الأحد، 23 سبتمبر 2012

مفهومنا عن الإخصاب

صورة

د. سميح خوري -  وهناك حاجز أخر امام الحيوانات المنوية، يقتصر على أغشية متينة تحيط بالبويضة. فالواقع ان الاستعداد الاخير لتلقيح البويضة, لا يحصل الا عند بعض الحيوانات المنوية المميزة والمحظوظة, وهي التي توصلت الى الرحم والانبوبين. ويعتمد التحام الحيوان المنوي مع البويضة على مرحلتين اساسيتين هما:
 اولا: التمكين والتكثيف CAPACITATION أي تغيرات بيوكيميائية في غشاء الحيوان المنوي, واسراع في تحركه.
=ثانيا: التفاعل الاكروسومي Acrosom أي التفاعل البيوكيميائي الذي يحصل في كساء رأس الحيوان المنوي, والذي يؤدي الى افراز خميرة من الاكروسوم حول الرأس, من شأنها هضم الحواجز التي توجد حول البويضة من جهة, وتسهيل دخول الحيوان المنوي الى داخل البويضة عبر المنطقة الشفافة المحيطة بها من جهة أخرى.
وهنا يبدأ الاندماج الحقيقي بين الخليتين التناسليتين, فتمتص البويضة رأس الحيوان المنوي ويصبح رأسه بصورة نواة, ويتم اندماج الكروموسومات التي هي بعدد 23 عند كل من الخليتين.
ورويداً رويداً تبدأ عملية الانقسام فبعد ثلاثين ساعة تقريباً من وقت الاندماج, تصبح البويضة الملقحة خليتين, وبعد يومين, نلاحظ ان عدد الخلايا اصبح اربع, ليتضاعف ويصبح ثماني  في اليوم الثالث. وبعد اربعة ايام تقريباً من وقت الالقاح تكون محتوية على ثلاثين خلية في أقصى حد. وتبقى حرة طليقة ليومين او ثلاثة ايام, ثم تخترق بطانة الرحم بعدما تفقد غشاءها لتعلق فيها نهائياً.

التعشيش:
ان البويضة الملقحة, تبدأ انقسامها في القناة الرحمية, وقبل وصولها الى بطانة الرحم تبدو شبيهة بثمرة التوت, وسرعان ما تتطور بانقسامها الى حجم اكبر يسمى البلاستولا (جذيعة) يكون حجمها بحجم بالون صغير لا يزيد طوله عن اثنين من الف من المليمتر. تتكون البلاستولا من طبقة خلايا تعرف بالامة البرانية الاغتذائية, بينما في جوفها توجد مجموعة من الخلايا تحمل اسم البرعم الحميلي. والادمة البرانية الاغتذائية تكون المسؤولة لاحقاً عن التصاق البلاستولا ودخولها في جدار الرحم, مما يعرف عندئذ بالعلقة, لأانها علقت بجدار الرحم, وعن تكوين المشيمة في المستقبل. اما البرعم الحميلي فيتكون منه الجنين.
ولتتمكن البلاستولا من ان تعلق في الرحم يتطلب ذلك تعاوناً بيولوجياً بين البويضة الملقحة والبطانة الرحمية, يعتمد على نضوج خاص في خلاياهما.
العلقة جسم غريب عن الرحم كيف يمكن للرحم ان يسمح بدخول اجسام غريبة الى داخله دون ان تظهر ردات فعل مناعية؟ لماذا لا يرفض الرحم العلقة, علماً ان نصف مكونات العلقة غريبة كلياً عن مكونات جسم الحامل؟ في الواقع يحاول جسم المرأة الحامل تجنب المعركة المناعية في داخله وذلك بحماية نفسه من غزو الادمة البرانية الاغتذائية لجدرانه. ويتم ذلك بتحول بيولوجي خاص في البطانة الرحمية الخاضعة لتأثيرات هرمون البروجيتسترون مما يجعل منها نسيجاً مميزاً يسمى بالغشاء الساقط, وربما هناك اسباب أخرى ما زالت مجهولة الهوية في كبح ردات الفعل المناعية. حقيقة, اننا امام تأقلم بيولوجي غريب, ووفاق ايضي تام بين الحميل والحامل.
وفي فترة العلقة يكون الاتصال بين دماء الام وخلايا التغذية في الجنين (سيتوتروفوبلاست) اتصالاً مباشراً. وتتغذى العلقة من هذه الدماء كما أنها تتغذى بافرازات الغدد الرحمية.
وبعد العلقة تأتي المضغة، ولكن النقلة فيما بين العلقة والمضغة قريبة وتدلف العلقة الى المضغة دون ان يكون هناك فارق زمني ولا فارق خلقياً  كبير. وتمتد مرحلة المضغة من بداية الاسبوع الرابع حتى نهاية الاسبوع الثامن.
تحدث في مرحلة المضغة ،تغيرات كثيرة في الشكل الخارجي للجنين, بحيث انه مع نهاية الاسبوع الثامن، أي نهاية الشهر الثاني تكون معظم السمات الخارجية للجسم قد ظهرت. كما تحدث في مرحلة المضغة كذلك تغييرات كثيرة في الشكل الداخلي للجنين حيث يتم نمو وتمايز الاديمات الجنينية الثلاثة (الخارجي والمتوسط والداخلي) ومع نهاية الشهر الثاني تكون معظم أجهزة الجسم قد بدأ تكوينها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com