الخميس، 31 مايو 2012

استئصال الرحم بين الضرورة والندم



صورة

د. كميل موسى فرام -  تشكل الهواجس والهموم المصاحبة لعملية استئصال الرحم منظارا ضيقاً بحجم خرم الإبرة للعلاقة الزوجية للمفصل الصحي بدافع الخوف والأنانية لطرفي العلاقة وربما تمثل سبباً رئيسياً لمبررات الخوف والهروب، التردد والتأجيل للبحث عن الحلول البديلة بمغامرة الغفران بصفحة صحية أو فصل حياتي، جدار فاصل بين الادراك للضرر والقفز عن حاجز الحقيقة لتشكيل غيمة حاجبة لرؤية شمس الصحة بعقارب ساعة اليوم والغد من منظور الحرص والاهتمام بفصيلة التضحية والتصرف بجهل أو أنانية خوفا من هطول أمطار سحابة صيف وخلط غبارها بتذكرة التهلكة والهلاك منعا للتحليق بمنطاد العمر للاستمتاع بفصول الزمن القادم وهروبا من استحقاق فرضته الأيام بدون استئذان أو اعتباره امتحانا لتجديد البيعة لملكوت الصحة.

 اللجوء للحل الجراحي
 القرار الطبي بعملية استئصال الرحم يبرر أساسا للخلاص من المعاناة المرضية وشكوى التهديد المستمرة بواحدة من مراحل مخاض الفوز بدرع الصحة مهما كانت صورها، فقاموس قائمة المبررات يفتقر للدافع غير الصحي أو التجميلي استكمالا لمتطلبات مرحلة عمرية، فاللجوء للحل الجراحي قد يكون الخطوة الأولى لظروف الحالة المرضية أو أنه البديل لفشل خطوات علاجية سابقة ضمن مساق الخطة العلاجية بهدف المحافظة على البيئة المثالية والجمالية للواقع الصحي للأنثى التي تضمن ديمومة العطاء والرضا والحرص على البناء العائلي كمنقذ وشريك لا يمنعه المرض كحجر عثرة للاستمرارية، انتهاء لمرض بالغد أو بعد غد.
 العملية الجراحية بمنظورها الطبي تمثل واقعا إلزاميا يترتب عليه الحرص والحذر من مضاعفات الاهمال والتأخير بالقرار، أو المضاعفات المصاحبة للإجراء الجراحي والتي لا يمكن المغامرة بإغفالها وتحت أي مبرر ومهما كانت المهارة الجراحية والتقنيات الفنية والمستلزمات الطبية والامكانات العلاجية، واقع يفرض على الفريق الطبي للتعاون ضمن منظومة العمل الجماعي لتحقيق الهدف وأساسه سلامة المريضة بعد العملية الجراحية بفترة نقاهة في الأيام التالية بدون ندم وتحسر.

خوف شريك العمر
القرار الطبي للعملية الجراحية بإزالة الرحم يستند لمبرر صحي يليه حصد الفوائد، يمر بمراحل تحضيرية لضمان النجاح بدرجة التفوق، تكون بدايته مبادرة من الطبيب المعالج تهدف لطرد الخوف من صاحبة الشأن بالدرجة الأولى، وخوف شريك العمر بالصفحة التالية، درجات من الخوف والقلق للإجراء يغلفها حزمة من فقرات الندم والنتيجة إضافة لدفع بعض التنازلات، فتتبدل درجات الخوف بنسبة لا بأس فيها إضافة لغلاف الرأفة والشفقة من جمهور العائلة والأصدقاء ورسائل الهمز المتبادلة لتغذية الشكوك بالنوايا أو كشف المستور ليجد الطبيب نفسه محاصرا بكم هائل من الأسئلة المتكررة من الزوجين – مجتمعين أو منفردين – الظاهر بأساسها الاستفسار عن المبرر والبدائل والعقوبات الممكنة للرفض أو التأجيل أو المغامرة بعدم الخوض بالتجربة الجراحية بداية، حوار يخفي بحروفه الخوف من تأثر صفحات اللقاء الزوجي حتى بدون فواصل الانسجام والمُقدِمة، بلحظات العاطفة في ظلمة الليل بأمر كهذا يمارس على السليقة لأهميته كمتنفس لوأد الهموم وإعادة الحيوية والنشاط للحياة الزوجية بفصولها وأحداثها هروبا من تقاعد مبكر عن نشاط الأركان الزوجية، أو باعتباره الفصل الأخير لأحداث اليوم.

