الثلاثاء، 22 مايو 2012

متلازمة أليس في بلاد العجائب: مفهومها وأعراضها



عمان - لابد وأن الجميع قد قرأ رواية أليس في بلاد العجائب أو سمع عنها على الأقل، إلا أن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن اسم هذه الرواية هو أيضا اسم لاضطراب عصبي يدعى متلازمة أليس في بلاد العجائب، حيث يقوم هذا الاضطراب بتعطيل الرسائل التي ترسلها العينان إلى الدماغ وتشويشها، ما يؤدي إلى حدوث تشوه في الإدراك البصري. علاوة على ذلك، فإن هذه المتلازمة قد تؤدي أيضا إلى تشوهات غريبة في حاستي اللمس والسمع لدى المصاب، وهذا بحسبما ذكره موقع www.wisegeek.com.
أما موقع medicana.blogspot.com، فقد ذكر أحد كاتبي مقالاته أن ما أثار فضوله نحو هذا المرض كان قول سيدة له إنها أصيبت أثناء طفولتها بنوبات كانت تجعلها تشعر بأن كل ما حولها، سواء أكان أبوابا أو نوافذ أو أثاثا أو أي شيء، يبدو كبيرا بشكل غير طبيعي؛ كما وأنها كانت تشعر أثناء تلك النوبات بأن حجمها صغير بشكل غير طبيعي أيضا. وأضافت هذه السيدة أن تلك النوبات كانت تتصاحب مع شمها لرائحة مميزة.
وبالرغم من أن هذه المتلازمة قد تصيب الشخص في أي سن كان، إلا أنها تعد أكثر شيوعا لدى الأطفال.
ومن الجدير بالذكر أنه بحسب ما ذكر موقع HealthCentral.com، فإن هذه المتلازمة تم وصفها لأول مرة من قبل سي دبليو ليبمان في العام 1952، إلا أن جيه تود كان أول من أطلق عليها تسمية متلازمة أليس في بلاد العجائب. لذلك، فإنها تسمى أيضا بمتلازمة تود، وذلك نسبة لجيه تود.
ويشار إلى أن تسمية المتلازمة المذكورة بمتلازمة أليس في بلاد العجائب قد أصيغت في العام 1955، ذلك بأن أعراضها تعكس الأحداث الغريبة التي وردت في الرواية التي تحمل الاسم نفسه، والتي ألفها لويس كارول الذي يشك بعض الباحثين بأنه كان هو نفسه مصابا بهذه المتلازمة، وذلك لدقة وصفه لأحداث الرواية، ما جعلها تبدو للعديدين بأنها قصة واقعية.
أعراضها
قبل ذكر أعراض هذه المتلازمة، يجب التنويه أولا إلى أنها عبارة عن مجموعة متنوعة من التجارب الاضطرابية التي يخوضها المصاب من حيث هيئته، والتي تؤثر على إدراكه لحجم وكتلة وشكل جسده، وما يشغله من حيز في المساحة المحيطة به.
ويشار إلى أن مصاب هذه المتلازمة قد يشعر أن كل شيء حوله قد أصبح أكبر من حجمه الطبيعي وأنه هو قد أصبح أصغر من حجمه الطبيعي، أو العكس. كما وقد تترافق هذه الأعراض مع شعور المصاب بحدوث تغيرات في حجم أعضاء جسده، كتضخم اليدين.
علاوة على ذلك، فقد تترافق أعراض هذه المتلازمة مع اضطرابات بصرية أو شمية أو غير ذلك من الاضطرابات الحسية، فضلا عن اضطرابات أخرى منها ما يتعلق بإدراك بالوقت.
هناك أعراض أخرى قد تحدث للمصاب، من ضمنها ما يلي:
- الشعور بأن المشي لا يوصله إلى أي مكان، أي بأنه يمشي من دون الانتقال من مكان إلى آخر.
- استمرار الشعور بملمس الشيء حتى بعد التوقف عن لمسه، كما وأنه قد يحدث للمصاب هلوسات لمسية.
- استمرار سماع الصوت لمدة بعد توقفه.
- فقدان القدرة على السيطرة على واحد أو أكثر من الأطراف والشعور العام بعدم التناسق الجسدي، وذلك نتيجة للإدراك المشوه لموقع الجسد بالنسبة لما يحيط به.
- الشعور بالقلق.
أسبابها
ترتبط العديد من الحالات، أو تعد سببا للمتلازمة المذكورة، ومن ضمنها ما يلي:
- مرض الشقيقة، ذلك بأن أعراض هذه المتلازمة قد تكون جزءا من النسمة التي تسبق صداع الشقيقة، إلا أنها هنا لا تتبع بصداع. وتعرف النسمة بأنها عرض أو أكثر ينذر باقتراب حدوث نوبة من صداع الشقيقة.
- بعض الأدوية، من ضمنها أدوية السعال‎ ‎التي تحتوي على مادة الديكستروميثورفان dextromethorphan.
- بعض الفيروسات، التي من ضمنها فيروس إبشتاين-بار المسبب لكثرة الوحيدات العدوانية.
- مرض الصرع.
- الفصام.
- سرطان الدماغ.
- الهذيان الارتعاشي، والذي ينجم عن تعاطي الكحول.
إلى ذلك لا يوجد، حتى الآن، علاج محدد لهذه المتلازمة، إلا أنها عادة ما تعالج عبر السيطرة على السبب المؤدي لها.

ليما علي عبد مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com