الاثنين، 17 سبتمبر 2012

«الحجة» .. و «ست الكل».. أمهات في القلب!

صورة

سهير بشناق - ..«الحجة» ، «ست الكل» ؛ كلمات مرادفة لكلمة «الام».
..احيانا ؛قد يختار الابناء استبدال كلمة « ماما » بما يشابهه الرقيق من الكلمات والهمسات:
- حجة ويا حبيبتنا ست الكل!.
 لمناداة الامهات ..و لكل واحدة من هذه الاسماء معنى وان اختلفت المسميات(..) لكنها تحمل بطياتها معاني الحب وتختصر مكانة الام في حياة ابنائها الذين يستظلون دائما بظلها يشعرون بالامن النفسي الداخلي فوجودها وانفاسها ورائحتها تبث في نفوسهم معنى الوجود وتشعرهم بانهم ما يزالون صغارا يهربون الى احضانها التي قد تكون قد تعبت من شقاء العمر والسنوات والمرض لكنها وحدها القادرة بكلمة توجهها لابنائها « الله يرضا عليكم « تعيدهم الى الفرح الغائب من عيونهم وهم يرونها تعاني غير قادرة على ان تكون كما يرويدنها دائما شمسا لا تغيب وشجرة تمتد اغصانها الى ابعد من حقيقة الموت . 
 
 الخوف النفسي من فقدانها 
الم الامهات وتعبهن؛ له صدى مختلف بحياة الابناء، فهو يبث الخوف في نفوسهم من فقدانها وكانهم يختلفون مع حقيقية الحياة ومقدراتها، ليس بهدف نكرانها بل لان «الام» هي مصدر الامن والوجود وحقيقة غيابها عن الحياة تعني لهم غياب كل ما هو جميل ونقي فهي وحدها التي لا يزال بقلبها متسع من الحنان والحب لا ينبض لابنائها ،مهما امتدت سنوات العمر بهم ومهما سببوا لها من تعب وابكوها احيانا .

 في مرضهم ومتاعبهم 
 في ذات الوقت ، يحرص به ابناء كثيرون على الاعتناء بامهاتهم في الكبر والبقاء بجانبهم في مرضهم ومتاعبهم ، هناك على الطرف الاخر للحياة ابناء غادرتهم الرحمة في اللحظة التي اودعوا امهاتهم بها في دور الرعاية ودور المسنيين، تنكروا لعمر احتواهم ولقلب سكنوا فيه وما كان ليكونوا لولا بقاؤها بجانبهم يعيشون في ظلها . 
امهات دور الرعاية يعانين بصمت يضاهي قدرهمن لكنهن لا يملكن سوى لغة الصمت لتصبح هي الصلة التي تصلهن بما تبقى لهن من عمر لا يمنحهن سوى الالم والحزن .

مسعدة كانت تقول!
..احدى الامهات بدار رعاية ،اسمها « مسعدة « تركها ابناؤها التي اصبحت تتمنى رؤيتهم .
مسعدة كانت تقول: « اسمي مسعدة ولم افرح من اليوم الذي وجدت نفسي في هذه الدار وحيدة لا ارى سوى وجوه ابنائي وشوقي اليهم . 
هن؛ يجلسن في هذه الدور لكل واحدة منهن قصة نجاح مع ابنائها وهم صغار ولهم منها قصة فشل حقيقية فكيف يمكن ان نبادل العطاء والحب والفرح بالحزن والجحود ولو من امل صغير تتمناه كل ام وصلت لعمر الشيخوخة ان تبقى مع ابنائها تشعر بهم وبابنائهم يكبرون امامها فتملك ما تبقى لها من حياة. 
وتبعا لمدير االطفوله في وزارة التنمية الاجتماعية محمد شبانة :»هناك عشرة دور للمسنين ستة للقطاع التطوعي واربعة للقطاع الخاص تخدم 354 مسنا ومسنة ادخلوا لهذه الدور لاسباب اسرية معينة فهم بحاجة للرعاية الحقيقية
..والراصد للمثل الشعبي: « يبقى الانسان طفلا الى ان تموت امه فيشيخ بعدها « ، يلمس كم من الابناء وصلوا للكبر العاطفي والهرم الفكري ،لابتعادهم عن امهاتهم ونكران عطفها وحاجتها لوجودها بجانبهم، قبل ان تغادر هذه الحياة .

 ما تقوله عائشة 
تقول عائشة ،وهي احدى السيدات ممن لها من الابناء خمسة وتعمل موظفة :
- والدتي مريضة وتحتاج لرعاية لكنها رفضت مغادرة بيتها ولكني لم يمض يوما الا وازورها برغم تعبي وحجم مسؤولياتي اتجاه اسرتي .
وتضيف :» اقضي عندها وقتا اساعدها واعد لها الطعام واتحدث معها واعود لاسرتي ويبقى خوفي عليها مستمرا فانام واصحو على صوتها يشعرني اني ما زلت حية فالام هي الوجود ولا شيء اهم منها :. 
واضافت : قبل عام مرضت والدتي ودخلت المستشفى ثلاثة ايام وبقيت عندها لا افارقها ليلا ونهارا ولم ار اطفالي هذه الفترة فتكفل زوجي بالاعتناء بهم وعندما عدت للمنزل سالني طفلي البالغ من العمر -6 – اعوام عن سبب غيابي رغم معرفته مسبقا بالسبب الا انه اراد ان يسمع مني فاخبرته عن مرض جدته وحاجتها لوجودي بجانبي فصمت قليلا ثم قال ببراءته : عندما تكبرين لن اترك فانا اشتقت لك لكن انا حزين لمرض جدتي . 
.. عائشة اشارت الى ان:» ما نفعله اليوم مع امهاتنا وهو اقل ما نقابلهم به بعد تعبهم وتربيتهم لنا سلوك يعتاد عليه الاطفال فهم ان تعودوا ان يعطفوا على الاخرين ويساعدوهم وهم صغار سيكبرون وهم يقدرون الاخرين». 
وبين حياة وحياة؛ نولد من رحم الالام التي تنسى وجودها،وتكون اخترقت الجسد عند رؤية اطفالنا ،نحملهم بين ايدينا فنبكي فرحا نتاسى الالامنا ،لاننا رايناهم بين احضاننا.
و عندما نبكي لاوجاعهم ونفرح لفرحهم وندعو لهم بالنجاح ونتمنى ان يزورنا الالم عوضا عنهم وان تبكي عيوننا ولا تدمع عيونهم يكونون هم بعيدين عنا يحرموننا من سماع كلمة « ماما»من جديد لنتمنى ان يعودوا اطفالا ولو للحظات .
« الام « .... « الحجة » ... « ست الكل»... كلمات نحتاجها نحن دائما نرددها كل يوم لنتذكر اننا ما زلنا احياء(..) و هناك من يدعو لنا ويردد اسماءنا في قلوبهن لتكون هي الاجمل ما دامت لنا امهات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com