عينها على الدراما السورية. ومع ذلك، لا تزال الدراما العربية في طور التقهقر، الأمر الذي يسمح للدراما الأخرى بالتقدم حثيثاً على حسابها والنيل من حضورها وانتشارها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com