الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

صبا مبارك: لا أهتم بالقشور ولم ألهث وراء الشهرة

صورة

اعترفت الممثلة الأردنية صبا مبارك بأن دورها الذي أدته في الفيلم السينمائي «مملكة النمل» جرحها وعذبها على السواء كونه حمل في طياته لحظات أدهشتها على المستوى الإنساني معتبرة أنها شاركت في ولادته لحظة بلحظة أي منذ أن نبتت نواته في أفكار المخرج «شوقي الماجري زوجها السابق» حتى تنفيذه مشيرة إلى أنها شعرت بمرحلة من مراحل تمثيله بأنها تلقت الجرعة مرتين مرة على الورق ومرة في الحقيقة الأمر الذي جعلها تشعر أحيانا بعدم قدرتها على تحمل واقع مرير إلى هذه الدرجة ينكره البعض لأنه تائه ومشغول بأمور أخرى تافهة. وأضافت : «لقد عشت الفكرة ولكني صدمت بقساوة واقعها فالفيلم كما تعلمون يحكي قصة معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة المحتل اليهودي لأرضه والمرأة الفلسطينية لعبت دورا فعالا فكانت عظيمة في هذا الإطار لأنها في غياب زوجها المقاوم كان عليها لعب عدة أدوار في الحياة وأن تزرع في أبنائها الحلم والعلم والحقيقة وأن تذكرهم دائما بقضيتهم التي لا يجب أن ينسوها فكلنا لدينا أطفال أو أولاد ونعرف تماما ماذا يعني أن نفقدهم في لحظة ما لا سمح الله وفي الحقيقة هناك تضحيات كثيرة تحصل من جانب أولاد الانتفاضة قد نتخيلها ولكن لا يمكننا أن نعلم مدى قسوتها في الواقع».
وصبا التي تألمت خلال تأديتها دور بطلة الفيلم جليلة تؤكد أنها أحيانا عندما كانت تعود إلى منزلها بعد يوم تصوير طويل كانت تجلس صامتة مفكرة تلوم التفاهات التي ينغمس بها البعض مقابل التضحيات التي يقوم بها آخرون من أجل حفنة من تراب بلدهم إلا أنها في النهاية كانت تقنع نفسها بأنها مجرد ممثلة لدور لتستفيق من هذا الحلم المزعج وتقول: «كنت أقول لنفسي هذا فيلم اصحي ولكن عمري لن أنسى تفاصيل صغيرة أضاء الفيلم عليها كعدد الشهداء الكبير الذي نراه في سياق قصة الفيلم والذي لم يكن مجرد أرقام كما نسمعها أو نشاهدها في نشرات الأخبار بل حقيقة مصنوعة من لحم ودم فهذا بحد ذاته يجعلك تحار بين الإرهاب والتطرف فهناك أشخاص تفكر في أرضها وهي متشبثة بها إلى حد الاستشهاد وليس مجرد تسييس قضية». وعما إذا كانت تستطيع تحمل استشهاد أحد المقربين منها ردت صبا مبارك: «صعب جدا هذا الظرف الإنساني ولا أستطيع التكهن بطبيعة شعوري فيما لو حصل ذلك لا سمح الله ولكن دون شك في داخلي إحساس عميق يجعلني أنحني أمام الأمهات اللاتي قدمن أبناءهن للشهادة فهن دون شك عظيمات».
وعن أكثر المشاهد التي استمتعت بها في الفيلم ردت صبا مبارك التي شاهدها الجمهور العربي أخيرا في مسلسل «شرابات لوز» و»حكايات بنات» في موسم رمضان الفائت أن تلك التي صورت تحت الأرض في الأنفاق والدهاليز والتي جمعتها مع بطل الفيلم منذر رياحنة في سياق القصة والتي تحكي عن نضال الشباب الفلسطيني حتى بأمور الحب التي يمنعون من عيشها فوق الأرض خوفا من يد المحتل المجرمة والقادرة على سرقة هذه اللحظات بلمحة بصر. أما المشهد الذي أرعبها وأخافها كما ذكرت فهو الذي تظهر فيه وقد غزا الشيب فجأة شعر رأسها فتعلق قائلة: «الفكرة بحد ذاتها مخيفة أن تستفيقي من نومك وأنت ما زلت في ريعان الشباب لتكتشفي أن الشيب لف شعر رأسك بين ليلة وضحاها لأنك لا تستطيعين إظهار حزنك أو أن تبكي فهذا اختناق من نوع آخر لا يمكن أن يستوعبه من يتابع القضية الفلسطينية والذي يتوه بآراء محبذي هذا الحزب أو ذاك (فتح أو حماس) فالقصة ليست قصة تيار سياسي بل إنسان يفقد أنفاسه وهو حي».
وعن تقييمها عامة لتجربتها التمثيلية من خلال قيامها بأدوار عدة في الدراما المصرية أو الأردنية ردت صبا مبارك: «المستوى المهني المتنوع هو جزء لا يتجزأ من مسيرة ممثل جيد وبرأيي أن هذا الأخير هو بمثابة ساحر كون هذه المهنة ثاني أصعب مهنة في العالم بعد مهنة عمال المناجم تستنزف الكثير من الوقت والتفكير والجهد وصاحبها يجسد شخصيات لأصحاب كل المهن (الطبيب والمهندس والسكرتير والأم وغيرها) ولكن كل ذلك لم يسرقني يوما من حياتي العادية فما لهثت يوما وراء الشهرة وما جعلت التمثيل هاجسي الوحيد في الحياة ولم أفكر يوما بأني يجب أن أكون الأهم على الساحة».
وعما إذا كان التقدم في السن يخيفها بالفعل أجابت: «لا أخاف من التقدم في السن فأنا أتقبل كل سنة إضافية إلى عمري بكل طيبة خاطر فلا أهتم بالقشور بقدر ما أهتم بالجوهر».
وعن الأعمال المستقبلية التي تحضر لها أوضحت الممثلة الأردنية أنها بصدد دراسة عدة عروض ولكنها لم تتخذ بعد أي قرارات تذكر في هذا الموضوع مشيرة إلى أنها تابعت في المرحلة الأخيرة بعض الأعمال اللبنانية في إطار الدراما والسينما وهي معجبة بها. وحول إمكانية مشاركتها في عمل فني لبناني قالت صبا مبارك: «أتمنى يوما ما أن أعمل ضمن فريق لبناني يتألف من مخرج وممثلين ولكن أحدا لم يطلبني حتى اليوم ولم أتلق أي عرض بهذا الخصوص».

( الشرق الاوسط اللندنية )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com