الاثنين، 21 مايو 2012

عدم النظر للحقنة يقلل من ألم وخزها




عمان- اعتاد الغالبية منذ أن كانوا صغارا على سماع قول اختصاصيي الصحة، كالممرضات، بأن لا ينظروا إلى الإبرة عند أخذها، وذلك بحجة أن هذا يخفف من آلامها. فهل لهذه المقولة أساس علمي؟
هذا ما أجاب عليه موقع www.sciencedaily.com الذي أوضح أن دراسة حديثة قام بها مجموعة من الباحثين الألمان وجدت أن ما نحصل عليه من إرشادات قبل أخذ الإبرة يشكل تجربة أخذها وما يصاحبها من ألم، كما وأن التجارب السابقة أيضا تلعب دورا في ذلك.
وأشارت طالبة الدكتوراة ماريون هوفليه أننا نعلم طوال حياتنا، عن طريق التجربة، أن اختراق الإبرة للجلد هو أمر مؤلم، إلا أن التوقعات المبنية على الموقف، مثل الحصول على معلومات وإرشادات من اختصاصيي الصحة قبل أخذ الإبرة، تؤثر على كيفية نظرتنا لتسبببها بالألم، أي أن هذه المعلومات والإرشادات قد تغير من شدة ما نشعر به من ألم بسببها.
ولاختبار هذه الفرضية، قام عدد من الأشخاص بمشاهدة لقطات من الفيديو تظهر إما يدا تتعرض للوخز بإبرة، أو يدا تتعرض للمس من قبل أداة يشبه طرفها حرف الـ Q، أو يدا لا تتعرض لشيء. وقد تم عرض هذه اللقطات عبر شاشات وضعت فوق أيدي المشاركين لإعطائهم الانطباع بأن الأيدي التي تظهر على الشاشات هي أيديهم هم. وفي الوقت نفسه، تم تعريض أيدي المشاركين (الحقيقية) إما لمحفز كهربائي مؤلم أو غير مؤلم.
اما عن النتيجة، فقد أشار المشاركون إلى أن ما تعرضوا له من ألم كان أكثر شدة وإزعاجا عندما كانوا يشاهدون الإبرة تقوم بوخز اليد مقارنة بما شعروا به عندما كانوا يشاهدون اليد التي لا تتعرض لشيء. علاوة على ذلك، فقد ذكروا أن الشعور بالانزعاج كان أشد أيضا عندما كانوا يشاهدون اليد التي توخز بالإبرة مقارنة بما شعروا به عندما كانوا يشاهدون اليد التي كانت تتعرض للمس من قبل الأداة التي يشبه طرفها حرف الـ Q.
وقد عززت تصريحات المشاركين هذه بنشاط الجهاز العصبي الذاتي autonomic nervous system الذي قام بمساندتها، حيث تم قياس نشاطه عبر استجابات توسع بؤبؤ العين، ما يوضح أن التجارب المؤلمة السابقة المتعلقة بآلام وخز الإبر تزيد من الشعور السيئ تجاهها عند رؤيتها.
وفي ما يتعلق بالتوقعات المبنية على المواقف، فقد ظهر أيضا أنها تؤثر على شدة الألم المدرك. فقبل تعريض المشاركين للمحفز الكهربائي، قيل لهم أن بعض لقطات الفيديو ستكون على الأغلب مرتبطة بالمحفز الكهربائي المؤلم مقارنة بالمحفز الكهربائي غير المؤلم.
أما عن النتيجة، فقد ظهر لدى الباحثين أن تقديم اللقطات التي ذكروا أنها تحمل الاحتمالية الأعلى لتكون مرتبطة بالمحفز المؤلم ارتبطت بآلام أشد على المشاركين مقارنة باللقطات الأخرى، ما يظهر بأن شدة الألم ترتبط بالتوقعات المبنية عليه.
وخلاصة القول، بحسب ما ذكرت هوفليه، فإن الدراسة المذكورة قد أظهرت نتائج مهمة، من ضمنها أنه على اختصاصيي الصحة الذين يقومون بإعطاء الإبر للمرضى تزويدهم بمعلومات تقلل مما يتوقعونه من ألم وعدم راحة نتيجتها، وذلك قبل إعطائها لهم. 
وأضافت أنه بما أن مشاهدة وخز الإبرة يزيد من إدراك الألم ويعزز من نشاط الجهاز العصبي الذاتي، فإن هذه الدراسة قد أظهرت دلائل علمية تقوي الفكرة القائلة بأن عدم النظر إلى الإبرة عند وخزها يقلل من الألم وعدم الراحة الناتجين عنها.
وبما أن أخذ الإبر يعد أمرا غير مستحب، فقد قدم موقعا www.buzzy4shots.com
و www.lifemojo.com النصائح التالية للتقليل من الألم الناتج عنها:
- شتت أعصابك، ويعد وضع قطعة من‎ ‎الثلج لمدة 30-60 ثانية على المكان الذي سيتم فيه وخز الإبرة أحد الأساليب الناجعة لذلك، إذ إن الثلج يعمل على تنميل المنطقة. ويذكر أنه بالإمكان إعادة وضع قطعة الثلج مكان الإبرة إن سبب الدواء المحقون شعورا بالوخز، وذلك لتخدير هذا الشعور إلى أن يزول.
- قم بإرخاء عضلاتك، ذلك بأن دفع الدواء يسبب ألما أكثر إن كانت العضلة التي يحقن بها مشدودة أو متوترة. وذلك الألم يكون عند الوخز وقد يستمر أيضا لما بعد ذلك.
- شتت انتباهك، حيث أن ذلك يؤدي إلى تخفيف الألم إلى ما يصل إلى النصف. ومن ضمن الأساليب التي بإمكانك استخدامها لتشتيت انتباهك عن وخزة الإبرة هي القيام بعد أركان الحجرة.
- شتت حواسك، فالعقل يستطيع معالجة مقدار محدد من الحواس في الوقت الواحد. لذلك، فقم، على سبيل المثال، بمضغ علكة من دون أن تعرف ما نكهتها مسبقا، ومن ثم حاول التعرف على النكهة أثناء أخذك للإبرة.
- قم بالنفخ، فعلى الرغم من أن هناك أساليب عديدة غير النفخ لأخذ الانتباه بعيدا عن ألم وخزة الإبرة، إلا أن النفخ يتميز بقدرته على تهدئة الألم والتقليل منه.
- تعلم أساليب الاسترخاء المبنية على أخذ أنفاس عميقة ومارسها عند أخذ الإبرة.
- استشر طبيبك حول إمكانية وضع مادة مخدرة موضعيا على المكان الذي سيتم فيه وخز الإبرة.
ليما علي عبد مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com