الأحد، 23 سبتمبر 2012

خطـوة إلـى الأمـام..! أمينة منصور الحطاب

صورة

يدرك المعلمون في وقتنا الحاضر أن الإكثار من النماذج التعليمية أمر ضروري لتلبية حاجات تنوع نماذج المتعلمين الموجودين في الغرف الصفيّة. وما التعليم تعددي المستوى إلا طريقة واحدة من طرق مقابلة تلك الحاجات. غير أن المعلمين يحتاجون إلى تدريب أولي لتطوير قدراتهم التعليمية بشكل يمكنهم من العمل في التعليم تعددي المستوى. 
ما هو التعليم تعددي المستوى ( Multi-level Instruction) ؟
   يقوم التعليم تعددي المستوى على الافتراض بأن درساً واحداً يمكن أن يُدّرس للصف كله. وهو نهج في التخطيط يفترض التفريد والمرونة وإحتواء جميع الطلبة ، بغض النظر عن مستويات مهاراتهم الشخصية . فهو يسمح للمعلم بأن يخطط لجميع الطلبة ( طلبة الصف الواحد ) ضمن درس واحد، وبذلك يقلل من الحاجة إلى برامج منفصلة بسماحه للمعلم أن يراعي الفروق الفردية من خلال محتوى الدرس والاستراتيجيات التعليمية التي يتبعها في تعليم ذلك المستوى.
ولكي يتحقق ذلك ، فإن المعلمين بحاجة إلى فهم كامل لمفهوم استراتيجيات التعليم المتعدد المستويات ، وفي سبيل جعل الوحدة أو الدرس فعلاً متعدد المستوى ، يجب أن يشتمل الدرس على هدف محدد لجميع طلبة الصف ، كما يجب أن يشمل مجموعة متنوعة من أساليب التعليم التي تهدف إلى الوصول إلى جميع الطلبة وهذا يعني :
1-    التفكير في نماذج تعلم الطلبة ( Learning Styles) عند التخطيط لأساليب العرض .
2-    اشراك الطلبة في فعاليات الدرس من خلال الأسئلة الموجهة إلى المستويات المختلفة للتفكير.
3-    إعطاء الطالب الحرية في اختيار الأسلوب الذي يناسبه في التعبير عن فهمه للمفهوم المطروح للتعليم.
4-    قبول هذه الأساليب المختلفة( للتعبير عن الفهم)كأساليب متساوية في قيمتها. 
5-    أن يتم تقويم الطلبة على أساس فروقاتهم الفردية.
عملية الأربع خطوات في إعداد الدرس
لا بد من تمكين المعلمين في استخدام العملية التالية ذات الأربع خطوات كدليل لهم لكي يعدوا درساً يتفق مع أهداف التعليم تعددي المستوى.
1-    الخطوة الأولى: تحديد المفاهيم الأساسية.
 عند تعليم مادة تعليمية يجب أن يحدد المعلمون ما يريدون أن يفهمه جميع طلبة الصف من تلك المادة عند الانتهاء من الدرس، والمحتوى المختلف ربما يكون ضرورياً للطلبة الذين يتفاوتون في مستوى المهارة.
 ومهما يكن من أمر الدرس يجب أن يكون جميع الطلبة قد طوروا فهماً متشابهاً للمفهوم، مع أخذ مستوى العمل لديهم بعين الاعتبار، وهذا يتضمن فحصاً دقيقاً للمادة المراد تعليمها لأن الصعوبة التي تواجه المعلمين عند تدريس المحتوى الواسع تكمن في أن الكثير من الطلبة الذين يستطيعون استيعاب الفكرة بنجاح ليس بمقدورهم أن يتقنوا تعلّم كل المحتوى، فهناك حاجة لتوضيح الفروق بين المفاهيم الأساسية والمحتوى الذي يستخدم لتطوير وبناء وتوضيح هذه المفاهيم.
2-    الخطوة الثانية: طرق العرض ( أسلوب التعلم، أنواع وطرق استخدام الأسئلة، والمشاركة الجزئية ).
إذا أردنا النجاح لجميع الطلبة يجب عرض الفكرة أو المفهوم المراد تعلميه بطريقة تمكن جميع الطلبة من تحصيل درجات متفاوتة من المعرفة وفقاً لمستوى فهم كل منهم، وعلى المعلم أن يتذكر أن الصف يتكون من طلبة يتعلمون بالنظر والاستماع. ومعظم الطلبة يميلون إلى استخدام نموذج تعلمي واحد أكثر من غيره من النماذج وهذا يعني أن الطلبة يختلفون في نماذج تعلمهم.
 وعلى المعلمين أن يخططوا للتعليم وفق النموذج التعلمي الغالب لكل طالب في الصف . وبالرغم من أن 80-85% من الطلبة يتعلمون عن طريق النظر ، يميل غالب المعلمون إلى التعليم في معظم الأحيان بطريقة سمعية ، ويمكن للمعلمين أن يلبوا حاجات المتعلمين للتعلم بالنظر باستخدام أكثر للسبورة ، وبالاستعانة بالشرائح ، والأفلام والصور واللوحات والشفافيات في عرض دروسهم ، ويحتاج المعلمون إلى معرفة أكثر بنماذج الإدراك التعلمية ،و تقنيات التعلم الخاصة بكل نموذج.
وثمة اعتباراً آخر يجب أن يُراعى في عرض الدرس وهو إشراك الطلبة وفق مستواهم الخاص. و تصنيف بلوم أو التصنيفات المشابهة الأخرى التي تشير إلى مستويات التفكير. مفيدة في تنظيم الأسئلة على المستويات المختلفة، فجميع الطلبة يمكن أن يشاركوا في الدرس إذا طورنا أسئلة مناسبة تسمح بمشاركتهم سواء كانت المشاركة كلية أو جزئية وهذا ما يقرره المعلم عند تخطيطه للدرس.
3-    الخطوة الثالثة: طرق عمل الطالب وأدائه.
إن أسلوب الأداء الذي يستخدمه الطالب ليظهر فهمه للمفهوم الذي تم تعليمه يجب أن يتبع نفس التنوع الذي تناولناه في طرق العرض. فينبغي أن يكون هنالك مجال لواجبات مبنية على نماذج متنوعة للتعلم، وواجبات مبنية على مستويات مختلفة لتصنيف بلوم وواجبات تظهر المشاركة الجزئية.
4-    الخطوة الرابعة :طريقة التقويم. 
إن تقويم واجبات الطلبة يجب أن يتم بإعطاء أوزان متوازية مع صيغ عرضها، علماً بأن العمل الكتابي ليس أكثر قيمة من العمل الشفوي أو العمل الفني. وبهذه الطريقة تتساوى إسهامات الطلبة في قيمتها، والطالب الذي لا يستطيع الكتابة لا تقل قيمته في أعين أقرانه في الصف.
ويجب استخدام تصنيف بلوم في إعداد أسئلة الامتحان ، والانتباه إلى أنه في حالة استخدام مستويات مختلفة من الأسئلة مثل التحليل أو التركيب أو التقويم – وهي غالباً لا تستخدم كأسئلة امتحان- فإنه يجب إعداد الطالب لمثل هذا النوع من الأسئلة . فليس من الملائم أن يقتصر تعليم الطلبة في الصف على مستويات المعرفة والاستيعاب والتطبيق . ثم نتوقع منهم أن يقفزوا إلى المستويات الأعلى للتفكير في الامتحان. والنقطة الرئيسية التي يجب أن نذكرها هي أن التقويم في التعليم متعدد المستويات يقوم على أساس المستويات الفردية للمهارة لدى الطلبة.

