الخميس، 24 مايو 2012

مسؤولية المحافظة على الأنوثة والرشاقة والجاذبية



صورة

د. كميل موسى فرام - الزواج وملحقاتة من الحمل والولادة وتربية الأبناء وإدارة المنزل بمستوى الطموح والقيادة لا يجب أن يحتل المرتبة النهائية بقائمة الأولويات النسائية أو ترجمة وثيقة الزواج المقدس بأنه منصة الأمان التي تسعى اليها النساء، فتصبح سياسة القفز والحرمان أو التذرع بضيق الوقت مبررا للاهمال بمناحي العناية الشخصية، لأنني على درجة من الثقة بأن أسعد اللحظات الزوجية التي أعيشها وأقراني من معشر الرجال تتبلور بقدرة الزوجة بالمحافظة على أناقتها ورشاقتها وجاهزيتها لمسح دموع الأحزان، لأن ذلك يمثل سند الأمان للبناء العائلي والذي يترجم أحلامنا لواقع.



أسرار الأنوثة والجمال «الرشاقة والوسامة والجاذبية»
المحافظة على الرشاقة والوسامة والجاذبية تشكل مثلثا تكامليا للجمال بقالبه النموذجي والذي يستطيع صهر صخور الجفا بدمع العين، بل ويمثل ذلك عنوانا وهدفا حصريا لأسرار الأنوثة بمعناها الشامل والأكبر، فأسرارها تحتل مساحة كبيرة من تضاريس الأنوثة حيث نجهد برصد عناصرها لنرتدي ثوب الفرح المطلق أحيانا لاعتقادنا أننا قد تشرفنا باكتشاف الجديد في السلوك الأنثوي، لنصطدم بواقع مرير بأن اعتقادنا مجرد حلم خريفي بساعات السكينة، ليغذي شتلة الأمل لموسم الأزهار القادم في ربيع تزهر أوراقة بندى الدمع وتتساقط بذورة بغمزة عين أو ابتسامة عفوية، فمحاولات الدخول بعالم المرأة قد فشلت حتى لهؤلاء الذين اعتقدوا بسراب الأسرار.
 عناصر المحافظة على الأنوثة بمعناها الكبير تحتاج لمساحة أكبر من حدود مقالة طبية اسبوعية، ولكن التذكير بمفرداتها يشكل إضاءة لدرب الصحة المثالية والتي هي حق لكل منا، فارتداء عباءة الخوف وسكون المجهول في خلدنا يمثل صومعة غذائية للمحافظة على إرث لأمجاد كانت مناسبة لدهور اندثرت وانتهت صلاحيتها، فلا حكمة من انكار المرض بعد أن ثبت برائتة من تهمة العيب، فعقارب الزمن لن تشفِ أو تحجم حدود القدر، فقمة الحكمة تتمثل بالبحث عن عناصر المرض ومهاجمته بمراحله الأولى والتي لو قدر لها بالاستمرار ستلد في الغد عدوا شرسا للصحة يحتاج لجيش ومعدات لمقارعته ووقف تقدمه بدون ضمانة للتفوق والانتصار، فاختلال ميزان الصحة سيلزم الطرف المعتل بالضعف والاستسلام إن لم يخصصص جزء من ميزانيته ووقته وتفكيره للتعامل معه، بل ستحتاج السيدة لمساحة زمنية ويومية على مدار الساعة لمناقشة أبعاده والاستئناس بمساعدة أصحاب الاختصاص وبأي ثمن، فتطور المرض واستقلاله بحرية يشكل صورة من صور الانهزام والاستسلام لفلوله بثوب الأمل والاحباط، وهذه الحقيقة المؤلمة تمثل رسالة لأفراد الجنس اللطيف منقوشة بحروف الغيرة والحرص والمحبة للاهتمام بأسهم الصحة الشخصية، لأنها الضمان الوحيد لديمومة الجذب، فاستمرار بريقها مصلحة جماعية للأسرة والمحيطين، وأنطفاء شمعتها خسارة فردية لغصن ذبل وقتل صاحبه بسبب الخوف أو البخل، وخسارة عائلية لاختلال مغناطيس الجذب.

