الجمعة، 25 مايو 2012

الإدمان أحد أكثر المشاكل الاجتماعية انتشارا




عمان-الغد- سوء استعمال أي مادة وما تؤدي إليه من حالات إدمان على التعاطي هي أحد أكثر المشاكل الاجتماعية انتشارا في مجتمعات العالم، ينفق عليها العالم مبالغ طائلة ويسخرون لمحاربتها كل الجهود والطاقات..، لكن بعض الآباء في مجتمعنا الأردني والعربي يحاولون التغاضي عن الحديث مع أبنائهم حول هذا الموضوع، فيكون تدني مستوى الوعي لدى الشباب حول مخاطر تجربة المواد المخدرة وسوء استعمالها ومن ثم الإدمان عليها وما يرافق ذلك من آثار مدمرة هو النتيجة المتوقعة..، ومن هذا المنطلق كانت فكرة موضوعنا اليوم، ذلك أنه حتى يكون الأب قادرا على التحدث مع ابنه المراهق أو الشاب حول موضوع سوء استعمال المواد والإدمان عليها يجب عليه أن يكون هو ذاته ملما بجملة قواعد ومعلومات علمية أساسية في الموضوع. 
تعريف إساءة استعمال المادة أو الدواء
إساءة استعمال المادة او الدواء: هوالاستخدام المتكرر لأي مادة سواء أكانت مشروعة أم غير مشروعة ضمن وصفة طبية أو بدون وصفة طبية بكمية وطريقة غير صحيحة ولهدف غير الذي وجدت من أجله مثل تغيير المزاج والشعور بالنشوة.
ما هو الإدمان؟ 
الإدمان هو اعتماد الإنسان على استخدام مادة من المواد مثل السجائر أو المخدرات أو المشروبات الكحولية إلى الحد الذي يلحق الضرر بجسمه، حيث يصبح غير قادر على تركها بمفرده بالرغم من علمه بأضرارها ورغبته بالإقلاع عنها.
مواد يساء استعمالها
• المخدرات وهي مجموعة من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، يحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها أو استعمالها إلا لأغراض أو من قبل أشخاص يحددها أو يبيح لهم القانون ذلك، سواء أكانت تلك المخدرات طبيعية كتلك التي تحتوي أوراق نباتها وأزهارها وثمارها على المادة الفعالة المخدرة مثل الماريجوانا و الحشيش، أو مصنعة من المخدرات الطبيعية التي تعرف بمشتقات المادة المخدرة، أو مخلقة وهي مادة صناعية لا يدخل في صناعتها وتركيبها أي نوع من أنواع المخدرات الطبيعية أو مشتقاتها المصنعة ولكن لها خواص وتأثير المادة المخدرة الطبيعية، ومنها:
• الأدوية المثبطة والمهدئة مثل البنزوديازيبينات. 
• المواد المستعملة في التخدير مثل الكيتامين. 
• المواد المهلوسة مثل الميسالين.
• المنشطات مثل الأمفيتامين والكوكايين والنيكوتين. 
• مواد مستنشقة مثل: مزيل طلاء الأظافر والتنر واللاصق والدهان وسبراي الشعر ويكتسب هذا النوع اهمية خاصة لسهولة الحصول عليه ورخص ثمنه ولما يحدثه من ضرر على الدماغ والرئة والقلب.
• الكورتيزونات البنائية (ِAnabolic steroids).
• التدخين والكحول.
- تعتبر الأدوية التي تكتب من خلال الوصفات الطبية من أكثر المواد التي يساء استعمالها، وأهم هذه الأدوية مسكنات الألم المخدرة، ادوية علاج القلق، ادوية علاج الاكتئاب والادوية المهدئة. 
مضاعفات الإدمان ومخاطره
يؤدي سوء استعمال المواد المتكرر إلى الإدمان كما هي الحال بالنسبة للتدخين ويعرف الإدمان بأنه الحاجة الإجبارية والخارجة عن إرادة وسيطرة الشخص للمادة بين الحين والآخر لما تحدثه من تأثير على الدماغ والسلوك.
كما يؤدي سوء استعمال المادة او الدواء الى عبء مالي كبير على المجتمع يتمثل في نقص إنتاجية الافراد وزيادة مصاريف الرعاية الصحية بالاضافة الى مصاريف مكافحة ومنع تدفق هذه المواد إلى البلاد. أما العبء الاجتماعي فيتمثل في التشرد وزيادة معدلات الجريمة والإباحة الجنسية ومشكلة العناية بأطفال الأمهات المدمنات، وهناك العبء الصحي المتمثل في زيادة نسبة الإصابة بكثير من الأمراض الخطيرة مثل الايدز والتهاب الكبد الوبائي وأحيانا الوفاة نتيجة الزيادة في الجرعة التي يتم تعاطيها.
ويمكن إجمال مضاعفات الإدمان ومخاطره بما يلي:
أولاً: المخاطر الصحية الناتجة عن الإدمان، وتشمل ما يلي:
• الآثار الظاهرة على الجلد في مواضع حقن إبر المخدرات؛ فتتغير صبغة الجلد عند موضع الحقن ويحصل التجلط الدموي في الأوردة الدموية المحيطة، ناهيك عن الالتهاب الجلدي والتهاب الأوردة وتلف الأنسجة.
• الالتهابات الجرثومية المتعددة الحاصلة نتيجة تدني مستوى المناعة للمدمن وعدم التزامه بالقواعد الصحية الأساسية، ومن أهمها: تسمم جرثومي بالدم، والتهابات أغشية القلب والصدر والعظام والعيون.
