مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم  
د. سميح خوري -  يعتبر البعض؛ ان «الانزلاق المشيمي» المسبق لأوانه شبيه بحادثة شريانية دراماتيكية، اذ انه يتميز بالانتزاع او الاقتلاع الموضعي، في فترة تتراوح ما بين الاسبوع العشرين من الحمل وانتهاء المدة المعنية بالحمل، وحتى ايضا في وقت الولادة نفسها. ويكثر عادة بظهوره في الشهر الثامن من فترة الحمل، وحتى اكثر في الشهر التاسع.
ان اغلبية الحوادث، تحصل بين سن السادسة والعشرين والاربعين من العمر، مما يطلعنا بأن تعدد الانجاب – وهذا ما يحصل في هذه الفترة من عمر المرأة – هو الأهم، وليس عمر المرأة في احداث الانزلاق المشيمي المسبق.


تعددت النظريات والدراسات حول اسباب الانزلاق المشيمي المسبق ولم يعد بالامكان تحديد سبب واحد او عدة اسباب لحصوله. لكن من المعقول جدا ان يتسبب عن انفجار وعائي.
لا توجد اعراض متقدمة في انزلاق المشيمة المسبق، بل يحدث بصورة مفاجئة، سريعة، ودون موعد سابق له. والبوادر الواضحة للانزلاق هي النزف العارض، وقد يكون اما داخليا او خارجيا، انما في غالب الأحيان يكون في الداخل والخارج معا. ويتكون نتيجة الانزلاق جلطة بين جدار الرحم والقسم المشيمي المتلصق به، مما يعرف بالجلطة  الورائية للمشيمة. ويحاول تجمع الدم وراء المشيمة، البحث عن مخرج فاذا ما وجدته بين جدار الرحم والأغشية العائدة للجنين، واستطاعته عبوره باتجاه خارج الأعضاء التناسلية، عندئذ نلاحظ النزف الخارجي. ويتميز هذا النزف الخارجي بلونه الاحمر وبكميته الضئيلة، لكنها في اغلب الاوقات تكون بلون اسود نتيجة لتجمد سابق.
اما غزارة الدم الخارجي، تعتمد على أهمية وكمية ونوعية الاوعية الدموية المصابة من جهة، وردة فعل الرحم في تقلصه ليوقف النزف بواسطة انكماش عضلات تلك الأوعية النازفة لتشكل حاجزا للنزف من جهة اخرى.
ومن الأعراض المهمة في تعريف المرض، هو الألم الذي له مميزات وخصائص غير ثابتة. فالحامل تعلمنا بأنها تشعر بألم في موضع الرحم، وظهر عندها بصورة مفاجئة، عفوية، ويصبح مستديما دون استراحة، بل يشتد عند اقل مجهود، لدرجة ان الحامل تكاد لا تستطيع تحمل وزن ثيابها. ويتجه الألم الى اسفل الظهر والافخاذ والصدر. واحيانا يكون الألم بسيطا دون أهمية، انما يتصف بطابع الاستمرار.
اما اسباب الألم، فتعود الى اثارة الأعصاب الرحمية الممتدة داخل عضل الرحم، حيث تتهيج عند احتكاكها بالدم الموجود فيه, اذا ما تفحصنا بطن المرأة، ادركنا تضخما في حجمه، ويظهر الرحم قاسيا وصلبا في وقت اللمس.
هناك عدة تصنيفات لأنواع الانزلاق المشيمي المسبق، هي: حالة عرضية، حالة طفيفة، حالة متوسطة الخطورة وحالة خطرة. يعالج الانزلاق المشيمي المسبق بتسريع وانهاء الولادة، لأنه اذا طالت مدة الولادة، تكثر المضاعفات الناتجة عن الولادات الطويلة او البطيئة.
من بين المضاعفات التي يمكن ان تحصل في الانزلاق المشيمي المسبق، نذكر تلك المتعلقة بتحقل الدم والكلى.
ففي الجهاز الدموي، قد نجد انفسنا في موقف حرج جدا، وهو عدم تخثر الدم، الذي يحدث في احوال المشيمة الخطرة.
وفي الكلى، تستوقفنا عدة مضاعفات، اهمها:
= اولا:    عجز الكلية الحاد، بحيث ان المريضة لا تفرز اكثر من 40 سنتيمترا مكعبا في الاربع والعشرين ساعة.
= ثانيا: اهتراء القشرة في الكليتين، فينقطع تبول المرأة تدريجيا من شح الى أسر، وتسيء حال الكلى وتتدهور صحة المريضة.