الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

FW: [Oracle DBA Encyclopedia] محمد ضياء الدين .. مطرب الأطفال ظاهرة لم تتكرر



صورة

من طبيعة الانسان ،نسيان اغلب ما يمر على حياته من مثيرات وحواس ، ربما كانت تدغدغ مشاعره وابداعاته او شكلت شخصيتة العاطفية او الانسانية والحضارية .
..و الغناء العربى الحديث و القديم ، تكون من استعراض وأداء ألحان مختلفة ومقامات موسيقية تنوعت عبر شخصيات الغناء العربي ورموزه في مجالات الغناء والتلحين والتوزيع والموشحات ومختلف الاشكال الموسيقية الشرقية والعربية الاسلامية.
 ان ان البحث في المنسي من تراث الاغنية العربي ، هو نبش في القوالب الغنائية القديمة، التي باتت مع جهود مبدعيها منسية الى حد ما .
 الباحث والكاتب «زياد عساف» ظل يقلب ما نسي من الرموز والاغاني والحكايات وخص « ابواب - الراي « بثمرات جهودة التي تنشرها منجمة كل ثلاثاء في هذا المكان من الملحق حيث سيتم طباعته على اجزاء في القاهرة. لقد ارتقى الغناء العربي مع ظهور الحركة القومية العربية فى مواجهة الثقافة التركية السائدة على يد الشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب وعبده الحامولى ومحمد عثمان ، ، عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وطروب وفيروز وام كلثوم كما لحن وابدع جماليات حياتنا وفنوننا امثال: سلامة حجازى وابراهيم القبانى وداود حسنى وأبو العلا محمد وسيد الصفتى محمدالقصبجى وسيد درويش وزكريا أحمد ومحمود صبح ومحمد عبد الوهاب،ورياض البندك وجميل العاص ومحمد القبنجي وغيرهم كثر.

زياد عسافباحث متخصص بالموسيقى والسينما وأدب الطفل
 محمد ضياء الدين مطرب وملحن سوري الاصل، تربع على عرش اغنية الطفل في مرحلة الستينات ولغاية اواخر السبعينات، ومع كل الاغنيات التي قدمت في السابق للاطفال ولغاية الآن بقيت اغنية «البالونة» اشهر اغنية في عالم الطفولة وعند مشاهدتها في التلفزيون ورغم ضعف امكانيات التصوير وبساطة الديكور ظلت راسخة في الاذهان حتى الان وحتى كفيديو كليب تعتبر جميلة قياسا بما يقدم حاليا.
 كثيرة ؛ الاسباب التي جعلت هذه الاغنية ناجحة، فلقد كان اسلوب ضياء الدين في اغنياته يعتمد على الحوار مع الاطفال ضمن الاغنية والطفل هنا يبدي رأيه في الموضوع واكثر من ذلك انه يحاور ويعطي رأيه كما في هذه الاغنية «البالونة» والتي هي عبارة عن حوار بين أب وطفلته، هو يحاول ان يقنعها بشراء بالونة لها بدل تلك التي «اتفرقعت» والطفلة تصر ان تشتريها من مصروفها الذي تدخره «بالحصالة» لكي توفر عليه المصاريف وتنجح في اقناعه أخيرا.

«إضحك... إضحك»
في اغنية «اضحك... اضحك» التي تعتبر نقلة مهمة في اغنية الطفل، حيث الاب هنا هو من يستشير ابنته ويأخذ رأيها «ماذا يفعل لو ان صديقه نرفزه»وضايقه... فتعطيه ابنته الحل «اضحك... اضحك» وهذه نماذج تفسر سبب نجاح هذا النوع من الغناء، فالطفل شعر بأهميته ودوره في المشاركةمما يساهم في بناء شخصيه مستقله تعتمد على نفسها .
وهذا ينطبق على باقي الاغنيات مثل «أ ب ت ث» وهي على شكل حوار بين الاستاذ والتلاميذ وهو يعلمهم الحروف الابجدية وتشكيل الكلمات واغنية الثعلب فات والتي هي حالة مشاركه من قبل الاب والام في اللعب مع اطفالهم وفي اغنية «ليلى والذئب « يقلد ضياء الدين صوت الذئب في الحوار الغنائي والتقليد بشكل عام هي من طبيعة الاطفال وتساهم في تنمية الخيال لديهم ،وللاسف هذا اللون من الغناء اختفى تقريبا باستثناء تجارب قليله.