• انتقال الالتهابات الفيروسية شديدة الخطورة مثل التهابات الكبد الوبائية B و C ومرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) بين المدمنين؛ لاستخدامهم إبر الحقن الملوثة. 
• الأمراض النفسية المتعدد التي منها الاكتئاب والهلوسات والعصبية الناتجة عن تلف الأعصاب أو التهاب خلايا الدماغ.
• سوء التغذية نتيجة إهمال المدمن تناول الطعام.
ثانياً: المخاطر الاجتماعية المصاحبة للإدمان، وتشمل ما يلي:
• الانحراف ورفقة أصدقاء السوء.
• ضعف الروابط الاجتماعية والأسرية لدى المدمن.
• فقدان المدمن عمله وتدني تحصيله العلمي. 
• مشاكل مادية تحدث نتيجة صرف المدمن لعائداته المادية على المخدر، بالإضافة إلى تدني قدرته على العمل والإنتاج. 
• قيام العديد من المدمنين بالنشاطات الإجرامية في محاولة منهم لتوفير المال اللازم لتغطية نفقاتهم على المخدر. 
الأعراض الانسحابية للإدمان
من أعراض الإدمان الانسحابية ما يلي:
هناك أعراض تبدأ بعد 12 ساعة من توقف التعاطي، تصل ذروتها بعد 36-72 ساعة من التوقف عن تناول المخدر، وتشمل:
• التوتر والعصبية. 
• التهيج. 
• الرعشة والرجفة. 
• التعرق الكثيف. 
• فقدان الشهية.
• الشعور بالدوار والرغبة بالتقيؤ. 
• الرشح.
• التعب والأرق. 
• آلام عضلية وتشنجات. 
• تقلصات معوية. 
• إسهال. 
وهناك أعراض تظهر بعد مرور 2 إلى 3 شهور:
• التوتر والتهيج.
• الاكتئاب. 
• الأرق وعدم القدرة على النوم.
أهمية الحوار لتعزيز القيم الايجابية
يلعب التأثير السيئ من الزملاء والأصدقاء دورا كبيرا في دخول الكثيرين إلى عالم الإدمان ولذا فإنَ مواجهة هذا الضغط من الزملاء يكمن في تنمية ثقة الأطفال والشباب بأنفسهم وتنمية قدراتهم على التمييز بين الخطأ والصواب تبعا لمعتقداتهم الأمر الذي يتأتى من خلال الحوار داخل الأسرة وفي المدرسة من خلال الحوار مع المعلم والمرشد الاجتماعي.
وللحد من التأثير السلبي للضغوطات المجتمعية على الشباب والمراهقين يجب على المجتمع تبني الاستراتيجيات الآتية:  
• التخلي عن الاعتقاد بأن جميع الضغوطات سلبية فهنالك الكثير من الجوانب الإيجابية في تفاعل الشاب مع مجتمعه بشكل إيجابي.
• تنمية قدرة مؤسسات المجتمع كالنوادي والمدارس على تعزيز احترام الفرد لذاته ليكون عضوا فاعلا ويساهم في التاثير الايجابي في المجتمع.
• مراقبة صرف الشباب للمال فوجود المال الوفير بين أيدي الشباب يساعد على التجاوب مع الضغوطات.
• التركيز على البرامج الموجهة للآباء حول كيفية التعامل مع الأبناء خاصة في سن الطفولة والمراهقة و الشباب. وتأثير الأصدقاء في أبنائهم .
• إنشاء برامج تتعلق في التعامل مع الأطفال الذين لديهم مهارات اجتماعية ضعيفة او لديهم سلوك عدواني وتعريفهم بالضغوطات السلبية حتى يتمكنوا من تلافيها.
• تشجيع الشباب على إقامة العلاقات الاجتماعية بين الأعراق والأديان المختلفة ما يعزز مفهوم التنوع لدى الاطفال و الشباب.
علاج الإدمان
أولاً وقبل كل شيء يجب أن يعي الجميع بأن القانون الأردني لا يعاقب مدمن المخدرات في حال توجهه إلى الأجهزة الأمنية أو مراكز التأهيل طلباً للمعونة للتخلص من هذه الآفة، وأن أجهزتنا الأمنية ملتزمة بذلك بشكل تام؛ فهي لا تستجوب المدمن الذي يتقدم بطلب المعونة ولا تعامله إلا كمريض، لذا يجب ألا يضع المدمن الذي يريد العلاج العقاب القانوني حجر عثرة في طريقه نحو بر الأمان لعلاج الإدمان. 
أما عن رحلة العلاج فهي تبدأ من المدمن ذاته الذي يجب أن يتحلى بالإرادة الصادقة ويتوجه إلى الطبيب الذي سوف يرشده إلى مركز تأهيل ومعالجة المدمنين، وتشمل رحلة الشفاء من الإدمان ما يلي:
1 - العلاج الكيميائي الذي يهدف إلى التخفيف من الأعراض الانسحابية للمخدرات.
2 - العلاج النفسي الذي يهدف إلى استكشاف أسباب المشكلة والوصول إلى أعماق شخصية المدمن ومحاولة علاج المشكلة من جذورها.
3- محاورة المريض ومناقشته الماضي ودعمه نفسيا وتدريبه على مواجهة المشاكل من خلال برامج تأهيلية خاصة.
4- تعريف المريض على جماعات أصدقاء المرضى، الذين هم أصلا مرضى آخرون يكون وجودهم مع المرضى في مرحلة النقاهة هاما حتى يعطوهم الدعم النفسي والخبرة اللازمة لمساعدتهم في مرحلة النقاهة ومنحهم الأمل بالشفاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com