الأحد، 23 سبتمبر 2012

30 % نسبة إصابة الأطفال بآلام الظهر بسبب الحقيبة المدرسية


عمان- باتت مشكلة الوزن الزائد للحقيبة المدرسية في الوقت الحالي تشكل عبئا كبيرا على جميع أطراف العملية التربوية وخصوصا على التلميذ ذاته، فكما هو معلوم، فإن طلاب المدارس يكونون طوال مدة جلوسهم على مقاعد الدراسة في مرحلة نمو شامل جسميا وعقليا وانفعاليا...، والنمو الجسمي هو أوضح التغيرات التي تصاحب أطفال المدارس، ومما لا شك فيه أن حمل الوزن الزائد لفترات متتالية مستمرة سوف يؤثر على نمو الطفل، وإن لم يكن هذا التأثير لحظيا وفوريا، فسيظهر مع الأيام والتقدم في السن ليظهر مستقبلا على شكل تحدّب في الظهر أو الميل بالجسم نحو أحد الجانبين.
ويمكن إجمال المضار الناجمة عن حمل الحقيبة من عدة جهات بما يلي:
- يرى الأطباء أن حمل الثقل الزائد للحقيبة المدرسية يعرض الأطفال لآلام في الرقبة والذارعين والكتفين والظهر وحتى القدمين.
- وأحيانا تسبب ضغطا على القلب والرئتين نتيجة تشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري الذي يصبح على شكل حرف (c)، ما يستدعي التدخل الجراحي.
- يقول الأطباء إن نسبة الإصابة بأمراض الظهر لدى حمل الأطفال الحقائب الثقيلة على أحد الكتفين تبلغ 30 %، وتتناقص هذه النسبة إلى 7 % فقط في حال حملها على كلا الكتفين.
- كذلك، فإن حمل الحقيبة على كتف واحدة يسبب انحناء جانبيا وقد يؤدي إلى سير الطفل بطريقة مختلة غير طبيعية.
وقد يؤدي الثقل الزائد في الحقيبة المدرسية إلى تحدّب الظهر إلى الأمام، ما يؤثر على شكل الجسم بصفة عامة، وعلى العظام وطريقة الحركة بصفة خاصة.
الوزن المناسب للحقيبة المدرسية
يقول الاختصاصيون إن وزن حقيبة الطفل المدرسية يجب ألا يتعدى 5 % - %10  من وزن الطفل، بينما يستطيع تلاميذ المرحلة الثانوية حمل حقيبة تزن حوالي %15  من وزنهم.
بعض المقترحات للتخفيف من الوزن الزائد للحقيبة
تقع على عاتق الأسرة والمدرسة، بلا شك، المسؤولية المباشرة في مساعدة الطالب على تخفيف الوزن الزائد للحقيبة، ونبدأ بدور الأهل؛ حيث يتجسد بداية في شراء الحقيبة المناسبة، ثم في توعية أطفالهم وتنبيههم بعدم حمل الزائد من الكتب والحاجيات التي يأخذونها للتفاخر أمام زملائهم.
أما المدرسة فيقع عليها الدور الأكبر؛ فبإمكان المدرس أن يحدد ما هو لازم وما هو غير لازم، وهذه بعض المقترحات للتخفيف من الوزن الزائد للحقيبة:
- أن توفر المدرسة داخل الغرف الصفية خزانة صغيرة أو أدراجا خاصة؛ بحيث توضع بها الدفاتر وبعض كتب المواد التي لا تدرس يوميا؛ مثل كتب الكتابة للأطفال، ودفاتر الرسم أو الموسيقى... الخ.
- ويمكن أيضا وضع مستلزمات وملابس حصص الرياضة، أو مستلزمات حصص الفن كالألوان في الخزانة نفسها.
- وضع جدول دراسي يمكن التلميذ من حمل ما يلزم ليوم دراسي واحد فقط وليس لأيام الأسبوع كلها.
- عدم إجبار التلميذ على حمل دفاتر سميكة وإنما إحضار أخرى رقيقة، 200 ورقة بدل 300 مثلا.
- مراقبة وضعية جسم التلميذ في المدرسة سواء أكان واقفا أو جالسا أو حاملاً الحقيبة.
- توفير قاعة مكتبية تحوي كتب المنهاج الدراسي توزع على كل مجموعة من التلاميذ نسخة من الكتب المقررة ليستعملوها في المدرسة فقط، فيما يتركون كتبهم في المنزل يحضرون ويحفظون ويكتبون وظائفهم منها بدون الحاجة إلى حملها يوميا من وإلى المدرسة.
الوقاية دور الأهل والمدرسة
الأسلوب المجدي للوقاية يتمثل بما ينصح به التربويون والأطباء، لذلك ينصحون بما يلي:
- أن يلتزم الطالب بجدول الحصص المقرر، فلا يحمل معه إلا الكتب المقررة لذلك اليوم.
- أن يحمل الطالب حقيبة تتناسب مع طوله ووزنه، وأن ينقل الحقيبة أثناء سيره من يده اليمنى إلى يده اليسرى من فترة إلى أخرى، ثم يحملها على ظهره، وذلك للحفاظ على توزيع الثقل على الجسم.
- عمل تمرينات لتنشيط أعضاء الجسم لمدة 20 دقيقة تقريبا من مثل الجلوس على مقعد وإسناد الظهر، والوقوف وثني اليدين على الصدر، أو الوقوف وتشبيك الأيدي خلف الظهر والتعلق على الحائط مع إسناد الظهر، وبالتالي الوقوف مع فتح الذراعين وميل الجذع للأمام مع شد عضلات الجسم بأكملها للأمام والثبات.
وختاما، فإن طريق العلم والمعرفة مليء بالعقبات والصعاب، ولكنه طريق يستحق أن نبذل فيه الكثير؛ فالعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، لذلك يجب على الأهل والمدرسة أن يثقفوا أبناءهم ويرشدوهم  للمحافظة على صحتهم باتباع العادات الصحية الصحيحة سواء عند حمل حقائبهم أو جلوسهم على مقاعد الدراسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com