الأحد، 20 مايو 2012

برج عملاق لتوليد الكهرباء على مدار الساعة



صورة

مهندس أدهم سبع العيش - قد لا تكون الصحراء مكاناً مناسباً للحياة بشمسها الحارقة وأراضيها القاحلة، لكنها مكان مناسب جداً لمساعدتنا على الحياة من خلال تحويلها لمناطق توليدٍ للكهرباء.
فهذا البناء العملاق الذي يشبه مداخن التهوية هو في الحقيقة محطة توليد كهرباء غير تقليدية، تعتمد فكرتها على استغلال حرارة الشمس لتسخين الهواء الذي يوجد داخل المبنى فيقوم بدوره بتحريك توربينات تقوم بتوليد الكهرباء . 
قد تبدو الفكرة غير عملية، إلا أن هذه الطريقة تكفي لتوليد 200 ميجاوات من الكهرباء، أي ما يكفي لتلبية احتياجات 200.000 منزل وفق معدلات الاستهلاك البشري .
يبلغ ارتفاع المبنى العملاق حوالي 800 متر، ليكون بذلك ثاني أكبر برج في العالم بعد برج خليفة في دبي، بينما يبلغ عرض قاعدته العملاقة(Collector) حوالي 2.3 كيلومتر.
ستقع محطة الكهرباء العجيبة تلك في صحراء أريزونا ‪على بعد 200 كيلومتر إلى الغرب من مدينة ‫ فونيكس، وستوفر فرص عمل لـ 1500 شخص بينما ستبلغ تكلفتها الإجمالية حوالي 700 مليون دولار .
ويشار الى ان المفاعل النووي الذي ينتج نفس هذه الكمية من الكهرباء يكلف بناؤه حوالي 7 مليار دولار ويتطلب استخدام كميات هائلة من المياه.
صاحب هذه الفكرة الخلاقة هو شركة EnviroMission التي يقول مديرها أن الشركة تقدم وسيلة توليد كهرباء فعالة ونظيفة دون استخدام مياه وبتكلفة منخفضة؟ 
استطاعت الشركة توقيع عقد لتوفير الكهرباء لمدة ثلاثين عاماً لصالح هيئة كهرباء جنوب كاليفورنيا، وتسعى الشركة لتحقيق انتشار أكبر للفكرة. والمثير أن توليد الكهرباء يتم في الليل أيضاً لأنه يعتمد (كما تقول الشركة) على الحرارة الصاعدة التي تختزنها الرمال داخل المجمّع(Collector) خلال النهار!

آلية عمل البرج
التسمية العلمية لمثل هذا البرج هو solar updraft tower  أو بالعربية: برج التيار الصاعد للطاقة الشمسية.
وهو بمثابة محطة للطاقة المتجددة. فمن الناحية التقنية تبدو فكرة هذا المشروع بسيطة نسبيا، فهو يجمع بين التأثير الناتج عن المدخنة chimney effect، وظاهرة البيت الشمسي greenhouse effect واستعمال توربينات الرياح.
 يتم تسخين الهواء إلى درجة حرارة عالية من خلال أشعة الشمس التي تخترق السطح الزجاجي للمجمع الواسع الذي يشكّل البيت الشمسي في أسفل البرج العملاق. ينتج عن الفرق في درجات الحرارة بين الهواء الساخن في البيت الشمسي والهواء عند قمة البرج تيّار هوائي شديد يرتفع بالحمل (convection) خلال برج التيارالصاعد. وتدفق الهواء هذا يدير التوربينات التي تنتج الكهرباء. 
قدرة توليد التيار الكهربائي في البرج في محطة الطاقة الشمسية تعتمد بالدرجة الأولى على العوامل التالية : مساحة المجمّع اسفل البرج وارتفاع المدخنة (البرج) واتساع قطرها.  بازدياد مساحة المجمّع يتم تسخين كمية أكبر من الهواء المتدفق في المدخنة، بينما يعمل ارتفاع البرج واتساع قطره على سرعة رياح أعلى وبالتالي زيادة مقدرة المحطة على توليد الكهرباء. 
ويمكن تخزين الحرارة داخل المجمع الشمسي لاستخدامها طيلة أوقات النهار والليل. بذلك يجري تخزين الحرارة بملء أنابيب بالمياه يتم طلاؤها باللون الأسود توضع في أرض المجمع، وذلك لزيادة طاقة التخزين بطريقة مثالية (المعروف أن الماء يمتاز بسعة حرارية عالية). ويمكن تركيب توربينات في حلقة حول قاعدة البرج، مع محور أفقي، كما كان مقررا سابقا لمشروع استرالي مشابه. 
ويمكن الاستفادة من الفيديوهات التالية لتوضيح الفكرة بصورة أكبر:
Solar Updraft Tower Vidio
http://www.youtube.com/watch?v=yuOXgTC0SRc
http://www.youtube.com/watch?v=0tWlP0knKQU&feature=related
ونحن اذ نشجع على الاستفادة من هذه الفكرة في توفير احتياجاتنا من الطاقة بخاصة ونحن نتمتع بشمس ساطعة في معظم ايام السنة لنشير الى توجه الاردن الى الطاقة النووية.
ان إنتاج الطاقة النووية في الأردن خطيرجدا، لأن هذه المنطقة معرّضة للهزات الأرضية ومنها ما تعرضنا له قبل ايام. . فالأخدود الإفريقي الممتد من تنزانيا وصولاً إلى البحر الأحمر وإلى سهل البقاع في لبنان، هو خط زلازل كبير، مُعرَّض لحدوث زلازل كما حصل في اليابان. ولذا فإن إنشاء مفاعل نووي في هذه المنطقة يشكل تهديداً كبيرا للسكان. ويجمع معظم العلماء على أن دورة الهزات الأرضية الكبرى في اخدود وادي الاردن تحدث كل 80 -90 عاما، والهزة الأخيرة كانت في أوائل الثلاثينات وأدت إلى هدم الكثير من المنازل في فلسطين والاردن. ويمتد أخدود وادي الأردن من البحر الأحمر عبر فلسطين وشمالاً عبر البحر الميت ووادي البقاع بلبنان. ويعيش نحو ثلثي سكان الأردن وجميع سكان لبنان وجزء كبير من سكان المناطق الحضرية في سوريا داخل 50 كيلومتراً من خط الصدع..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com