رسالة فضائية
 عبر أثير المحبة المتبادلة 
من يدري، فقد تكون السيدة جريئة بنطق الاعتراف المباشر بإعلان خوفها من تأثر حياتها الزوجية والجنسية بالتحديد لنتيجة حتمية كمسلم لعملية استئصال الرحم، قنبلة تنفجر بالمحيط العائلي مسببة زلزالا وارتدادات زلزالية، بل قد يكون ذلك رسالة فضائية عبر أثير المحبة المتبادلة بلغة العيون والحواجب تفهم بالتحليل حسب النوايا وتكتب تحت بند التضحية للمحافظة على الصحة بصورتها المثالية، موقف لا يختلف بحاله لمناقشة الزوج لقرار الاستئصال عندما يعتقد أنه الخاسر الأكبر والمستهدف بالعقوبة لحرمانه من فرصة الاستمتاع كاستحقاق زوجي بالفطرة البشرية ضمن منظومة الوفاء الزوجي، فيبرر الخوف والتردد بالحرص على قرينته تحت زاوية البديل الأفضل مهما كلف الثمن، حتى لا يَظْلِمْ أو يُظْلَمْ بتصرف شخصي ذو بُعْدٍ أناني بعد استقرار رياح العملية الجراحية.
الواقع الصحي والعملي يختلف بجوهره عن أتون التفكير بضباية النظر لمسافة قصيرة لا تتعدَ ضل الواقع بأنانية المتعة، حيث أن الدراسات العلمية والعملية عن تأثير عملية استئصال الرحم على واقع العلاقة الزوجية وبالزاوية الجنسية بالتحديد قد حددت الأفق وتوصلت لنتيجة عملية مبشرة بتحسن فرص اللقاء الزوجي ومعدله وأركانه، مساهمة لانتشار شذى ربيعه بالنسبة الكبرى للأزواج دون المرور الاضطراري بمنعطف المنشطات الجنسية بأشكالها كمحطة إجبارية للمحافظة على تاج الفحولة للطرفين بمنطقها الضيق اليتيم، ففتح صفحة حياتية جديدة لا تتضمن بسطورها عناوين الخوف والألم والنزيف الرحمي والألياف وهاجس الحمل بمحطات العمر المتقدمة، كلها وغيرها أسباب تستحق الوقوف عليها وتفقيط محاورها، ليكون اللقاء الزوجي ضمن فقرات الحياة الجسدية بمثاليتها كهدف وواقع لا يُرتب مضاعفات صحية أو سيكولوجية أو سلوكية، فإنكار أي من الزوجين للواقع يمثل الاعتراف بالانهزام والتقصير.

 الهرمونات السحرية 
للنشاط والشباب والرشاقة
 أن المضاعف الأساسي والنتيجة السلبية اليتيمة للعملية الجراحية تتمثل حصريا بفقدان الأنثى لورقة الحمل بعد التذكير أن العملية الجراحية بصورتها الشمولية الواسعة لا تشتمل على روتين الاستئصال الجراحي للمبيضين كمتلازم لحق الجوار لاهميتهما الحياتية بالاستمرارية لتزويد الجسم بالهرمونات السحرية اللازمة للمحافظة على النشاط والشباب والرشاقة والنعومة والجذب، أركان أنثوية بمفهومها المطلق حيث الرحم بحد ذاته بعد ربيع منتصف العمر لا يشكل عنوانا للأنوثة بعكس جار العمر والمكان «المبيضين»، والعملية الجراحية لا يترتب عليها إطلاقا المباشرة باستخدام الهرمونات البديلة أو زيادة بالوزن وسمنة بالبطن لإنقلاب بالشهية، كما انها ليست مبررا وسببا للانتساب لعضوية جمعية الشكوى والندم والتي قد تمثل البوابة الخلفية للخوف (المتبادل والمعلن والمضمر بين الزوجين) من تأثر العلاقة الجنسية بالقناعة دون الاعلان بلحظة تمثيل بريئة لدفق عبارات الحب والعواطف بعفوية وبدون قصد، مؤكدا أن إقفال الأبواب الخلفية واستخدام موانع الاستماع لجيش الناصحين أمر ملزم للمحافظة على الصحة بصورتها المثالية العذراء، ترجمة دافعها الأساسي حرصنا على مثالية الحياة الزوجية والعائلية، يقينا بقناعة الدور المطلق للزوجة والأم، فالتمسمر خلف جدران الأقوال والتسلح بنماذج الفشل لا يشكل واقعا يستحق الاحترام.
 حدود العمر وفرصه محدودة، وحصرية للمجتهدات، وقرار المحافظة على الصحة لا يقبل الديمقراطية والمشورة، فرصيد السعادة لا يقبل الارث والتأجيل، فقد ينفذ قبل تحقيق ولادة الهدف وأبوته، بينما الرصيد البنكي إرثا بفوائده المتراكمة يوزع على الورثة بدون وجه حق. معادلة السعادة العائلية تنطق بسطورها وتُقرأ حروفها بسيمفونية الخلود والجمال والعطاء والرضى، ضمن قانون حياتي واجب التنفيذ للمدرك والمستوعب، بمعادلة رياضية تتلخص مقاصتها بتناسب نصيب الفرد بالعائلة الواحدة تناسبا طرديا بتمتع الأم والزوجة والإبنة بظروف الصحة المثالية استحقاقا وليس منّة أو عطفا، فلنا جميعا مصلحة فردية وجماعية بالمحافظة عليها حتى لا تخترق سهامها حجرات القلب والعقل وتتبخر السعادة على ورقة خريفية صفراء وللحديث بقية.





