السبت، 5 مايو 2012

جسم مضاد يشفي من السرطان




عمان-  اكتشفت دراسة حديثة قادها باحثون من كلية الطب في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة أن جسما مضادا معينا أدى، عندما استخدم كعلاج للسرطان، إلى انكماش أو حتى اختفاء سبعة أنواع مختلفة من سرطانات بشرية زرعت في أجسام فئران للتمكن من إجراء الدراسة المذكورة عليها، غير أن الباحثين متحمسون للبدء باستخدام الجسم المضاد المذكور على البشر، الأمر الذي من المفترض أن يجرى خلال العامين المقبلين. وهذا وفق ما ذكره موقع www.sciencedaily.com الذي أشار إلى أن هذه السرطانات هي سرطان الدماغ والقولون والكبد والمثانة والبروستات (غدة الموثة) والثدي والمبيض.
وقد عرف موقع about.com الأجسام المضادة بأنها جيش من البروتينات التي تتواجد في الدم، حيث تقوم هذه الأجسام بحماية الجسد عبر اكتشاف وتدمير ما يهاجمه من غزاة، كالبكتيريا والفايروسات وغيرها.
وأشار الباحثون إلى أن الجسم المضاد المذكور يعمل عبر حصر بروتين معين يحمل الرمزCD47، والذي يقوم بإرسال الإشارات التي تستخدمها الخلايا السرطانية لمنع خلايا البلعمة macrophages وغيرها من خلايا جهاز المناعة من التهامها.
وقد عرف موقع http://www.se77ah.co ‏خلايا البلعمة بأنها خلايا كبيرة تلتهم الأجسام الغريبة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا أول علاج يستهدف أشكالا متعددة من الأورام الصلبة بالأجسام المضادة.
وفضلا عما أدى إليه هذا العلاج من انكماش للأورام السرطانية، فقد نجم عنه أيضا في بعض الحالات، وبشكل واضح، انخفاض في قدرتها على الانتشار إلى أماكن أخرى في جسم الفئران، كما وقد شفيت بعض الحالات تماما.
وقد ذكر بروفيسور علم الأمراض، الدكتور إرفينغ وايسمان، أن البروتين المذكور يعد هدفا واعدا لعلاج السرطانات التي تصيب البشر.
أما الدكتور روبرت واينبيرغ، وهو بروفيسور قسم الأحياء في مؤسسة الأبحاث الطبية الحيوية في الولايات المتحدة، فعلى الرغم من أنه لم يكن من القائمين على الدراسة المذكورة، إلا أنه وصف هذه النتائج بأنها مثيرة وستبعث انطلاقة عالمية لترجمتها على أرض الواقع. وأضاف أن حشد جهاز المناعة لمهاجمة الأورام الصلبة لطالما كان هدفا للعديد من الأبحاث التي أجريت خلال العقود الماضية.
ومن الجدير بالذكر أن البروفيسور وايسمان وزملاءه قد وجدوا أيضا في أبحاث سابقة أن هناك أنواعا أخرى من الخلايا السرطانية تحمل البروتين المذكور، من ضمنها سرطان الدم والسرطان الليمفاوي، حيث أنهم قد وجدوا حينها أن إعطاء الفئران المصابة بالسرطان الليمفاوي من نوع اللاهدجكينز جسما مضادا لحصر البروتين المذكور، بالإضافة إلى مادة تعزز من قدرة خلايا البلعمة على القتل، أدى إلى شفاء بعض الحالات. أما ما لم يكن معروفا في ذلك الوقت
لدى الباحثين، فهو أن هذه الآلية تستخدمها أيضا سرطانات أخرى، ما يجعل هذا أسلوبا علاجيا فعالا للعديد من السرطانات التي تصيب البشر.
ويذكر أن الدراسة الحديثة المشار إليها شارك بها أطباء من اختصاصات متعددة متعلقة بالسرطان، وذلك لجمع عينات من مجموعة واسعة من السرطانات البشرية.
أما ما توصل إليه الباحثون، فهو أن معظم الخلايا السرطانية التي تم اختبارها كانت تحمل البروتين المذكور بقوة تزيد بنحو ثلاثة أضعاف عن ما هو الحال لدى الخلايا السليمة.
ومن الجدير بالذكر أن الباحثين قاموا بزرع العينات في أجساد الفئران المعدة للتجربة بمجرد حصولهم على العينات من البشر، حيث قاموا بزرعها في الأماكن المرادفة لها في أجسام الفئران.
وبعد ذلك بأسبوعين، بدأ الباحثون باستخدام الجسم المضاد المذكور الذي يحصر البروتين CD47 لعلاج الفئران. وبعد أسابيع، لاحظ الباحثون أن الأورام بدأت تنكمش، كما واختفت تماما في بعض الحالات.
وعلى الرغم من هذه النتائج التي تدعو إلى التفاؤل، إلا أن هذا العلاج لم ينجح مع بعض الحالات،‎ ‎ما دعى البروفيسور وايسمان إلى أن يشير إلى أنه ما يزال هناك المزيد من الأمور التي يجب تعلمها.
ومن الجدير بالذكر أنه من المحتمل أن القيام بتقليص حجم الورم بداية بالجراحة أو العلاج الإشعاعي، ثم إتباع ذلك بالعلاج بالجسم المضاد المذكور، أو تدعيم هذا الجسم المضاد بجسم مضاد آخر لحث خلايا جهاز المناعة على قتل الخلايا السرطانية قد يساعد في العلاج.


ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني /وكاتبة تقارير طبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com