الأحد، 27 مايو 2012

الأمومة تنتصر للحياة



صورة

لانا الظاهر -  تصف سماح البالغة من العمر ٣٠ سنة شعورها المليء بالسعادة وهي تحضن طفليها بقولها انا أسعد أم في الدنيا كوني عرفت معنى الأمومة, لقد عانت الأمرين من عقم استمر منذ ٨ سنوات .
وتقول حاولت عدة مرات عن طريق تقنية الانابيب وغيرها والتي لم تتكلل بالنجاح بسبب عدم الكشف عن اصابتي بمرض بطانة الرحم الهاجر, وتستطرد «كنت أعاني الام الدورة بشكل مبرح منذ ايام المدرسة وقيل لي ان هذه الآلام تعتبر طبيعية كلما راجعت طبيبا لأخذ الحقن المسكنة في معظم الأوقات, ولكن الله من علي بفضله فرزقني بطفلين, بعد عملية تنظير بطني ورحمي قبل حوالي سنة أظهرت نتائج التنظير انني مصابة بهذا المرض من الدرجة الثانية الى الثالثة و تم إزالته بشكل مناسب وتم الاستعانة بتقنية اطفال الانابيب بعد العملية مباشرة و تكللت بالنجاح.
اما فتون الطالبة الجامعية فكانت تعاني من الام الدورة الشهرية الشديدة التي غيرت من نمط حياتها حيث تم تغيير التخصص التي أحبته وذلك بسبب الآلام الشديدة التي كانت تستمر لمدة ١٠ ايام , اضافة الى انها اصبحت ذات طبيعة نكدة ومضطربة وعدوانية نتيجة استهانة الأهل والكادر الطبي بشكواها المستمرة.
وتصف معاناتها بقولها ان والدتها بعد ان رأت التدهور الشديد في حالتها و خاصة بعد ان تم تشخيصها بعدة أمراض من قبل اختصاصات اخرى وتم فحصها بشكل دقيق و مفصل مع التركيز على الام الدورة , ظهرت احتمالية بطانة الرحم الهاجر بشكل كبير وتم تاخير عمل عملية التنظير البطني المعتمد طبيا لتشخيص حالتها نظرا للظروف الاجتماعية المحيطة وتم اقتراح أخذ العلاج الهرموني المناسب علي شكل حبوب تحت مراقبة الام يوميا وبعد ٦ شهور لوحظ  تحسن حالتها وخفت الآلام  اضافة الى تحسن الوضع النفسي والدراسي مما أدى الى الإستغناء عن الإستخدام الدوري للأدوية.
 ويقول الاستاذ المساعد في جامعة مؤته في كلية الطب الدكتور معمر الجفوت  أن مرض بطانة الرحم الهاجر  هو مرض حميد يحدث عند وجود بطانة الرحم  والتصاقها ونموها في أي عضو عدا عن الجوف الرحمي . وهو عادة ما يصيب النساء من عمر ١٥-٣٥ سنة وان نسبة انتشاره تتراوح ما بين 6-14% بشكل عام وترتفع النسبة الى 40% عند النساء اللواتي يعانين من الام الدورة الشديدة و المزمنة. 
ويبين أن السلوك الاجتماعي في تاخر سن الزواج قد ساهم في ظهور حالات اكثر في المجتمعات العربية, حيث لوحظ الكثير من الحالات الجديدة .
ويشير الجفوت الى ان الدراسات أثبتت ان هذا المرض يتطور وينمو من السنين الأولى من حياة المرأة بعد البلوغ وهو  مرض يعتمد على نمو الأوردة الدموية الجديدة والألياف العصبية , و الالتصاقات في جوف البطن او المبيضين في مناطق استيطانية جديدة مما يسبب الكثير من الألم ويبين انه رغم عدم وجود علاقة سببية ما بين هذا المرض والعقم الا ان الدراسات أثبتت وجود علاقة شديدة حيث ان كثيرا من النساء اللواتي يعانين من العقم قد يكن مصابات بمرض بطانة الرحم الهاجر .
ويؤكد ان هناك اثارا مصاحبة للمرض مثل الاضطرابات النفسية وحتى الاكتئاب و الشقيقة المصاحبة للدورة والتعرض للعمليات الجراحية المتكررة وآثار العلاجات الهرمونية . وان بعض الدراسات وجدت زيادة بسيطة في نسبة الاصابة بسرطان المبيض .
ويشير الى انه تبين من خلال الدراسات ان هناك عدم كفاءة في فهم وتشخيص وعلاج هذا المرض رغم انه يعتبر من اكثر الامراض الحميدة في النسائية المدروسة موضحا ان نسبة التأخر في تشخيص هذا المرض يقدر بحوالي ٧-١٢ سنة من بداية الأعراض ويزداد هذا التأخر عند الإناث ما بين ١٥-٢٠ سنة.  ويبين ان التنظير البطني هو الأساس المعتمد للتشخيص رغم ان هناك دراسات لمحاولة ايجاد طريقة أنجع للتشخيص عن طريق فحص دم او بالأشعة , ويؤكد الجفوت انه في الحالات المتقدمة تكمن الصعوبة في العلاج حيث انه لا توجد حاليا استراتيجية ذات كفاءة عالية ورغم ذلك اتفق الاطباء انه في حالة وجود هذا المرض المسبب للعقم فالأفضل العلاج الجراحي بالتنظير ثم أطفال الانابيب  اما اذا كانت الحالة تعاني من الآلام فقط بدون العقم فان العلاج الجراحي قد يكون مفيدا ولكن نسبة الانتكاس ورجوع المرض عالية في خلال ٣سنوات مما يضطر المريض الى تكرار العملية وهو الامر غير المستحب.
ويشير الى انه يفضل العلاج بالأدوية ومعظمها متوفر في وزارة الصحة والخدمات الطبية ويؤكد الجفوت انه يجب منع  انتشار هذا المرض وتطوره حيث تم دراسة عدد من الحالات عند الإناث صغار السن واللاتي يعانين من الآم الدورة غير الطبيعية في السنوات الأولى بعد البلوغ وتم مساعدتهن للتغلب على عوارض المرض و المضي قدما في حياتهن بشكل طبيعي وينصح الجفوت الأمهات بعدم الاستهانة بشكوى هؤلاء الفتيات اليانعات من الام الدورة المسببة لتغير نمط الحياة اليومي أو مع استخدام دوري للمسكنات وخاصة الحقن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com