 البدايات
بداية محمد ضياء المولود في دمشق 1933، كانت مع الأغنية العاطفية، شارك في برنامج «ركن الطلبة» الذي كان يقدمه المذيع السوري عبدالهادي البكار في أغنية «س.ع» وفي منتصف الخمسينات قدم في اذاعة دمشق اغنيته الشهيرة «مهلك .. مهلك» ولاقت نجاحاً ملفتاً وقتها.
ضياء الدين هو اول من قدم الاغنية الثنائية في سوريا والتي احبها الناس في مصر كثيراً، حيث شكل مع زوجته المطربة السورية «ندى» الثنائي الشهير الذي عرف ب «ضياء وندى».
 في نهاية الخمسينات اقام وزوجته في القاهرة واثبت حضوره في الوسط الفني هناك.
قدّم ألحاناً لكبار المطربين، وتأثر وقتها بمدرسة محمد الموجي وكمال الطويل فغنت له شريفة فاضل من الحانه اغنية «سنية» ولحن لشادية «انا اترجاه « و»كلك حنيه و « بس بس نو».
استطاع ضياء الدين تقديم الحانه لممثلين، اصواتهم لا تصلح للغناء حيث تم تطويع اصواتهم بألحانه، فلقد غنى له يوسف وهبي، ولحن للممثل القدير حسين رياض اغنية للأطفال بعنوان «جدو جدو يا احسن جد» بمشاركة مجموعة من الصغار وسجلها للاذاعة وقتها وكانت وما زالت اغنية جميلة بحق.

 أزمة اغنية الطفل في الوطن العربي
كثيرة هي العقبات التي تواجه اغنية الطفل في منطقتنا العربية، اولها صعوبة ان تراعي الاغنية الحالة المزاجية للطفل، فهو صاحب مزاج متقلب، حالته المزاجية في الصباح تختلف عنها في المساء، ولحظة الذهاب للمدرسة تختلف عنها بعد العودة، وقبل النوم غير ما بعد النوم، فالأغنية التي يسمعها في وقت ما لا تناسبه في وقت آخر ولا توجد اغنية سحرية تعالج هذه الحالة.
ولا يوجد حل سوى تنوع الافكار والمواضيع المطروحه في اغنية الطفل ، وأن تراعي المحطات الفضائية التلفزيونية والاذاعية هذه الظاهرة، والعودة الى تراث اغاني الاطفال في الدول العربية والتي راعت الكثير من المواضيع في اغنياتها، كالأغاني عند ولادة الطفل، والطهور والنوم والحمام واغاني الالعاب في الساحات مثل «طاق .. طاق .. طاقية» «رن .. رن يا جرس» في فلكلور بلاد الشام وفي مصر توجد اغاني «السبوع «للطفل مثل اغنية «برجالاتك» وهي من التراث المصري وغنتها شادية في احد افلامها .
ومن أسباب ازمة اغنية الطفل ايضاً، اعتماد اغلب ما يُغنى على الموعظة المباشرة والتلقين والحفظ سواء كان في الأغنية التعليمية او الدينية او اغاني الألعاب، واغلب ما يقدم في الفضائيات اغاني لا تنمي الخيال والتفكير والاستقراء، ولمحمد ضياء الدين اغنية تعتبر مثالاً لهذه الفكرة.
ففي اغنية «اش اش .. للعصفورة حنبني عش» ، يشارك ضياء الدين مع الاطفال بجمع «القش» لبناء عش للعصفورة التي لا تجد مسكناً.. هنا طرحت المشكلة، وكان الحل بفكرة تعاون الجميع ببناء سكن وعش للعصفوره، التطور التكنولوجي كثيراً ما ساهم بشكل سلبي، في الاغنية حيث وظفت الصورة والفيديو كليب بشكل خاطئ يحد من خيال الاطفال.

 أهمية الأغنية 
بالنسبة للطفل 
اساس بناء عقل الطفل ليكون مبدعاً وخلاّقاً يجب ان يؤسس على التحليل والخيال، وكون مناهج التعليم في معظم البلدان العربية تعتمد على التلقين كما ذكرنا وغاب عنها الخيال الذي هو اساس الابداع، تاتي الاغنية هنا المفعمة بالخيال لتعوض هذا النقص في المناهج الدراسية، الاغنية هنا عبارة عن صوت منظم وموزع بنسب ومقاييس ثابتة، ومجرد تعود اذن الطفل على هذا التناغم يجعله يعيش حالة من الانسجام والتنظيم فيتعود احساسه على تقبل كل ما هو متناسق ومريح ان كان في الاصوات او الصورة او الاضاءة وينفر من كل ما هو فوضوي ،ان كان صوت مزعجا او حتى مشهد شخص يلقي ورقة في الشارع، في هذه الحالة تكون هذه شخصية مهذبة لطيفة وبناءة في مجتمعها في المستقبل.

