الاثنين، 28 مايو 2012

الكوفية.. تراث يرمز للوطنية العربية



صورة

وليد سليمان - يقال ان الكوفية العربية المرقطة باللونين الاحمر والاسود قد ظهرت في أوائل القرن الماضي بشكل واضح.. وذلك لأنها كانت تصنع في مدينة الكوفة العراقية ولذلك سميت بهذا الاسم!! وأيضاً كانت تصنع في مصانع الموصل في ذلك الزمن القديم.. ومع ذلك فان للكوفية العربية جذوراً أقدم من ذلك فقد كانت معروفة بجانب العمامة كغطاء لرأس الرجل في العهود الاسلامية الاولى وما قبل ذلك أيام الجاهلية.. رغم أنها لم تكن مرقطة وكان البعض من الرجال يستخدم معها رباطاً حول الرأس أشبه بالعقال الاسود المعروف هذه الايام.
وعندما دخل الاستعمار البريطاني الى العراق أخذت بريطانيا بمنافسة المصانع العراقية لانتاج كوفيات زهيدة الثمن لتقتل الصناعة العربية.. وبجانب ذلك صنعت المصانع البريطانية والسويسرية كوفيات فخمة ومرتفعة الثمن أيضاً.. وفيما بعد دخل على خط صناعة الكوفيات العربية دول أجنبية أخرى في العقود الماضية مثل كوريا واليابان والصين.. رغم تواجد بعض المصانع القليلة العربية لصنع قماش الكوفيات في سوريا والاردن.. الخ.

أسماء وألوان
أما عن أسماء الكوفية العربية فهي متعددة منها مثلاً: الكوفية, الكفية, الشماغ, اليشماغ, الحطة, السلك, الهاشمية, الغترة.. الخ.
وألوان الكوفية عديدة جداً لكن أشهرها الكوفية الحمراء أو المرقطة بالشبك الاحمر, ثم المرقطة بالشبك الأسود, ثم الازرق ثم الكوفية البيضاء الخفيفة القماش, ثم ذات اللون البيج ثم البنية اللون' ثم وقد ظهرت حديثاً كموضة ما بين الشباب والشابات العرب وحتى في بعض الدول الاجنبية أيضاً كرمز وطني للعروبة وفلسطين.. أو كمجرد موضة دون رمزها السياسي مثلاً.
وقد ظهرت حديثاً كوفيات كموضة خاصة للشباب والشابات وهي عبارة عن شال أو لفحة للعنق أو لوضعها على الاكتاف, أو لعمل ثوب نسائي منها أو لوحات فنية تشكيلية توضع على الجدران وذلك بعدة ألوان مستحدثة منها الأصفر والأخضر والبني والأزرق وجميعها مرقطة بالشبك أو المربعات.

بلاد الكوفيات
وتنتشر الكوفية حيث يرتديها الرجال وبعض النساء القلائل على الرؤوس في كل من الدول التالية: السعودية ودول الخليج العربي والاردن وفلسطين وسوريا واليمن والعراق ولدى الاكراد.. ثم في مناطق أخرى وان كان بدرجة أقل مثل: مصر وليبيا وباكستان والسودان.

الكوفية في الاردن
وعندنا في الاردن فان قبائل البدو وعائلات الفلاحين وقلة من سكان المدن هم الذين ما زالوا يحافظون على هذا التقليد التراثي بحرصهم على ارتداء الانواع الشهيرة من الكوفيات سواء كان الفصل صيفاً حاراً أم شتاءً بارداً وقد وصل الامر بمرتدي الكوفيات في الاردن الى حرص اجتماعي بالتزام لبس الكوفية مع وضع العقال الاسود فوقها لتثبيتها ولاعطائها مظهراً جمالياً.
حتى يشعر بعض هؤلاء الملتزمين بارتداء الكوفية بعيب أو ارتكاب خطأ فيما لو أنهم خرجوا ذات مرة من بيوتهم دون الكوفية على رؤوسهم وبالذات كبار السن والشيوخ والوجهاء, وتنتشر في الاردن وبدرجة كبيرة الكوفية الحمراء المرقطة .. ثم باقي الالوان بدرجات أقل.

رمز أردني
هذا وقد جرت العادة في بلدنا الاردن ان يرتدي رجال أمن البادية الكوفية الحمراء لما لها من مشهد جمالي وتراثي ووطني بارز ولأسباب صحية لحماية رؤوسهم من الحر والبرد في البادية.. وكذلك وفي خمسينات وستينات القرن الماضي كان الجيش الاردني يرتدي تلك الكوفية رمزاً للبطولة والشجاعة المشهور بها.
وتتميز الكوفية الاردنية انها ذات مواصفات فيها الجمال والاناقة حيث يتضح ذلك من الشراشيب والاهداب التي تزين محيطها المربع, او المثلث عن ارتداء الكوفية فوق الرأس.. حتى أن العديد من مواطني دول الخليج وعند زيارتهم للأردن يعجبون بها فيقومون بشراء كميات منها لاستعمالهم الشخصي.. وذلك لأن زخارف تلك الشراشيب مشغولة يدوياً بأيدي النساء الأردنيات اللواتي يتنافس في ايداعها وتطويرها.

ربع الكفافي الحمر
وبسبب هذا الاهتمام والاعتزاز, بكوفيتنا الاردنية الحمراء ومن يرتديها من رجال البادية والجيش وبعض الرجال الآخرين فقد ظهرت قيماً أغنية شعبية وطنية جميلة تشير الى الكوفية بكل فخر واعتزاز ومنها مثلاً ما غناه المطرب الشعبي المرحوم عبده موسى حيث يقول:
حيهم جنود الوطن.
حيهم جنود حسين.
ربع الكفافي الحمر.
والعقل مياله.

الكوفية في فلسطين
وعن ظهور الكوفية العربية عبر التاريخ الحديث فانه من المعروف ان العرب عندما ارادوا التحرر من ظلم واستبداد الاتراك العثمانيين فانهم تمردوا حتى على أزياء الاتراك ومنها الطربوش الاحمر حيث استبدلوه بالكوفية وذلك تمييزاً عنهم.. وكذلك حتى يخفي المجاهدون العرب والمناضلون الفلسطينيون ملامح وجوههم عن المستعمر الانجليزي والفرنسي في كل من سوريا وفلسطين وبالذات منذ ثورة 1936 الشهيرة في فلسطين.. لذلك حاول الانجليز منع ارتداء تلك الكوفية.. الا ان العرب جميعهم في تللك البلاد ساهموا في التمويه عن المجاهدين بان لبسوا تلك الكوفية حتى يصبح من الصعب القاء القبض على كل من يرتدي تلك الكوفية!! وقد اشتهرت الكوفية المرقطة بالمساحات الصغيرة السوداء كثيراً في العراق وسوريا ثم فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com