إجراء الفحوصات الدورية و السنوية للمرأة تعتبر من الأولويات 
الزيارة السنوية لطبيب النسائية بدون شكوى مرضية وبهدف تجديد البيعة للرشاقة والجاذبية يجب أن تحتل أولوية بأجندة السيدة السنوية بتوقيت تختاره بعيدا عن أتون المرض وملحقاته خصوصا بتعدد برامج الكشف المبكر وسهولة تنفيذها بتكلفة مادية رمزية، فنار الشكوى تحول مفردات التفاؤل بربيع الأيام لجمر سرعان ما يتحول لرماد متجانس يتطاير مع رياح الحفيف من غصن العمر، ولعل الحكمة تتمثل بالحرص على إجراء الفحوصات الدورية و السنوية لنيل شهادة استمرارية الصحة والعطاء والجاذبية، ويتمثل الفحص بأبسط صوره واكتمالها بفحص طبي دقيق للثدي، وفحص بالسونار لمنطقة البطن والحوض، لتكمل محطات الزيارة الطبية بالفحص النسائي المهبلي بمنظار المهبل للإطمئنان بشكل دقيق على عنق الرحم وجيرانه.
ويكون مسك الختام بعمل مسحة عنق الرحم بأصولها الفنية ذات البُعد السهل الممتنع، وحبذا لو احتلت بعض الفحوصات المخبرية الاضافية قدرا من الاهتمام، فتلك الزيارة وأبعادها الطبية والسريرية ستكون الضمانة الوحيدة لنطق الحكم بسلامة مفاصل الأنوثة المعنية بالشق التشخيصي وما قد يرافق ذلك ليكون دافعا فعالا ومؤثرا بضرورة الاهتمام بالامور الشخصية التي تبعث للأجواء المحيطة بعالم المرأة الجميل رياح الاطمئنان وقدرا من الجاذبية الموجزة والمقدرة بحدود الاعجاب، على أن تكون المبادرة من صاحبة الشأن وبتشجيع غير محدد الأطراف من الزوج لفعله الساحر والمؤثر بل لاعتباره بالنتيجة أحد الفئزين أو الضحايا، فالمرأة عموما تطمح بإعجاب الزوج وتعتبره شكلا من أشكال التفاهم على أن يجرد ذلك من قالب الغيرة المدمر، فمن يرتوي بمنزله عطفا ومحبة سيتضاعف عطائه، فراحة البال تبعث على النظارة، والمرأة تطمع بأشكال الاعجاب المنضبط بجميع المواقف والأوقات حتى وإن أعلنت عكس ذلك.
 وتقدير خطوة الارتباط الزوجية والبرهان على إحترامها بإمتلاك عناصر الجذب المتبادل والتي كانت سببا للاقتران والوحدة بعد مرحلة الاعجاب ، و على الزوجين أن يدركا أن المحافظة على الرشاقة هي الأساس بجدران المحبة والتي تمثل شريان تجسيد الأحلام والوعود المتبادلة لواقع وعلى أنغام رحبانية وصوت فيروزي ملائكي ساحر. 
ينتهي عهد الاستقلال الشخصي بمفهومه اللغوي بلحظة الارتباط المقدس، فإذا كانت رياح السعادة قد أمطرت على الزوجين، فالمنطق يفرض الاستيعاب بأن غبار البركان الزوجي ستحجب شمس الأمل عن الطرفين بالتساوي، فخلط الأوراق الصحية بدون الضوابط العائلية سيحرف بوصلة الوفاء للجانب الأيسر من معادلة جبرية تتغذى بالوفاء المتبادل بين الطرفين، وتلك الحقيقة تجعل من الزوج لاعبا أساسيا بحياة الزوجة ومشجعا رئيسيا للظفر بدرع الصحة والتي تشكل أركان السحر الأنثوية، فمحافظة السيدة على رشاقتها وأناقتها وجاذبيتها، ربما تحمل لشق الرجال رسالة بحروف الغيرة والاخلاص، وتذيلها بمطالب الثناء بالكلمة والنظرة والابتسامة، ففطرتنا البشرية قد جعلت الغالبية تنجذب نحو القطب الآخر بقدر قوته على التأثير وللرجل نصيب بحياة المرأة وسأفرد له مساحة مخصصة بهذه الزاوية بالمستقبل القريب وللحديث بقية.

أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية
اسشتاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com