«تجربة محمد ضياء الدين
 ومحمد فوزي في اغنية الطفل»
 
استفاد محمد ضياء الدين كثيرا من تجربة محمد فوزي في اغاني الاطفال، وبذل مجهودا كبيرا اثناء تواجده في مصر ليثبت حضوره في هذا المجال، وقدم الكثير من اغاني الاطفال وقتها والتي اثرت الاذاعة والتلفزيون ونالت شهرة وقتها مثل «اتفرج يا سلام، قطتي لولو، ست الحبايب».
لمحمد فوزي اغنيتان شهيرتان للاطفال «ذهب الليل» و اغنية «ماما زمانها جايه» التي كتبها حسين السيد، وتم تصويرها سينمائياً.
واشتهرت اغاني محمد فوزي في جميع انحاء الوطن العربي، ولكنه توفي في سن صغيرة حالت دون تلحينه اغاني اخرى من هذا اللون والتي كانت من الممكن ان تثري المكتبة الغنائية العربية، وبعد فوزي تابع ضياء الدين المسيرة وبقي هو الاوحد تقريبا في هذا المجال حتى اواخر السبعينيات، وان كانت اغانيه تتسم بالكثرة والتنوع ،الا ان معظمها لاطفال في سن السادسة وما فوق، حيث نادرا ما نجد اغاني لاطفال باعمار شهور او سنة او سنتين، مثل اغاني هدهدة الطفل التي تغنى له كي ينام باستثناء اغنية واحدة لفيروز غنتها في فيلم «بنت الحارس» في اواخر الستينات والتي غنتها لابنتها ريما في الحقيقه في الفيلم فكان صدق الأداء واضحا وهي تدندن لها «يا الله تنام ريما.. ياالله يجيها النوم..يا الله تحب الصلاة .. يا الله تحب الصوم» واغنية اخرى غنتها اميمة خليل «نامي نامي يا صغيري» من الحان مارسيل خليفة.

«اغاني الاطفال لمطربين عرب»
من الاغاني الاذاعية المصرية الشهيرة التي احبها الاطفال والكبار ايضا اغنية «الداندورما» وهي «البوظة او الآيس كريم» والتي تقول كلماتها «دوق.. دوق .. الداندورما.. معموله بذوق بايدين توفيق الداندورما».. ومن المطربين النجوم غنت صباح «حبيبة امها..» وشادية «سيد الحبايب» ومن اهم اعمال اغاني الاطفال «الليلة الكبيرة» من تلحين سيد مكاوي وغناء مجموعة من نجوم الطرب مثل: محمد رشدي، وشفيق جلال، وعصمت عبدالعليم،وشافيه احمد، وكان كورال الاطفال المشارك في الاغنية من اطفال عاديين من حارة الناصرية في السيدة زينب في القاهرة، واغنية» توت.. توت.. قطر زغنطوط» لعبدالمنعم مدبولي وهدى سلطان في بداية الثمانينيات في مسلسل «لا يا ابنتي العزيزة» وصفاء ابو السعود «في الكتب قرينا»، و»اهلا بالعيد».
وقدمت عفاف راضي مجموعة من اغاني الاطفال «يا للاه بينا»، و»الشاطر شريف»، ونيللي» كان في فراشه» و»كان عندي بغبغان»، لوردة الجزائرية في مسلسل «اوراق الورد» في اواخر السبعينيات.
سيد الملاح اغنية «ابريق الشاي» ومحمد ثروت «جدو علي»، وسعاد حسني «البنات البنات».. من مسلسل «هو وهي» وليلى نظمي «نونو يا نونو»، وغنى الممثل محمود ياسين «حلوة يا زوبه» في مسلسل «غدا تتفتح الزهور» ونجاة الصغيرة» يا اعز الحبايب» من فيلم ابنتي العزيزة، والممثل والمغني اللبناني «شوشو»، «الف با بوبايه» والطفلة آنذاك ريمي بندلي قدمت عمل مسرحي غنائي للاطفال في اواسط الثمانينيات والذي عُرض على مسرح قصر الثقافة في عمان.
وفي السينما قدم دريد لحام فيلم «كفرون» الذي تخللته مجموعة من اغاني الاطفال، وفي فيلم «قمر الزمان» لنجلاء فتحي تم توظيف اغاني عرائس الاطفال في هذا الفيلم.

 ضياء الدين 
في التلفزيون الاردني
عُرضت لمحمد ضياء الدين عدة برامج للاطفال في التلفزيون الاردني ،منها «حكاية كل يوم» و»محكمة الاطفال» وكثير من الاغاني التي تم تسجيلها في التفلزيون الاردني حيث كان ضياء الدين كثير التواجد في عمان لتصوير اعماله ونأمل اعادة عرض هذه الاغاني باستمرار فهي كنوز لا تعوض وصالحة للعرض في كل زمان ومكان وسابقة لزمنها في الكلمة واللحن والموسيقى والاداء.
توفي محمد ضياء الدين في عام 78، وكان دائما مجدا في تقديم اغنية ملائمة للطفل والتي اعتبرها رسالته في الحياة، فقدم الفكرة والبهجة والفرح للاطفال فاستحق بجدارة ،ان يكون مطرب الاطفال ولغاية هذه الايام لم يأت من يسد الفراغ الذي احدثه غيابه.


--
Posted By ayman.rayyan to Oracle DBA Encyclopedia at 9/11/2012 10:02:00 AM

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com