الديون تضع برامج الصحة العالمية على كف عفريت


قال باحثون إن برامج الصحة التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية «على شفا الهاوية في الوقت الحاضر»، وذلك بسبب تأثر المنظمة بالأزمة الاقتصادية العالمية وأزمات الديون التي تعاني منها أغلب الدول.
وأضاف الباحثون -في تقرير نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأميركية- أن مستقبل المنظمة «أصبح على كف عفريت، بسبب عجزها عن منع انتشار بعض الأمراض المزمنة، وتحسين الأنظمة الصحية، وتنظيم الأولويات الصحية العالمية».
وأكد التقرير أن 80% من تمويل منظمة الصحة العالمية «يأتي من مصادر قصيرة الأمد لمكافحة أمراض معينة أو لأغراض أخرى، بدلا من أن تأتي من مساهمات الأمم المتحدة». وأشار إلى أن المنظمة «وجدت نفسها عاجزة عن تكييف ممارساتها، فهي ما زالت تركز على المتطلبات الصحية الآنية العارضة وليس على المتطلبات على المدى الطويل, ولم يتم تطبيق الوقاية من الأمراض بطريقة مناسبة, ويعود ذلك إلى عدم تقديم الدول الأعضاء الموقعة على إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة دعمها المالي».
وأضاف أن هذا الأمر يدفع بمنظمة الصحة العالمية «للمطالبة بزيادة تمويلها من جانب المنظمات غير الحكومية والأكاديميين وغيرها من المنظمات المتعددة الجنسيات». وقال الباحثون إن الوضع يختلف عما كان عليه الحال حين تأسيس المنظمة عام 1948، حينما كانت تساعد الحكومات في مجال الصحة، وكذلك في تطوير التقنيات لمكافحة الأمراض المعدية الرئيسية مثل الملاريا والسفلس والسل، ولعل أشهرها كانت حملة القضاء على الجدري.
وأوضح التقرير أن على المنظمة «إيجاد وحدة تمويل مركزية من أجل أن تركز الأدمغة الأفضل على العمل التقني والقياسي المثالي, بينما يقوم الأشخاص ممن لديهم المهارة الحقة بزيادة مدخول المنظمة التي يمكنها أن تكون رائدة في مجال الصحة العالمية إن هي منحت التفويض والتمويل المناسبين».
ويضيف الباحثون أن «المشكلة الرئيسية تتمثل في عدم حصول منظمة الصحة العالمية على الدعم السياسي من الدول الغنية الرئيسية والاقتصادات الناشئة, فضلا عن أن مكافحة الأمراض المعدية تتطلب تعاونا من وزارات لا يقع اختصاصها ضمن نطاق عمل منظمة الصحة العالمية، من أجل تحفيز الأفراد والشركات على انتهاج السلوك الصحي».
ويرون أنه مع توسيع نطاق العولمة وتسارع وتيرة التحضر, تغيرت متطلبات الصحة العامة, وأخذت الأمراض غير المعدية -مثل السكر وأمراض القلب والسرطان- تطغى على الأمراض التقليدية، مثل تلك الناجمة عن الفقر والوفيات بين الأطفال.

أستاذ مشارك/ كلية الطب-الجامعة الأردنية
استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com