متطلبات التعليم تعددي المستوى
إن التعليم تعددي المستوى لا يتألف من استراتيجيات يقتصر استخدامها على مواقف معينة . إنه عملية يمكن تطويرها عبر المنهاج بأكمله . وبذلك فهو يتطلب قدراً كبيراً من الالتزام والتخطيط من قبل المعلمين. إنه لا يتطلب تدريباً كثيراً مع أنه يتحدى المعلمين لأن يفكروا ثانية بالمواد التي سبق لهم تعليمها. وربما يعني أن المعلم مطالب بترك خطط الدروس التي سبق أن اعتاد استخدامها، و أن ينفتح على نهج وطرق جديدة لنفس تلك المادة. إن هذا النوع من أساليب التعليم يتطلب وقتاً للتخطيط للدروس الجديدة، وإرادة للتخلي عن دور العارض واستبداله بدور المسهّل.

مسوغات استخدام التعلم تعددي المستوى
من بين مسوغات استخدام التعليم تعددي المستوى هو أنه يشجع القبول ( ادخال الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في الصفوف العادية ) والدمج ( دمجهم في الصف العادي ونشاطاته ) وهو في نفس الوقت يخاطب نماذج تعلم مختلفة ويساعد على مشاركة جميع الطلبة في عملية التعلم وعلى قبول كل إسهام يقدمه الطالب ، فيعين بهذا على تنمية مفهوم قيمة الذات لدى جميع الطلبة .
 ولا شك بأن الدافعية المتزايدة التي تتولد من خلال مشاركة جميع الطلبة في نشاطات الصف تجعل إدارة الصف أكثر سهولة.

خلاصة
بما أن المعلمين الآن ؛ يواجهون تنوعاً كبيراً بين الطلبة في صفوفهم ، فإن الحاجة تدعو إلى استخدام مدى أوسع من استراتيجيات التعليم لمقابلة حاجات هؤلاء الطلبة ، وما التعليم تعددي المستوى إلا طريقة تعليم تسمح للمعلمين بالإيفاء بالحاجات الفردية للطلبة ، وتوفر تربية نوعية للجميع ، إلّا أن هذا الأمر ليس من السهل عمله ، ولن يحدث بسرعة . 
ومهما يكن من أمر، فلا بد من أن يكون التعليم تعددي المستوى خاصية من خصائص النظام التعليمي مستقبلاً وعلينا الالتزام بتطويره، وهذا يتطلب إلتزام بأيدولوجيته ، وإلتزام بتوفير الموارد اللازمة لتنفيذه .
 ولا شك بأن الطلبة والنظام التربوي كلاهما يحققان مستوى أعلى من النجاح كنتيجة لذلك.
Ameeneh @live.com

عن طريق النظر !

على المعلم  أن يخطط  للتعليم، وفق النموذج التعلمي الغالب لكل طالب في الصف .
 وبالرغم من أن 80-85% من الطلبة يتعلمون عن طريق النظر ، يميل غالب المعلمون إلى التعليم في معظم الأحيان بطريقة سمعية ، ويمكن للمعلمين أن يلبوا حاجات المتعلمين للتعلم بالنظر باستخدام أكثر للسبورة ، وبالاستعانة بالشرائح ، والأفلام والصور واللوحات والشفافيات في عرض دروسهم ، ويحتاج المعلمون إلى معرفة أكثر بنماذج الإدراك التعلمية ،و تقنيات التعلم الخاصة بكل نموذج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com