السبت، 26 مايو 2012

العمل والضغوط الأسرية أكبر تحديات المرأة المعاصرة




ديما محبوبه

عمان – تشكو معلمة المرحلة الثانوية في إحدى المدارس الخاصة رولا العمد (36 عاما)، من الأجواء المشحونة التي تلبد حياتها الزوجية والأسرية بسبب ضغوط العمل.
وتقول "إن تكدس الأعباء المنزلية نتيجة ازدحام يومها بساعات العمل وما يتبعه من أعباء التحضير، والإعداد لليوم الدراسي التالي يؤثر بشكل سلبي على علاقتها بأسرتها وزوجها".
وتؤكد أنها تجتهد في أن تتجنب ذلك من خلال تنظيم الوقت وتقسيم الأدوار والواجبات المنزلية بينها وبين زوجها، إلا أنها كثيرا ما تفشل نتيجة تكدس أعباء العمل لدى زوجها أيضا، مشيرة إلى أن ضغوط العمل لم تؤثر فقط على طبيعة علاقتها الأسرية، وإنما يمتد تأثيرها إلى فقدان اهتمامها بهواياتها، وفقدانها العلاقات الاجتماعية مع الآخرين إلا في أيام الإجازات.
وبرأيها تلك الأجواء تشعرها بملل الروتين اليومي، وتخلق أجواء مشحونة في البيت وتؤثر أيضا على التقارب العاطفي بينها وبين زوجها.
وتجد ربة المنزل ربا السيد، أن لعمل المرأة تأثيرا سلبيا على حياتها الزوجية، خاصة إذا أفرطت فيه وأولته أهمية على حساب بيتها وأسرتها، مشيرة إلى أنها عملت لفترة وجيزة لا تتجاوز العام إلا أنها ما لبثت أن عدلت عن العمل بعد إنجاب طفلها الأول.
وتؤكد (السيد)، أن استقرار حياتها الأسرية كان أهم لها من العمل خاصة وأن زوجها يكفيها اقتصاديا، لافتةً إلى أنها لمست الفرق في حياتها بشكل عام بعد تركها للعمل، فعاد الاستقرار لحياتها وباتت أقرب من زوجها وأقدر على تأدية واجباتها الاجتماعية حال أهلها وأهل زوجها.
وتوضح المهندسة حلا الزواهرة وهي أم لثلاثة أطفال أن عملها كان على حساب متطلبات الزواج والأطفال، وبمزيد من التفصيل تشرح أنها أثناء العمل كانت تنتظر عطلة نهاية الأسبوع، لتقوم بواجباتها المنزلية المتراكمة والمؤجلة على مدار الأسبوع، ما يؤدي بها إلى المشاحنات والشجار مع زوجها الذي يظهر لها انزعاجه من قضاء العطلة في الترتيب والتوضيب والطبخ.
لكن وبعد مضي عامين على ذاك الحال، قررت الزواهرة، مراجعة ذاتها والعمل على ترتيب أوراقها وإعادة التفكير جديا بكيفية الحفاظ على العمل لأنها هي وأسرتها بحاجته وكذلك الحفاظ على أسرتها من خلال التوازن في الوقت والمجهود.
يقول الاختصاصي الأسري د. فتحي طعامنة "إن العمل للمرأة من الممكن أن يخلق المشاكل، ومن الممكن أن يؤدي إلى الطلاق، إلا أن من يتبع التوازن بين المهمة الأساسية للمرأة في المنزل من رعاية الزوج والأبناء وبين الوظيفة من شأنه، أن يكون حلا ناجحا لتنأى بحياتها الأسرية وعلاقاتها الزوجية والاجتماعية عن التوتر".
ويؤكد أن على المرأة أن تفهم عملها الأساسي في الحياة، فهي أم وزوجة، قبل أن تكون صاحبة عمل، ومن هنا فإنها ستعمد إلى التوازن وتنظيم وقتها بمزيد من الحنكة والمشاركة مع الزوج.
إذ من الممكن برأي طعامنة، تنشئة الأولاد بالطريقة الصحيحة ومراعاة أمور زوجها وفي نفس الوقت إنجاز أعمال مهنتها بكثير من التركيز، مؤكدا أن تحقيق التوازن ليس صعبا إن امتلك طرفا العلاقة الزوجية التفاهم والتوافق.
وينصح اختصاصي علم النفس د. محمد الحباشنة المرأة العاملة، لتحافظ على سعادتها الزوجية، أن تقوم الزوجة العاملة بوضع خطوط عريضة لتفاصيل يومها وتقسيم أعبائها بين البيت ورعاية الأولاد، وبين العمل والوظيفة المهنية حيث لا يطغى جانب على الآخر.
ويشدد الحباشنة على ضرورة أن يتحرى الزوجان المسؤولية المشتركة في كل أعباء المنزل؛ فعلى الزوج من باب مبدأ الشراكة والمسؤولية، الذي اختار على أساسه زوجة عاملة، أن يشارك زوجته في كل أعباء الحياة الأسرية، فيعمد إلى تقسيم الأدوار بينه وبينها، مؤكدا أنهما إذا عمدا إلى ذلك فلن يشعرا بالضيق بل بالسعادة وتزيد قوة العاطفة بينهما.
ويقول اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع: "على المرأة العمل والاهتمام بتنظيم وقتها بين العمل والبيت، وألا يكون اهتمامها وإنجازها في العمل على حساب بيتها، بدعوى تحقيق الطموح والذات، فذلك سيؤثر سلبا على المجتمع أكمله، لأنها مقصرة باللبنة الأساسية له وهي الأسرة". ويشير إلى أن المرأة العاملة بحنكتها ومهارتها، تستطيع أن تدبر أمورها وتنظم وقتها وألا تهضم حق أي منهما على حساب الآخر.
ويعتبر جريبيع، أن تفويض مهام رعاية الأطفال أثناء ساعات العمل لأحد الأقارب حل مناسب، أو إلحاقه بإحدى الحضانات الجيدة، فيمكن الزوجة العاملة من إبعاد نفسها وأسرتها عن المشاكل الأسرية التي قد تصل إلى حد الطلاق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com