الثلاثاء، 29 مايو 2012

إزعاجات الموبايل..عنف مختلف



صورة

كريمان الكيالي - التوقعات بالاخبار السيئة أو الازعاج أكثر ما يرتبط بمكالمات منتصف الليل ، خاصة ماقبل استخدام كاشف أرقام الهواتف الأرضية والموبايلات التي يسهل فيها معرفة المتصلين ، بسبب عملية «التسييف « أي حفظ الأسماء مع الأرقام.
أما الإجراءات المتخذة بحق المتصلين المزعجين أيام الهاتف الارضي فكانت أفضل وأكثر حزما..شكوى للمركز الأمني ويصبح الهاتف تحت المراقبة ، ومن ثم يتم تسجيل المكالمة وبالتالي معرفة «المزعج» واستدعائه وتوقيعه تعهدا بعدم تكرار ذلك ، وفي أحيان كثيرة كان يتم حرمانه من الخدمة لستة أشهر على الأقل.
لكن الاستخدام الكثيف للموبايل بين جميع فئات المجتمع ، وتوسيع ظاهرة الخطوط غير الموثقة، مع انتشار نقاط بيع لاتستطيع شركات الاتصالات رقابتها ، تسبب في زيادة الازعاجات ، هذه الظاهرة وارتفاع عدد الشكاوي ضد «المزعجين» دفعت هيئة تنظيم الاتصالات لإطلاق حملات لتوثيق بيانات الخطوط المدفوعة مسبقا، تجنبا للإزعاجات وبالتنسيق مع الشركات التي تبيع هذه الخدمة. 
لكن ما الذي يمكن أن تحمله مكالمات أو» مسجات» من موبايلات أشخاص لانعرفهم ،لا تختار سوى ما بعد منتصف الليل توقيتا لبث سمومها، واختراق خصوصية الغير في أوقات غير ملائمة، برغم أن أرقامهم تظهر في أحيان كثيرة على شاشة الموبايل. 
تبدأ طالبة جامعية بشرح معاناة تصفها بالمريرة استمرت أكثر من شهرين، مع «مسجات» من موبايل لايظهر رقمه ، كانت تصلها كل يوم بذات التوقيت «الثانية صباحا»، بعضها يحمل الغزل والبعض الآخر يطلب إعادة الود المقطوع ، وتقول .. كنت أستيقظ مذعورة ، و تسبب هذا الأمر في إرباك دراستي ، وخوفا من ردود فعل عنيفة من الأسرة ، لم أعلم أحدا بالأمر ، صرت أقوم بمسح هذه «الرسائل « أولا بأول ، ثم قمت بتغيير رقم الموبايل ، ولم أعطه إلا للمقربين.
أما سيدة تجاوزت 55عاما فتقول بأنها تعرضت لمثل هذه المضايقات أكثر من مرة، ومن ذات المتصل ،ورغم قولها له بأنها سيدة كبيرة في السن وعليه أن يخجل ، إلا إنه يستمر في مغازلات وقحة اضطرتها لشتمه وسبه ، فتوقف فترة ثم عاود الاتصال ، مما اضطرها لتقديم شكوى للجهة المعنية ، لكن مايزال ذات الشخص يكرر الاتصال من اكثر من رقم «معلوم «.
و تقول « أخرى « فوجئت بشخص يتصل بي ، ويذكر إسمي مع خطأ بسيط باسم عائلتي ، وبدأ في مغازلة سخيفة، فشتمته وأغلقت الخط ، لكنه وبعد أقل من ساعة عاود الاتصال من رقم آخر دون أن يتحدث ، فأغلقت الموبايل مرة ثانية، ثم اتصل به زوجي وعنفه ، وهدأت الأمور فترة ، إلا أنه عاد للاتصال، فقدمنا شكوى لشركة الاتصالات المعنية ، وبعدها أصبحت ترد مكالمات ومسجات من أرقام مختلفة مسيئة للغاية ربما يكون ذلك الشخص وراءها.
وتضيف موظفة بأن مكالمات لاتختار فترة الا بعد منتصف الليل أرقت نومها ، وتسببت بخلافات زوجية كادت تصل لابغض الحلال، فاضطرت لتغيير رقم الموبايل أكثر من مرة، ورغم ذلك لم تتوقف الازعاجات، سواء كانت اتصالات أم مسجات مسيئة، وتقول بأن من يفعل كل ذلك يستحق أشد العقاب، لأنه يتعمد إفساد حياة الآخرين .
إزعاجات الموبايل لاتستثن الرجال ايضا، ولكن بنسبة أقل بكثير، يقول « ابراهيم « بأنه بين الحين والآخر، تصله «مسجات» من أرقام لايعرفها، وكذلك اتصالات..بعضها يبقي الخط مفتوحا دون كلام، هذا الأمر تسبب بمشاكل بينه وبين زوجته، وعندما يعاود الاتصال لا احد يرد او يغلق الموبايل، اويستمع لجملة» لايمكن الاتصال به»! 
 اما ما يقوله باحثون مختصون فيشير الى ان مايفعله هؤلاء المزعجين جريمة تحمل كثيرا من العنف والقسوة وانتهاك خصوصيات ليست من حقهم ..وأن التصدي لمثل هذا الفعل يجب أن يكون كبيرا بحجمه !!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com