الثلاثاء، 29 مايو 2012

تواصل الأهل مع المدرسة يحفز الطلبة




سوسن مكحل

عمان- يهمل بعض أولياء الأمور حضور الاجتماعات، التي تعقدها مدارس أبنائهم، غير مدركين أهميتها، فهي تحيطهم علماً بمستوى أبنائهم ومعالجة إهمالهم وصقل شخصيتهم، وتصل إلى حد التعرف إلى أصدقائهم.
فالمعلم وحده، قد لا يكون قادراً للتعرف على مشكلات الطلبة ومعالجتها في المرحلة التعليمية المدرسية، وخصوصاً بعد التفات المدارس الخاصة والرسمية، إلى الرابط المهم بين الطلبة وأولياء أمورهم، كعنصر تكميلي للعملية التربوية.
ولأن الهدف من التعليم تشكيل إنسان قادر على التعاطي مع مجتمعه بكافة المجالات، فإن ثالوث التعليم (الطالب، المدرسة، أولياء الأمور)، كلها تشكل عنصراً مهماً بالنسبة إلى العملية التربوية، التي تحتم على كافة المؤسسات التربوية العناية بها.
أم علي (36 عاما) والتي تحرص على حضور اجتماع أولياء الأمور لابنيها علي ومصطفى، تقول "أعتبر أن اجتماعي مع المعلمين والمعلمات، لمعرفة ما يحتاجه ولدي فرصة مميزة، لتشجيعهما نحو الأفضل، إذ جعلتني أتناقش معهم في أمور مختلفة متعلقة بالتعليم".
وتعتبر أم علي، التي عملت بمهنة التدريس لمدة عام ونصف العام، أن أهم ركيزة بالمدارس هي التواصل مع أولياء الأمور لمعرفة ما يحتاجه الأبناء، وما المعوقات التي تعمل على تراجع مستواهم التعليمي.
وتتحدث عن ابنها الكبير علي، الذي سبق وأن تعرض إلى تراجع بسبب مروره بمرحلة المراهقة، والتي تجاوزها بالتنسيق مع المعلمات والمعلمين، "الذين تعاملوا معه بحرص قرب وجهات التواصل بيني وبينه وأسهموا في رفع معنوياته"، وفق قولها.
ويعتبر الخمسيني وحيد عبدالله، أنه قام بتدريس أربعة أبناء بينهم فتاة وتخرج معظمهم في الجامعة، ولم يتذكر أنه استدعي لاجتماع ما، يتعلق بأمور أولاده بالمدرسة أو ما شابه ذلك.
ويضيف أن التواصل مع أولياء الأمور، كان في السابق يندرج ضمن أولويات المدارس الخاصة، وحاليا بدأ يلحظ أن المدارس الحكومية، بدأت تتبع النظام ذاته ولكن بشكل أقل.
ويؤكد عبدالله، الذي يعمل محاسباً في أحد القطاعات الخاصة، أنه لم يكن يسعى للتواصل مع المدرسة لأنها بالمقابل لم تقم بذلك، معتبرا أن المؤسسات التربوية يجب أن تتطور بأدواتها خصوصاً فيما يتعلق بإجتماع أولياء الأمور.
الطالبة في الصف السابع بإحدى المدارس الحكومية زهراء محمد، تشتكي من قلة الاجتماعات التي تعقدها مدرستها الرسمية للتواصل مع الأهل، مبينة أن والدتها تحضر الاجتماع الشهري الوحيد الذي تنظمه المدرسة ويكون في الغالب فاقداً للأهمية بسبب عدم حضور أولياء الأمور.
وتتأمل أن يكون التواصل مستمراً بين مدرستها وأولياء الأمور، لأن ذلك يعمل على تعرف أولياء الأمور بمستوى أبنائهم، إضافة إلى أن الطلبة قد يتلقون دعماً ومساندة فيما إذا كانوا بحاجة إليها من قبل أولياء الأمورعند تعرفهم إلى نقاط ضعف وقوة الأبناء.
من جهتها تقول مديرة مدرسة أم الكثير الثانوية للبنات الدكتورة أمل العلمي بورشيك "إن الحياة تتغير والمناهج تمهيد لمخرجات مستقبلية، وإذا لم يتماش ولي الأمر مع المتطلبات المدرسية، فلن تسير أمور الأبناء بالاتجاه الصحيح".
وتوضح ان الثالوث المهم من (طالب، معلم، ولي أمر)، يعمل على تطوير مهارات أولياء الأمور خصوصاً الأمهات عند التواصل مع وسائل التعلم ومنها الحاسوب والتي يستفيدون منها باجتماعات أولياء الأمور. 
وترى أن قضية اجتماع أولياء الأمور تواجه بمشكلتين معضلتين، أولهما تتمثل في عدم حضورهم لأسباب طارئة، وثانيا تعود إلى عدم وجود مهارات متميزة في إدارة مهارات اجتماع أولياء الأمور.
ومع ذلك فإن بورشيك تؤكد أن الأمر يقع على عاتق مديري المدارس سواء خاصة أو حكومية، لأنهم ينظمون العملية التربوية،  خصوصا فيما يتعلق باجتماع أولياء الأمور، وتدريب المعلمين في إدارة الاجتماعات المتعلقة بالأسرة، لأن ما يعود من أثر لتلك الاجتماعات على الطالب والأهل والمدرسة يعمل على دفع العملية التربوية نحو الأفضل.
وترى بروشيك ان الاجتماعات قد تشعر الأهل بالفخر بسبب سلوكيات أبنائهم، فيعالجون نقاط الضعف إن وجدت، إضافة إلى الدافعية التي سيلقاها الابن من تشجيع والديه، مؤكدة أن المدرسة تستفيد أغلب الأوقات من أمور يتحدث بها الأهل عن أبنائهم، وتأخذ في عين الإعتبار مساعدة الطلبة في التعلم وتوفير الأجواء المناسبة لهم.
الاستشارية التربوية مروة حسن، تشير إلى إن الأسرة تعد الإطار الأساسي للتفاعل بين الوالدين والأبناء، وهي المجتمع الأول الذي يواجه الطفل، ويترك فيه الأثر الاجتماعي الأول، حيث تلعب دوراً أساسياً في تكوين سمات الشخصية للابن، ودوراً مهماً في التوجيه والإرشاد الفكري والثقافي للأبناء، بدافع إيجاد قنوات اتصال دائمة بين المدرسة والمجتمع.
وهنالك الكثير من الأنشطة والبرامج المدرسية، وفق حسن، التي يمكن لأولياء الأمور المشاركة فيها، من أجل توثيق الصلة فيما بينهما، وعليه فقد أنشأت مدارس التربية والتعليم الخاصة والرسمية اجتماعات أولياء الأمور، حيث تعتبر بمثابة الجسر الذي يوصل المدرسة بالمجتمع.
وتبين أن زيارة الأسرة أو أحد أفرادها المدرسة لتتعرف عليها وعلى برامجها، يسهم في تحقيق الرؤى المرجوة من التعليم وأهدافه، إضافة إلى إشعار الابن أن المشكلات التي قد يتعرض لها في مراحل نموه متابعة وتستطيع الأم أو الأب التعامل معها.
وترى أن مديري المدارس ومعلميهم يستطيعون من خلال تلك الاجتماعات أن يقدموا للأهل معلومة يحتاجونها، وتعطيهم الخبرة والمهارة في التعامل السليم مع الأطفال، خاصةً في فترات حاسمة من حياتهم كالمراهقة.
وتحتاج المدرسة بالمقابل، إلى معلومات عن طفولة الابن، وإذا ما مر في ظروف طبيعية أو انفصال بين الأبوين، والتعرف على نمط التربية، كي تتم العلمية التربوية على أكمل وجه، فيتم استثمار عقول الأبناء نحو الأفضل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com